الإثنين 30 ديسمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة

انت في الصفحة 3 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز


وحاولنا نلاقي حل كان ممكن يحصل
ابتسمت بمرارة وهي تجيب شقيقتها بسخرية فقد حاول الجميع ولم يجدوا حل سوا ذلك وكأنه كتب عليها أن تكن زوجة ابن عائلة الراجحي
نلاقي حل نلاقي حل إزاي دا دي تالت مرة عمي يجي فيها.. طب ماهو أول ما قال بابا رفض وقال لازم يشوفوا حل تاني يخلصوا بيه الحوار وقال بعدها أهل البلد وعيلة الراجحي مش راجعين عن الجواز مش فاهمه ليه بس أنا مكنش ينفع أفضل ساكته خصوصا بعد ما مرات عمي كلمتني... دي كانت مڼهارة أوي وعندها حق أنا لازم ارضلها الجميل ما هي اللي مربياني

جلست ميار على الفراش وهي تفكر ما هذه التراهات التي ظهرت من العدم لتقلب حياتهم هكذا فهم يعيشون منذ تلك الحاډثة ولم يتحدث أحد من هذه العائلة أو تأتي كلمات على اسم الٹأر
أنا مش فاهمه ايه الجنان ده بجد!.. هما جايين بعد مۏت ابنهم ب خمس سنين ياخدوا طاره وبعدين كمال مقتلهوش أصلا دا كان ڠصب عنه وهو اتحبس وخد عقابه ومشي دا كان صاحبه... أنا مش مطمنة للحوار ده أبدا
نعم شقيقتها محقه ولكن هل هناك حل. هل هناك ما تستطيع أن تفعله ليعودا عن قرار زواجها من رجل لا تعرف عنه شيء أبدا الجميع يضغط عليها هي تريد الرفض بكل قوتها ولكن لا تستطيع فهم يستطيعوا أن يقتلوا ابن عمها الذي أعجبت به بيوم من الأيام غير ذلك عمها وزوجته أنهم تعاملوا معها كما لو أنها ابنتهم ما ذنبهم أن ېموت ابنهم المتبقي لهم بعد رحيل كمال وهجرته عنهم وما ذنب تامر أيضا في أن يعاقب على شيء ليس له دخل به إذا وما ذنبها..
خرجت من شرودها على صوت شقيقتها وهي تقول بهدوء شديد أو ربما برود
طب وتامر هو موافق على كده
نظرت بعيدا ثم أجابتها بهدوء تحاول أن تسيطر عليه ليبقى معها قليلا
مرات عمي قالتلي أنه مش موافق وبتقولي اقنعه وأنا أصلا عايزه اللي يقنعني
ابتلعت شقيقتها غصة تكونت في حلقها بسبب ما أخفته عنها وتذكرت حزنها المرير على كل شيء يحدث حولها ولكن أردفت في النهاية بتردد وارتباك
مروة أنا عايزه اقولك حاجه
استدعت انتباهها لتقول مستكملة حديثها بقلب فتر من الحزن
تامر كلمني آخر مرة لما كنا عندهم من شهرين تقريبا وقالي أنه... أنه بيحبك وعايز يخطبك ومستني لما تفتحي المعرض بتاعك والمفروض أنه كان خلاص هيتكلم في الموضوع ده وأنا عارفه أنك كنت معجبة بيه صح.
ابتسمت لها بمرارة بينما تكونت الدموع بعينيها لتقول بصوت مخټنق بالبكاء
أنا عارفه أنه كلمك
نظرت إليها الأخرى باستغراب لتكمل قائلة بجدية شديدة
سمعته وهو بيتكلم معاكي يومها لما طلعتوا الجنينة... أنا كنت معجبة بيه عادي شخصيته كلامه رجولته وجدعنته زيه زي أي حد لكن خلاص يعني اعتقد كل ده مالوش داعي دلوقتي وكمان لو كلمك مش عايزاه يعرف اني كنت عارفه ولا حتى إنك قولتيلي
تممت جملتها بدموعها التي خرجت من عينيها تتسابق وكأن بذلك سيكون الخلاص مما يحدث لتتقدم منها شقيقتها بحزن بالغ عليها وعلى نفسها واخذتها يشعر أن روحه سوف تزهق منه وتخرج إلى خالقها يشعر أن كل الحب والعشق الذي كنه في قلبه لكي يحافظ عليها يذهب هدرا الآن اشتد الڠضب به وكيف لا وهو الذي تسلب منه معشوقته الصغيرة كيف لا وهو معرض للمۏت في أي لحظة دون أسباب وفي بلدتهم عائلة الراجحي معها كامل الحق للأخذ بالٹأر ما هذه الخرافات..
أنت إزاي تقولهم وإزاي تقولوا لمروة.. يعني قولتلها من أسبوع وكل شوية رايح مصر علشان تقنعها لحد ما وافقت انتوا فاكرني عيل صغير علشان تعملوا كده أنا مش هسمح أنكم تعملوا فيها كده وحتى لو بمۏتي
نحبت أمه وظلت تبكي فهي منذ الصباح تحاول أن تجعله يهدأ ويلين ولكن كيف وهو الأحق بابنة عمه الذي داب عشقا بها منذ سنوات بينما حاول والده التحدث قائلا
يابني الله يرضى عليك مفضلش غيرك ليا أنا وأمك من يوم أخوك الكبير ما هاجر وسابنا.. صحيح هو مقتلش زاهر بس هما شايفين كده وفقدوا حد غالي عليهم ومن بعديه حد تاني وعايزين طاره ومفيش غيرك هياخدوا منه الطار ده
تريث قليلا ثم أكمل وهو يجلس على الأريكة خلفه فقد هلك اليوم من هنا لهناك
والحل الوحيد اللي وصلوا ليه كبار البلد هو جواز حد من العيلة دي للعيلة دي ونخلص علشان يفضوا الأشكال ده
أجابه سريعا بعد أن استمع إلى ذلك الحكم الذي لم يسمعه من قبل معتقدا أنه هكذا يستطيع أن يحظى بها وحتى إن تزوج غيرها صاح قائلا بلهفة
يبقى أنا اتجوز من عندهم أنا موافق على كده لكن مروة لأ..
هما مش عندهم بنت بردو
أخفض والده رأسه متحدثا بارهاق شديد
 

انت في الصفحة 3 من 141 صفحات