ملحمة الروسى
و الاخير ليس بيده شئ سوي طاعة الأمر.
حاضر اديني هاشيل و لو اني عارف ان ابوك هاينفوخني.
ذهب بها الي المستشفى و ادخلها للطبيب حتي يعلموا ما بها و لكنه تفاجئ به يجذبه للخارج.
الله في ايه يا هشام مالك ساحبني كده ليه.
بقولك ايه يا جاسر انا سمعت كلامك وعملت لك اللي انت عايزه ياريت انت كمان تسمع كلامي و تمشي معايا بقى.
نطمن علي مين هو احنا اصلا عارفين هي مين دي و لا ايه حكايتها اسمع كلامي و يلا بينا من هنا قبل ما حد ياخد باله.
قولتلك لاء يا هشام و اسكت بقي لما نعرف هي مالها.
يا دي النيله افرض يا ابني البنت دي ساعتها احنا اللي نلبس الليله.
طب بس ماتتحمقش اوي كده تقدر تفهمني ايه اللي هيجيب بنت زي دي في المكان ده و في الوقت ده لوحدها.
ما هو انت لو صبرت هنعرف كل حاجه.
بص يا جاسر انا لا هاصبر و لا هاخليك تفضل هنا ثانيه واحده من الاخر كده لو صممت علي رأيك انا هاتصل بصقر باشا و اقوله علي الوضع كله.
انت بتهددني يا هشام طب ايه رأيك بقي انا مش ماشي و اتصل بيه اما اشوف بقي هاتقدر تمشيني ازاي.
جلس علي مقعد خلفه و صمت و اندهش الاخر منه فجذب هاتفه من جيبه و بالفعل اجري اتصال علي أباه.
صقر باشا.
في ايه يا هشام بتتصل بيا دلوقتي ليه.
اسف يا باشا اني اتصلت في وقت زي ده بس حصلت حاجه و لازم حضرتك تعرفها.
اديله التليفون يا هشام و قوله يرد عليا.
حاضر ساعدتك.
وقف امامه في هدوء تام و مد له يده بالهاتف.
اخذه منه و پغضب رد علي والده.
ايوه يا بابا.
كالعادة فاجئه بهدوئه.
ايوه يا حبيبي انت كويس.
لم يندهش من اسلوب ابيه و ابتسم للأخر بسخريه.
لاء مش هاقولك تمشي خليك مع البنت دي لحد ما توصلها لأهلها.
فرح بما قاله له ابيه و نظر لحارسه و علي وجهه ابتسامة نصر.
حاضر يا بابا انا اصلا كنت هاعمل كده.
بس يا ريت مادخلش نفسك في مشاكل يا جاسر و لو حسيت ان البنت دي هايجي من وراها قلق تبعد نفسك عنها فورا.
طب اديني هشام بقي.
اعطي الهاتف له و هو مبتسم ليستمع الاخر الي اوامر سيده في
طاعة تامه و بعد ذلك اغلق معه.
خرجت الطبيبة من تلك الحجرة و اوقفها
جاسر.
لو سمحتي ممكن تطمنينا عليها.
ابتسمت لهم الطبيبة و هتفت.
انتو اهلها.
اجابها هشام علي الفور.
لاء احنا لقناها علي الطريق و هي علي حالتها دي.
يعني مش خبطوها بالعربية زي ما هي بتقول
علي الفور اجابها جاسر هذه المرة.
انا متأكد اني مش خپطها بس المهم دلوقتي هي عامله ايه يعني فيها حاجه.
ابتسمت له الطبيبة بدورها و مسدت بيدها علي كتفه.
اطمن هي مش فيها اي إصابات بس هي عندها هبوط في الدورة الدموية.
واضح كده انها اتعرضت لمجهود قوي و بقالها فترة من غير اكل و شرب.
طب نجبلها اكل و لا نعملها اي حاجة.
مش عايزاك تقلق خالص احنا طبعا هنعمل ليها اللازم كله بس لازم تتصلو بحد من أهلها عشان يكونو معاها البنت لسه صغيرة و شكلها كده في حاجه مخوفاها.
رفع هشام رأسه علي الفور پغضب و هتف.
اهلها !
و احنا هنجيب اهلها منين يا دكتوره بقولك كانت مرميه علي الطريق.
و الله دي مش مشكلتي ما هو يتشوفو اهلها فين يأما تتحملو انتو مسئوليتها و في الحالة دي مضطرة ابلغ الشرطة
الله و احنا مالنا يا دكتوره نتحمل مسئوليتها ليه هو دا جزائنا عشان عملنا خير و مرضناش نسيبها في الطريق ده لوحدها كان هذا رد هشام الغاضب
و لكن الطبيبة امتصت غضبه بكلماتها
طب و فيها ايه لو تكمل للأخر انا طمنتك و قولتلك ان البنت كويسه و طالما انتو ماتعرفوش أهلها يبقي نبلغ البوليس و هما يقدروا يوصلو ليهم.
قبل ان يتحدث قاطعه جاسر خلاص اوك يا دكتورة شوفي حضرتك اللي المفروض يتعمل و اعمليه.
طب كدة تمام اتفضل حضرتك معايا علي مكتبي و هقول لحضرتك علي اللازم.
اخذت هشام الذي كان يلومه بنظرات عينه معها و ذهبت بعيدا عنه وقف هو امام الغرفة حائرا يفكر.
كيف لذلك الوجه الملائكي ان يحزن هكذا
كيف لتلك العيون البريئة ان تسقط العبرات منها و ما الذي يجبر فتاة صغيره في هذه السن ان تكون في مكان مثل هذا وفي هذا الوقت المتأخر.
بما انها ليس بها شيئا لابد ان يكون هناك ما يخيفها اذن عليه ان يعرف حكايتها.
قرر ان يدخل اليها ليتحدث معها ربما تكون قد افاقت من اغمائها هذا.
دق علي باب الغرفة بهدوء ثم فتحه فتحة صغيرة ليراها جالسه ممددة علي الفراش و المحلول معلق في عضدها.
احني رأسه للأسفل و همس.
تسمحي لي ادخل اتكلم معاكي.
سريعا ما انتبهت لصوته و نظرت له بتلك العيون الړصاصية ذات السهام القوية التي اخترقت قلبه من تلك اللحظة.
لكنها قررت ان تخفيهم عنه حين انزلت وشاح نقابها علي وجهها الملائكي و همست.
اتفضل.
ابتسم لها و دخل اليها و جلس بجوارها علي المقعد المقابل للفراش.
ممكن اعرف انتي ايه اللي وداكي مكان زي ده و في الوقت ده.
لم تجيبه و استمع الي شهقاتها من تحت نقابها الذي بدء يتبلل من عبراتها.
طب ليه الدموع دلوقتي لو في حاجه مخوفاكي قوليلي و انا ممكن اتصرف.
مش هتقدر انت صغير اوي علي انك تعرف تساعدني.
برغم قسۏة تلك الكلمات لكن نبرة صوتها العذبة سحرته بالكامل و الجمته لثواني و لكنه افاق حتي لا يخجلها بنظراته.
طب جربي يمكن اقدر اساعدك قبل البوليس ما يتدخل.
انتابتها حالة غريبة من الفزع كانت تحاول ان تقف من علي الفراش تريد ان تنزع تلك الكالونة من عضدها.
تريد ان تغادر تلك الغرفة بل المكان كله و هي تصرخ.
بوليس!
ليه انا معملتش حاجه و الله انا ماعرفش
حاجه.
اندهش من تصرفها هذا و من كلمتها و قرر ان يهدئها و لا يملك سوي انه يمسك يدها و يجلسها مره ثانيه.
اهدي ماتخفيش من حاجه البوليس هايجي عشان يرجعك لأهلك.
لاء مش عايزه مش بعد ده كله بعد كل اللي عملته ده ارجع تاني لاء مش هايحصل.
طب ممكن تفهميني براحة اهدي بس يا...انتي اسمك ايه صحيح انا لحد دلوقتي ماعرفش اسمك.
رفعت عيناها له و همست
مليكة.
الله اسمك حلو اوي.
أحنت رأسها بخجل و تملصت من بين يديه تريد ان تبتعد عنه.
شعر هو بخجلها و رجع خطوة للخلف و هو يعتذر لها.
انا أسف لو كنت ضيقتك انا بس عايز اهديكي.
طب ممكن تقوليلي ايه اللي مخوفك اوي كده.
استرسلت العبرات من عيناها و هي تهز رأسها يمين و يسار پخوف.
مافيش مافيش من فضلك انا عايزة امشي من هنا.
