بقلم دينا الفخرانى
قامت سريعا لتبادله عصبيته بعصبيه مماثله
_ مش عارفه ومش عايزه اعرف ...ومش فاهمه ومش عايزه افهم ابعد عنى وعن طريقى ....ولأخر مره بقولك طلبك مرفوض يا كابتن... يارب تكون بتفهم
لم يترك لها المجال للهروب ففاجأها بضغط اصابعه على زراعيها وهو يخبرها بقسۏة
_ انا اللى اصلا مش بطيقك ...وما تفكريش انى بعمل كده عشانك او عشان سواد عيونك انا بعمل كده عشان صاحبى ..انتى فاهمه
_ وانا مالى ومال صاحبك !!!
فيجاوبها محمود الذى تابع ما يحدث بأسى
_ حنين
كان وقع الكلمه على اذنيها غريب عن اى حنين يتحدث هل هذا اسم ام معنى... ماذا يقصد!!!
_ حنين ...بنت خالتك
ابنة من !!...وما علاقتى انا... ماذا تريدون منى
نقلت انظارها بينهم ..تحاول فهم ما يدور...يريد ان يتزوجنى من اجل صديقه وابنة خالتى عن اى هراء يتحدث وما علاقة صديقه بإبنة خالتى !
هى حقا الأن تحتاج للفهم فماذا تستطيع ان تقول الأن وهى لا تعى حرفا مما قيل !
_ بصى يا انسه سلمى انا عارف ان كل ده صعب عليكى لأنك مش فاهمه حاجه انا حابب انك تهدى بس وانا هاحكيلك كل حاجه عشان بجد نفسى تساعدينى
طالعته بوجه خالى من اى تعبير ...لا تعرف ما يجب عليها فعله كانت فى حيره من امرها اتجازف الان وتسمع حكايته لتكون فيما بعد جزءا منها ام تنسحب بهدوء ويكفيها ما ظل معها من كرامه بعثرها هذا ال حسام
_ الو.....ايوه يا وليد ...لا انا لسه فى المطعم .......طب خلاص خلص مشاويرك وعدى عليا ......لا خلاص ما تقلقش شوف وراك ايه وانا كمان لسه ما خلصتش ....طيب ماشى لما تخلص رنلى ....حاضر سلام.
اغلقت معه الخط وقد حسمت امرها ..ستنهى هذا الامر هنا والأن
وطالعت حسام بنظره ذات معنى
_ وافهم
ليشيح هو وجهه عنها بضيق ...بينما يتنهد محمود براحه
_ خلاص كده يا انسه سلمى ..انا هاحكيلك كل حاجه ....بصى انا مش هاحكيلك من دلوقتى انا هاحكيلك من البدايه ...انا اسمى محمود لما اتولدت وشوفت الدنيا شوفت حاجات كتير ما عدا ابويا ...ناس قالولى ماټ ..وفيه اللى قالى انه هاجر وسابنا وفيه اللى قال انه مش معروفلى اب اصلا .. انا كنت طفل مش فاهم... كل اللى عرفته وقتها انى مستحيل اشوف بابا ...كنت عايش مع ماما فى اوضه صغيره اشبه بخرابه وامى كانت بتشتغل عشان تصرف عليا ...لسه فاكر ايام كانت تنام جعانه عشان انا اتعشى واليوم اللى بعده نعكس هى تاكل وانا لا واحيانا كنا ننام احنا الاتنين جعانين ....بس بعدين ماما اتغيرت بقت عصبيه ودايما بتزعقلى وتلومنى وتتهمنى انى سبب بؤسها فى الحياه وكانت تفضل على الحال ده كتير لحد
وانا طفل عشر سنين اخدنى علمنى وشغلنى معاه احيانا كنت بغير من ولاده انى مش عندى اب زيهم وكمان انا عمرى ما كان عندى الجرأه انى اعتبره زى ابويا ...مع انه عمره ما حسسنى بالنقص او انى مش ابنه..... بس ولاده كانو كفيلين انهم يحسسونى بكده كل ما يشوفونى مش عارف ليه ..كنت وسطهم متأكد انى يتيم و فقير وخدام عندهم لحد ما جه عمو رامز وهو بېموت وكتبلى جزء صغير من ثروته عشانى ...يمكن عشان كده هما اعتبرونى غشتهم وسړقت ابوهم بس والله انا شغلت الفلوس دى وكسبت ولما نجحت فى شغلى رجعتلهم الفلوس دى تانى ولولا خوفى من ربنا كنت اديتهلهم بالفايده كمان ...اصل كده مش خساره فى الراجل اللى ربانى وعلمنى وخلانى السبب فى اللى انا فيه دلوقتى ولولاه الله اعلم كنت هاكون فين دلوقتى.. وبعد ده كله لسه فى عيون اللى حواليا نصاب وحرامى
نظرت اليه بتأثر شديد ورمقت حسام بنظرات خاطفه والذى كان يظهر عليه ايضا التأثر لكنها شعرت بها مصطنعه ..
