بقلم دينا الفخرانى
يجيلى هنا عند ابو صلاح بتاع الكشرى ..هستناه
وقبل ان يعترض والدها كانت قداهدته قبلاتها وسلامها ووداعها فى نفس اللحظه وأغلقت الخط
ووقفت تفكر ان هكذا افضل ايوه .. بالظبط كده يجى هنا احسن على الاقل لو حب يعمل حاجه او يتهور الاقى اللى يساعدنى ... بس بالنسبه للبنات لو قلتلهم هيصمموا يقعدوا علشان يشوفوه وساعتها مش هاعرف اطفشه ولو قلتلهم على الحقيقه مش
دارت لهم ... وعلى وجهها علامة التفكير جلست قليلا وفكرت
انه يمكن ان يذهبوا قبل ان يأتى هو ..استطاعت تغيير مجرى الحديث وظلوا يتمازحون ...وكل عشر ثوانى تذكرهم انه تأخر الوقت وعليهم الرحيل ...الا أن انصاعوا أخيرا وقرروا الذهاب ..
تنهدت براحه وهى تلملم حاجياتها بهمه استغربتها الفتيات ...وظلوا على اندهاشهم وهم تحثهم على السير بسرعه ...بعدما قررت ان تسير معهم قليلا وبعدها تعود الى هنا تنتظره..او يكون هو هنا منتظرها......لتلجمها صدمة ان تلقاه عند باب المطعم .
كادت ان يغشى عليها وهى تراه امامها يترجل من سيارته ... تصببت عرقا وهى تفكر فى طريقه للخلاص من هذا المأذق
ادارت رأسها عنه فلم تر من معه وسارت بسرعه ناحية الطريق تطلب تاكسى والحمد لله توقف لها تاكسى فركبت هى والفتيات تحمد ربها انه لم يرها والا كانت ستصبح فى موقف لا تحسد عليه بعدما سارالتاكسى قليلا زفرت بإرتياح ونسيت أمر العريس المنتظر تماما تبادلت الأحاديث مع الفتيات ونست ايضا ان هاتفها على الصامت وهو الان فى الحقيبه ...
_ انا مش عارف البنت دى راحت فين كان المفروض تقابله فى المطعم وبقاله نص ساعه منتظر وحضرتها مارحتش.... ومش بترد على تليفونها
لټضرب هى جبهتها بباطن كفها ...يا للغباء كيف نسيت... اغلقت الباب بهدوء واخرجت هاتفها وهى تحمد ربها انه لم يراها نزلت درجات السلم بسرعه وركبت اول تاكسى رأته وهى تنا جى ربها سرا... ان يمر هذا اليوم بخير
قالت محاوله تصنع الهدوء
_ الو
فيأتيها صوت والدها صارخا فيها بقوة
_ انتى فين يا سلمى
_ ااانا ...انا كان عند شغل مهم لازم اخلصه ...فرووحت اخلصه
_ انا مش قصدى والله
_ انتى فين دلوقتى
_ انا فى الطريق ...عشر دقايق واوصل عند ابو صلاح
_ على العموم هو لسه منتظرك هناك ...شكله فعلا عنده حاجه مهمه عاوز يقولهالك وياريت تسمعيه ...عشان خاطرى اسمعيه ومتتسرعيش ..ممكن
_ يالا مع السلامه ..ربنا يحفظك
أغلقت مع والدها الخط وشردت قليلا تفكر ...ترى حقا ما الشئ المهم الذى يود إخبارى به ...هل من الممكن انه يحبنى !
