بقلم دينا الفخرانى
انها مضت على تنازل ورجع لنور حقه
صمت بعدما قال ما لديه فران فى الغرفه الصمت إلا من صوت أنفاسهما المنتظمه .. ومازال على
كتفها ينتظر تعليقها ولكن على ما يبدو أنها لم تستمع لأيا مما قال .. فهى لم تحرك ساكنا
زفر بقوه وأكمل
_ كان نفسى أطلعك من كل ده .. عارف انك مالكيش ذنب فى اللى حصل فقولتلك على اللى يخصك .. قولتلك على حكايتى معاكى وخفيت عنك اى حكايه تانيه .. وحتى مع محمود عملت نفس الشئ بس مش عارف ليه ڠصب عنى بلاقينى اضطريت اعرضك لأخطر وأسوء مواقف فى الموضوع
قامت تنزع عنها سترته .. ألقتها لجواره فلم يستطع هو ابعاد عينيه عنها .. تحركت بأليه نحو خزانتها تخرج ملابسها وتضعها فى تلك الحقيبه فوق فراشها .. ثوانى استوعب فيها ما تفعل فقام يعترض طريقها ممسكا بيديها يسألها لما الرحيل !
_ انت مش خلاص نهيت قضية محمود ووجعت جانا ورجعت لنور حقه واخدت ورثك من باباك .. معتقدش ان ليا لزمه بقى همشى افضل .. ما اظنش بقى انك عاوزنى فى حاجه تانيه
اعتصر ذراعيها بين يديه پغضب
_ انتى بتقولى ايه .. يعنى ايه تسيبينى وتمشى انتى مفمهمتيش انا قولت ايه .. طب مش حاسه بيا طيب
_ لا فاهمه وحاسه كمان .. فاهمه يعنى ايه انت اتجوزتنى عشان واحده تانيه وحاسه بالۏجع ده ... فاهمه يعنى ايه انتظر منك تنصفنى قدامها والاقيك بتكدبنى
أكملت پضياع
_ عارف يعنى ايه تقولى اتجوزك عشان ورث وانا اقولها لأ دا اتجوزنى عشانى .. واكون شاكه فيها وانا بقولها مش عارفه هى كدبه ولا حقيقه
_ دا انا لما محمود كان حاطط سلاحھ على رقبتى مكنتش خاېفه ذى انهارده وانا بسألك مين فينا صح و مين الغلط .. عارف معنى انى اكون مراتك ومش عارفه انا اللى اعرفك اكتر ولا غيرى .. أنا فاهمه ايوا وحاسه متقلقش
نظر لها يستغرب كيف تحولت فى ثوانى قليله .. من الڠضب الى الشرود للبكاء واخيرا هذا الضعف
احتوى وجهها بكفيه
انتفضت بين يديه تبعدها عن وجهها وتكمل بڠضبها
_ شئ .. انت قولت شئ .. انا فعلا مش اكتر من شئ .. شئ غالى اوى ومهم بالنسبالك ذى كرسى أو ساعه غاليه اوى على قلبك .. صحيح بتحبها وبتهتم بيها غاليه اوى عندك بس
فى النهايه ساعه .. فى النهايه شئ .. شئ من أشياء كتيره عندك .. أنا فى نهاية القايمه بتاعة الحاجات دى .. انا فى النهايه ولا شئ بالنسبالك
ابتعدت تجمع ملابسها سترحل لا محاله .. لا تنوى البقاء فيكون فى انتظارها شئ اخر
_ عاوزه تسيبينى يا سلمى .. عاوزه تسيبينى زى بابا وماما ما سبونى .. عاوزه تسيبينى وتجرحينى انتى كمان زى جانا ما جرحتنى .. عاوزه تسيبينى وحيد .. عاوزه تحرمينى من نظرة الحنيه اللى كنت بشوفها فى عيون ماما ومصدقت شوفتها فى عيونك انتى من تانى ... لا يا سلمى مش هسمحلك .. مش هسمحلك تسيبينى سميها انانيه غرور تملك .. سميها زى ما تسميها بس مش هسيبك