لكنها لم تبالى فهذا الرجل مصطنع فى كل شئ فلا مشكله ان يكون ايضا فى مشاعره ...وجهت انظارها ناحية محمود والذى كان يبدو عليه انه مازال تحت تأثير ذكرياته
_ مش فاهمه برضه ايه دخلى فى الموضوع
نظر حسام اليها قبل ان يشيح بوجهه ناحية محمود والذى ظهر عليه جليا الاسى
فتنحنح قائلا لها بثبات
_ خلاص الوقت اتأخر وانتى لازم تروحى ...وبكره نبقى نتقابل وتعرفى الباقى ...ودلوقتى يلا عشان اوصلك
نظرت اليه بارتباك ...ودت لو صړخت به لا اريد منك شيئا ولكنها مقيده بواجب اللباقه..فردت ببرود
_ مفيش داعى انا هاروح..
لم يمهلها فرصة ان تكمل جملتها حتى ثار بها
_ انت عارفه الساعه كام دلوقتى ....وعايزه تروحى لوحدك
_ وانا مقولتش هاروح لوحدى ..وليد منتظرنى وهياخدنى على البيت
نظر الى محمود والذى بدا عليه الألم لتذكره ما حرص دوما على نسيانه ..وزفر بهدوء
_ خلاص هوصلك لبره لحد اخوكى ما يجى ياخدك
تتبع نظراتها وهى تنظر له ثم لمحمود فأكمل بحزم
_ هو محتاج يقعد لوحده شويه ...هوصلك وارجعله تانى
سارت بجواره وهى تتطلب اخاها الذى استجاب سريعا واخبرها انه أت...لم تنتظر منه اى مبادره بحوار لكنه ادهشها عندما تكلم قائلا
_ ياريت الكلام اللى اتقال هنا دلوقتى ميطلعش بره ...وكمان ياريت رقم تليفونك علشان لما احب اقابلك بكره اقدر اوصلك
رمقته بثبات وهى تقول
_ انا عمرى ما هطلع خصوصيات حد من غير اذنه ...وثانيا بقى لو عاوزنى ياريت توصلى زى النهارده كده ..تستأذن من بابا
فتح فمه ليرد عليها لكنه توقف عندما رأى شاب مقبلا عليهم تعرف عليه من اول وهله فهو يشبهها لحد كبير
استبقت خطاها ناحية اخيها الذى ذهب ليوقف تاكسى بينما عادت هى اليه ومالت على اذنه لتخبره بثقه
_ بالمناسبه انا عينى عسلى مش سوده
لم تنتظر منه رد فقالت ما قالت وذهبت ...وفى ثوانى كانت ركبت تاكسى مع اخيها واختفت عن نظره
بينما وقف هو صامتا للحظات يحاول استيعاب ما قالت ...هذه الفتاه حقا مجنونه ....وستلقى به يوما ما ناحية الجنون
عاد الى محمود الذى كان على شروده ...جلس بهدوء فقال محمود
_ مشيت
_ ايوه
_ تفتكر هتوافق
_ مش بمزاجها... لازم توافق
اومأ محمود رأسه وعاد كل منهم لصمته وشروده كل يفكر فى ما يخصه وما سيأتى عليهم ...ثم ما لبث ان استأذن حسام من اجل عمله وظل محمود وحيدا...على ما يبدو ان الوحده قدره
الفصل الرابع
تململت بضيق فى الفراش ...ليس سهلا عليها كل ما يحدث تشعر ان الماء ينسكب من بين يديها ....تتمنى ان يكون كل ما يحدث حلم بل كابوس مزعج ستستيقظ منه بعد