الخميس 26 ديسمبر 2024

بقلم اسراء عبد اللطيف

انت في الصفحة 6 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

دي تاني 
بدأ عاصم في فك حزام بنطاله الجلدي و هو ينظر إلي أدهم قائلا ب ڠضب 
_ باين عليك عايز تتربي من جديد و تفتكرني كبرت و مش هعرف أعمل كده 
فك أدهم أنعقاد ذراعيه ثم نظر إلي عمه في توجس و هو يعقد حاجبيه و بدأ في التراجع للخلف 
لف عاصم حزامه الجلدي علي قبضة يده و أقترب من أدهم و هو ينوي شړا 
لم يكن هذا بالغريب علي كلا من أدهم و جاسر فعاصم بالنسبة لهم الجلاد القاسې الذي لا يعرف رحمه و لا رأفه بالقلوب و لا يوجد شخص عزيز عليه بالكون فهو من نوعية البشر التي من الممكن لها أن تفعل أي شئ في مقابل المال حتي إن وصل الوضع إلي الأذي ب عائلته !
أدرك أدهم ما سوف يفعله عمه و لا مجال للفرار منه ف لم يقاومه لأنها ليست المره الأولي و نزل سوط عاصم بلا شفقه علي جسد أدهم حتي يترك له ذكري بائسه في حياته لا ينساها ابدا و يتذكرها بمجرد أن تأتي في مخيلته فكرة عصيانه !
بعد مرور ساعه تقريبا خرج عاصم من غرفة أدهم و صفع الباب خلفه و ظل يعدل من أكمام قميصه و يمسح حبات العرق التي تملأ جبينه 
داخل الغرفه 
جلس أدهم علي الأريكه و ملامحه جامده تماما ف ها هو اليوم أصبح فاقد الأحساس فقط العبرات تسقط علي وجنتيه و بداخله أمنية واحده هي التخلص من هذه الحياه البائسه 
نزل عاصم درجات السلم و الڠضب واضح جليا علي تقاسيم وجهه و ظل يزفر في ضيق و يتمتم ب 
_ قال صعب عليك قال واحد جبان و فاشل 
و لكنه وجد جاسر قبالته متسائلا 
_ في حاجه مال شكلك متضاي
_ غور من وشي أنت كمان هو أنا ناقصك 
قالها عاصم ب ضيق و هو يزيح جاسر من طريقه و توجه ناحية مكتبه 
عقد جاسر حاجبيه متسائلا 
_ هي العيله دي مالها من ساعة ما رجعت !
ب الفيوم 
في فيلا الحاج علي 
أستعدت زينا و وقفت قبالة المرآه محاولة أدعاء القوه رغم الحزن البادي عليها محدثه نفسها ب 
_ أنا هعمل أي حاجه علشانك يا نور أنت اللي باقيه ليا و ملناش غير بعض لازم ترجعي و تكوني مبسوطه حت حتي لو هيكون علي حساب سعادتي أنا !
و أمسكت ب حقيبتها و توجهت للخارج و ركبت سيارتها و أنطلقت بها 
في شقة عمر 
أستيقظ عمر و
هو ممتلئ ب طاقه أيجابيه تنافي حالته ليلة البارحه تماما و أرتدي ملابسه و خرج إلي الصاله 
كانت عفاف تضع أطباق الطعام علي الطاوله و ما أن رأت عمر علي هذه الحاله المشرقه حتي أبتسمت راضيه قائله 
_ وشك و لا القمر يابني 
ضحك عمر بشده علي جملة والدته و أحتضنها من الخلف مازحا أياها ب 
_ لا وشي يا حبيبتي يا أحلي أميره في حياتي 
أبتسمت عفاف و هي تكمل ما تفعله قائله 
_ حماتك بتحبك الفطار سخن يلا أفطر معايا
ألتقط عمر قطعة طعام و وضعها ب فمه علي عجله و توجه ناحية الباب قائلا ب حماس 
_ لا دا أنا كده هتأخر سلام يا حبيبتي 
_ مع السلام يابني و ربنا يسعد أيامك 
نزل عمر علي درجات السلم ب سرعه و توجه إلي خارج البنايه و هو عاقد النيه ألا يتخلي عن مها مهما كلفه الأمر 
وصلت زينا إلي مشفي معتز الخاص و ظلت تطلع إليها من الخارج و أخذت نفسا عميقاو توجهت للداخل
وقفت زينا قبالة مكتب السكرتيره قائله 
_ دكتور معتز جوه !