نظرت له بقوه
التمعت عيناه فجأه واقترب منها يلفح أذنها بكلماته
_ سيبك من المبرر دا خالص .. لأنى كفيل انى أمحيهولك فى لحظه .. بس ورينى هتطلعى من هنا ازاى .. عشان تعملى اللى بتقولى عليه ده
جحزت عينيها وهى تفكر أما تظنه صحيح .. سيحتجزها هنا سار أمامها بهداوه فركضت تخرج من باب الغرفه وحينها تذكرت ما ترتديه فعادت مره أخرى تبحث عن شئ ترتديه سريعا .. فى حين كان هو قد وصل عند باب الغرفه .. خرج منه وأوصده من خلفه بإحكام
وقف خلف الباب متنهدا بصبر .. فهو يعلم أنها مچروحه غضبى لكنه يوقن أن الفراق ليس الحل .. وإن تألمت سيداويها بطريقته و لن يسمح لها بأن تتألم بعيدا
.. لن يسمح لها بأن تبتعد أساسا
فنادرا ما قد نجد مثل ذلك العشق الذى يمكن أن يغنينا عن العالم أجمع .. ونحن بغبائنا قد نجرح ونوشك على الخساره .. لكن لو مهما حصل حاول ألا تفقده .. قاټل لأجله بإستماته .. إن كان يستحق ذلك
وعشقها له يستحق بأن يتمسك به لو مهما حدث ...
يوم أخر تتلو فيه العصافير قصتها على الأغصان .. قد تكون قصتها بؤس ولأننا لا نفهم سنظل دوما نظن أنها تتلو أنشودة الحياه فخلف كل قناع سعاده قصه طويله من الحزن تختفى خلفه
فتحت حنين الباب ببسمتها المبهجه .. تستقبل وليد الذى أتى للفطور معهم .. فتلك عاده اكتسبها مؤخرا
رحبت به وهى تخبره أن الخال فى الأسفل ليس هنا .. واستئذنت للذهاب تكمل تأدية الفطور .. دخل سعيدا وبداخله رغبه شقيه فى العبث قليلا مع صغيرته المجنونه
تسلل خفيه حتى دخل غرفتها .. وهى بوجهها الملائكى كانت تنام بسکينه .. شعرها الأسود البرئ .. قصه أخرى من البرائه تتلوها تلك الضفيره التى تجمعه على كتفها
رأها تتململ فرغب فى اللعب قليلا .. اندس الى جوارها فى الفراش محدثا نفسه عن تلك الكارثه التى ستحدثها عندما تقوم وتجده لجوارها
وبالفعل فتحت جفونها بثقل فنظر لها بتسليه .. لكن ما فعلته فاق توقعاته فهى قد أمسكت بيده تقول بنعاس
_ وييد انت هنا احكييى حدوته . وليد انت هنا احكيلى حدوته
وأغلقت عينيها مره ثانيه تطلب النوم ولكن هذه المره وهى تحتضن كفه فى يديها .. لم يكن الوقت كافيا لأن يستعجب أو يفكر فى ما فعلت .. فالخال قد أتى مما يعنى أنه هو من ستحل عليه الكارثه عندما يراه هكذا
الفصل السابع والعشرون
حاول نزع يده منها لكنها كانت تتمسك بها بشده فما كان منه الا أن يسحب يده بقوه علها تستفيق فتساعده على الخروج من هذا المأزق أو يستطيع سحب يده منها ويحاول انقاذ نفسه
فتحت عينيها عندما شعرت به فقامت تفرك وجهها بيديها لتكتشف أنها تستعمل يد أخرى .. ظلت تحلق باليد قليلا وبصاحب اليد أكثر حتى اتضح لها ملامح