ومضة البارت الـخامس بقلم ميرنا ناصر
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
رائف دا عقد بيع المكتبة كامل ليك..علشان لو حصل لي أي حاجة عمي مياخدش حاجة.. انت الوحيد اللي تستحق المكتبة دي
رائف
انت..انت بتتكلمي كدا ليه
أنا مش ضامنة حاجة يا رائف.. مش ضامنة..
أشوف وشك بألف خير.
رائف
وعد.. طب نحكي لجدو صادق و..
يا رائف هيرفض.. علشان خاطري أنا لازم أطلع.
رائف قبل ما أطلع عايزة أقولك حاجة.
سامعك ياوعد
انا أسفة يا رائف لو تصرفت معاك بهمجية أو قللت منك
انت طيب وقلبك أبيض.
عايزاك تسامحني ووعد عليا لو رجعت تاني مش هقل معاك خالص.. مع السلامة.
" صافحته وحدقت في عينيه وكأنني أودعه للمرة الأخيرة وحقا كان ذلك وداعا أخيرا. غادرت شقة جدي وصعدت إلى الطابق الأعلى ويداي ترتعشان وأشعر بنفضة تسري في جسدي. كان كل ما يدور في ذهني هو "أنا الوعد كيف أكون الوعد وما هو هذا الوعد" واسمي وعد هل له علاقة بكل هذا
كان النور يغمرني شعرت بقوة الكتاب تجذبني نحو داخله بقوة لا تقاوم وإذا برائف يناديني بصوت ممزوج بالقلق والړعب "وعد... لن أتركك وعد أمسك بيدي أرجوك... وعد لن أتركك بمفردك سنعيش أو ڼموت معا."
كان الكتاب يحاول قذفه بعيدا لكنه نظر لي وتحدث بإصرار "لا تتركيني... يجب أن أكون معك." أمسكت بيده بشدة لكن الكتاب كان أقوى منا يسحبه بعيدا فقام بضمي إليه بكل قوته. أغمضنا أعيننا وإذا بالكتاب يقفل علينا وكأننا داخل عاصفة من النور.
وجدنا أنفسنا في مكان غريب يشبه معبدا فرعونيا بجدرانه المزخرفة وأعمدته العريقة. كانت ملابسي قد تغيرت وشعري أصبح أطول بكثير حتى لون بشرتي أصبح أفتح وكأن بياضي ناصع. أما رائف فقد بقي بهيئته لم يتغير لكنه كان واقفا مصډوما يحدق بي.
المعبد متهجما ورفعوني على أكتافهم يهتفون ويرقصون ويغنون ويدقون الطبول في احتفال مهيب وكأنهم يرحبون بوصول ملكتهم المنتظرة.
بينما كنت محمولة على أكتاف الجيش الهائج شعرت بالرهبة تتلاشى تدريجيا تحل محلها قوة غامضة وسلام داخلي. كانت الأضواء تلمع والطبول تدق بنغمة مهيبة وكأننا في عالم آخر.
ثم فجأة وضعني الجنود برفق على عرش ذهبي مزخرف يتوسط قاعة العرش في المعبد
كانت الجدران حولي مغطاة بنقوش غريبة تحكي قصصا قديمة عن ملوك وآلهة.
رائف كان يقف بجانبي ينظر حوله بدهشة وانبهار. وقف أحد الجنود أمامي انحنى وقال بصوت عميق "أهلا بعودتك يا ملكتنا العظيمة." لم أستوعب ما يقوله لكن في نفس اللحظة شعرت بأن كل شيء يبدو مألوفا بطريقة ما.
بدأ الحاضرون في الغناء والرقص حولي وأنا أشعر بأنني جزء من هذا المكان. كانت القوة التي شعرت بها في الممرات المظلمة تزداد وتجعلني أشعر بأنني ملكة حقا وأن هذا العرش هو مكاني الطبيعي.
ثم فجأة توقف كل شيء عندما دخلت امرأة مهيبة ترتدي رداء ملكيا براقا. توقفت أمامي ونظرت في عيني وقالت بصوت حنون "لقد عدت إلينا الوعد الذي ننتظره منذ قرون."
لم أكن أفهم تماما ما الذي يحدث لكنني شعرت بأنني أمام مسؤولية كبيرة. هذا المكان هؤلاء الناس كانوا يعتمدون علي. نظرت إلى رائف الذي كان واقفا بجانبي.
ابتسمت المرأة الملكية وقالت "دعينا نبدأ مراسم التتويج." شعرت برعشة تسري في جسدي.
رائف بصوت عالي
وعد..وعد.
من هذا الدخيل! يا قوم الوعد!..
رائف بزعر
أحلفي.. يانهار إسود انت نسيتيني!
يتبع.
البارت الخامس
ومضة
ميرنا ناصر