الأربعاء 08 يناير 2025

سندريلا المنبوذة بقلم سولييه نصار

انت في الصفحة 15 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

يأكل وهو يمزح بلطف جعل الجميع يشاركون بالحديث معه بينما هي جالسة تغطي كامل وجهها بالحجاب ...تشعر أنها غريبة عن هذا المكان ...تتمنى لو تستطيع الهر وب من هنا ...أن ينتهي كل هذا وتعيش مع والدها بأمان...يعلم الله أنها تفعل كل هذا من اجله ....
كانت النظرات المتبادلة بين يعقوب وجوليا لا يمكن تجاهلها ...ولكنها حقا لم تهتم ...تعرف ما هي مقدمة عليه ...وتعرف أن حياتها مع يعقوب سوف تكون جح يم. ...ولكنها لا تهتم ...من أجل والدها هي لا تهتم ....
بعد ساعة تقريبا....
تعالي بس ...
قالها يعقوب بهمس وهو يمسك يد جوليا. ..
ضحكت الآخرى وهي تقول 
يعقوب ممكن حد يشوفنا ... 
ميهمنيش .. 
قالها وهو يجذبها خلف أحد الأشجار الكبيرة .....
كان من بعيد هي تراهم ....عينيها جامدة بدون أي مشاعر ....تلك العلاقة المش ينة بينهما لم تحرك اي شئ غير القر ف ..... رباه تتمنى أن تنتهي مسرحية زواجهما بسرعة ....
بتعملي ايه هنا !
قالتها بإ نكسار واضح 
اللي مفروض يكون جوزك بعد كام يوم بيخو نك قدام عينيك وأنت مبتتكلميش ...مش واخدة اي رد فعل ...انت ازاي كده ...
قالها جود پصدمة ...نظرت إليه وتين دون أي مشاعر من تحت حجابها وقالت بدون مبالاة 
لو سمحت متتدخلش في حياتي ....دي حياتي انا ...
ثم كادت أن تذهب من أمامه إلا أنه أمسك كفها وهو يقول بقوة 
هي دي حياتك اللي عايزة تعيشيها...تعيش مع راجل بيخو نك !!تعيشي وانت شايفة جوزك كل يوم راجع البيت بعد ما كان مع جوليا ....تعيشي في ر عب أن ممكن في اي يوم ...اي لحظة ير ميكي عشان يتجوزها ...هو ده اللي عايزة تعيشيه!!!
ايوة أيوة ...عايزة اعيش بالطريقة دي انت مالك !!!
صر خت بوجهه في قسو ة شديدة بينما الدموع تلسع عينيها واكملت 
ليه الكل عايز يمشيني على مزاجه ...الكل بيتدخل في حياتي ...أيوة أنا هتجوزه وانا عارفة أنه مبيحبنيش....هتجوزه ...هتجوزه عشان معنديش حل تاني والا هتر مي أنا وابويا المر يض في الشارع ..
هز رأسه وقال
مش مضطرة تعملي كده ...ده مش مبرر عشان تد مري حياتك ...لو عشان خۏفك على ابوكي أنا بعرض عليكي اهو تعيشي في بيتي من النهاردة ومن غير اي طلبات وانا هعيش في اي مكان تاني ...بس متد مريش حياتك عشان خاطري ...متعمليش كده في نفسك .....
أتاها اغر اء كبير أن توافق ...خاصة أنه يعرض عليها النجاة دون أن تض حي ولكن وتين اعتادت أنها لا تنال شيئا إلا عندما تض حي ...تلك هي حياتها سلسلة طويلة من التض حيات. ...
شكرا مش عايزة منك حاجة ...
هتفت بها ببرود ثم تركته ها ربا والدموع لا تتوقف عن الانفجا ر من عينيها بينما الاصرار يلمع بعيني جود..انتهى الأمر هو لن يدعها تد مر حياتها بيدها 
يتبع
سندريلا_المنبوذة 
سولييه_نصار
الفصل السادس والعشرونصدمة
أحببتك مرغما ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة أحمق 
محمود درويش 
........
..
وتين بنتي مالك ايه اللي حصل !
شدتها وهي تعانقها وتكمل بهلع
مين ضا يقك !...
ضمتها وتين بدورها وهي تبكي بصوت مرتفع ...هي حز ينة ...غا ضبة ....داخلها ينف جر من الغ يظ...هي لا تريد تلك الحياة ولكنها مضطرة ...لقد عاشت طوال حياتها تتلقى الأوامر وتها ن كرامتها...ولم يتغير شئ ...لم يتغير أبدا !!!
ابعدتها مها وهي تمسح دموعها وتقول 
مالك يا بنتي مين ز علك ...قوليلي يا وتين ...يعقوب ضا يقك ! ..
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بصعوبة 
لا يعقوب معملش حاجة ..انا بس افتكرت امي الله يرحمها وبكيت....يعني بعد كام يوم هتجوز وهي مش هتكون موجودة معايا ..عشان كده انا زعلانة ...كان نفسي تكون موجودة أنا محتاجالها أووي ...
