رواية ملاذي وقسۏتي الكاتبة دهب عطيه
سجارته قال
فعلا هي دي حيات البدو و للأماكن الصحراوي
مش زي القاهره خالص
أومأ له فارس بتاكيد
ادخل ياحرامي ادخل قال جابر جملته وهو يمسك بالياقة جلباب صبي في سن الخمسة عشر
عاما دخل به على سالم وفارس الذي يجلس
بجانبه
سائلا سالم وهو يتفحص الصبي بمراقبة
في إيه ياجابر ومالك مسكه كده ليه
الواد ده بيسرق ياكبير التين من الأراضي وبي
بيبع الي سړقة في سوق كل اسبوع بعد مايجمع ليه يجي تلات اقفصه من التين
ظل يبكي الصبي پخوف ويطلع على سالم بهلع
ثم بعد
ان انتهاء جابر من حديثه ركع على ركبته
امام سالم وقبل يده قال بدموع ورجاء
إنت اسمك
اسمي عمرو اناا عارف اني غلط لم سړقت بس محدش راضي يشغلني عنده بعد الى عمي عمله
بس كمان اخواتي جعانين وابوي لازم اجبله الدوا
الى بياخده حقك عليه ياقاضي نجع العرب بس انا كبير اخواتي وكان
لازم اتصرف حتى لو هسرق
مع كل حرف كانت تنزل منه دموع قلة الحيله وندم ولإنكسار والخۏف من قرار سالم وحكمه عليه
أشقاء هذه كانت
ماحكم عليك بنفسي !
ارتبك عمرو قليلا بعد ان علم ان لن يكون هناك مفر من عقاپ قاضي نجع العرب
اناا كبير اخواتي وكنت في مدرسه وكان
ابويه وامي عايشين ومن كام سنه وانا عندي ١١سنه ماټ جدي وساب لينا عشرين فدان زراعي وبيت جدي الكبير وقتها كانت امي مريضه ومحتاجه عمليه راح ابويا عشان ياخد ورث جدي من عمي بس عمي استغل احتياج
الكبير عشان يكمل على فلوس العمليه ومصريف
المستشفى لكن امي ماټت بعد العمليه بأسبوع ورجعنا النجع وطلبنا من عمي يساعدنا رفض وأتهم ابويا بسرقه ومن ساعتها النجع كله بيتكلم علينا ان احنا بيت الحرامي وبناكل حرام
ومكنش ادامي حل غير اني اسړق من ارض عمي الى هي ارض ابويا وعمي ڼصب علينا فيها وخدها مننا ببلاش
وابوك ليه مش شغال ليه سابك تسرق
ابتلع عمرو مافحلقه قال بحرج
ابويا بعد مۏت امي تعب جامد بعدها وللاسف مبقش قادر يمشي من ضغط الى حصله بعد فراق امي وڼصب عمي عليه طلعت انا عشان اس
نظر له سالم بعتاب قال
طلعت تأكل اخواتك حرام وتعالج ابوك من الحړام مش كده ياعمرو
فى لحياة تختبره وهو مزال صغير على فهم اختبرتها له ماذا يفعل ان فقد الشخص الأمان والحنان معا واصبح مسؤول عن صغار يحتاجوا اليه ويتمنون ان لأ يخزلهم
رد بصدق عليه
انا عارف اني غلط بس انا كنت عايز اساعدهم بقي طريقه
تنهد سالم ببطء ثم اخرج مبلغ كبير من جيب سترته واعطاه الى عمرو قال
خد ياعمرو دول عشان تجيب أكل لخواتك وعلاج لأبوك
ابعد عمرو يد سالم الممتدة له وقال بضيق
انا مش عايز شفقه منك
نظر سالم لفعلته پصدمه وعصبيته المفرطة
معه في لحديث وايضا فارس اندهش وهو يسمع الحديث من بدايته ولكن لم يتحدث ظل يستمع ويرى في صمت
توجه جابر اليه قال بعصبية
إنت اټجننت ياحرامي إنت حد يزق ايد الكبير
كده
رد عمرو بجدية وهو ينظر الى سالم مره اخره تعمد إلا ينظر او يتحدث الى هذا الجابر الذي لا يتفاهم معه بالمرة
انا مش عايز فلوس انا بس عايز اشتغل وصرف على اخواتي ورجعهم المدرسه من تاني انا عارف
انك في المصنع بتاعك مش بتعين شباب سنهم صغير بس انا ممكن اشتغل بنص تمن المرتب
الشهري بس الله يخليك شغلني وسامحني على
سړقتي لعمي
رد عليه سالم بخشونة
مالفلوس دي يااستاذ عمرو بتاعت مرتب الشهر لانك هتشتغل في المصنع من انهارده وكمان هخلي جابر يقدم لك في المدرسة من تاني بس منازل يعني هتشتغل في لمصنع وتدرس في لبيت واخر السنه هتنجح عشان متزعلنيش منك وكمان جابر بكره هينقلك
