الخميس 26 ديسمبر 2024

بقلم اسراء عبد اللطيف

انت في الصفحة 5 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

فعل أدهم هذه الحركه حتي أرتفع صوت بكاء كلا من سناء و الطفله الصغيره يارا 
ظل أدهم يوزع نظراته الرجل الذي لا محال من قټله حالا و هو مستسلما تماما فقط يتمتم ب الشهاده و بين زوجته و ابنته اللتان كانتا تبكيان بشده 
رق قلب أدهم لم هو يحدث أمام عيناه و أنه ب ضغطه واحده علي هذا السلاح سوف يجعل هذه العائله الصغيره بائسه تماما و كاد أن يضغط علي الزناد و لكن سرعان ما أرجع أصبعه و أبعد السلاح عن الرجل و جلس علي أقرب مقعد و ظل يبكي حسرة 
فتح الرجل عيناه و هو غير مصدق إنه لازال علي قيد الحياه و نظر إلي زوجته وابنته اللتان ما أن أبعد أدهم السلاح عنه حتر ركضن ناحيته و أحتضنوه بشده 
و من ثم نظر ثلاثتهم ناحية أدهم الذي يبكي بشده و يجلس علي المقعد 
شعر أدهم ب نظراتهم تتفحصه و بمجرد أن رفع وجهه ناحيتهم حتي تراجع ثلاثتهم للخلف خوفا منه 
نظر إليهم ب عيون ممتلئه ب العبرات متسائلا في قرارة نفسه لهذه الدرجه أنا مخيف لهذه الدرجه يخشون مني إلي أين وصلت أنا كم مؤلم أن تكون مجبورا علي فعل شيئا سيئا و أنت لازلت تمتلك ضميرا ېمزق قلبك أشلاء و أنت علي قيد الحياه كم مؤلم هذا حقا 
ثم وقف قائلا من بين عبراته و هو ينظر إليهم ب حسره 
_ أنا أسف تقدر تطلب الشرطه و تبلغ عني و ترحمني من اللي أنا فيه ده !
ظل أحمد و سناء ينظران إلي بعض و أسرعت سناء و أمسكت ب الهاتف ب سرعه و هي تنظر ب خوف إلي أدهم 
أسرع أحمد ب سحب الهاتف من يدها و نظر إليها قائلا ب هدوء 
_ خدي يارا و أدخلي جوه يا سناء 
نظرت سناء إلي زوجها ب عدم تصديق قائله
_ أنت مچنون ده كان ھيقتلنا لازم نبلغ البوليس حالا 
تدخل أدهم في الحديث قائلا ب مراره 
_ سيبها تبلغ البوليس و أرتاح أنا بقي لأني معنديش الجرأه إني أسلم نفسي أو أقتل نفسي 
نظر أحمد إلي سناء ف فهمت هي مقصده و أحتضنت ابنتها و أتجهت بها للداخل 
بعد أن تأكد أحمد من دخول زوجته و ابنته ألتفت ناحية أدهم قائلا ب هدوء 
_ ليه !
و كأن أدهم أصبح ضعيفا جدا و باتت قوته منهكه ألقي بجسده علي المقعد مجاهدا ألا تظهر عبراته أكثر من ذلك قائلا ب حزن 
_ عل علشان هما عايزين يخلصوا منك لأنك بتحاربهم و بتفضحهم 
أقترب أحمد ب هدوء و جلس علي المقعد المجاور لأدهم قائلا 
_ ما أقصدش ليه جاي تقتلني أقصد ليه ماقتلتنيش
رفع أدهم وجهه و نظر ب خزي إلي أحمد قائلا ب صوت مخټنق 
_ علشان أنا جبان و مش هقدر أعمل أي حاجه أنا مش عايز أعمل كده صدقني أنت مصدقني صح !
أبتسم أحمد و حرك رأسه إلي أعلي و أسفل ب الأيجاب قائلا ب هدوء 
_ بس أنت مش جبان و لا ضعيف بالعكس أنت قوي جدا و أكبر دليل علي كده إنك ماسمعتش لشيطانك و نفذت الجرم ده أنت ما عملتش كده لأنك لسه بني أدم و جواك صراع بين شيطانك و ضميرك بس المره دي ضميرك اللي غلب بس أيه اللي جابرك علي الطريق ده 
نظر أدهم إلي أحمد ب خوف قائلا ب حزن 
_ أرجوك يا تبلغ عني يا تقتلني حالا و تريحني أنا مش عايز أعيش 
و تابع ب مراره 
_ ضميري بيموتني في اليوم مية مره !