يا حبيبتي ...هو انا مش ماما برضه يا وتين ...اعتبريني زي مامتك ...انا عارفة طبعا اني مش هكون في معزتها عندك بس اعرفي اني هحبك اووي ومش هسمح لأي حد أنه يأ ذيكي ...
أرادت أن تخبرها أن ابنها يؤ ذيها ...أرادت أن تتوسل إليها ان تنقذها من بين يدي ابنها ولكنها احتفظت بأفكارها لنفسها....مهما كانت مها جيدة هي تكون والدة يعقوب وبالطبع لن تفضلها على ابنها ...لذلك رسمت ابتسامة
على شفتيها ...كانت الابتسامة الاكثر انكسا را التي ارتسمت على وجهها يوما وقالت
أكيد حضرتك زي ماما وانا بحبك اووي 
ثم عانقتها والدموع تنف جر من عينيها بقوة ....
....
انتهيا مما كانت يفعالانه وخرجت من خلف الشجرة الكبيرة وهما يضحكان بقوة ولكن فجأة يعقوب توقف وهو يجد جود أمامه ينظر إليه بقسو ة وإشمئز از ....
نظر يعقوب إلى جوليا وأخبرها أن تلج للداخل بسرعة ...اطاعته هي بتوتر وهي ترى نظرات ابن خالته ...كان يبدو غا ضبا...لقد رأت هذا الشاب عدة مرات وفي كل مرة نظراته لا تفارق وتين ....
ابتسمت داخلها ساخرة وهي تفكر أن تلك المشو هة لديها معجب ...ومعجب رائع كهذا ....
تمتمت بسخط وهي تلج أخيرا للقصر 
صحيح البخت للو حشين!
نظر يعقوب الى جود ببرود ثم كاد أن يذهب ولكنه تجمد فجأة والكلمات تنساب من فم ابن خالته ...
أنت مبسوط بنفسك !مش حاسس بالقر ف وانت بتخو ن اللي هتتجوزها بعد كام يوم ومع اختها كمان ...
قالها جود وقد علت ملامحه الإشمئز از ...نظر إليه يعقوب وهو يط حن أسنانه پغضب يسيطر على نفسه بشق الأنفس كي لا يح طم أسنانه .....
ايه القط اكل لسانك ولا انت مكسوف تتكلم !
أخرس خالص ومتتدخلش في اللي ملكش فيه احسنلك يا جود ...علاقتي مع وتين انت ملكش دعوة بيها ....
يعني موافق تبقى انسان حق ير تتجوز واحدة وتحب في اختها !!!
يا خسارة يا يعقوب ....نزلت من نظري ...انت مش بتخو ن خطيبتك بس ...انت بتنت هك شړ ف اخوك ....بتقرب من خطيبته ...طلعت انسان معندكش اخلاق 
نهض يعقوب وزعق به 
انت اخر واحد تتكلم عن الأخلاق ...فاكرني مش ملاحظ نظراتك لوتين ...فاكرني مش شايفك بتبصلها ازاي !حتى لما قولت أنها مراتي وكنت فاكر أننا متجوزين مكنتش قادر تشيل عينيك عنها ....فقولي يا استاذ مين فينا اللي معندوش اخلا ق ...
بهت جود وتراجع ليبتسم يعقوب بسخرية ويقول 
أنا مش نايم على وداني يا جود وشايف الطريقة اللي بتطاردها بيها في كل مكان ...طريقة ر خيصة زي صاحبها ...بس صدقني انت لو عملت ايه مش هتطولها لأن زي ما قولت بعد أيام هتكون مراتي أنا ...ملكي انا !!
ثم استدار وتركه يحا رب مشاعره الخاصة......
............
بعد اسبوعين تقريبا.....
في احدى الوحدات السكنية الصغيرة 
أنا مش مصدقة أننا بكرة هنتجوز يا حبيبي ...بكرة هتبقى مع بعض للأبد ...
قالتها جوليا وهي تقترب منه بينما هو ينظر للنافذة بشرود ....عانقته من الخلف وهي تغمض عينيها بسعادة وتتخيل النعيم الذي سوف تعيشه مع يعقوب ....
استدار يعقوب ونظر إليها بشرود لتتسع ابتسامتها وهي تتخيل رد فعل وتين عندما ترى أنها جوليا ستكون العروس بدلا منها ...
ضحكت جوليا بخفوت ليقول يعقوب 
بتضحكي ليه !
بصراحة عشان اتخيلت منظر وتين وهي فاكرة نفسها انها هتتجوز وبعدين تلاقيك متجوزني أنا ...اكيد هتتك سر ....
تلاشت ابتسامة يعقوب وقال
صح هتتك سر نفس ك سرتي لما هربتي من اخويا وخلتيني عرضة للفض يحة ....
