بقلم اسراء عبد اللطيف
أمسك بالمقبض و لكن قبل أن يفتحه أوقفه عمه قائلا
_ أدهم
ألتف أدهم للخلف و نظر إلي عمه أبتسم عاصم ب مكر متابعا
_ عايز أسمع خبر الراجل بكره و إلا
ثم ضحك متابعا ب سخريه
_ و إلا أنت عارف بقي
أكتفي أدهم بتحريك رأسه ب الموافقه و فتح الباب و خرج
ب الفيوم
كانت كلا من مها و نور يتجولن ب الجامعه و لكن توقفن بمجرد أن رأين عمر أمامهن
_ أزيك يا أنسه نور أزيك يا مها
لم تنطق مها بينما أبتسمت نور قائله
_ أحنا الحمد لله يا باشمهندس و حضرتك أخبارك أيه
_الحمد لله بخير
ثم تابع و هو ينظر إلي مها مبتسما
_ ممكن أتكلم معاك شويه يا مها !
نظرت نور إلي مها و هي تبتسم و همت ب الرحيل قائله
نظرت مها إلي عمر ب جمود قائله
_ أفندم حضرتك عايز أيه
سعل عمر ب هدوء قائلا
_ طيب ممكن نقعد هناك نتكلم شويه
ثم تابع ب مزاح
_ ماتنسيش إنك كنت السبب إني أتفصل أسبوع من الجامعة !
تجاهلته مها و توجهت ناحية المقعد و جلست عليه
رفعت مها أحي حاجبيها قائله ب سخريه
_ أيه مش قولت إنك عايز تتكلم و لا جاي تسمعني سكاتك !
نفخ عمر ب ضيق قائلا
_ ماهو لو تبطلي كلامك الدبش ده هعرف أتكلم
وقفت مها قائله
_ أنا كلامي مش دبش يا باشمهندش ياريت تعرف إنك معيد هنا و بتتكلم مع طالبه و يكون في حدود في التعامل عن أذنك
_ مها لو سمحتي أنا أسف
ألتفت مها ناحية عمر قائله ب حزن
_أسف !
إنك تعتبر حبي ليك چريمه و تطلب مني إني أنسي حاجه حصلت ڠصب عني و تيجي تقولي أسف !
أنا اللي أسفه يا عمر أسفه لأني حبيتك بجد و أسفه لأني مش قابله أعتذراك
تحدث عمر ب حزن واضح قائلا
حركت مها رأسها ب الرفض و العبرات تتجمع في مقلتيها قائله ب حزن
_للأسف ما أقدرش ما أقدرش إنك تكون معايا و أنا عندي شك حتي لو واحد في الميه إنك بتحب أعز صديقه ليا خليها ب ظروفها يا عمر لو لينا نصيب في بعض مفيش حاجه هتبعد ما بينا عن أذنك
بعد أن أكدت نور الحجز خرجت لأنتظار مها ب الخارج و جلست علي أحدي المصاطب الحجريه و ظلت تفكر
مرت فتره ليست كبيره علي هذا الوضع و لم تخرج مها بعد و لكن شعرت نور بذلك الوشاح الرقيق الذي تضعه علي عنقها و كأن أحد يسحبه و ب الفعل جذبه من رقبتها سريعا ف وقفت هي ب سرعه و ألتفت و كانت علي وشك الأنفجار بالألفاظ في وجه من فعل هذا و لكنها صمتت تماما عندما وجدت جاسر ممسكا بالوشاح الخاص بها و يبتسم بهدوء
نفخت نور في ڠضب و أقتربت منه و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها قائله ب هدوء
_ نعم يا جاسر مش أتكلمنا أمبارح و خلصنا !
حرك جاسر رأسه ب الموافقه قائلا بهدوء
_ اه و أنا جاي أودعك لأني راجع القاهره دلوقت و مش هتشوفيني تاني وعد
حاولت نور رسم البسمه علي وجهها و مدت يدها لتسحب الوشاح الخاص بها قائله ب هدوء
_ طيب ربنا معاك
قبل أن تسحبه من يد جاسر أبعد هو يده به قائلا
_ لأ ده هيفضل معايا
عقدت نور حاجبيها ب تعجب و لم تنطق بكلمه
أبتسم جاسر و نظر إلي الوشاح ثم أنتقل بنظره إلي نور قائلا بهدوء
_ خليه ذكره منك معايا
و ألتف ليرحل قائلا
_ سلام يا نور
وصل جاسر إلي سيارته و فتح الباب و جلس علي المقعد و هو ممسك الوشاح بيده و أبتسم قائلا قبل أن ينطلق بالسياره
_ قال أبعد عنك قال !
ب القاهره
في فيلا الشناوي
أستطاعت نهله الوصول إلي غرفتها خلسه دون أن يلاحظها أحد و جلست علي الأرضيه و ظلت تبكي قائله بصياح
_ ليه ليه كده عملت أنا أيه علشان يحصلي كده !
سمعت نهله صوت طرقات علي باب غرفتها و صوت والدتها تقول
_ نهله أفتحي يا حبيبتي أنت بټعيطي ليه أفتحي يا نهله
نظرت نهله ناحية الباب قائله بصړاخ و حسره
_ مش عايزه أشوف حد فيكوا خاااالص أبعدوا عني
ثم وقفت و هي تستند علي المقعد و من ثم علي الحائط حتي لا تفقد توازنها و تسقط أرضا و توجهت ناحية المرحاض
بالخارج
ظلت صفاء تطرق علي باب الغرفه و لكن لم تسمع سوء صياح نهله و بكائها و فجاءه هدأ الصوت فعقدت حاجبيها متسائله
_ مالها البنت دي !
