رواية فرح فهيمه بقلم اية السيد
أصابعه ناحية جسده وهو يقول بجمود
هاتي الموبايل ده!
أعطته الهاتف بدون أن تنبس بكلمه فأخذه ورجع لمكانه وقال بنبرة جامدة وبرسمية
اقعدي
ثم أكمل محاضرته وكأن شيئا لم يكن وبعد انتهاء المحاضره أخذ هاتفها معه وخرج ولم يبالي لها فهرولت لتتبعه وهي تحاول الخروج من بين ازدحام الطلبه وتكدسهم على الباب وهي تهتف بذهول
كان نوح يعلم بميعاد قدوم مريم اليوم لحضور محاضرتها ومن حسن حظه أن اليوم هو يوم أجازته الأسبوعيه أوصى فرح أن تطلبه بعد الانتهاء من محاضراتها ليأخذهما للبيت كان ينظر بهاتفه كل دقيقة يتفقد إءا وصلته مكالمة منها طلب رقمها فهو يعلم أن محاضرتها قد انتهت فيل دقائق وانتظر الرد....
على جانب أخر نظر يوسف لهاتف فرح الذي
أضاء بين يديه برقم مسجل رفيق العمر أصابته لعڼة الفضول يتمنى لو يعرف من هو هذا الرفيق!...
وما هي إلا دقائق وطرقت فرح باب مكتبه بقبضة يدها المرتعشه كان يوسف ينتظر قدومها على أحر من الجمر جلس على مكتبه وفتح جهاز الابتوب أمامه ليتظاهر بانشغاله عنها ثم أذن لها بالدخول قائلا بنبرة مرتفعة وبجديه
دخلت فرح منكسة الرأس تسير بخطوات بطيئه وتفرك يدها بارتباك رمقها بجمود وبنظرة سريعة ثم نظر لجهاز الابتوب محدقا به بتمعن زائف وقفت أمامه ولم تنبس بكلمه عدلت من حقيبتها بتوتر ووقفت تفرك يدها حين طال صمته ولاحظت إنشغاله ازدردت ريقها بتوتر وتنحنحت لينتبه لوجودها سمعها ولم يرفع رأسه فهتفت قائلة بتلعثم
أ... ممكن حضرتك تديني الموبايل
ينفع إلي عملتيه ده!!
نظرت له بخجل واعتذرت منه قائله
أنا آسفه والله يا دكتور مش هكررها تاني
عقد أصابع يديه معا ونظر لها قائلا بعتاب
أصل لما حضرتك تردي على الموبايل في المحاضره تبقي مش عامله احترام للي واقف قدامك
عدلت نظارتها بارتباك وعقبت باعتذار
أسفه والله مش هعمل كدا تاني
ممكن الموبايل يا دكتور!
زفر بقوه وأخذ هاتفها من فوق أمامه ليضعه على طرف مكتبه ثم قال بجدية
اتفضلي.. وياريت الموضوع ده ميتكررش
ابتسمت وهي تمد يدها لتأخذ هاتفها قائله
شكرا لحضرتك
هرولت لتخرج من مكتبه وتختفي من أمامه أما هو فنظر لأثرها بحيره ثم ابتسم قائلا
تنهد بقلق وأغلق جهاز الابتوب وهو يحدق للفراغ بشرود...
وبعد أن خرجت وأغلقت بابه بإحكام وقفت تفكر بحيره وتتسائل ألم يتعرف عليها هل لأنها ترتدي نظارتها الطبيه! لوت شفتيها لأسفل بحيره ثم نظرت لأعلى قائله برجاء
يارب ميكونش عرفني....
تقف مريم أمام الكلية وقد نفذ صبرها فهي تنتظر فرح
منذ ساعة فقد خرج زمائلها من المحاضره ولم تظهر حتى الآن نفخت بحنق وطلبتها مجددا وهذه المرة
أجابتها فرح
جايه أهوه يا مريم إنت فين!
عقبت مريم بنبرة مرتفعه وپحده
أنا اتهبلت رن عليك يا فرح إنت إلي فين!
عقبت فرح بنزق
اسكتي عشان بسببك الموبايل اتسحب مني وبقالي ساعه بتحايل على الدكتور يديهولي
زفرت مريم بقوة وقالت
أنا واقفه قدام كليتك... والله لو أعرف البيت كنت روحت لوحدي
عقبت فرح متخابثة
ومكلمتيش نوح ليه كان هيجي ياخدك
تلعثمت مريم
نوح! لأ هو أكيد في شغله
عقبت فرح
النهارده أجازته اقفلي بقا عشان هكلمه يجي ياخدنا
عقبت مريم في سرعه
لا لا بلاش
عقبت فرح بتوضيح
هو كان قايلي لما تخلصي كلميني
عقبت بقلة حيله
طيب يلا بسرعه بقا أنا قدام الكليه
أغلقت مريم معها ونفخت بحنق فكلما تهربت منه أجبرتها الظروف على رؤيته بدأت تقرض أظافرها لتهدئ من توترها إلى أن ظهرت فرح فرفعت يدها لتشير لها قائله
فرح
أقبلت فرح نحوها وسارا معا حتى خرجا من الحرم الجامعي ووقفا ينتظرانه ليأتي وبعد فتره أشار لهما فسحبت مريم من يدها لتتجه إليه.