اومئ برأسه لها بالموافقة ليهدئها.
طب اوك الدكتورة بس تشوفك و تقول انك بقيتي كويسه و شوفي انتي عايزة تروحي فين و هانوصلك للمكان اللي انتي عايزاه.
لم تتحدث صمتت و كأنها تفكر في شيء ما.
مش بتردي ليه.
مافيش بس ممكن تسيبني ارتاح شوية.
انتبه لما تقول و تنحنح باحراج ليتركها و يخرج بأدب.
اه طبعا ممكن اخرج بس هاقعد برة و لو عوزتي اي حاجة اندهي عليا بس.
ابتسمت من تحت نقابها و هتفت...
بس انا ماعرفش اسمك.
جاسر اسمي جاسر الروسي.
بالخارج عند هشام وقف أمام الطبيبة يستفهم منها.
طب ليه بس حضرتك مصممة تبلغي مش البنت زي ما بتقولي سليمة.
انزلت نظارتها من علي عينها التي اغمضتها بنفاذ صبر و هي تحاول ان تتماسك بهدوء اعصابها.
قولت لحضرتك دي مسئولية لان ذي ما حضرتك شايف كدة البنت لسة صغيرة يعني قاصر و بعدين حضرتك خاېف من ايه
انتو مافيش عليكو اي مسئولية هي كويسه بس دي بنت صغيرة لما هانبلغ البوليس هما هيقدرو يوصلو لأهلها.
تفهم لما تنوي عمله و أشار لها بالموافقة.
يعني حضرتك شايفه كده طيب اعملي اللي انتي عايزاه.
ابتسمت له بهدوء و هتفت...
طب اتفضل بقي حضرتك عشان انا ورايا مرضي غيرها بردو و لازم اروح اطمن عليهم و هابقي اجي ليكم تاني.
أومئ لها برأسه و هو يستأذن منها بوجه مبتسم.
من عيني حاضر عن اذنك يا دكتوره شمس.
كان مثبت عينه علي ذلك الاسم المطبوع علي ذلك المأذر الابيض التي ترتديه.
و عندما نطق اسمها علمت انه يركز مع كل تفاصيلها فأرادت ان تخرجه من تركيزه حتي لا يخجلها اكثر من ذلك.
طب اتفضل بقي يا أستاذ!
سريعا ما تفوه لها.
هشام اسمي هشام عبد الحميد الوكيل.
بس انا مش سألتك عن اسمك.
افتكرتك سألتي و علي العموم كده احسن عشان تعرفي انتي بتتكلمي مع مين عن اذنك.
تركها تنظر لجسده الضخم و ذهب من أمامها.
حين رأه الاخر صاح فيه هاتفا.
كنت فين كل ده و سايبني قاعد لوحدي هنا.
مافيش روحت مع الدكتورة شمس عشان اخلص الاجرأت و حاولت اخليها تتراجع عن موضوع البوليس ده
بس هي مصممه و بتقول يمكن تقدر توصل لأهلها.
انا دخلت ليها يا هشام.
دخلت ليها طب ايه اتكلمت معاك و لا لسه مفاقتش.
لاء فاقت بس اول ما حاولت اعرف هي مين و لا فين أهلها قعدت ټعيط جامد و لما جيت اهديها و قولتلها البوليس هايجي يرجعك انتابتها حالة غريبة
و قعدت تصرخ و تقول انا ماعملتش حاجه مش هايحصل مش بعد ده كله ارجع تاني كلام كده ماقدرتش افسره او حتي اعرف منها هي خاېفه اوي كده من ايه.
بدئ هشام بحسه الأمني يرتاب في أمر تلك الفتاة مؤكدا
له.
اكيد البت دي وراها مصېبه يا جاسر يا ريت بقي اول البوليس ما يجي نسلمها ليه و نمشي.
وافقه الرأي فيما قاله لكنه نفي اخر جمله قالها.
بص يا هشام هي من ناحية وراها مصېبه فشكلها فعلا زي ما بتقول كده
بس انا بردو مش هامشي من هنا الا لما اطمن عليها و افهم مالها خاېفه اوي كده ليه.
انتو بتتخانقو و لا ايه من فضلكم وطو صوتكم شويه و راعو انكم في مستشفى.
اصبح وجهه كالقلب الاحمر عندما استمع الي صوتها من خلف ظهره و همس له بصوت