الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية غيوم ومطر للكاتبة داليا الكومي 

انت في الصفحة 6 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


ذهبيه من يدها لمساعدة عائلتها في الخروج من الازمه عمر سافر للعمل في الامارت منذ تخرجه من كلية السياحه والفنادق منذ حوالي 5 سنوات اواكثر قليلا وتدرج في المناصب حتى اصبح مدير لفندق في دبي وتعلم ان راتبه جيد
من سيارته الفخمه التى يحتفظ بها في مصر ومن شقته الجميله التى اتخذها لنفسه بالتقسيط كانت تسمع حكايات خالتها عن شقته الجديده المتسعه والتى تساوى الكثير شأنه كشأن العامليين في الخليج استطاع مع السنوات ان يوفر لنفسه معيشه كريمه ومبلغ مالي ضخم يحتفظ به في رصيده عمر عمل بجهد لسنوات وتحسنت حالته الماليه كثيرا وكان لا يبخل عليهم بالهدايا القيمه كل عام 

هى شخصيا نالت من كرمه الكثير وربما اختصها بهدايا فخمه قبلتها دون حتى ان تشكره يوما 
ان كانت ستقبل عرضه لابد وان تستفيد من الوضع تماما ولابد ان تأخذ الكثير من الوقت في التفكير محمد ضحى بمستقبله من اجل الصالح العام وهى لن تكون اقل منه مع انه لا تراه لكنها كانت تشعر بتوتره حتى حينما كتب لها بتساؤل فريده كانت تعلم ان سؤاله يقطر قلق فهو ينتظر قرارها المصيري علي طلبه فريده ترددت كثيرا لبضع دقائق كانت تكتب الجمل ثم تمحوها وعمر ينتظر وهو يراها تكتب والرساله الماثلة امامه تقول فريده يكتب الان انتظر وانتظر وفي النهايه فريده كتبت محتاجه وقت للتفكير مازالت لا تراه لكنها تعلم ان عدم رفضها الفوري احيا بعض الامل في قلبه فكتب لها فورا هستناكى للابد عمر سيتمسك بالامل لانه يحبها وهى لابد ان تساومه كى تقبل بالزواج المقابل الذى سيدفعه لابد وان يكون كبير فيكيفه انه سيأخذ من يحب اما هى فستضطر للعيش معه وهى مجبره لكن في مقابل ان يسترد احمد حياته سوف تتنازل وتوافق علي الزواج منه لكنها سوف تعلن له انها لا تحبه منذ البدايه لابد وان يفهم انها تنازلت وتزوجته كى يعرف قيمته الحقيقيه وما يساويه في نظرها هى تحتاج لامواله وفي المقابل سوف تسمح له بحبها لا الاموال وحدها لا تكفي فربما تنفذ امواله يوما سوف تضع شرطا مستحيل ان قبل به سوف تتزوجه الصفقه العادله ستكون كليته وامواله في مقابل زواجها منه سوف تطلب منه التبرع بكليته لاحمد ان اراد ان يتزوجها لا كليه لا زواج حتى وان كان لا يناسبه في تطابق الانسجه فلن تتزوج منه ايضا الثمن الوحيد الذى يرضيها كى تتنازل وتتزوجه هو اعطائه لكليته لاحمد كى يخلصه نهائيا من عڈابه 
5 ستدفع الثمن
مع انها توصلت لقرار الا انها لم تستطع النطق بالموافقه حاولت مرارا لكن لسانها لم يطاوعها علي الرغم من محاولاتها كلما راقبت الشقاء الذى يغمر اسرتها كلما تأكدت من انها اتخذت القرار الصائب زواجها من عمر كان مفتاح الحياة للجميع بما فيهم هى شخصيا السنه الثالثه في دراسة الطب كارثيه بكل المقاييس وكانت تحتاج لاخذ الدروس الخصوصيه في بعض المواد لتحتفظ بتفوقها فهى كان لها ترتيب متقدم علي دفعتها ومحمد سوف يعود لدراسته التى هجرها ووالدتها ستتعافي من اكتئابها ويكفون عن التسول اما المكسب الحقيقى فأنه سيكون عودة احمد اليهم اذا لماذا لا تستطيع الموافقه بصوره مباشره وتكف عن المماطله فأي تاخير ليس من صالحهم جميعا انتظارها لاسبوعين كاملين قبل ان تجيبه وهى تعلم انها تستطيع انهاء بؤس عائلتها بكلمه زاد من احتقارها لنفسها احتفظت بعرضه سرا ولم تخبر أي احدا وعمر احترم رغبتها ولم يعلن هو الاخر كان ينتظرها علي ڼار لكنه لم يضغط عليها بصوره مباشره فقط استمر يرسل لها رساله يوميه في نفس