أشفق أحمد كثيرا علي حالة أدهم و وضع كفه علي يد أدهم قائلا ب هدوء 
_ أنت إنسان كويس لم أنا أقتلك و لا أبلغ عنك هنخلص أحنا كده علي الناس اللي عندهم ضمير و نسيب الشياطين !
لأ طبعا أعتبرني صديق ليك و أنا هساعدك بس قولي أيه اللي جابرك إنك تعمل كده !
نظر أدهم إليه بعيون ممتلئه ب العبرات قائلا ب حسره 
_ عمي عمي بيهددني ب ورق لصفقات مشبوهه و لو ما نفذتش كلامه هيبلغ عني أو ېقتلني ب أيده 
صدم أحمد مما سمع محاولا أن يتحدث و لكن حالة من الذهول مسيطره عليه 
_ ع عمك!
أزاي في واحد يعمل كده في ابن أخوه ده ده لا يمكن يكون طبيعي 
أبتسم أدهم ب سخريه قائلا 
_ هو فعلا مش طبيعي أنا ماكنتش هنفذ حاجه و خليه يقدم الورق و أتحبس و أرتاح بس عمري ما هقدر أقبل إن نهايتي تكون علي أيده هو ! 
ثم تابع و هو ينظر إلي أحمد ب رجاء 
_ أبعد عن طريقهم دول ناس مش سهله و أكيد هيبعتوا غيري يخلص عليك سيبهم و بلاش تكتب عنهم حاجه و لا تهاجمهم علشان خاطر مراتك و بنتك !
أبتسم أحمد قائلا ب هدوء 
_ المۏت عندي أهون إني أسكت عن فضايحهم الساكت عن الحق شيطانا أخرس 
_ دول هيحاولوا ېقتلوك تاني و تالت لو فشلوا مش هيسبوك في حالك هيفضلوا يحاربوك 
وقف أحمد قائلا ب أصرار 
_ و أنا كمان مش هسكت و إذا كانوا هما هيحاربوني ب أسلحتهم ف أنا هحاربهم ب قلمي قلمي اللي مش هيبطل كتابه عن فضايحهم لحد أخر نفس فيا و أنا مش خاېف من المۏت طالما في سبيل محاربة الفساد !
وقف أدهم قبالة أحمد و ظل ينظر إليه ب أعجاب شديد و رفع القناع عن وجهه قائلا 
_ أنا فخور جدا إني واقف قدامك دلوقتي و كنت هفضل ألعن نفسي لو كنت سبب في أي آذي يحصلك 
أبتسم أحمد و وضع ذراعه علي كتف أدهم قائلا ب هدوء 
_ لو أحتجتني أنا موجود مش مهم أنا أعرف اسمك حتي بس صدقني أنا موجود ليك في أي وقت محتاجني في و يلا بقي أمشي و ماتخليش حد يتحكم فيك 
أبتسم أدهم وأحتضن أحمد بشده قائلا 
_ أنت بجد من الناس الرائعه القليله اللي قابلتها في حياتي صدفه 
أبتسم أحمد و اومأ برأسه و كاد
أدهم أن يتوجه ناحية المطبخ ليعود من حيث أتي لكن أوقفه أحمد سريعا قائلا 
_ أستني !
أستني أنت جيت من باب الخدم بس أطلع من باب الشقه و أعتبر دي أول خطوه ليك و أوعي ترجع أي خطوه لورا مهما حدث أمشي في الطريق الصح و ماتخفش من حد اللي كاتبه ربنا هيكون و حارب حاربهم معايا بس بدأنسانيتك 
أبتسم أدهم و حرك رأسه ب الموافقه و أتجه ناحية باب الشقه و فتحه و نزل 
بعد أن غادر أدهم شعر أحمد براحه كبيره بداخله لمقابلة هذا الشخص رغم ما حدث و دعي الله كثيرا أن يكون حديثه معه ب فائده و أبتسم أبتسامة رضا و جلس علي أقرب مقعد ف بالرغم من الراحه التي يشعر بها لأن حديثه أثر كثيرا علي هذا المچرم من وجهة نظره إلا إنه كان مړعوپا ف منذ لحظات قليله كانت علي وشك المۏت علي أيدي مچرم 
خرجت سناء من الغرفه هي و ابنتها متسائله
_ هو راح فين !
