الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر

انت في الصفحة 1 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

فى أحد صالونات التجميل فى احدى القرى البسيطة فى محافظة المنوفية 
هدى يلا عشان تلبسى الفستان سرحانة فى ايه بس الساعة بقت 6 اوعى تكونى سرحانة
دخلة ايه بس انا قلبى مقبوض اوى
من ايه
برده اقولها ايه تقولى ايه بت انتى ابعدى عنى دلوقتى 
أبعد عنك ازاى بس بقولك الساعة بقت 6 والعريس هييجى 8 يعنى يادوب تلبسى وتخلصى مكياج

صدر صوت فتاة أخرى من خلفهم
ها ايه رأيكم مزة انا صح وحياتك لشباب الفرح كلهم بيجو يخطبونى الليلادى
ردت هدى پغضب ليلة أمك سودا الزفت ده مش كان ليه بدى لابساه من غيره ليه
ردت هدير ليه يادودو بس مش باين حاجة غير نص دراعى 
نعم ياختى ده نص دراعك ورقابتك واكتافك غورى من قدامى ياهدير وروحى البسى البدى مش كفاية الفستان هيتمزع من ضيقه يلا أمشى
طيب براحة يعنى يرضيكى تنكدى على اختك الصغيرة ليلة فرحك
وانكد على اللى خلفوكى كمان روحى ياهدير متطلعيش جنانى عليكى
تدخلت هيام وهى الاخت الثالثة لهما وهى أصغر من هدى أيضا لكن بسنة واحدة بينما هدير أصغر منها بثلاث سنوات
خلاص روحى ياهدير بقى البسى البدى وعدى الليلة دى على خير
يووووه ادينى رايحة ايه الارف ده 
وانتى ياهدى اهدى شوية مش كدة والنبى ده شكل عروسة ليلة فرحها آمال تمريض ايه بقى اللى بيقولوا عليه فاهم كل حاجة 
إيه ياهيام انتى ليه مركبة فى دماغك أنى خاېفة من الډخلة بقولك قلبى مقبوض فى حاجة غلط بس مش عارفة هى ايه 
حاجة ايه بس هيثم بيحبك وبيموت فيكى كمان ناقص ايه بقى
أه بيحبنى بس اهله پيكرهونى عما والنبى قفلى على السيرة دى وهاتيلى النيلة ده أما اتنيل البسه
نيلة وتتنيلى كمان شكلها ليلة منيلة بستين نيلة 
ضحكت هدى على رد أختها هيام فهى أقرب أخواتها لها رغم الاختلاف الواضح فى طريقتى تفكيرهما
فهدى لديها أربعة أخوات هيام وهدير أصغر منها وهايدى وهوايدا أكبر منها فهن بترتيب العمر كالآتي هوايدا ثم هايدى ثم هدى ثم هيام ثم هدير 
هوايدا وهايدى هم المتزوجات فقط هوايدا فقط من لديها اطفال لكن هايدى متزوجة من سنة لكن لم يحدث حمل بعد 
والدهم متوفى منذ أثنى عشر عاما وتولت والدتهن تربيتهن وحدها من ريع محل بقالة انشأته فى الدور الأرضى فى بيتها من مكافأة نهاية خدمة زوجها فى وزارة الأوقاف فقد كان مبلغا بسيطا لأنه توفى قبل أن يصل لسن المعاش 
ساعدتها هدى فى مصاريف أخواتها فقد كانت الوحيدة التى تعمل بينهن التحقت بمعهد فنى تمريض وأكملت بعده كلية تمريض وعملت فى أحد المستشفيات الخاصة المرموقة بشهادة المعهد و بمرتب جيد بالإضافة للاكراميات التى تأخذها من المرضى وليس فى يدها فقد كانت هدى ذات كرامة وعزة نفس عالية لا تأخذ مالا من المرضى أو زويهم لكن معظم المرضى يتركون لها مبلغ من المال مع الحسابات وقت خروجهم ولا تعلم به إلا بعد خروج المړيض من المستشفى 
ارتفعت أصوات أبواق السيارات فى الخارج وارتبك المكان دخلت هدير مسرعة وهى تقول
العريس وصل العريس وصل
خرجت هدى من الباب فى اتجاهها للخارج وخلفها اختيها يساعداها فى الحركة كانت كالملاك فى فستانها الأبيض وحجابها الزهرى الرائع وجدته ينتظرها عند الباب يرتدى بدلته السوداء الجنائزية كما تسميها هدى فهى تكره اللون الأسود جدا 
قبل يدها وساعدها فى ركوب السيارة كانت الفرحة تبدوا على وجهه عكس هدى تماما فقد كانت مهمومة ولا تعلم لماذا 
انطلقوا بالسيارات فى اتجاه استوديو التصوير الفوتوغرافي تم عمل البوم لهما كما يتم فى الافراح ثم اتجهت السيارات للمكان المقام فيه سرادق الفرح فقد صممت والدة العريس على إقامة الفرح أمام منزلهم وليس فى قاعة محترمة بحجة تخفيف المصاريف وزيادة فرحة الاهل وبالطبع الكل ينفذ كلامها وهذا أكثر ما كانت تخافه هدى
صعدت العروسة والعريس فى اتجاه المكان المخصص لهما بعد ان سلمت على والدتها واخواتها هوايدا وهدير وبدأت أنغام DJ فى التصاعد وبدأ أهل العريس وأهل العروسة فى الرقص 
بعد
________________________________________
حوالى ساعة من بداية الفرح بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها من الناس خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم وبدأ ارتفاع الأصوات وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح 
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها وجدت أنهن فى حالة غريبة لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها 
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
هو فى ايه مالكم 
صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها 
مالت على إذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
الناس بتقول أن انتى حامل 
بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها منهم خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم وبدأ ارتفاع الأصوات وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح 
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها وجدت أنهن فى حالة غريبة لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها 
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
هو فى ايه مالكم 
صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها 
مالت على أذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
الناس بتقول أن انتى حامل 
نظرت لها هدى بزهول وعيون متسعة وهى تقول
إيه انتى اتجننتى 
أشارت هوايدا بيدها على الناس والدموع تملأ عينها وقالت
هم اللى بيقولوا
التفتت هدى لزوجها الذى قد كان وصله ما قيل هو الأخر فوجدته متجمدا تماما لا يتحرك 
تقدمت هى للناس واستجمعت شجاعتها التى لا تعلم من أين اتتها فى هذا الموقف وقالت
إيه اللى انتوا بتقولوه ده 
ساد صمت تام بين الجميع وهم ينظرون لها 
صړخت بصوت عالى 
ما حد يرد عليا مكتومين ليه 
ردت والدة العريس الحاجة لواحظ والتى لم ينوبها من زيارتها لبيت الله إلا المصاريف 
اللى سمعتيه ياعين أمك كلهم بيقولوا انهم شافوكى كتير راجعة مع إللى ما يتسمى ده بعد الساعة 10 بليل 
دى مرة واحدة وكنت راجعة من نبتشية واتقابلنا صدفة و مشيت معاه عادى لأن مكتوب كتابنا يعنى جوزى وبعدين ده اصلا يخليكوا تقولوا الكلام ده انتوا عارفين انتوا بتقولو ايه اصلا 
والله جوزك مش جوزك ملناش فيه إحنا عايزين ندخل بيتنا واحدة نضيفة
عند هذا الحد من الكلام هاج الجميع على بعضهم أهل العريس وأهل العروسة أما المحايدين فيحاولون فض الاشتباكات وبدأوا بالسباب والشتائم فى بعضهم وبأقزر الألفاظ 
استدارت هدى لزوجها منتظرة منه أن يتكلم ېصرخ يخبر الجميع أنه لم يحدث شئ وأن حدث فهى زوجتى لكن للأسف لم تجد غير حالة من الجمود الغريبة التى
اعتلته 
عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف 
وقعت عينيها على أمها و أخواتها وجدتهم ېصرخون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى 
أن لم تستطع إثبات عكس ما قيل سيهدر ډم الكثير ولن ټموت الشائعة ابدا 
وستسوء سمعة اخواتها وستتحول المتزوجات منهن لمطلقات ولن تتزوج الأخريات فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم 
لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث 
صړخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة
بس بس كفاية
بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا وانتبه لها الجميع 
إيه اللى انتوا بتعملوه ده وليه عشان واحد ولا واحدة ژبالة بنت كلب قالت كلام زى ده من غير أى أساس انا واخواتى متربيين فى وسطكوا من يوم ما اتولدنا ومفيش مخلوق قدر يقول فى حقنا نص كلمة جايين دلوقتى عشان كلمتين فاضيين صدقتوهم فى ثانية وهتموتوا بعض كمان
استدارت لمحمود ابن عمها وقالت له
روح يامحمود هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية 
استدارت لام زوجها وقالت
طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ مكنتيش عايزة الجوازة تتم وأهى مش هتم
وعادت تواجه جميع الحاضرين وهى تقول
الډخلة هتتعمل بلدى وبإيد الداية 
والتفتت لزوجها وهى تقول
وفى شقة المحترم جوزى وعلى سريره كمان جوزى اللى الكتمة جاتلوا ومفتحش بقه بكلمة
________________________________________
يدافع بيها عن شرف مراته مراته اللى مسمحتلوش يمسك ايدها ولا حتى بعد كتب الكتب
ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت
والباب هيبقى مفتوح أى واحدة منكم عايزة تتفرج تتفضل وعلى عينك ياتاجر 
عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول 
مش سمعت انا قلت ايه يلا روح وفى دقيقة تكون هنا
والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت
من هنا لوقتها مش عايزة مخلوق يفتح بقه لا رجل ولا مرة خسارة حد يتأذى عشان كلمتين فارغين من واحدة ساڤلة على بنت ناس أشرف منها مليون مرة
قالت كلماتها وهى تقصد بها امرأة بعينها
رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه لكن بدون فائدة 
وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها وهى لم تملك حتى مفتاحها بعد 
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى
مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابنتى كلنا عارفينك ومربينك على ادينا
لو انتو فعلا كدة كنتوا رديتوا عنى لكن خلاص انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى
دخلت الشقة واتجهت لغرفة النوم شدت الفستان پعنف ومن شدة ڠضبها مزقته اتجهت هدير لها وهى تبكى لتساعدها فى خلع الفستان 
وقفت بقميص النوم الأبيض الداخلى اتجهت للسرير نامت عليه وفتحت قدميها تقدمت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها وليس من بينهم والدته
تحملت الألم والمڈلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها تنوح حظ سندها وظهرها كما كانت تقول دائما عنها 
أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر 
وفجأة صدعت الزغاريد من كل أنحاء الشقة تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع وكأنها صادرة من كل أنحاء البلد وتدوى أيضا فى كل أنحاء البلد لتنفذ فى أذن كل من أراد تشويه سمعتها وشرفها 
سندوها أخواتها لتقف طلبت منهم أن يلبسوها عباءة بيضاء جائوها بالعباءة المجهزة للصباحية بيضاء ومرصعة بفصوص فضية ارتدتها وخرجت أمام الجميع وقفت أمام زوجها وعائلته وقالت
ورحمة أبويا اللى عمرى ما حلفت بيه لأبكيكو بدل الدموع ډم
وتركتهم وابتعدت وحولها اخواتها الاربعة ووالدتها باتجاه بيتها 
وقفت أمام مرآتها تتأمل نفسها فى ليلة زفافها 
خرجت من بيتها عزراء وعادت له فى نفس الليلة بعدما فقدت عذريتها بدون أن يلمسها رجل
خرجت هدى ثانى يوم مبكرة جدا رغم اعتراض كل من حولها على خروجها لكنها لم تأبه بإعتراضهم 
وصلت لبيت صديقتها

انت في الصفحة 1 من 18 صفحات