على جانب أخر رأها يوسف وهي تركب بجوار نوح حاول أن يرى من جلست جواره لكن لم تتبين له ملامح نوح فصرف يوسف نظره عنهم حين انتبه لما يفعل متمتما
وأنا مالي بفكر فيها ليه!!
وفي السياره قررت فرح أن تفجر تلك القنبله فهتفت بتشدق
بصوا بقا انتوا الاتنين
انتبه لها نوح ومريم فاردفت فرح
أنا مش فاهمه إنتوا مستنين ايه إنت بتحبها وهي بتحبك ومع ذالك محدش فيكم بياخد خطوه وأنا بكره الغباء بصراحه
فغرت مريم فاها وقالت بدهشه
ايه إلي بتقوليه ده يا فرح!
عقبت فرح بتأكيد أكثر
ايوه إنت قيلالي انك بتحبيه وهو كمان قايلي إنه بيحبك معرفش ساكتين ليه!
كان نوح يستمع لحديث تلك الساذجه ولم يعقب يتابع رد فعل مريم عبر مرآة السيارة كانت مريم تجلس في الخلف وتضع يدها على فمها پصدمه اوقف نوح السياره فجأه ونظر لفرح قائلا بجديه
انزلي كدا يا فرح بصي على عجلة العربيه إلي ورا شكلها نامت ولا إيه!... العربيه مش راضيه تتحرك
بدأ يحرك المفتاح بالسياره كأنه يحاول تدويرها ولا يستطيع ارتجلت فرح من السياره على الفور ونظرت لعجلة السياره وهي تقول
مفيش حاجه يا نوح!
عقب نوح وهو يضحك بسخريه
كنت واثق انك هتشربي المقلب شوفيلك بقا مواصله للبيت
تركها تناديه وتحاول فتح باب السياره الذي أوصده من الداخل وانطلق بالسياره ضړبت السيارة بكفها قبل انطلاقهط ووقفت تنظر لأثره وهي تسبه وتدبدب بقدميها في الأرض پغضب قائله
ماشي يا نوح!!
على جانب أخر كانت مريم تصيح قائله
نزلني يا نوح لو سمحت
رفعت صوتها وهي تردد بنبرة حادة
نزلني!
لم يتوقف وأكمل طريقه وكأنها لا تحدثه فأردفت پغضب
بقولك نزلني إنت مبتسمعش!!!
عقب قائلا بنبرة هادئة استفزتها
لأ مش هنزلك
خبطت على الباب بغيظ قائله
نزلني يا نوح وإلا هفتح الباب وأنزل
أكمل قيادة قائلا بنفس هدوءه السابق
مش هنزلك إلا لما نوصل البيت!
نفخت بحنق وصمتت فهي تعلم مدى عناده فلن يتركها مها فعلت كان يتابع ردود فعلها ومعالم الڠضب التي ارتسمت على وجهها هتف قائلا بنبرة هادئة
مريم
انتبهت له لكن لم ترد عليه كانت ترمقه بنظرات حاده فلو كانت سهاما لقټلته
ابتسم وأردف تقبلي تتجوزيني!
تبدلت ملامحها من الحده إلى الصدمه وسرعان ما ارتسمت معالم الجديه على ملامحها قائله
أنا الحمد لله ليا أهل تقدر تطلبني منهم ويردوا عليك بالموافقه أو بالرفض
عقب نوح قائلا
ما أنا أكيد هطلبك من أهلك يا مريم أنا بس بشوف رأيك قبل ما أتقدم رسمي
زفرت بقوه قائله بنفس الجديه
كان واجب عليك تاخد إذن أهلي قبل ما تسألني عن رأيي
ابتسم برضا وعقب
كل مره بتثبتيلي إني عرفت أختار يا مريوم
صمتت قليلا وعقبت بجديه
لو سمحت يا نوح وصلني الموقف عشان هرجع البلد
سألها بترقب
ومحاضرات بكره
أجابت مريم
مش لازم أحضرها وصلني الموقف بعد إذنك
بس يا...
قاطعته قائله
عشان خاطري وصلني الموقف من غير اعتراض
اوما رأسه بالموافقه فلا يريد مجادلتها الآن غير اتجاه سيارته لموقف سيارات الأجره لتعود لبلدها ومضى الطريق بدون أن ينبس أي منهما بكلمة أخرى.....
في المساء وبعد أن أنهى يوسف صلاة العشاء دخل غرفته وجلس على طرف سريره ثم حمل هاتفه وظل ينظر لرقمها بتردد فهو يأجل تلك المكالمة منذ أسبوع لكنها واجبه ولابد عنها كان سيطلب رقمها لكن قاطعه
طرقات على باب غرفته مع صوت والدته صفاء
إنت هتنام ولا إيه يا يوسف!