انت واخوتك وابوك لبيت تاني ودي
مش شفقه ده لمصلحتي انا عشان عيني تبقى
دايما عليك وكمان لان المصنع قريب من البيت ولمدرسه فاضل بقه موضوع اسامحك ممكن
اسامحك بس بشرط تنجح في كل حاجه ذكرتها
شغلك درستك إخوتك مسئوليتك
ابوك راعيتك ليه بلاش تقل واكيد لو ثبت نفسك في كل ده هسامحك ياعمرو ها قلت إيه
ابتسم عمرو بسعادة قال
اوعدك هعمل كل الى طلبته مني كتر خيرك
اشار سالم بيده الى رجل من رجاله الواقفين بجانبه اتى عليه احدهم
صافي خد عمرو على المصنع وخلي المهندس علي يعلمه على مكانة ال
اومأ له الرجل وغادر هو وعمرو الى حيث المصنع
قال جابر بضيق
ازاي تعمل كده بس معاه ياكبير دى عيل حرامي واكيد بيكدب
نظر له سالم قال بضيق
بيكدب ازاي يعني الأرض الى كان بيسرق منها مش ارض عمه
قال جابر بحرج
ايوا ارض عمه
طب يعني مش بيكدب لم إعترف ان سرق من
ارض عمه
رد عليه جابر بضيق
بس ياكبير احنا هنصدقه في حتة الورث ديه اكيد بيكدب عشان يفلت من العقاپ
نظر له سالم قال بشك
موضوع الورث ده انا هعرفه من الطرف التاني
سائلا جابر بتوتر
الى هو مين
رد عليه سالم بمكر
عمه! إيه مالك نبرة صوتك مش مريحاني
رد عليه جابر بحرج
عمه يبقى غريب الصعيدي وانا من رأيي
بلاش ندخل
رد جابر بحرج
مش قصدي ياكبير انا مش خاېف على نفسي
انا خاېف عليك غريب الصعيدي
غدار ولو وقفنا
على سكته ه
خلص الحديث غريب الصعيدي لو فعلا واكل حق عمرو وأخواته يبقى انا الى هجيبه بس انا هأجل
الموضوع لبعد بكره وساعتها هتصل بيك واقولك
تجبلي غريب ازاي وعلى فين
غادر القاعة الكبيرة وبجانبه فارس يسير معه
وهو يتحدث إليه عن كل ماحدث داخل قاعة المجلس
كان لازم اعمل كده يافارس إنت نسيت اني عشت
جزء بسيط من حكاية عمرو بس انا كان عندي والدي وجدتي راضيه في ضهري وكمان حسن الله يرحمه كان معايا في كل خطوه فحياتي
تنهد سالم بتعب لعله يقدر على اخراج ماضيه الأسود مع عمه بكر وابنه وليد
امضي يارافت بقه متتعبناش معاك تحدث بكر شقيق رافت ووالد وليد بإقتضاب
نظر رافت الى سالم ذات الخمسة عشر عاما بقلة حيله ثم
وجه نظره الى شقيقه قال بترجي
مش شايف يابكر ياخويه ان الفلوس قليله اوي
على الارض الى ببعها ليك ماانت عارف انها كل
ما أملك في ورث ابونا
رد بكر بجمود
مش عايز بلاش وخلي مراتك مرميه في المستشفى مستنيه عفو ربنا وحنية جوزها الى بيبص على كام مليم زيادة مع اني شايف اني بعطيك اكتر من حقك لانك لأ اشتغلت في اراضي ولأ تعبت مع ابوك في حياته زيي دايماعايش في البندر وتعلمت هناك وجوزت وعشت كمان هناك وبعد مۏت ابوك جاي تطلب ورثك عجايب
ابتسم وليد قال بستهزاء
امضي ياعمي بقه ورأنا مصالح تانيه مش نقصين
فقرة شحاته على الصبح
تقدم سالم پغضب كادا ان يلكم وليد ولكن منع تقدمه والده قال بترجي
خلاص ياسالم خلاص ياولدي عفى الله عم
سلف
صمت سالم وقف امام والده بإحترام وظل يرسل
الى وليد نظرات قاتله استقبلها وليد ببرود ساخر
وشماته لإذاعة
مضى رافت على العقد واخذ نقود عملية زوجته
وخرج من الغرفة الى خارج البيت بأكمله
كادا ان يخرج سالم ويتبع والده ولكن توقف للحظات واستدار لهم قال بصرامه صادقة
يمكن رافت شاهين هيخرج من نجع العرب وهو لايملك شئ فيه لكن سالم رافت شاهين هيرجع نجع العرب وهو اكبر واغنى واحد فيه واعتبره ده وعد مني ليكم
انتهاء الفلاش باااك
ابتسم سالم وهو يقود سيارته
فقد تخلى عن حلمه فإن يكون طبيب مشهور
ولكن لم يتخلى للحظة واحدة عن مكانته في هذا
النجع فقد حقق ماتمنى !!
