الأحد 29 ديسمبر 2024

ومضة ميرنا ناصر

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

بعد أن ألقيت خطابي أمام الشعب عدت إلى القصر وقلبي مثقل بالأوجاع والهموم.
كان الألم يعصف بروحي والخۏف يتسلل إلى أعمق زوايا قلبي. خذلان رائف لي كان كطعڼة غادرة في أعماق قلبي لم أستطع استيعاب ما حدث. شعرت بأن العالم من حولي ينهار وأنني وحيدة في مواجهة هذه العواصف.
لم أعد قادرة على التحمل. توجهت إلى أثينورا وقلت لها بحزم أثينورا أحتاج إلى أن أرتاح وأنام لمدة ساعة. بعد مرور الساعة أرجوك اجمعي كل القوات.

نظرت إلي أثينورا بعينين مليئتين بالقلق لكنها لم تعترض. وافقت بصوت هادئ وقالت أمرك مولاتي سأقوم بما طلبت.
ذهبت إلى غرفتي وأنا أشعر بثقل العالم على كتفي. من زمان وأنا أتعود على الهروب من ۏجعي وخۏفي بالنوم. لأول مرة منذ ثلاث عشرة سنة أجد نفسي أعود إلى هذه العادة القديمة. بمجرد أن أغمضت عيني تدفقت الذكريات كالسيل الجارف تجرفني معها إلى أعماق حزني.
تذكرت أيام الملجأ تلك الأيام المليئة بالحزن والقسۏة. تذكرت كيف كنت أتصارع مع الظلام والخۏف وكيف كنت أتكتم صړاخي في الوسادة لكي لا يسمعني أحد وأهرب إلى النوم. كنت أتحسس ۏجعي وألمي وحدي لا أحد كان يعلم بما كنت أمر به.
تقلبت على السرير محاولة النوم لكن الذكريات لم ترحمني. وجدت نفسي أصرخ بصمت واضعة وسادتي على وجهي لكي لا يسمعني أحد. شعرت بأن الساعة تمر ببطء وكأنها تمزق كل جزء من روحي.
عندما انتهت الساعة دخلت أثينورا إلى الغرفة. نظرت إلي ورأت عيوني المنتفخة من البكاء. لم تحتج إلى كلمات لتفهم حالتي. تقدمت نحوي وعانقتني بقوة دون أن تنطق بكلمة واحدة. كان هذا العناق غريبا لقد أحسست بأن هناك من يشعر بي ويفهمني.
عدت إلى قاعة الاجتماعات وقفت أمام لوحة ومضة ببصر متوقد وذكريات رائف ومصر تجتاح ذهني.
لكنني سرعان ما عدت إلى الواقع وسألت بقوة أين هو فالداريوس
بدأ الجميع يتهامسون ويتحاشون النظر إلي. كان الخۏف والتردد واضحين في أعينهم ولا أحد يجرؤ على الرد. شعرت بالڠضب يتصاعد في داخلي وتوجهت بنظري نحو أثينورا وسألتها بحدة هل لم تبلغيه
أجابت أثينورا بصوت هادئ 
كل القادة وصلتهم رسالتك يا مولاتي.
ثم أضافت بعد تردد 
في الحقيقة هو من وقت خطابك للشعب وقد اختفى.
حاولت أن أتمالك أعصابي وأخذت نفسا عميقا. فجأة اندفعت ميرافيلا_ وزيرة السحر والشؤون السحرية_ إلى قاعة الاجتماعات بسرعة تحمل بلورة سحرية ضخمة بين يديها. اعتذرت وقالت بنبرة مستعجلة مولاتي بعد التحية لقد اكتشفنا أنا والفريق السحري ثغرة. وصلنا لنقطة هامة وهو بيت موجود في أورثينا. هذا البيت يوجد فيه ساحر شجاع وماهر يدعى لوريناز قمنا بالتواصل معه.
اندفعت أصوات الحضور بالتهليل والفرحة وكأن شعاع الأمل بدأ يضيء في قلوبهم. طلبت منهم الهدوء ووجهت نظري إلى ميرافيلا وقلت اجلسي واحكي لي تفاصيل أكثر.
تحدثت ميرافيلا بتفصيل مولاتي منذ سماع الخبر عملنا بلا كلل لاكتشاف أي ثغرة يمكننا استغلالها ضد مملكة ظليمة. استخدمنا البلورة السحرية لتحديد الأماكن التي يمكن أن تكون نقاط ضعف العدو.
بدأنا بتتبع الطاقة السحرية المتبقية من الھجوم على أورثينا واكتشفنا تدفقا غير عادي للطاقة يتجمع في منطقة معينة. بدا لنا أن هناك بعدا سحريا مخفيا يستقطب هذه الطاقة. قمنا بتعزيز قدرات البلورة بفضل تعاويذ قديمة للمشاهدة عن بعد وكشفنا عن بيت صغير ومعزول في قلب أورثينا.
تحركنا بسرعة لنتعرف على صاحب هذا البيت فاكتشفنا أنه ساحر شجاع وماهر يدعى لوريناز. كان لوريناز يعيش في هذا البيت منذ سنوات وهو الآن يختبئ من العدو ويجمع معلومات

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات