الجمعة 20 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

كتاب كليله و دمنه

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الوعد فماذا صنعت فأنفذ إليه بيدبا إني على ما وعدت الملك فليأمرني لأحمله إليه بعد أن يجمع أهل مملكته لتكون قراءتي لهذا الكتاب بحضرتهم.
فلما رجع الرسول إلى الملك دبشليم سر بذلك سرورا عظيما ووعده يوما يجمع أهل مملكته فيه. ثم نادى في أقصى بلاد الهند ليحضروا قراءة الكتاب. فلما كان اليوم واجتمع الناس أمر الملك أن ينصب له سرير ولبيدبا سرير.
وحضروا وقام بيدبا وعليه ثياب الحكمة التي كان يلبسها إذا دخل على الملوك وهي المسوخ السود. فلما دنا من الملك كفر له وسجد له فلم يرفع رأسه.
فقال له الملك يا بيدبا رفع رأسك فليس هذا يوم نحيب هذا يوم سرور وشكر. ثم سأله حين قرأ الكتاب عن معنى كل باب وأي شيء قصده فيه فأخبره بغرضه فيه وقصده في كل باب فازداد به سرورا ومنه تعجبا وقال له يا بيدبا ما عدوت ما كان في نفسي وهذا الذي كنت أطلب فتمن ما شئت وتحكم. فدعا له بالسعادة وقال أيها الملك أما المال فلا حاجة لي فيه وأما الكسوة فلا أختار سوى لباسي هذا ولست أخلي الملك من حاجة إذا عرضت. فقال الملك وما حاجتك الآن فكل حاجة لك قبلنا مقضية. فقال أسأل الملك أن يأمر بتدوين كتابي هذا كما دون آباؤه وأجداده كتبهم وان يأمر بالاحتياط عليه فإني أخاف أن يخرج من بلاد الهند فيتناوله أهل فارس إذا علموا به فيذهب والآن لا يخرج من بيت الحكمة. ثم دعا الملك بتلامذته فخلع عليهم وأمر لهم بالجوائز.
ثم إنه لما ملك كسرى أنو شروان وكان مستبشرا بالكتب في العلم والأدب رفع إليه خبر هذا الكتاب فلم يقر له قرار حتى بعث برزويه الطبيب فاحتال وتلطف حتى أخرجه من بلاد الهند فأقره في خزائن فارس.

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات