السبت 28 ديسمبر 2024

رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

انت في الصفحة 2 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

منى وهى صديقتها وأكثر من أخت لها معا من أيام بداية معهد تمريض مرورا بالجامعة سويا حتى مكان استلام العمل الحكومى كانا الاثنان فى نفس المستشفى ونفس القسم أيضا 
كان والد منى محامى معروف ويكن لهدى احترام وتقدير عالى جدا لقدرة الفتاة على مواجهة أزمات حياتها ومساعدة أسرتها وفى نفس الوقت الحفاظ على نفسها من وظيفتها ومشاكلها 
جلست هدى أمام والد منى الأستاذ محسن عنتر 
أنا عارفة ياأستاذ محسن أن مش معايا فلوس كفاية اصرف على قضية زى دى بس ممكن اتفق مع حضرتك على حاجة ممكن ادفع لحضرتك ربع كل اللى هتقدر تجيبه منه
مفيش داعى لده كله ياهدى القضية هرفعهالك والفلوس دى نبقى نتكلم فيها بعدين
لا معلش اللى أوله شرط آخره نور لأنى فعلا ممعيش ادفع وكل اللى انا عايزاه انهم يدفعوا تمن اللى حصلى ده 
متقلقيش وحياة اللى حصل ومرضاش انه يحصل لبنتى لألففهم حوالين نفسهم عايزك بس تروحى تعمليلى توكيل 
حالا اروح اعمله لحضرتك 
وأنا هعملك قضية تخرب بيت اهله هطلقك وهجبلك تعويض ورد شرف كمان
ربنا يخليك بعد اذنك بقى الحق اعمل التوكيل قبل ما الشهر العقارى يقفل
استنى منى بتلبس وجاية معاكى 
مفيش داعى عشان متعبهاش انا هروح لوحدى 
وده من انتى ياهدى دا انتى كنتى بتيجى تتحايلى عليا عشان اسيبها تروح معاكى المشاوير
هههههههههههههههه صډمتى غيرتنى بقى 
لا ميهمكيش يمكن ربنا شايلك اللى احسن
________________________________________
الحمد لله
دخلت منى وهى تقول أنا جاهزة 
لحقتى
يابنتى انا جاهزة من الصبح لما اتصلتى بيا وقولتى انك جاية استأذنت بابا أنى اروح معاكى واقعد معاكى شوية 
أه قولى كدة لا يافالحة البيت عندى مولع دلوقتى مينفعش للقعاد روحى معايا الشهر العقارى وبعدين تعالى على هنا 
ماشى
بعد اذنك ياعمى
أنهت هدى اجرائات التوكيل وأعطت الورقة لمنى لتعطيها لوالدها ثم اتجهت الاثنتان لأحد الكافيهات ليجلسا سويا ويتحدثا بتصميم من منى 
ها ناوية على ايه ياهدى 
معرفش لسة اخلص بس الحوار ده وبعدين نشوف ومتنسيش أن الأحداث اللى حوليا هى اللى بتحركنى دلوقتى
هههههههههههههههه
بتضحكى على ايه ياهبلة انتى 
افتكرت كلامك يوم ما كنا بنلف على الفستان لما قولتى أن نفسك فى اى حاجة تيجى من عند ربنا تفركش الجوازة دى اهى جت ياختى 
بصراحة اتمنيتها بس مش بالطريقة دى 
أحمدى ربنا انك طلعتى سليمة من الليلة دى 
سليمة هو انا كدة طلعت سليمة آمال اللى ضايعة تبقى شكلها ايه
ضايعة ايه يابنتى متقوليش كدة دا الناس كلها دلوقتى بتحترمك جدا لما حكيت لبابا على اللى حصل امبارح حلف بالله انه لو عنده ولد متجوزش مكانش سابك ابدا بس للاسف الوحيد اللى عنده متجوز ومخلف 
أه يا اختى وماله عشان تبقى كملت اتجوز المتخلف اخوكى
ههههههههه والله طيب 
دا انتى اللى طيبة 
بس
استنى عندك هنا ايه الشجاعة دى يخربيتك دا انا كنت ھموت وانا واقفة فما بالك انتى بقى فجأة الاقيكى كدة يانهار اسود دا انا مبقتش مصدقة صحيح انا عارفة أن انتى جامدة وانتى اللى دايما بتقفيلنا فى المشاكل بس مش للدرجة دى
صدقينى والله يامنى انا محسيتش بنفسى وانا بقول وبعمل كدة لدرجة أنى لما فوقت من الموضوع ده استغربت نفسى اوى 
الحمد لله أنها خلصت على كدة كان ممكن الموضوع يوصل لأسوأ من كدة المهم هتعملى ايه فى شغلك
هعمل ايه يعنى هكلم مدام حياة تحطنى شفتات من بكرة عايزة ارجع الشغل بأى شكل والحكومى بقى لما تنتهى الإجازة أبقى ارجع 
ربنا يسهل أما اروح بكرة الشغل هقولها ماشى 
