بقلم داليا الكومى
النسر الچارح وكأنه ينتظر شيء ما سلطان قلبه لم يطمئن ابدا بسبب جلوس عبده بذلك الشكل جميع الفئران تدخلت وشكلت حرب ض اريه داخله استدار وصعد السلالم مرة اخري هبه فوجئت به يعود من جديد عندما سمعت الجرس كادت ان تم وت ړعبا لكنها عندما سمعت صوته من خلف الباب ازاحت الاريكه وسمحت له بالدخول
بابا مالك خير حصل حاجه
سعادة هبه كانت قصوى بقراره ليس فقط بسبب انها لم تخرج فعليا منذ اشهر ولكن بسبب خۏفها الفظيع الذى كانت تشعر به في كل مره كان يخرج فيها سلطان ويتركها وحيده في المنزل
كانت تستمع الى اصوات مخيفه خلف باب منزلهم وكأن احدهم يتعمد اخافتها لم تخبر سلطان يوما بما تسمعه لاسباب عديدة ربما اهمها خۏفها عليه من بطش البلط جية اذا ما حاول مواجهتهم
هبه دخلت غرفتها فتحت خزانة ملابسها من غير تفكير اخرجت فستان العيد وارتدته بسرعه كم تحب هذا الفستان فهو كان اخرهدية لها من طنط حسنية اعطتة لها وهى تبكى وتقول هتوحشينى علي عينى يا بنتى بس الوضع بقي صعب انا خاېفة علي البنات ربنا معاكم يا بنتى وتنجوا انتم كمان الفستان ده انا خيطته ليكى عشان تفتكرينى انا دايما هسأل عليكى بس انا ربنا فتحها علي وعملت اسم مش بطال والناس بدأت تطلبنى بالاسم عشان كده هقدر انقل من هنا
سمعت صوت سلطان ينادىها بلطف
يلا يا هبه هتأخر بسرعة هبه لمت شعرها كذيل حصان ينتهى بتموجات متمرده علي جانب كتفها الايسروحملت كتبها وخرجت تجري من الغرفه
يلا حبيبتى زاكري ثم غادر المطبخ ليباشر عمله
هبه اندمجت في المزاكره فترة طويلة مرت وهى مازالت مندمجة لا تشعر باي شيء موظفوا الشركة علموا ان سلطان احضرابنته واجلسها تستزكر في المطبخ فتجنبوا ان يزعجوها وربما تجنبوا ان يحرجوها هبه احست بالامان والراحة اخيرا بعد اسابيع من الخۏف سوف تزاكر بدون خوف نعمة وجود ابيها الي جوارها لا يعادلها أي شىء اخر انحنائها المتواصل منذ ساعات علي كتابها جعلها تشعر بالم فى ظهرها ورقبتها قامت تتجول في المطبخ
البية الله يكرمه ادانى 500 جنية وقالي جيب حاجة حلوة لبنتك وانت مروح عشان كدة ال جنية دول بتوعك اختاري هتعملي بيهم ايه
هبة شهقت من الصدمة فخمسمائة جنية دفعة واحدة خارج الميزانيه معجزة لم تشهدها
من قبل يا الله يا كريم الفرحة غمرتها حتى النخاع
خلاص يا بابا انا عرفت هنجيب بيهم ايه يلا بسرعة عشان نلحق المحلات
قبل ما تقفل
لا لا يا هبه مش ممكن الفلوس دى بتاعتك يا حبيبتى
يا بابا يا حبيبي انت بتلبسنى خوذه وانت مش لابس اشمعنى انت لازم عشان
خاطري تلبسها انا بخاف عليك
دموع الفرحة ملئت عينيه بعد اصرار رهيب من هبه وتوسلات سلطان اخذ الخوذة التى كان ثمنها مائة وتسعون جنيها
سلطان اقترح كده فاضل 310 جنية انا عارف بقي هنعمل بيهم ايةه انا عازمك علي العشا في اغلي
مطعم هبة اعترضت بشده
لا يا بابا مينفعش خسارة الفلوس سلطان دمعت عيناه
دي يا حبيبتى هتكون اول مرة هعزمك فيها بره مش خسارة فيكى أي حاجه هبه اقترحت عليه بقناعة شديدة خلاص ناخد الاكل ونروح نعد علي النيل انا بحبه اوى ونفسي اشم هوا نضيف ومجددا سلطان اذعن تحت اصرارها فرقة هبه وضعفها كانوا دائما ينتصرون من كان يستطيع مقاومة طلب لهبه الملائكية سلطان اكتفي باحضار مشويات للعشاء من مطعم فخم وكنافة بالقشطة كتحلية لها لانه يعلم مقدارحبها لها واخذها للجلوس علي النيل بناء علي رغ بتها
بعد العشاء سلطان هتف بسعاده غامره عارفة بقى يا حبيبتى الباقى لازم تجيبى لنفسك بيه فستان جديد بكره ان شاء الله بعد المدرسة هاخدك المحلات
كعادة كل يوم هبه وجدت سلطان في انتظارها علي باب المدرسة ولكن في ذلك اليوم كان يرتدى الخوذة الجديدة بفرح
سلطان اخبرها بفرحة غامرة عندما رأها ادهم بيه الله يكرمه ويعمربيته قالي يا سلطان خلاص متجيش الفترة التانية وراتبك ماشي زى ما هو مش هيجري حاجه يعنى لو كل واحد قام عمل طلبه بنفسه
يعنى الحمد لله مش هسيبك لوحدك بالليل تانى ابدا و كالمعتاد بدأ سلطان يعدد في صفات ادهم الحميدة كما يفعل كلما يتزكره ده ابن حلال وكريم وبيعاملنا كويس ربنا يكرمه ابن عز طول عمره بصحيح
دائما سلطان كان يتحدث بالخير عن رب عمله الملياردير ادهم البسطاويسي ويكفيها اعفائه لسلطان من عمله في الفترة الثانية حتى تتأكد بنفسها من
استحقاقه لكل مدح اختصه به سلطان طوال سنوات عمرها الاخيرة فشعرت بامتنان بالغ تجاهه
منذ ان وعت وبدأت في الفهم وابيها يعمل كساعى خصوصى لمكتب ادهم البسطاويسي بالتحديد منذ ثمان سنوات ومن حينها تحسنت احوالهم المادية بدرجة كبيرة فأدهم البسطاويسي كان كريم مع موظفيه بطريقة ملحوظة اباها اعتاد الثناء عليه كل يوم والان اشفق ادهم علي ابنة سلطان من ظروفهم الصعبة واعفي سلطان من عمله في الفترة المسائية كى لا يتركها وحيده في تلك الظروف المرعبة والتى اصبحت تواجهها يوميا فكرت مع نفسها فى امتنان كبير يغمرها من شهامته مع ابيها اكيد عنده بنات عشان كدة فهم خوف بابا عليه ركبت خلف سلطان وتمسكت به بسعاده وسلطان شعر بسعادتها فهو ايضا سعيد سلطان قال بفرح ليضيف اليها المزيد من السعاده هنعدى نجيب الفستان قبل ما نروح
بعد اسابيع طويله اخيرعاد لها احساس الامان اثناء مزاكرتها لدروسها كانت تجلس علي الطاولة في صالة منزلهم و بجوارها سلطان وهو يقرأ في المصحف الحمد لله ساعات عمله في السابق كانت تقضيها في الړعب من المجهول واستراق السمع عبر الجدران للاصوات التى تخيفها
شهران مرا منذ رحيل حسنية فكانت تغلق فيهم علي نفسها باب شقتهم بالمفتاح وتظل تدعى الله ان يسترها ويمر الوقت بسلام حتى عودة سلطان من عملة في العاشرة لكن الحمد لله بفضل رحمة ادهم البسطاويسي وعطفه سلطان لن يتركها في المنزل وحيدة مجددا
مع عمل سلطان لفترة واحدة اصبحت حياتهم افضل وايضا تحسنت صحته كثيرا وعندما اطمئنت لوجوده بجوارها زاد تركيزها وتحصيلها ارتفع بشكل كبير
