بقلم دينا الفخرانى
..لتصطدم بوليد الذى على ما يبدو انه ايضا على عجله من امره ...فلم يهتم لها لكنها تشبثت بذراعه قائله
_ بقولك ايه ...فى تاكسى تحت حاسبه ..عشان انا معييش فلوس
كاد وليد ان يوافق لكنه استدرك قائلا
_ نعم يا اختى هى مين دى اللى ممعهاش فلوس ...وبعدين انتى مش كنتى نازله مع حسام وكان عندكوا مشاوير كتير
_ انت مالك ...وبعدين انت اصلا رايح فين ومستعجل اوى كده
ثم وكأنه تذكر
_ شوفتى كنتى هتأخرينى ...عن اذنك انا ماشى
تركته يذهب لكن رافقه صوتها يصدح من خلفه
_ متنساش تحاسب التاكسى
صعدت باقى الخطوات وطرقت الباب بهدؤ وهى تحاول تمالك اعصابها ...لكيلا يشعر اهلها بأى شئ
_ سلمى ...انتى مافتحتيش بمفتاحك ليه ...وبعدين ايه اللى جابك بدرى كده ...وفين حسام ..انتوا مش كنتوا هتخلصوا مشاويركوا وتتعشوا سوا ...سلمى انا مش بكلمك
كانت سلمى تنظر لموضع أقدامها وهى تلعب بقدميها ..كطفل مل الوقوف فأخذ يلعب بالحصى متناسيا وقوفه
_ هى الأسئله دى كلها إجبارى
زفرت والدتها بغيظ وعادت للداخل فخطت سلمى خلفها تبحث عن الموجودين بالمنزل
_ هو بابا مش هنا ولا ايه
فتجيبها الام وهى تقلب الصحن المعدنى الذى بين يديها بهمه
_ لا يا حبيبتى ..نزل عشان وراه كام مشوار ..ووليد كمان نزل
_ ماما ..انا مش عايزه اتجوز
فتضربها الأم على رأسها بخفه وتقول بمزاح
_ ما انتى اتجوزتى يابت انتى
..ولا انتى نسيتى
كانت سلمى لا تزال على شرودها ...فأجلستها الأم أمامها وقالت بطيبه
_ ما تقلقيش كل البنات بتقول كده لما يقرب الفرح بتحس ان خلاص دخلت فى الجد ..بس المشكله ان البنات دى بتفرح فى الاول
أومأت رأسها بشرود ..ثم زفرت بهدؤ
_ على فكره مفتاحى فى الشنطه وانا نسيتها فى العربيه مع حسام ..وهو كان عندوا مشوار مهم فعشان كده راح ومكملناش مشاويرنا وكمان انا كنت عاوزه انام فعشان كده كنت بخترف يعنى ما تخديش على كلامى
وكما اعتادت استلقت على سريرها تغطى وجهها بوسادتها وتتمتم تحتها بضعف
_ ليه ..ليه بيحصل فيا كل ده ..بقى ده جزاتى انى بحاول اساعد انسانه واسعد قلبها ..ليه بفضل اتجرح وما اتكلمش وحتى لما بتكلم ما حدش بيفهمنى ..ليه .ليه مش بيراعى مشاعرى ويحترم وجودى فى حياته ..ليه
_ يحترم وجودك فى حياته ..ولا يحترم حبك ليه
ازاحت الوساده ببطئ لتلقى فتاه تجلس بأريحيه فوق فراشها تعبث بخصلات شعرها وبنظرات واثقه تخبرها
_ بتحبيه ...مش كده ..بتحبيه من وانتوا صغيرين طول عمرك بتتمنيه ودلوقتى بترفضيه عشان انانيتك وغرورك صح ولا انا غلطانه
پغضب هادر اجابتها
_ لأ ...انا مش انانيه ..انا اه غبيه لأنى حبيت واحد زيه بس مش انانيه ..لو كنت انانيه ما كنتش قبلت بالوضع ده عشان خاطر واحده تانيه تبقى مبسوطه
اقتربت منها تخبرها بفحيح كفحيح الافعى
_ ما اتمثليش وتقولى انك عملتى كده عشان غيرك ...انتى عملتى كده عشانك.. عشان نفسك ..عشان تكونى معاه بأى صفه ..كان نفسك تكونى مراته لو حتى بلإسم ..وعشان كده برضو اتضايقتى لما ما اداكيش اهتمام ولا احترام للى عملتيه ولا للعلاقه اللى بتربط بينكوا ..مع انك نفسك لا احترمتيها ولا اهتميتى لوجودها
كانت الدموع قد جفت على وجنتها وهى تستمع لما تقول لكنها ما لبثت ان اڼهارت مره ثانيه وهى تقول
_ انتى عارفه يعنى ايه تحبى حد لدرجة انك تتلهفى انك تشوفى حد يعرفه انك تعشقيه لحد ما توصلى فى عشقه للمنتهى ومع ذلك ترفضى انك تثقى فيه تثقى فى حبه مع انه ما بيحبكيش اساسا وتفضلى تعافرى عشان حبك يفضل من طرف واحد ..عارفه انا بعمل كده ليه عشان خاېفه.. خاېفه يجرحنى فاكرهه وانا مش عايزه اكرهه ..خلينى اتعذب وانا بحبه من بعيد لبعيد بدل ما اكرهه وانا قريبه منه ..صدقينى مش عايزه اكرهه ..مش عايزه اكرهه
ظلت تكررها كثيرا وهى تتقلب فى فراشها تحاول ان تفلت من قبضة وليد التى سيطرت على زراعيها وهو يحاول افاقتها
_ سلمى ...اصحى يا بنتى
كانت اول ما فعلته عندما استيقظت ان اطفأت الأنوار ...لا تريده ان يرى بقايا دموعها المتعلقه بأهدابها
_ يا بنى انت متعرفش انه مينفعش تدخل اوضة حد من غير ما تستأذن
_ انا اصلا لسه جاى من بره وكنت داخل انام
لم تمهله الفرصه ليكمل ..فأكملت عنه
_ وجيت تتطمن عليا قبل ما تنام كالعاده ...محسسنى انى بنتك ..ده حتى بابا ما بيعملهاش
_ اعمل ايه ما بعرفش انام غير لما اطمن انك نايمه فى سريرك
_ يابنى خلينى احس انى الكبيره ...وبعدين اصلا ورينى هتنام ازاى لما اتجوز
رفع وليد كتفيه ببساطه
_ عادى... هاستأذن من جوزك اقوله لما مراتك تنام قولى عشان اجى اشوفها وهى نايمه
ضحكت وهى تنهض من فراشها بكسل
_ لو هو وافق انا موافقه..هى الساعه كام
_ الساعه واحده
_ يا خبر ابيض انا نمت كل ده ...وبعدين انت ايه اللى مصحيك لحد دلوقتى ...روح نام عشان كليتك الصبح ..يالا امشى
_ حاضرر ..تصبحى على خير
_ وانت من اهله
تنهدت بعمق وهى تتذكر كل ما مر بها اليوم فلم يعلق بذهنها سوى جمله واحده افرحى يا سلمى ...افرحى يا بنتى
معك حق امى حان الوقت لكى افرح ...
لم تعلم ان عينى وليد كانت لاتزال تتابعها متنهدا بصمت .. لا يا سلمى انتى ما تعرفيش تكرهى انتى اه تغضبى ..تزعلى ..لكن تكرهى ..مستحيل
صباح يوم جديد بنسمات عليله يخبر الجميع انه مازال هناك امل فكما اتى اليوم سيأتى الغد ..وكما طلعت شمس يوم جديد ستشرق شمس حياتك
خطت بمهل داخل المكتب بعدما استئذنت للدلوف ببسمه هادئه قالت
_ صباح الخير يا مستر
فيطالعها بنظرات غريبه لم تعتدها منه وببسمه واسعه قال
_ صباح النور على احلى عيون
ابتسمت بحرج وبخجل شديد تلعثمت فلم تعتد هذه النبره فى كلامه بينما لايزال هو يتابعها بنفس نظراته وما زالت البسمه تزين ثغره اكثر واكثر
وكأنما يتلذذ بخجلها وتوترها
ثم بصوت حاول ان يعيد به الجديه
_ اتفضلى الملف ده... ياريت تفحصيه كويس اوى وياريت تبلغينى ردك عليه
بحيره سألت
_ هو ده ملف صفقه جديده
فيرد بهيام
_ اهم صفقه فى حياتى
حاولت ان تجمع شتات نفسها مره اخرى
من كلامه
_ طيب ..ليه انا ارد عليه
_ يهمنى اعرف رئيك
_ حاضر...عن اذنك
استدارت تتمتم من بين شفاها القرمزيه النحيفه
_ هو مستر اشرف ماله انهارده ..ده زى ما يكون اټجنن
خرجت ولم