ماشى يلا نقوم بقى عشان متأخرش اكتر من كدة زمانهم بيضربوا اخماس فى اسداس المفروض أن انهارضة صباحيتى 
أه صحيح صباحية امباركة ياعروسة هههه 
وصلت هدى لمنزلها بعدما كادت تفقد اعصابها من نظرات الناس على طول الطريق 
إيه ياهدير واقفة على الباب كدة ليه 
مستنياكى إعمامك فوق وبيتخانقوا عشان انتى خرجتى 
طيب اهدى انتى مخضۏضة كدة ليه مين مع أمك 
هوايدا و مسعد جوزها 
وانتى جوزك فين
أنا عارفة خرج من الصبح ومعرفش راح فين 
طيب تعالى أما نشوف جايين ليه أصلهم مبيجوش إلا فى الخير
دخلت هدى المنزل وقبل أن تصل لباب الصالون سمعت عمها رفعت يقول
هترجعله من غير كلام هو جالنا واحنا خلاص وافقنا هو وابوه جايين دلوقتى عشان ياخدوها وشرفنا متصان أن شاء الله 
دخلت هدى و هى مبتسمة قائلة
لا والله شرفنا متصان أمال لو كان متهان ولا مزلول كانوا عملوا فينا ايه
أهلا انتى ايه اللى خرجك ياهدى 
أنا أخرج وقت ما أحب محدش شريكى 
ليه ان شاء الله صايعة ولا سلبتك على ضهرك انتى ناسية انك متجوزة وفى عصمة راجل
راجل اه سلمات ياراجل أولا ياعمى انت مبتكلمش بقرة عشان تقوللى سلبتك ثانية انا مش صايعة وانتوا عارفين كدة كويس ثالثا بقى وده الأهم جوازى اللى انت بتتكلم عنه ده خلاص بح كان فى منه وخلص
تدخل مسعد زوج أختها ليهدأها
الكلام مش كدة ياهدى اهدى واعدى الأول 
مفيش كلام اصلا يامسعد وآخر كلام عندى قلته خلاص 
يعنى إيه
يعنى قضية الطلاق هتترفع بكرة واللى عنده اعتراض يخبط رأسه فى الحيطة
 قضية طلاق انتى اتجننتى رفعتيها امتى والناس اللى جاية دى هنقولهم ايه 
رجلهم مش هتعدى باب البيت اصلا ولو عدت هكسرهالهم 
بمزاجك أو ڠصب عنك ده جوزك ياهدى 
شوية تقوللى فى عصمة راجل ودلوقتى تقوللى جوزى جوزى ده لما الناس قطعت شرفى قدامه تنح ومنطقش جوزى اللى المفروض أنى
________________________________________
فى حمايته رمانى لأمه واهله يقطعوا فيا وهو واقف يتفرج اسمعوا بقى من الاخر كدة الطلاق هيتم وهخرب بيته هو وأهله قولولهم الكلام ده كأنه جاى منكم انتوا بدل ما الناس تقول ان البت كسرت كلام اعمامها وطبعا دى مش هتفرق معايا كتير دول قالوا عنى حامل فى اكتر من كدة ايه 
يتبع
قضت هدى أكثر من ثلاثة أيام فى حالة من الشد والجزب بينها وبين كل من حولها فآثرت الابتعاد عنهم جميعا والاختلاء بنفسها فى غرفتها لتتجنب مواضيع احاديثهم التى أصبحت سبب أساسى فى ضيقها فليس لديهم غير فلان قال وفلانة أعادت هذا يريد وهذه ترفض كل المواضيع متعلقة بما حدث ليلة زفافها 
الشئ الوحيد الذى انقذها هو اتصال مشرفة تمريض المستشفى الخاص التى كانت تعمل بها فى القاهرة لتخبرها أنها وضعت لها روستر شفتات من بداية الأسبوع ومن حوار المكالمة استنتجت أنها تعلم ما حدث هى شخصيا لم تحضر الفرح لكن جزء من زملائها فى المستشفى حضروا وبالطبع اخبروها بما حدث معنى ذلك أن المستشفى بالكامل تعلم بما حدث وهذا سيضيف أسبابا أخرى لضيقها! نظرات الشفقة والأسئلة التى ستتلقاها لن تنتهى لكن يهون كل هذا من أجل الخروج من المنزل والهروب من تفكيرها الى العمل 
خرجت من تفكيرها على دخول هيام 
هدى هدى
مش تخبطى على الباب ياحاجة قبل ما تخشى ولا انا قاعدة فى السوق
اخبط ايه بس هيثم برة 
نعم ياختى بيعمل ايه هنا ومين ډخله اصلا 
معرفش هو جاى ومعاه عمك 
وبعدين بقى انا مش هخلص ولا ايه 
دخلت والدتها وهى تقول هيام روحى انتى
خرجت هيام والتفتت الحاجة هدية لهدى وهى تقول
هدى عمك
متكمليش ياماما اطلعى لو سمحتى اطرديهم بدل ما اطلعلهم انا
اطرد مين ياهدى ده عمك وجوزك 
برده بتقول جوزك ارحمينى واعملي اللى بقول عليه 
ارحمينى انتى واخرجيلهم يابنتى 