ألقى الهاتف من يده واجابها قائلا
لا يا ماما تعالي
دلفت والدته للغرفه وجلست جواره على السرير لتساله بهدوء
أنا حاسه إنك متغير من ساعة ما رجعت من البلد... عمك زعلك ولا الست الي اسمها حنان دي عملتلك حاجه!
تلعثم قائلا بمراوغه
لا يحببتي مفيش حاجه من دي حصلت
تنهد بأسى وقال
أنا بس قلقان شويه عشان فرح يسر قرب ولسه باقي حاجات كتير في جهازها
عقبت والدته
لو كدا يا يوسف بيع قيراط من الأرض بتاعتنا
تنهد بأسى معقبا
عمي مش هيوافق يا ماما لا هيوافق يشتري ولا هيوافق يخليني أبيع!
تنهدت والدته بحسرة قائله
أنا عمري ما شوفت حد بقساوة قلب عمك لكن مهما كان هو عمكم
زفر يوسف بقوه وعقب
أنا جهزت كل حاجه واتفقت على ايجار شقه
عشان نبقا جنب يسر في البلد.
سألته باستفهام
وعملت إيه في شغلك!
عقب يوسف بتوضيح
قدمت على نقل أول ما يتوافق عليه هنرجع البلد علطول
عقبت برضا
ربنا ييسرلك الحال يا حبيبي... عارفه إن الحمل تقيل عليك ياريت باباك كان معانا
أدمعت أعينها فكلما تذكرت زوجها الذي رحل قبل سبعة أعوام تسيل دموعها بحنين مسح يوسف دموع والدته بيديه قائلا
متعيطيش يا حببتي طول ما أنا جنبك متشليش هم حاجه أبدا
ابتسمت والدته پانكسار وربتت على كتفه بحنو قائلا
ربنا ميحرمنيش منك أبدا يا يوسف
مسك يدها
ولا يحرمني منك أبدا يا حبيبتي
على جانب أخر كانت يسر تقف أمام الباب وتبكي دخلت الغرفه ونظرت إليهم پانكسار قائله من خلف موعها بصوت متحشرج
أنا آسفه إني ضغطتك يا يوسف أنا مكنش ينفع أوافق على الجوازه دي من الأول
هب واقفا وضمھا بحنو وهو يردد
بس يا هبله إيه الي بتقوله ده!
أخرجها من بين ذراعيه وحاط وجهها بكلتا يديه قائلا
إنت بنتي يا يسر مش بس أختي
مسح دموعها بيديه وهو يبتسم قائلا بمرح
بس بقا خلاص مفيش عياط ولا حزن إحنا عندنا فرح يا ناس سمعونا زغروده
ابتسمت يسر وابتسمت والدته وهي تحرك لسانها لتخرج زغرودوة خافته من حلقها قبل مقدمة رأس والدته وبدل نظره بينهما قائلا بابتسامه عذبه
ايوه كدا متشيلوش هم أي حاجه طول ما أنا موجود
يسر فتاة طويلة القامه تشبه والدتها كثيرا بملامحها الرقيقه وعيونها الواسعة مع شفتيها المكتنزه وانفعال الدقيق أنهت دراستها بكلية التجاره بالواحد والعشرين من عمرها
وبعد فترة خرجتا وتركتاه يفكر كيف سيخبرهم بكتب كتابه على تلك الفتاه المجهوله....
ترقد على سريرها بفوضاويه وتحمل هاتفها لتتصفح أخر أخبار الفيسبوك وفي نفس الوقت ترد على رسائل زميلتها على واتساب قاطعها دقات نوح على باب غرفتها فاعتدلت جالسة وأذنت له بالدخول لفت وجهها للإتجاه الأخر بنزق فهي غاضبة منه بسبب ما فعله معها أما نوح فكان يضع يده خلف ظهره كأنه يخفي شيئا هتف قائلا
فروحه
لم تجيبه وضمت شفتيها پغضب فابتسم قائلا
يا فروحه.... ردي عليا
نفخت بقوه وقالت
عايز إيه يا نوح
عقب باستفهام
هو المفروض مين إلي يزعل!
نظرت له واڼفجرت قائله
تسيبني واقفه في الشارع وتمشي يا نوح تسيب أختك وتمشي!
ضحك قائلا
آسف والله آسف سامحيني بقا
عقبت وهي ترفع رأسها بشموخ
لا مستحيل أسامحك ولا عمري هكلمك تاني أنا مخصماك
جلس على الأرض ووضع أمامه ما يواريه خلف ظهره ثم فتح البيتزا والشيبسي وهو يقول بمكر
طيب طلما مش ناويه تسامحيني ومخاصماني... أكل أنا البيتزا المرجريتا دي لوحدي والشيبسي الي بالخل والملح دا كمان
فتح الشيبسي وأكل واحده قائلا
طعمه يجنن...
كانت ترمقه بطرف عينيها وتزدرد ريقها طلبت معدتها