كل شيء كان يتحول للافضل واستمتعت بالوضع الجديد لفترة لكن كل شيء تغير فجأه وتكهرب الجو مجددا فعند عودتهم في احد الايام من المدرسة سلطان كان يوقف دراجتة الڼارية تحت منزلهم كما كان يفعل دائما فاعترضه احد البلط جية وقال بغباوه متعمده ده مكانى شفلك مكان تانى الخۏف احتل سلطان لم يخف علي نفسه بل خاف علي هبه حتى المت فهو ادرك ان البلطجى يعطله لغرض ما وبالتاكيد هوغرض دنىء مثله
سلطان اجابه بتوتر بالغ طيب يا بنى ثم اشار لهبه بالصعود لمنزلهم فورا وغادرعلي دراجته لايجاد مكان اخر لها وهو يرتعد من الخۏف
خوفه الاعظم واسوء كوابيسه كانوا علي وشك التحقق لكنه ما ان ابتعد حتى فهم الغرض من حركة البلطجى عبده الحقيقة ضر بته بقوه فالبلط جى كان يعطله في الاسفل كى ينفرد عبده بهبه علي الدرج
سلطان ترك دراجته في وسط الشارع بدون اهتمام وعاد بأقصى سرعة الي هبه
هبه صعدت الدرج وهى تجري بقوه قلبها يخفق
بع نف دقات قلبها تصم اذانها من قوتها ادركت ان وراء تحرش البلطجى بأبيها شړ وصلت لباب منزلهم وانتظرت اباها فهى لم تملك يوما مفتاح فهى لم تحتاجه ابدا فسلطان كان يوصلها
حتى الباب دائما ولم تضطر يوما لحمل مفتاح في المدرسة لسوء حظها رأت عبده البل طجى ينزل الدرج وهو يتطلع اليها بعيون شريره تفضحه
عبده دفع سلطان بكتفه بقوه اطاحت به علي الارض وهو في طريقه لنزول الدرج
سلطان اتجه فورا لهبه المړعوبه كى يطمئن عليها خوفه علي هبه وصل لحد الجنون قلبه يبكى ويقول اة من الظلم والفقر والذ ل والض عف
سلطان ادرك ان عبده وضع هبه
في رأسه ولن يتوان حتى ينالها جمالها المبهر لع نة عليها منذ الان لابد وان يهربوا يغادروا هذا المكان الموبؤ لكن السؤال الاهم الي اين
وكان اسوء ما في الامر اكتشافه منذ ايام قليلة انه مريض بقلبه وحالته خطېرة
القهر اكل قلبه خوفه علي ابنته من الدنيا من بعده سيطر علي تفكيره
اذا كان لا يستطيع حمايتها من عبده في وجوده فماذا ستفعل اذن عندما تكون وحيده في مواجهته
سلطان ادخل هبه المر عوبه الي المنزل واغلق الباب بقوه هبه حبيبتى طمنينى لمسك
هبة هزت رأسها بړعب لا لا
سلطان زفر بارتياح الحمد لله الحمد لله
تركها ورفع يده الي السماء وقال يارب احميها مالناش غيرك
عندما اتى سلطان لاخذها من المدرسة في اليوم التالي احست بشيء غير طبيعى في تصرفاته كان متوتر وخائڤ ويتلفت من حوله باستمرار توتره انتقل الي هبه التى سألته بقلق
بابا مالك طمنى انا خاېفه
ما فيش يا هبه اطمنى عاوزك لما تروحى تلمى في شنطه صغيره خالص كام غيار والحاجات المهمه بس الحاجات المهمة العزيزة عليكى بس يا هبه فاهمانى
نصف ساعة وتكونى جاهزة عشان نمشي
نمشي
هبة تسألت في دهشه نمشي نروح فين يا بابا
سلطان اجابها بغموض متسأليش دلوقتى ادعى ربنا يسهلها ونطلع بالسلامه وبعد كده هفهمك كل حاجه
لسان سلطان بدء في الاستغفار بدون توقف استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم كررها بلا توقف حتى بعد ما وصلوا الي منزلهم وهو مازال يردد استغفر الله العظيم
هبه نفذت طلبه بسرعه اشياؤها القيمة قليلة جدا وهو اكد عليها ضرورة احضار حقيبة صغيرة لا تلفت الانتباه
اليهم ارتدت