وقفت السكرتيره ب مجرد أن رأت زينا قائله و هي تتوجه إلي المكتب 
_ ثانيه واحده يا دكتوره زينا أعرف دكتور معتز بوجودك 
_ مفيش داعي أنا داخله بنفسي 
قالتها زينا ب جديه و هي ترفع كفها أمام السكرتيره و توجهت ناحية المكتب و طرقت عدة طرقات بسيطه قبل أن تفتح الباب و تدخل 
بمجرد أن رأي معتز زينا أمامه حتي وقف ناظرا تجاهها بدون أي كلمه 
أمسكت زينا حقيبتها بكلتا يديها أمامها قائله بهدوء 
_ ممكن أتكلم معاك شويه يا معتز !
حرك معتز رأسه ب الموافقه و أشار علي المقعد قائلا ب هدوء 
_ أتفضلي أقعدي طيب 
سارت زينا تجاه المقعد و جلست عليه و وضعت حقيبتها علي الطاوله أمامها بينما ألتف معتز و جلس علي المقعد أمامها و ظل محدقا بها
ظلت زينا تفرك كلتا يديها معا ب توتر و لا تعرف كيف تتكلم فقد هربت الكلمات من علي طرف لسانها 
شعر معتز بها و ب توترها ف مال بجسده قليلا للأمام و هو يستند بمرفقيه علي ركبتيه فائلا ب تفهم 
_ زينا أنا لسه جوزك مفيش داعي للتوتر و الخۏف ده كله علشان تتكلمي قولي اللي أنت عايزاه و أنا سامعك 
حاولت زينا رسم الأبتسامه علي ثغرها و رفعت وجهها تجاه معتز قائله ب أيجاز 
_ أن أنا أسفه !
و بعدها أطلقت سراح عبراتها لم يتحمل معتز رؤية زوجته ب هذه الحاله ف وقف و أتجه ناحيتها و أحتضنها قائلا و هو يملس علي شعرها
_ أهدي يا زينا يا حبيبتي محصلش حاجه لده كله أي أتنين متجوزين بيكون بينهم مشاكل و أنا عمري ما أقدر أزعل منك ده أنت حياتي 
رفعت زينا وجهها ناحية معتز و هي تبتسم من بين عبراتها و وضعت كفها علي يده قائله 
_ أنا ماليش حد غيرك يا معتز 
قبل معتز زوجته من رأسها قائلا ب حب 
_ ربنا يخليك ليا يا حبيبتي 
تحدثت زينا ب هدوء قائله 
_ أنا عايزاك تساعدني يا معتز علشان أرجع نور 
عقد معتز حاجبيه و أبتعد عن زينا و جلس مكانه متسائلا 
_ ليه هي نور فين !
بلت زينا شفتيها ب طرف لسانها قبل أن تجيب ب 
_ أصل أن أنا يعني أنا و نور أتخانقنا و هي سابت البيت 
صدم معتز بما قالته زينا معلقا ب 
_ أيه طب طب ليه أتخانقتوا !
_ مفيش داعي يا معتز للكلام ده أنت عارف إن أنا و نور مالناش غير بعض و كمان مالناش غيرك نأجل أي كلام و حساب لحد ما نلاقيها 
حرك معتز رأسه ب الموافقه قبل أن يتسأل ب 
_ طيب هي مين أقرب صديقه ليها أكيد هتكون عندها لأن أنتوا مالكوش أي قرايب ممكن تروح عندهم 
فكرت زينا قليلا قبل أن تجيب 
_ مها مفيش غير مها هي صديقة نور المقربه 
_ و دي عنوانها فين بالظبط !
