قلوب تائهة
.. وشرعت بالتسبيح عليها
وكلما ذكرت اسم الله علي أحد اصابعه .. وجد جسدهه يرتشع .. وكأنه كان يفتقد منذ زمن مائا يريد ان يرتوي بيه
ظل يتأملهاا ... وشعور الراحه التي طالما بحث عنها قد وجدها واصبحت تسري بين عروقه .. أغمض عينيه وكأنه يعيد ذكريات ماضيه حينما كان يري والدته تسجد ويسجد بجانبها وعندما تنهي صلاتهاا تبتسم له وتضع يدها علي رأسه بحنان وتضمه بين أحضانهاا
فتح عينيه برفق عندما أحس بأن حركة اصابعهاا قد توقفت
نظر لهاا طويلاا .. وكأنه يبحث عن اشياء بعيده تسير امام اعينه... وبعد لحظات قال ليه عملتي كده
مريم بأبتسامه عشان تشاركني في الثواب
وقفت امامه مثل الطفله الصغيره التي تترجي اباها ان يبقي معاها بدموعها ولكن سريعا ما أشاحت بوجهها وهي تقول هو انا هفضل محپوسه هنا
مريم بحزن عايزه أرجع اشتغل تاني
أدهم پحده وهو يقربها منه خروج من هنا مافيش وشغل برضوه مافيش فاهمه
كانت دموعهاا هي من استطاعت ان ترد عليه ابتعدت عنه وهي تمسح دموعهاا وتقول بس انا بقيت بخاف اووي صدقني مبضحكش عليك
حاول ان يلطف الوضع قليلاا بينهم وقال انتي مش طفله صغيره يامريم الاطفال بس هما الي بيخافوا ولا انا متجوز طفله
وقبل ان يضعف قلبه .. التف بوجهه بعيدا عنها وهو يقول تصبحي علي خير... ثم تركهاا ورحل من عالمها الذي يخشي ان يقع فيه بدون ان يشعر ..
تنهدت بأسي .. وهي تقول بين دموعها التي انسابت بعد رحيله يارتني كنت طفله صغيره كنت أشفقت علياا وفضلت قاعد معاياا
وقفت تتطلع له بخجل شديد وهي تقول بشمهندس احمد
ألتف الي مصدر الصوت وهو ينظر لها متعجبا في حاجه ياهبه
هبه بتردد بصراحه كنت عايزه أسأل حضرتك علي مريم
أحمد مريم مين وبعد ان تذكرها اه مريم مساعده بشمهندس اياد
هبه ايوه يافندم .. بقالها مده كبيره مبتجيش الشغل وبتصل بيهاا ديما تليفونها مقفول ممكن تقولي عنوان شغلها الجديد الي الشركه حولتهاا ليه
هبه بخجل لو مش هضايق حضرتك ممكن تسألي مستر أدهم عن مكان نقلها
احمد حاضر يا أنسه هبه عن أذنك
.................................................. ..............
وقفت تنتظر ان يتطلع بأعينه اليها حتي لو قليلاا وبدون أن يرفع نظرهه عن ما امامه من اوراق .. قال بصوته الجاد أتفضلي اقعدي يامدام نانسي
نانسي لو مشغول ممكن اجيلك في وقت تاني يا أدهم باشا
تطلع بنظرهه قليلا اليها .. وهو يشعر بالأشمئزاز من تلك المنظر بملابسهاا التي تجلس بها امامه .. وقال بعد ان نظر الي الأوراق التي امامه ثانية خير يامدام نانسي
نانسي بتصنع للحزن هو عزت حبيبي مقلكش أني كنت عايزه ارجع أشتغل هنا تاني في الشركه
أدهم بجديه وهو ينهض من علي كرسيه عزت باشا عنده شريكاته الي