رواية رائعة للكاتبة ضحي كارم
اللي كانت عوض ليا ف الملجا بعد ما فقدت أهلي..
تاني يوم صحيت وخرجت من الأوضة لقيت الحليوة بيفطر أول ما شافني وابتسم وهو بيقول
صباح الخير تعالي افطري
صباح الخير لأ شكرا
تعالي افطري مش هاقولها تاني
المفروض أخاف أنا كده يعني
لأ المفروض تيجي تفطري عشان مش هاتعرفي تعملي أكل كوري لوحدي
قعدت جنبه وأنا مش قادرة اتكلم أكلت وحقيقي الأكل كان طعمه يجنن طلع شيف وبيطبخ كمان !
كنت بخرج معاه وبيفسحني ف كوريا عرفت إنه مش أول مرة يجي كوريا وإنه سنويا بيكون موجود هنا عشان كده بتفسح معاه لإنه لحد ما حافظ الأماكن
كل ما كنت أجيبلها سيرة يوسف كانت تبتسم وتلقائي قلبي كان بيبتسم كنت بحس بشعور حلو كده مدام هي راضية ومبسوطة بالموضوع
عايزة فشار
روحي نامي يا بنتي
انت مش طايقني هل انت مش طايقني
انتي لا تطاقي الصراحة برضو
بهزر والله بهزر
مازلت قلبي بيدق بطريقة غريبة أول ماأبص ف عيونه مش عارفة ليه بحس بشعور غريب من ناحيته
ليه بحس إني أعرفه من زمان
حكيتله عني مش عارفة عملتها إزاي
بس كنت مأمنله كنت مطمنة وأنا بحكيله حياتي كلها من أول ما دخلت الملجأ لحد دلوقتي
وعلي كده لسه بتفتكريه
دايما دايما بفتكره وافتكر غيرته م أحمد بفتكره لما يقولي انتي صاحبتي أنا وبس متلعبيش مع غيري بس..
أكيد نساني مش معقول هايفتكرني بعد كل ده
بس انتي لسه فاكراه
الوضع يختلف يختلف كتير أوي
حكيتله كمان عن أكتر شخص كان قريب مني ف الملجا الوحيد اللي كنت بحس بغيرته وحبه ناحيتي
بس للأسف حتي هو كمان مشي زي أهلي
جات عائلة واتبنيته كان نفسي يتبنانوني زيه كان نفسي يفضل معايا وميمشيش كانوا حتي ياخدني معاه
النهاردة
أول سنة وأنا ف كوريا يوسف ونسني وهون عليا مرارة الغربة كتير تقريبا أنا استحملت الوضع ده بيه
النهاردة اليوم اللي هانرجع فيه مصر أنا ويوسف كان بيحضر شنطته وموبايله رن فمسكته عشان أديهلوه وقعت عيني ع صورة واحدة واحدة أنا فاكرة ملامحها كويس اوي !
معقول هو !
نفس الشخص اللي كان قريب مني وإحنا صغيرين !
نفسه يوسف مش مجرد تشابه أسماء
فاكرة نفس الست دي حافظة ملامحها بالميلي يوم ما جات اتبنته وأخدته مني !
يوم ما بعد عني !
ماستنتش أقوله إني هامشي وأخدت شنطي و روحت ع المطار م غيره ركبت الطيارة وسندت رأسي ع الشباك وعيطت المرة دي معيطتش من خۏفي أنا عيطت من الۏجع
هو أكيد عارف أنا مين !
مستحيل يكون مأخدش باله مني
أنا حكيتله كل حاجة حكيتله عنه ومع ذلك محنش ع قلبي وقالي إنه هو ومع ذلك كڈب عليا
امسحي دموعك
بصيت لقيته قاعد جنبي و مادد إيده بمنديل فتحت شنطتي وطلعت منديل مسحت بيه وشي من غير ما أبصله
سمعت صوت تنهيدة طويلة أخدها وبعدين اتكلم بهدوء
عارف إنك عرفتي إن أنا نفسي يوسف
بصيتله بعتاب وسكت
وعارف كمان إنك يمكن اتوجعتي بسبب ده
...
بس اللي انتي يمكن مش عارفاه إن أنا اللي مخطط لكل ده
بصيتله باستغراب فكمل
دورت عليكي كتير كتير أوي لحد ما لقيتك
روحت الملجأ وعرفت إنك خرجتي منه من فترة كبيرة كنت متأمل إني هلاقيكي هناك بس للأسف ملقتكيش
دورت بعدها كتير لحد ما عرفت إنك عايشة مع ماما رحيمة ويارا.. البنت اللي عرفتيها ف الملجأ بعدي
...
كنت خاېف تكوني نسيتني كان من حقي أخاف كان من حقي أخاف لاوجع قلبك إذا كنتي اتخطيتي وجودي
كان لازم أعرف لسه فاكراني ولا لأ كان لازم قبل ما أخد اي خطوة ف القرب منك
لما عرفت إنك مقدمة ف منحة لكوريا سافرت لكوريا حفظت الأماكن واتعلمت اللغة وقبل ما أسافر وصيت إنك تتقبلي لحد ما جات اللحظة المناسبة
اتقبلتي فعلا حجزت ف نفس الطايرة اللي هاتكوني رايحه فيها خططت نكون ف نفس السكن عشان أعرف أقرب منك تاني
لما عرفت إنك لسه فاكراني كنت هاقولك أن أنا والله بس خفت أوجع قلبك خفت تفكتري إني كنت بكذب عليكي
أنا بكرهك
وأنا لسه بحبك
وصلت مصر وأول ما روحت البيت يارا وعيطت كتير عيطت عياط بحجم ۏجع قلبي كله
ف إيه
طلع هو نفسه يوسف
حكيتلها كل حاجه يمكن زعلت شوية ف الأول لما عرفت إنه اتواصل معاها وعرفها إنه يوسف وهي خبت عليا بس بعدها فهمت فهمت إنه بيحبني زيي يعني بالضبط
بقاله شهر بيحاول يقابلني وأنا برفص مش