شهقت بفزع عندما وصلت بتفكيرها عند تلك النقطه
ثم ما لبثت ان نفضتها بعيدا فهى وحسام بالتأكيد يشتركان فى شئ واحد وهو الكره المتبادل
صعدت الى المطعم مره ثانيه وهى تتظاهر بالتماسك والثبات لكن بداخلها اضطراب شديد
زفرت بضيق وهى تعاود الجلوس على نفس الطاوله ..لكن هذه المره مع شخص تبغضه
_ اهلا
فيطالعها حسام قائلا بتهكم
_ اهلا بيكى ..اتفضلى... اتفضلى
جلست تطالع من معه بإستغراب قائله بسخريه
_ ايه ده ..انت استعنت بصديق
فيكمل بنفس تهكمه
_ ما شاء الله ..وعرفتيها لوحدك ولا استعنت بصديق انتى كمان .. او يمكن تلاته ....ما انا اصلى شوفتهم معاكى وانتى بتهربى
فتقول پحده
_ هى مين دى اللى تهرب ...واهرب ليه اصلا
_ معرفش يمكن خاېفه
_ وأخاف من ايه
_ مسډس مثلا
افتعلت ضحكه مصطنعه وهى تحاول ان تتماسك..ثم نادت بصوت حاولت فيه على قدر الإمكان ان لا تظهر الرجفه فيه
_ محمد ..يا محمد
اتى اليها شاب ثلاثينى... وواضح من ملابسه انه احد عمال المطعم
_ نعم ياست سلمى ...ياست الناس ..أؤمرى
نظرت اليه بقوه وكأنها تقول انظر ...لست وحدى لن أخشاك
_ هاتلى أزازة مايه مشبره
_ من عونيا ياست الناس
_ تشكر
انصرف العامل ...وظلت هى تنقر فوق سطح الطاوله بثبات استفزه كثيرا ...هل تظن حقا انها هكذا فى مأمن منه من تظن نفسها اذا اراد قټلها فلن يوقفه احد ولا حتى هذا ال محمد
هو فقط فى حاجه اليها..ولو لم يكن امامه خيار اخر لتخلص منها على الفور ...بل لم يكن ادخلها الى حياته من الاساس.
كان محمود يستمع الى الحديث الدائر بدهشه غريبه وكأنه يرى طفلين يتشاجران ليسا ظابط وموظفه مسئوله عن حسابات شركه كبيره لكنه فى حاجه اليهم اذن يجب ان يتدخل
_ ممكن نتكلم بقى شويه
فتقول سلمى بسخريه
_ ما احنا بنتكلم اهو
رمقها كل منهما بتهكم واضح ...جعلها تسحب ماقالت وردت بحنق
_ اتفضلوا ...سمعاكوا
ليقول محمود مستجمعا اكبر قدر من الهدوء فهو على وشك اخبارها بحقيقته وحقيقة من هو
_ انا محمود شكرى ..رجل اعمال وكنت عاوو..
ليقطع كلامه شهقه عاليه خرجت منها وهى تقول
_ محمود شكرى النصاب اللى سرق عمو رامز
_ ايوه يا وليد انت فين.........لاا مش وقت صحابك خالص ....انت
تروح دلوقتى على ابو صلاح ......ابو صلاح بتاع الكشرى اللى اختك دايما بتروح عنده ....ايوه هى هناك هى وحسام ....جرا ايه هو انتو
لحقتوا نسيتوا حسام عريس انبارح....اه هى بتقابله هناك دلوقتى ....روح شوفها لو خلصوا كلام هاتها لو ما خلصوش افضل معاها لحد ما يخلصوا وهاتها وتعالى ......يابنى افهم انا بقولك خلى بالك من اختك وهاتها وتعالى مش روح اعمل ڤضيحه وهاتها من شعرها .............وانا مالى ان البنت اللى ماشيه مع صحبك عايشه هناك ......ولااا هات اختك وتعالى الضغط على عندى منكوا لله ...سلام
اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق من اولاده الذين يصرون دائما على معاندته وإثارة حنقه
_ جرا ايه يا حاج ..انت خاېف على بنتك من حسام ولا ايه ...ده تربيتنا
نظر الى زوجته بسخريه ليقول بتهكم
_ لا وحياتك انا خاېف على حسام من بنتك
نعود للطاوله التى كاد الڠضب بها يقتلع الأخضر واليابس على أثر ما تفوهت به بدون قصد ...كانت على فوهة بركان اشعلته بنفسها وهى الأن تحتسب متى سينفجر ..
ليكون اول من اڼفجر حسام الذى قال بعصبيه
_ ما اسمحلكيش تتكلمى عن صاحبى كده ...انتى فاهمه
كانت ترتجف خوفا فهى لم تره من قبل بهذه العصبيه مما جعل بعض الدموع تتلألأ بعينيها مهدده بالنزول
ليتدخل بعدها محمود بعد ما هدأ قليلا
_ خلاص يا حسام اهدى هى ما تعرفش حاجه
لكن حسام كان لا يزال على غضبه
_ ما تعرفش يبقى ما تتكلمش من غير ما تعرف
وزاد ضغطه عليها عندما ضړب بكل قوته على الطاوله قائلا بنرفزه
_ وطول ما هى مش فاهمه يبقى تفهم الأول قبل ما تتكلم
هربت دمعه سريعه من عينيها لتسيل بسرعه على وجنتها ..لم يلحظها هو لأنها