أما أروح أقول ل عاصم
ظلت نور واقفه مكانها حتي جاءت مها متسائله
_ نور مين اللي كنت واقفه معاه ده يا نور
نظرت نور إلي مها ب هدوء قائله
_ ده جاسر ابن عم أدهم
أندهشت مها كثيرا بعد ما عرفت هويته و تسائلت ب بتعجب
_ طيب و عايز منك أيه ده التاني !
أنزلت نور رأسها في حزن و فركت كلتا يديها معا قائله بتوتر
_ ج جاسر بي بيحبني !
صدمت مها مما عرفته قائله ب عدم أستوعاب
_ أزاي طيب و ابن عمه بيحبك أزاي يسمح لنفسه إنه يحبك !
أتجهت نور و جلست علي مقعد خشبي و أنسابت العبرات من عيناها قائله بحزن
_ مش عا عارفه أنا موضوعي علي طول بيتعقد كده أعم أعمل أيه !
نظرت مها ناحية صديقتها بشفقه و أتجهت لتجلس بجانبها و وضعت كفها علي ظهر نور قائله ب حزن
_ معلش يا نور كل حاجه هتبقي كويسه
ب القاهره
في فيلا الشناوي
خرج أدهم من القصر و ركب سيارته و أنطلق بها
و
ظل يتجول بها و هو شارد الفكر حتي وصل إلي البار الذي يتردد عليه دائما و ركن سيارته و توجه إلي الداخل
ب مجرد أن لمح النادل أدهم حتي توجه ناحيته قائلا ب أبتسامه
_ شرفت يا أدهم باشا أتفضل ترابيزة حضرتك جاهزه
لم يهتم أدهم ب حديث النادل و توجه ناحية البار و جلس عليه قائلا ب جمود
_ هاتلي كاس يابني
حرك ذلك النادي الذي يقف علي البار رأسه ب الموافقه قائلا ب أبتسامه خفيفه
_ تحت أمر حضرتك
بعد لحظات و ضع النادل كأسا أمام أدهم به المشروب
قبض أدهم علي الكأس ب قوه و رفعه إلي فمه و أرتشفه دفعة واحده ثم وضعه أمامه قائلا
_ هاتلي واحد تاني
و أغمض عينيه و أخذ نفسا طويلا و زفره علي مهل متحدث داخل قرارة نفسه ب
_ لازم أشرب علشان ما أحسش باللي هعمله ب الليل !
ظلت نهله تقف داخل حوض الأستحمام ب المرحاض و المياه تتساقط علي جسدها و هي مغمضة العينين و العبرات تنهمر على وجنتها و من ثم مدت يدها و أغلقت الصنبور و ب يد مرتعشه تناولت المنشفه و لفتها حول جسدها و خرجت من المرحاض
كانت تتوجه ناحية الفراش و لكن أوقفها أنعكاس صورتها ب تلك المرآه الكبيره الموجوده ب غرفتها و مدت يدها و أمسكت ب الفرشاه و ظلت تمشط شعرها ب حزن و هي فاقده الشعور و السيطره علي أعصابها
توقفت فجاءه و هي تطلع إلي هيئتها في المرآه و العبرات تملأ وجهها قائله ب حزن
_ أنا لا يمكن أدفع تمن حاجه عملها بابا و أخويا و أدهم
حدقت فتره طويله ب المرآه قبل أن تتابع و هي تدعي القوه و الثبات
_ محدش لازم يعرف ب اللي حصل نهائي
و رفعت يدها ب الفرشاه و ألقتها ب عڼف ناحية المرآه ليسقط حطامها أرضا مصدرا صوتا و هي تصيح ب
_ أنا قويه و محدش هيعرف يكسرني !
ب الفيوم
في فيلا الحاج علي
جلست زينا علي طاولة الطعام ب مفردها و ظلت تطلع إلي الطعام أمامها و هي حزينه و لم تتناول منه شيئا ثم أبتسمت عندما تذكرت عندما كانت تجلس برفقة أبيها و أختها المجنونه نور و يتناولوا الطعام سويا و كذلك أول مره تصنع فيها نور الطعام و كيف سخروا منها ظلت تتذكر كل هذا و هي تبتسم ب هدوء رغم الحزن البادي جليا علي تقاسيم وجهها و العبرات التي تملأ وجنتيها
وقفت و لم تتناول شئ و أتجهت إلي غرفة نور لتجلس بها كعادتها منذ أن تركتها نور
أطلقت زينا سراح عبراتها قائله ب حزن
_ يا ترا أنت فين يا نور أنا أسفه يا حبيبتي بس أرجعي
ثم وقفت من علي الفراش قائله ب أصرار من بين عبراتها
_ لازم أروح لمعتز علشان يساعدني إني أرجعك تاني !
في شقة عمر
جلس عمر علي طاولة الطعام قبالة والدته ب حزن و لم ينطق ب كلمة واحده
أبتسمت عفاف و هي تتأمل حالة عمر و سعلت ب هدوء قبل أن تقول
_ أيه يا عمر يعني مش بتاكل !
رفع عمر وجهه ناحية أمه و أمسك ملعقة الطعام قائلا ب هدوء
_ ابدا ب أكل أ هو
_ اممم طيب ب الهنا و الشفا بس ما قولتليش هي أخبارها أيه !
عقد عمر حاجبيه متسائلا
_ مين هي !
أبتسمت عفاف قائله و هي تتابع تناول طعامه
_ اللي بتفكر فيها و شاغله عقلك !
ترك عمر الملعقه جانبا و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه بعد أن أستند ب مرفقيه علي طاولة الطعام قائلا ب أبتسامه
_ دايما فهماني إنت الواحد ما يعرفش يخبي عنك حاجه أبدا
ضحكت عفاف قائله
_ يا واد