أبتسم أحمد قائلا ب هدوء 
_ مشي !
صدمت سناء ف صاحت ب ڠضب قائله 
_ أنت مچنون ده مچرم و كان ھيموتنا أزاي تسيبه يمشي كان لازم نبلغ الشرطه 
وقف أحمد و نظر إلي زوجته طويلا قبل أن يتحدث ب 
_ أنا أتكلمت معاه و طلع إنسان بجد و ندمان ليه ما نصلحش منه و هيقف جنبنا هو هيجيلي تاني أنا متأكد بس هييجي يشكرني 
و لم ينتظر ردها و توجه ناحية غرفته 
ظلت سناء واقفه مكانها مذهوله من تصرف زوجها و ضړبت كفا ب كف قائله 
_ ده أتجنن رسمي يعدل من مين ده ده كان هيوتنا 
ظل أدهم يتجول بالسياره حتي توقف قبالة النيل فكم يعشق هو مشهد النيل ب الليل ب هدوءه و سكونه و أنعكاس الأضواء به ثم نزل من سيارته و أستند ب ظهره علي السياره و هو يشعر براحه كبيره ب داخه و أبتسامه تزين ثغره محدثا نفسه ب 
_ مش مهم أيه هيبقي عقاپي المهم الراحه اللي أنا حاسس بيها دي كلام الراجل أثر فيا جدا و أداني دفعه أيجابيه 
ثم تابع ب حزن 
_ لو أنت معايا يا نور كانت فرحتي هتكمل بس للأسف أنت الوحيده اللي ماينفعش تكوني معايا أنت أنضف ب كتير إنك تكوني مع واحد زيي أحسن حاجه إني عملتها إني بعدت عنك بالطريقه دي علشان تكرهيني لأن أنت أصلا ماينفعش حتي تفكري فيا ربنا يصبرني علي بعدك !
ثم أتجه إلي سيارته و قادها عائدا إلي القصر
في اليوم التالي 
علم عاصم ممن ب القصر أن أدهم قد عاد متأخرا جدا ب الأمس ف قرر أن يصعد بنفسه ل أيقاظه و الأطمئنان منه علي تنفيذ الخطه 
فتح عاصم باب غرفة أدهم دون أن يطرقه و توجه ناية الفراش و سحب الغطاء من علي جسده ب قوه قائلا ب صرامه 
_ قوم يا أدهم كفاية نوم قوم يلا !
فتح أدهم عينيه ب صعوبه و نظر ناحية عاصم قائلا ب نعاس 
_ أيه يا عاصم بيه في أيه 
رفع عاصم كفه و هو يضرب علي كتف أدهم العاړي قائلا ب شده 
_ قوم طمني عملت أيه 
نفخ أدهم ب ضيق و جاهد ليقف حتي أستطاع الوقوف قبالة عمه قائلا ب ضيق بلا أهتمام 
_ ما حصلش حاجه 
رفع عاصم أحد حاجبيه معلقا 
_ ماحصلش أيه يا بابا يعني أيه بقي !
توجه أدهم ناحية خزانة ملابسه و أخرج منشفه و وضعها علي عنقه قائلا ب لا أكتراث 
_ يعني زي ما فهمت ماحصلش حاجه و أنا مش هعمل حاجه عايز تبلغ عنى بلغ مش فارقه كتير هنا سجن و هناك سجن بس الفرق إن هناك هخلص ذنوب من اللي عليا !
أبتسم عاصم ب سخريه و هز رأسه عدة مرات قبل أن يقول 
_ دا أنت فررت بقي و مشيت في القرار ده من نفسك كده و مصمم كمان !
عقد أدهم ذراعيه أمام صدره قائلا ب أشمئزاز
_ أعتبره زي ما تعتبره أنا خلاص مش هعمل الحاجات

انت في الصفحة 5 من 30 صفحات