الموعد في اخر رساله اخبرها انه يستعد للنزول النهائي بعد ثلاثة اشهر والعيش بصفة مستمره في القاهره اخبرها ان شقته جاهزه للمعيشه فقط تحتاج للفرش وانه يعطيها اعتماد مفتوح لتجهيزها عمر لم يتجرأ ويحادثها وجها لوجه فقد كان يترك لها الرسائل التى تعيد برمجة عقلها تدهور حالة احمد كان سريع واصبح لا يقوى علي مغادرة فراشه بل لا يرغب بذلك ورفض الخروج الي اخر جلسة غسيل حتى انهم اضطروا لطلب الاسعاف لنقله رفض احمد الخروج للجلسه كان القشه التى قصمت ظهر البعير واوصلت الجميع للاڼهيار احمد قرر الاستسلام وكف عن المقاومه وجلس في فراشه ينتظر مشاهدتهم له وهو ينقل بالاسعاف رغما عنه ادمت قلوبهم وسطرت في عقولهم
الي الابد كان يقاوم كطائر جريح ويقول باڼهيار سيبونى ام و ت عاوز ام و ت مقاومته جعلت رجال الاسعاف يقيدونه بالقوه وسط دموعهم الغزيره والم قلوبهم الذى لا يحتمل يومها فريده اتجهت فور مغادرته مع والدتها ومحمد الي المستشفي الي حاسوبها اخيرا وبعد صراع تمكنت من سطر الحروف التى ربما تهبهم الامل قالت في رساله مقتضبه تركتها له وقلبها يبكى عمر انا موافقه بشرط وحيد لو وافقت عليه كلم ماما 
علي الرغم من طريقتها الجافه في الرد الا ان عمر كاد ان يطير من السعاده لم يسألها حتى عن شرطها الوحيد اعطاها موافقته الفوريه علي أي شرط حتى لو كان شرطا مستحيل كشرطها لكنه لم يتوقف للتفكير رد فورا وكأنه كان يجلس علي حاسوبه ينتظر أي شرط انا موافق عليه موافقته الفوريه اخافتها انها تتورط في الزواج امرته بترفع واضح عمر استنى تعرف الشرط الاول شرطى الوحيد انك تتبرع لاحمد بكليتك لو طلعتوا مش متوافقين انا اسفه مش هقدر اتجوزك كانت تعلم انها تعجزه وان شرطها مستحيل القبول به كانت تريح ضميرها بمحاولة مساعدة اسرتها وان رفض عمر سيكون وقتها هو السبب وليس هى فهى حاولت وهو رفض لكن عمر رد علي الفور بدون تفكير ومن غير جواز يا فريده انا متأخرش عن احمد ابدا رده احرجها للغايه شعرت كم هى حقيره 
كتبت محاوله الاعتذار انا كمان هعمل التحاليل لو ينفع هتبرعله انا رنين هاتفها اجفلها لمحت رقم عمر علي الشاشه عمر اتصل فورا اجابته بتردد الو عمر هتف بها فورا اياك اسمعك تقولي اتبرع دى تانى انا هتبرع وان انا منفعتش اوعدك اجيب له متبرع من تحت الارض وافقى انتى بس علي كتب الكتاب وانا اوعدك هحل موضوع احمد قبل ارسلت قشعريره في كل جسدها الي الان لا تستطيع تصوره يل عمر وسيم بدرجه كبيره لكن لديه بعض الوزن الزائد والكثير من الطيبه التى تجعله ضعيف في نظرها هو لم يكن فكرتها المثاليه عن الزوج المناسب بسبب وزنه وبسبب تعليمه وبسبب انه واضح وصريح فالرجل الغامض يثير الانتباه والاعجاب معا هى كانت تعتقد انها تستحق فرصه افضل فهى جذابه بدرجه كبيره وستصبح طبيبه لكن احمد يستحق الټضحيه بكل ذلك في سبيل اعادة الحياه اليه نعم ستوافق علي زواجها من عمر لكن ستجعله يدفع الثمن غاليا كما قررت من قبل مع انها هى من كانت تحتاجه وبشده لكن مرارتها الشخصيه اعمت قلبها ايضا عمر كان له شرط وحيد 
