رواية كاملة بقلم اسماء عبد الهادي
ثم ابتسم فى خبث وهو يقول احقق هدفى واوصل للشرطه وامسك انا مكان العقيد النيلة اللى هناك ده واكون الكل فى الكل وساعتها ابقى اتخلص من عيلة يزيد بنته ومراته دول اللى مصعبين عليا المهمه
نام معتز بالغرفه دون ان يزعجه احد حتى الصباح حيث ان منى نامت بجوار ابنتها لتتركه يرتاح هى تراه ليس بمزاج جيد وليس يزيد التى تعرفه لذا فكرت ان تترك له مساحه حتى يعود لطبيعته
فى الصباح استيقظ يزيد وتناول الافطار وخرج ليكمل
خطته الخبيثه واتجه نحو مقر العمليات الخاصه بقلب جرئ لاول مرة يدخل هذا المقر ويرى نظرات التحية والاجلال بدلا من البغض له ومحاولة امساكه كان شعوره رائعا حقا
عندما سمع العقيد بخبر عودة يزيد استدعاه فورا الى مكتبه
العقيد يزيد كنت فين الفترة اللى فاتت دى وازاى مفيش اخبار عنك
انا اسف يافندم
صوتك ماله يايزيد
ما هو ده سبب غيابى يافندمالمچرم معتز كان عارف بقدومى مش عارف ازاى علشان كده هجموا فى لحظة غدر بس قدرت اهرب منهم بس كنت اصيبت وده السبب فى تغير نبرة صوتى فضلت فى غيبوبه اسبوع لحد ما فقت وجيت على هنا يافندم
العقيد حمدا لله على سلامتك يابطل
الله يسلمك يافندم
مفيش اخبارك عن بن وهدان
ابتسم بخبث مصيره هيقع تحت ايدى كلهم يافندم هوقعهم واحد ورا التانى ثم اكمل ف نفسه مش هيفضل غيرى على الساحه
وده ظنى فيك ياسيادة المقدم اتفضل روح اجازة يومين لحد ما تخف ونشوف هنعمل ايه فى المچرم ده لا يافندم مش محتاج راحه انا هروح اتابع عملى
قضى الليل كله فى العراء بجوار البحر كان جائعا عطشا فالمكان مقفر لا طعام ولا ماء ظل يجول ويجول المكان الى ان تعب فنام محله على الرمال الى ان اشرقت الشمس وداعبت اشعتها وجهه فاستيقظ من نومته الغير مريحه تلك قام من مكانه باحثا عن مخرج من هذا المكان ظل يسير ويسير الى ان انتصفت الشمس فى كبد السماء واصبحت اشعتها عموديه شديدة الحرارة وضع يزيد يده اعلى عينه ليحجب اشعه الشمس الحارقه عنهكانت الرؤيا غير واضحة امامه لكنها وجد نفسه يسير على طريق ممهد يصلح ان تمر منه السيارات فاستبشر خيرا وظل يسير ويسير رغم ان التعب والجوع قد انهكاه لكنه قادر على التحمل اكثر فيزيد ذو جسد قوى شديد التحمل لمح ضوء يأتى من بعيد فحاول الوقوف فى منتصف الطريق لتقف له السيارة ولكن السيارة انحرفت بعيدا عنه وسارت فى سرعه كبيرة
لم يستسلم يزيد وظل مكانه ينتظر مرور سيارة اخرى لكنه تعب فقرر الجلوس فوجد الارض ساخنه فاحضر صخرة كبيرة كانت بالجوار وجلس عليها بمنتصف الطريق وبعد عدة ساعات من الانتظار مرت سيارة وقف بضعف فهو جائع وعطشان بسبب ارتفاع درجه الحرارة تلك اخذ يلوح لها لكى تتوقفبالفعل توقفت مشى يزيد نحو السيارة الكبيرة والتى كان عبارةعن شاحنة كبيرة تستخدم لحمل البضائع لو سمحت مكن توصلنى فى سكتك
اركبكان السائق رجلا كبيرا فى السن ويبدو عليه ملامح الطيبه والسماحه التف يزيد للجانب الاخر وصعد الشاحنه واستقر الى جوار السائق تنهد يزيد بارتياح وحمد الله انه وجد من يخرجه من مأزقه شكرا ياراجل ياطيب
هز الرجل رأسه ولم يعلق
ارجع يزيد ظهره للخلف واغمض عينيه فى تعب ولكن ما عكر صفو راحته هو صوت بطنه التى تكركر من الجوع
لاحظ الرجل ذلك فقال عندك فى الشنطه دى اكل كنت جايبه معايا احتياطى تقدر تأكل منه
لم يرفض يزيد هذا العرض المغرى ففتح الحقيبه على الفور وتناول ما بها لكنه لم يأكله كله وترك بعضا منها للرجل الطيب هذا فرغم حب يزيد للطعام الا انه كان لبقا وليس بجشع مش عارف اقولك ايه يا راجل ياطيب
الرجل ايه اللى رماك فى السكه المقطوعه دى يابنى
زفر يزيد بضيق والله مش عارف جيت هنا ازاى الاقولى ياراجل ياطيب احنا النهارده ايه ٨ فى الشهر مش كده
١٦
تفآجأ يزيد ايه!ازاى ده حصل فات اسبوع كامل!