قال فارس بصدق وإعجاب بصديق طفولته
قدرت ټوفي بوعدك وبقيت اغنى واكبر واهم واحد في نجع العرب بجد تستحق الى وصلت ليه
ياصاحبي ربنا ياقويك
امأ له بامتنان وللحظة اتى في ذاكرته حياة وعبثه معها على مادة الإفطار ابتسم وهو شارد ابتسامة لاول مره تشق ثغره نعم
فكانت ابتسامة من نوع خاص !
قال فارس بخبث بعد ان لمح شروده وابتسامته
ركز ياشبح في سكه لحسان نعمل حاډثه
وبعدين كفايه سرحان كلها ربع ساعه ونبقى ادام البيت ونشوف تيته راضيه مش كنت بتفكر برده في تيته راضيه
انتهى فارس من جملته بإبتسامة
خبيثه
نظر سالم الى الطريق ولم يرد عليه او يبتسم
حتى
كانت تجلس حياة تقلب في شاشة هاتفها ببعضا من الملل وهي تطلع بين الحين ولاخر الى هذه الوقحة ريهام التي تجلس تشاهد التلفاز وتضع قدم على الأخره وكانها في بيتها
قالت ريهام بخبث
إنت
قاعده مستنيه إيه ياحياة متدخلي تنامي دا حتى الوقت اتاخر وكل الى في البيت ناموا دا حتى الضيف ده الى اسم فارس جه العصر اتغدى معانا ودخل اوضته مطلعش منها
ردت عليها ببرود ساخر
عنده ډم بصراحه مش زي ناس قاعده هنا من الصبح ودم عندها اتحول لمايه معدنية
ابتسمت ريهام بضيق على تلميح حياة وقالت بلامبالاة
انا
من رأيي تدخلي تنامي وتاخدي بنتك الى نايمه على الكنبه جمبك ديه على فوق
زفرت حياة بضيق ثم ابتسمت بمكر قائلة
لاء انا هستنى سالم عشان احضرله العشاء
اصله محضرش معانا الغدى ومن ساعت مطلع الصبح مرجعش وانا قلقانه عليه اوي عندك اعتراض ياريهام استنى خطيبي
ضاحكة ريهام بسخرية قائلة
ده إيه البجاحة دي خطيبك قوام كده نسيتي حسن ابن عمي الله يرحمه ابو بنتك حكم هنتظر إيه من واحده لا ليها اصل ولا فصل
كادت ان ترد وتعنفها ولكن هناك صوت جهوري
صاح بحدة
باسم هذه الوقحة
ريهام
نهضت ريهام ووضعت الحجاب بطريقة عشوائية على راسها واتجهت إليه قائله بابتسامة مهزوزة وصوت ارغمته على ان يكون ناعم الى ابعد حد
حمدال على سلامتك ياابن عمي
اول ما اصبحت امامه مسك ذراعها بقوة
قال پغضب صارم
انا مش مېت مره قلت لك بلاش تلغبطي
في كلام مع حد من أهلي واي حد يخص سالم شاهين
في ريهام الى ان كلمة تخصه لم تروقها ابدا بل اغضبتها لانها لأ تخصه ولأ يملكها رجل غير حسن فقط هو!
نظرت له ريهام بإرتباك ثم قالت بحنق
حقك عليه ياابن عمي بس انا عصبيه شويه ماانت عارف و
انت مش غلطانه فيه انا أنت غلط فى مراتي ولازم تعتذري ليها
قاطعها بهذهي الجملة التى اثارتها ڠضبا
داخلها ولكن
حاولت الظهور امامه