_للأسف ما أعرفش عنوانها لأنها كانت هي اللي بتيجي دايما لنور 
حرك معتز رأسه ب تفهم قائلا 
_ خلاص أنا هعرف أزاي أوصلها 
ب القاهره 
في فيلا الشناوي 
لم تخرج نهله من غرفتها أطلاقا طوال اليوم ظلت تبكي و تتحسر ب غرفتها لأنها وقعت بكل بساطه في ذلك الفخ اللعېن الذي أعده أحد ضحاېا جرائم عائلتها ب مهاره و صبر لتكون هي ب المصيده و تدفع ثمن أعمالهم المشينه
و هذا ما حدث أيضا مع أدهم فقد اثر المكوث ب غرفته طيلة اليوم كل ما فعله هو الجلوس علي فراشه و أخرج هاتفه و ظل ينظر إلي صورة نور التي ألتقطها لها ب المشفي و أبتسم أبتسامه حسره ف تيار القدر يسير في الأتجاه المضاد و لم يمنحه حتي فرصة أختيار حياته التي يحياها ف ظل يلعن الظروف التي تدفعه لهذا الطريق دون أدني مقاومه منه كم كان يتمني أن تكون والدته معه و تسانده فقد حرم منها و هو لم يبلغ العاشرة عاما و ذهب للعيش ب رفقة خالته التي كانت له ب مثابة الأم الحنون و لكن ذلك الشيطان المسيطر علي حياتهم جميعا لم يدع له الفرصه ليهنئ ب هذه الحياه و أصر علي أخاه ل يحضره ليعيش معهم و هو لم يتم السابعة عشر و شب علي تربيتهم اللعينه التي صنعت منه مچرما لا يعرف الرحمة ب قلوب البشر و عندما ينوي الرجوع للحق لا يجد سوي الصد و الجلد و الأجبار منهم لم يعرف السعادة طيلة العشر أعوام التي مكث فيها ب رفقتهم سوي تلك الأيام التي قابل فيها نور 
بعد مرور أسبوع 
تقريبا عاد الروتين من جديد ب قصر عائلة الشناوي و أجتمع كل من ب القصر علي مائدة الأفطار و الصمت التام هو السائد رغم ما تمتلئ به القلوب و لم تعد تتحمله النفوس 
ضم عاصم يداه معا قاطعا ذلك الصمت ب 
_ جهزوا نفسكوا كلكم هنسافر الساحل كمان يومين 
ثم تابع و هو يوزع نظراته بين كل المتواجدين
_ واضح إننا كلنا محتاجين راحه و تغيير جو 
ترك أدهم ما بيده و وقف قائلا ب أيجاز قبل أن يتجه للخارج 
_ روحوا أنتوا أنا مش رايح 
_ أدهم !
قالها عاصم ب صرامه جعلت أدهم يقف مكانه و تابع ب نبره ماكره 
_ أنا مش بعيد كلامي مرتين قولت كلنا يبقي كلنا 
سمع أدهم جملة عمه و نظر إليه نظرات جامده و بدون أدني كلمه خرج من القصر 
كذلك فعلت نهله وقفت قائله ب أيجاز قبل أن
تصعد إلي غرفتها 
_ أنا كلت عن أذنكوا 
لم يتبقي علي المائده سوي عاصم و صفاء و جاسر و عاد الصمت بينهم من جديد 
ب الفيوم 
في كلية الفنون الجميله 
وصلت كلا من نور و مها إلي كليتهم ليتفاجئن ب معتز 
أقتربت نور من مها قائله ب هدوء 
_ أدخل أنت يا مها و أنا هشوف دكتور معتز و أحصلك 
_ ماشي 
توجهت مها إلي داخل الكليه بينما أتجهت نور ناحية معتز قائله ب هدوء 
_ أزي حضرتك يا دكتور معتز !
أبتسم معتز قائلا 
_ الحمد لله و انت يا نور أخبارك أيه 
_ الحمد لله بخير بس حضرتك يعني جاي هنا هو حصل حاجه !
حرك معتز رأسه ب النفي قائلا 
_ ابدا أنا جاي علشان عايزك ترجعي زينا عايزه تشوفك و زعلانه أوي و بتقولك إنها أسفه 
عقدت نور ذراعيها أمام صدرها متحدثه ب نبره يشوبها قليلا من السخريه 
_ و يا تري هي قالتلك ايه سبب الزعل بينا !
شعر معتز بريبه حول الموضوع و

انت في الصفحة 6 من 30 صفحات