فى حاجه يابنى
لا ياعمى متشغلش بالك انت
ارجع يزيد ظهره للخلف يفكر فيما حدث وكيف ظل اسبوع كاملا لا يذكر شيئا من احداثه لكنه قام فزعا عندما رأى وجه المچرم فى المرآه نظر بسرعه للخلف ظنا منه انه معه فى الشاحنه فلم يجده استغرب الرجل تصرفه لكنه لم يعلق
نظر يزيد مرة اخرى للمرآه فوجده فاخرج رأسه من نافذة السيارة ينظر بحثا عنه فى الاسفل وفى اعلى الشاحنه لكن لا اثر
لم يكن يتوقع ان الصورة ماهى الا انعكاس له هو
فى ايه يابنى بتدور على حاجه!
يزيد بامتغاض لا الظاهر انا كنت بتخيل انى شوفت حد كده
ارجع ظهره مرة اخرى لكنه تخشب محله عندما الټفت ينظر الى المرآه ليجد صورة معتز بنفس وضعيته هو حيث يرى انعكاس صورته وهو يستند على ظهر الكرسى ولكن الوجه وجه معتز تسارعت دقات قلبه ورفع يده نحو وجهه ببطىء
يخشى ان ما يفكر فيه يكون صحيحا
لامست يده وجهه وتحسس وجهه وهو مازال ينظر فى المرآه وجد يده تتحسس وجه معتز كيف هذا اعتدل فى جلسته وحدق جيدا فى المرآه صدم عندما تيقن ذلك فعلا انه يحمل وجه معتز كيف حدث هذا كيف يحمل وجه ابغض انسان على وجه الارضترى ابدل بن ودهان اجسادهم رفع يده ينظر اليها وجدها هى وجد تلك الندبه التى تسبب له بها وهدان من قبل فى احد الاشتباكات السابقه اذا هذا جسدى وهذا انا يزيد لكن الوجه وجه معتز كيف هذا كاد ان يجن كيف سيرجع الى اهله بهذا الوجه كيف سيباشر عمله وهو بوجه اخطر مچرم يعرفونه يوما قطع تساؤلاته تلك رؤيته للجنه تفتيش على الطريق لاول مرة يشعر بالخۏف من رجال الشرطه فرغم انه منهم الا انه خاف على نفسه حقا فهو يحمل وجه معتز واذا ما رأوه فسوف يعتقلونه فورا ماذا يفعل السيارة تقترب من اللجنه وماهى الا لحظات ويقفون عندهم كيف سيثبت لهم انه الضابط يزيد وليس المحرم المطلوب للعدالة حيا او مېتا
لاحظ الرجل ارتباكه وظن انه ربما يكون مطلوب او ملاحق من الشرطه اسمع يابنى انا عملت فيك معروف وجبتك على طريق نص البلد انا مش عايز مشاكل لو كان بينك وبين الشرطه حاجه انزل من العربيه
فكر يزيد ماذا يفعل للخروج من هذا المأذق لا يستطيع السير كل هذه المسافه للوصول الى وجهته سيرا على الاقدام ومن الصعب التنقل فى الطرقات بهذا الوجه لذا قرر ان يختبأ بأسفل السيارة فقد كانت السيارات من نوع الشاحنات النقل الكبيرة والعاليه لذا خرج يزيد بخفه من الباب وانزلق برفق الى اسفل السيارة تعجب
الرجل وكاد ان يسأله عما يفعل لكنه وجد نفسه امام سيارات الشرطه التى تقطع الطريق للتفتيش كان يزيد قد استقر بالاسفل ممسكا بقوة باجزاء السياره السفليه نظر رجال التفتيش