أنا لو خرجت هصور قتيل برة والله اعملكم مصېبة 
لا والنبى ياهدى عشان خاطرى انا اسمعى اللى جايين يقولوه بالراحة وفى الاخر القرار ليكى بس متحرجيناش 
أنتى خاېفة تحرجيهم خاېفة تحرجى ناس قالوا على بنتك حامل يوم فرحها
وحياة حبيبك النبى ياهدى اسمعي اللى جاى يقولهولك خلاص هو جاى وبيقول انه لو قابلك لوحدكم هيعرفنى يقنعك تروحى معاه 
ياشيخة كسبنا صلاة النبى 
خلاص بقى قلتلك عشان خاطرى انا 
حاضر ياماما اسبقينى وانا جاية وراكى 
كان هيثم متخيلا أنها ستوافق على العودة معه اذا حاول اقناعها وحدهم فقد أخبره أصدقاءه أن هذه هى طريقة التعامل بين كل رجل وانثاه لكنه غفل عن تفصيلة صغيرة هى أن هدى لم ولن تكون انثاه ابدا 
دخلت هدى وهى مرتدية عباءة سوداء تماما وطرحة بنفس اللون وكأنها فى حداد
السلام عليكم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
تعالى ياهدى هيثم جايلك لحد هنا أهو عشان يصالحك 
تقدمت وجلست بدون اى تعبير على وجهها جلست فى مواجهة هيثم لكن لم ترفع عينيها له حتى الآن
قام العم ووقف طيب نسيبهم لوحدهم شوية ياست هدية إحنا هنبقى قاعدين فى الصالة لحد ما تخلصوا كلامكم
خرج الرجل وتبعته والدتها وارسلت نظرة جانبية منها لهدى تستعطفها بها لتهدأ طوال حديثه
بمجرد خروجهم رفعت هدى رأسها له
خير عايز ايه 
عايزك ياهدى عايزك تيجى معايا بيتنا 
أنهى بيت ده اللى انا اندبحت فيه وطلع عرضى بلدى واتفرج عليا الناس كلها
أنتى اللى قولتى وطلبتى كدة محدش أجبرك 
عندك حق بس انا كنت برد عن نفسى برد عن شرفى وشرف اخواتى واهلى اصلى ملقتش حد يحمينى ويرد عنى
أنا مقولتش حاجة والله 
فعلا وهى دى المشكلة اصلا أن انت مقولتش حاجة انت تنحت وبس
حقك عليا انا انا اسف 
قام من مكانه ليقترب منها لكن قبل أن يتحرك قالت
مكانك خليك مكانك ياهيثم ملكش مكان جمبى 
صډمته كلمتها وعاد للجلوس مكانه مرة أخرى
ياهدى ارجوكى متخدنيش بذنب غيرى 
بقولك ايه سيبك من الكلام ده قوللى الأول انت بجد هنا ليه عشان بتحبنى زى ما بتقول ولا خاېف من القضية وأمك اللى بعتتك 
أنتى عارفة كويس اوى أنى جاى
________________________________________
عشانك ومش فارقة معايا
أى حاجة تانية
أنا مبقتش عارفة حاجة خالص اللى عرفته وصدقته قبل كدة طلع كله كدب 
اسمع ياهيثم وده آخر كلام هتسمعه منى رجوع ليك مش راجعة والقضية همشيها وهاخد حقى منكم وانت روح دورلك على بنت الحلال اللى تنفعك وتنفع أمك
وقفت وابتعدت خطوتين وهى تقول
ونصيحة أخيرة منى انشف شوية كدة واسترجل اعملك شخصية قدام اهلك يااما هتفضل فى مشاكل طول حياتك واللى هتتجوزها هتظلمها وهتبهدلها معاك
تركته وخرجت واتجهت لغرفتها على مرأى من الجالسين وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح وبعدها بلحظة خرج هو الأخر واتجه لباب البيت دون حتى أن يلقى السلام 
وبعد هذا اللقاء أيقن الجميع أن هدى قد أغلقت الحوار والنقاش فى هذا الموضوع نهائيا بل أنهت الموضوع نفسه وبقرارها المبكر بعودتها للعمل قد بدأت تجهز للتعايش مع الموقف 
اتجهت للمستشفى الحكومى التى كانت تعمل بها 
قدمت على طلب إجازة لمدة سنة ارادت أن تنهك نفسها فى العمل الخاص فهو مرهق أكثر من الحكومى بكثير 
بعدما أنهت اجرائات الإجازة اتجهت لمستشفى دار الفؤاد الخاص لتستلم عملها الآخر 
اتجهت لمكتب مدام سامية وهى مشرفة التمريض هناك لتستلم الروستر الخاص بها وقد كانت هذه السيدة تحترم وتقدر هدى جدا وتعلم جيدا إمكانياتها التمريضية جيدا 
مينفع ياهدى
ليه بقى ده مكانى ليه تغيرينى 
أنتى قدمتى استقالة اصلا قبل جوازك صحيح لسة متمضتش ولسة ورقك مخلصش بس

انت في الصفحة 2 من 18 صفحات