نظرت إليه جوليا بتوتر وقالت بتلعثم
اي....ايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي ....
أنت اللي فكرتيني بيها ...لولا وتين كان ممكن فعلا اتف ضح ...
لا مش هيكون فيه جواز !!!
بهتت ملامحها وقالت 
تقص...تقصد ايه !
ليبتسم له بخب ث ويقول 
يعني مفيش جواز يا حلوة . .جوليا أنا كنت عايز اثبت اني احسن من خالد ...يعني ليه هو يلمسك وانا لا ...كنت عايز أخليكي ملكي زي ما هو خلاكي ملكه وانا وصلت للي عايزه خلاص ...فليه اتجوزك واكلف...وانا قدامي واحدة شړ يفة زي وتين واثق أنها قطة مغمضة ..مش واحدة معندهاش شړ ف ...
يعني ..يعني ايه !.
قالتها جوليا بهلع ...
يعني يا حلوة أنا مش هتجوزك ...أنا خلاص اخدت اللي عايزة ...اتجوزك ليه !...تقدري تتجوزي خالد دلوقتي ...أنت مبقتيش تلزميني!!!!
.......
يعني ايه ...يعني ايه الكلام ده !!
فيه ايه يا مصطفى !
نظر مصطفى إليها وقال
أنا خس رت الانتخابات!!!
يتبع
سندريلا_المنبوذة
سولييه_نصار
الفصل السابع والعشرونخسارة مجددا
نسيمك عنبر ...وأرضك سكر ...واني أحبك...أكثر! 
....
اللي سمعته ده صح يا بابا ...صحيح أنك خس رت الانتخابات !!!
قالها يعقوب وهو يلج لمكتب والده ....
كان مصطفى يجلس على مكتبه وعينيه شاخصة للأمام.... وجهه باهت كالأمو ات ...كان محطم ...محطم للغاية ومصډوم ...كيف خ سر بعد كل ما فعله ليربح ....لقد خطط جيدا كيف يكسب رضا الشعب عنه ولكن كل ما فعله ذهب أدراج الرياح ...
بابا ...
قالها يعقوب بتوجس لينظر إليه مصطفى والأ لم يظلل ملامحه وقال 
كل شئ ضاع يا يعقوب ...أنا ض يعت انتهيت...اللي بنيته بقالي كتير اخوه المحترم ضي عه ...ضي عه !!!
صر خ بكلمته الاخيرة ..صر خ بقوة حتى شعر بأن احباله الصوتيه تمز قت ...استعرت النير ان بعينيه ...ود لو كان امامه خالد الآن لكي يق تله ....
بابا اهدى...ابوس إيديك اهدى ...
قالها يعقوب محاولا تهدئة والده ولكن عبثا كان غاضب بشدة لدرجة انه ضر ب على
المكتب بغض ب ونهض وهو يصر خ 
اهدى ازاي يا يعقوب ...كل اللي بنيته اته د...حاولت اصلح اللي حصل ومتصلحش ...أنا كنت واثق اني هكسب ..الحملات كانت ماشية كويس ...الناس كانت بتحبني...ايه اللي حصل ويخلي صلاح الهاشمي هو اللي يكسب....ليه يحصل معايا كده ...بس كل ده بسبب خالد ...هو السبب ...هو اللي د مر حياتي ....وانا هد مر حياته ...
هتعمل ايه !
سأله يعقوب بتوجس ليرفع مصطفى رأسه ويقول
اتصل بالمحامي يا يعقوب ...هنقل كل ثروتي وممتلكاتي ليك....خالد مش هيشم مني أي مليم !!!!
رغم الخبر الس ئ الذي زلز ل عالمه للحظات ولكن ما قاله الآن والده اسعده كثيرا .. ستكون كل أموال والده له وخالد سوف يعود ليعيش بالشارع مع جوليا ...لقد نال انتقا مه بالكامل !!!
حاول يعقوب ان يسيطر على ابتسامته وهو يقول 
تمام يا بابا هتصل بيه ....
تنهد خالد وهو يغمض عينيه ويقول 
وكمان مفيش داعي أبدا انك تتجوز وتين ...خلاص المسرحية خلصت ...متورطش نفسك اكتر من كده ....
علت ملامحه تعبير الاستنكار وقال
لا يا بابا أنا هتجوز وتين !! ...
نظر إليه والده بذهول وقال
انت بتقول ايه!هتتجوزها ليه !خلاص السبب اللي عايزك تتجوزها عشانه انتهى واحنا حتى متفقين انك مش هتتجوزها اصلا ...فقولي ليه غيرت رأيك دلوقتي ايه اللي حصل!
اللي حصل اني عايز اتجوزها ...هو ده اللي حصل يا بابا ...ايه فيه مانع !...أنا عايزها فعلا ...جوازي من وتين هيتم!!!
هز والده رأسه وقال
أعمل اللي عايزه مبقتش مهتم....المهم جيب المحامي بسرعة.
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 19 صفحات