امى
قال أحدهم...
قالت لي زوجتي يوماً : لماذا لا تتفرغ يوما من مشاغلك اليومية ومسؤولياتك وتقضي مع امك بعض الوقت لتنسيها وحدتها وتشعرها بأهتمامك ومحبتك لها فهي تعيش وحيدة بعد أن ترملت منذ ١٩ عاماً؟ وانا اعلم جيدا كم تحبها وهي تحبك وتشتاق لك؟؟؟
قمت إلى الهاتف فأتصلت بأمي ودعوتها إلى العشاء فسالتني: هل أنت بخير يا بني؟ فقلت لها :نعم أنا بخير ولكني أريد أن أخرج معك يا أمي. فقالت بتعجب : نحن فقط..؟؟!
وفي أحد الأيام وبعد العمل مررت عليها وأخذتها وعندما وصلت كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي لها قبل ۏفاته. ابتسمت أمي كملاك وقالت: قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني....
فذهبنا إلى مطعم جميل وهادئ وقد تمسكت أمي بذراعي والفرحة تغمرها...
تحدثنا كثيرا أثناء العشاء قصص قديمة وقصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت: أتمنى أن نخرج سويةً مرة أخرى ولكن على حسابي فقبلت يدها وودعتها.
سيرحلون يوماً ما... فتقربوا لهم قبل ان تفقدوهم. وإن كانوا رحلوا فادعوا لهم وترحموا عليهم