شرطه الوحيد لكتب كتابهم قبل العمليه فهمته فيما بعد لا تدري اكان ذلك لحسن حظهم او لسوء حظها لكن التحاليل التى قام عمر باجرائها عندما حضر من دبي سرا ليوم واحد اثبتت تتطابق انسجته بصوره مدهشه مع انسجة احمد وانه يستطيع التبرع له بكليته فورا التحاليل تمت حتى دون علم احمد او أي فردا اخر من العائله فقط هى وهو رتبا لكل شيء حتى زيارته للقاهره لم تعلم به والدته فقط فريده قابلته في المشفي حيث يعالج احمد وتم اجراء التحاليل اللازمه قابلها بلهفه شديده وسعادته عندما علم انه يستطيع التبرع كانت حقيقيه لدرجة انه سجد شكرا لله بعد ان اطمئنت الى انه يستطيع منح احمد كليته سمحت له بطلبها رسميا خبر زواجهما قوبل بالترحاب لم يتعجب احد فحب عمر كان اسطع من الشمس والزواج كان النتيجه الحتميه لمثل هذا الحب 
فقط سوميه فهمت سبب زواجها لكنها لم تستطع الاعتراض فزواجهما فعليا كان افضل حل وفي النهايه فريده لم تدفع ثمنا غاليا فهى حظيت بزوج محب حنون يعشقها حتى النخاع ومقتدر ماديا ويستطيع ان يجعلها تعيش في ترف في ثلاثة اشهر كما وعدها عمر شقتهما كانت جاهزه للاقامه فيها ولم يتبق سوي بعض الكماليات والتى اصر عمر علي ان تختارهم بنفسها بل واصر علي دفع المهر كما نص الشرع مهرها
انقذهم جميعا والاهم حفظ كرامتهم جلسات الغسيل استمرت
ومحمد عاد الي كليته وهى تمكنت من الحصول علي المساعده التى ترغبها في مادة الباثولوجى عمر الح عليها كثيرا لاختيار الاثاث بنفسها وعندما رفضت قام بارسال الكاتالوجات اليها حتى منزلها لاختيار ما ترغبه لكنها تعللت بالمزاكره ورفضت حتى اختيار الاثاث من الكاتالوج وقامت والدتها بالامر نيابة عنها اما الاشياء البسيطه المتبقيه فعمر اصر علي تأجيلها حتى تختارها هى بنفسها صدق حجتها واعتقد انه يفرحها بذلك تم تحديد يوم عقد القران حضرعمر قبله بيوم واحد احضر لها اروع فستان
زفاف
شاهدته في حياتها عدم اقامة حفل كبير كان شيء بديهى نظرا لۏفاة والدها التى لم يمر عليها سوى ستة اشهر تقريبا لذلك كان من المنطقى ان يتم عقد القران في منزلها وبهدوء وتم تأجيل الي بعد الامتحانات النهائيه والتى ستبدأ في غضون شهرين بداية بالعملي ثم النظري الذى سوف ينتهى في يونيو حضر فقط افراد العائله وهى اخفت الخبر جيدا حتى عن صديقاتها وبالاخص فاطمه 
في الواقع خجلت من اخبارهم فشهد صديقتها الاقرب الي قلبها حفل خطوبتها الاسبوع القادم وخطيبها معيد في الكليه ورحمه خطبت لطبيب يعمل في الخليج ماذا لو سألوها عن شهادته او مهنته ارتدت الفستان الخرافي الذى احضره عمر علي مضض وتمنت لو كانت تستطيع ارتداء السواد بدلا من الابيض وعندما سمعت خالها سعيد يردد خلف المأذون الكلمات التى تربطها بعمر للابد كرهته بزياده لحظة توقيعها علي الاوراق كانت لحظه لن تنساها ما تبقي لها من عمر دموعها اغشت عيناها وسقطت علي الاوراق امامها ربما فهم الجميع انها دموع السعاده لكن نظرات جدتها الخبيره كانت تحمل الكثير والكثير من القلق كانت تشفق علي عمر اكثر
من اشفاقها عليها فهى حذرتها من قبل لكنها لم تستمع اليها لكنها فضلت الصمت ولم تزيد الما الي المها بتأنيبها اليوم ففي النهايه هو ما زال يوم عرسها 
عمر اهتم بكل تفاصيل اليوم وراعى اجهاد والدتها وحزنها ولم يترك لهم أي فرصه للتفكير او حمل الهم 
البوفيه الفاخر الذى اهتم بتجهيزه وطاقم الخدمه المرافق له كانا لافته مدهشه اظهرت كياسته وتقديره
 

انت في الصفحة 6 من 36 صفحات