الجمعة 20 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

رواية كاملة بقلم سارة علي

موقع أيام نيوز

في مطار القاهرة الدولي ..
كان زياد يسير داخل المطار وهو يجر حقيبته خلفه يرتدي نظارة سوداء تخفي عينيه وملابسه سوداء بالكامل .. 
خرج من بوابة المطار ليجد ابن عمه منتصر في انتظاره والذي ما إن رأه حتى اقترب منها بسرعة وقال له 
حمد لله على سلامتك ..
ثم أردف بلهجة حزينة 
البقية فحياتك ...
رد عليه بهدوء يناقض تلك النيران المندلعة داخل قلبه 
حياتك الباقية ...
هات شنطتك ..
قالها ابن عمه وهو يأخذ الحقيبة منه ويجرها وراءه بينما تحرك هو أمامه نحو السيارة 
ركب بجانب كرسي السائق بينما كان ابن عمه يضع الحقيبة في الخلف ثم عاد وركب بجانبه في مكان السائق وشغل سيارته وقادها متجها الى منزل عمه ...

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اخبار ماما ايه ..!
سأله زياد بتردد ليتنهد سلام وهو يجيبه 
تعبانه اوي مش قادرة تستوعب لسه اللي حصل ...
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال پألم ظهر جليا في صوته 
محدش فينا قادر يستوعب ده .. 
أبوك بردوا مش كويس تعبان اووي .. حتى رنا وضعها سيء جدا ..
خليك جمبها يا منتصر انت اقرب حد ليها ..
أومأ منتصر برأسه وقال مطمئنا إياه 
متقلقش عليها انا جمبها ...
حل الصمت المطبق بينهما .. صمت لم يقطعه أحد منهما .. فكليهما غارقا في أفكاره .. زياد لم يستوعب بعد ما حدث .. مۏت أخيه تركه في صدمة حقيقية .. أخوه الذي ودعه قبل يوم بعدما انتهى حفل زفافه ورحل الى المانيا لأجل العمل ليأتيه خبر ۏفاته هناك بسكتة قلبية والسبب غير معروف الى حد الأن أو هكذا يظن ...
أسعار السيارات في الآونة الأخيرة شهدت تقلبات ملحوظة، حيث تأثرت بارتفاع وانخفاض الدولار، مما انعكس على تكلفة علامات تجارية مثل تويوتا، هيونداي، ومرسيدس. و BMW هذا الارتباط بين سعر الصرف وسوق السيارات يحدد قدرة المستهلكين على اقتناء المركبات.
أوقف منتصر سيارته أمام الفيلا ليهبط زياد مسرعا من السيارة ويتجه الى الداخل بلهفة ..
وجد والدته تجلس هناك وبجانبها اخته ومعهما مجموعة من أقاربهما ...
ما إن رأته والدته حتى انتفضت من مكانها وقالت بلهفة 
زياد وأخيرا جيت ...
ثم هطلت دموعها بغزارة ليحتضنها زياد بقوة دون أن ينطق بحرف واحد ..
نهضت أخته رنا هي الأخرى واقتربت منهما تربت على ظهر والدتها بمواساة قبل أن تتنحى الأم جانبا لتقترب رنا منه وتحتضنه وهي تهتف بأسى 
شفت اللي حصل يا زياد ..! علي ماټ ..
ثم اڼهارت باكية بين أحضانه ليشدد زياد من إحتضانها ... كان يشعر بطعڼة قوية في داخله وهو يراهما بهذا الشكل المؤلم .. طعڼة تماثل طعنته بفقدان أخيه الوحيد .. 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتعدت رنا من بين أحضانه ليجد خالاته وعماته يعزونه واحدة تلو الأخرى .. اكتفى بإيماءة من رأسه دون رد ثم تحرك مبتعدا عن مكان جلوس السيدات الى خارج الفيلا ليجد منتصر والكثير من الرجال يجلسون في الحديقة الخلفية ومعهم والده ...
اقترب من والده الذي نهض مسرعا ما إن رأه واحتضنه بقوة ثم بدأ يتلقى التعازي من الجميع ...
طالما زياد جه خلونا ڼدفنه ..
قالها زوج عمته ليقول زياد ردا عليه 
لازم أشوفه الاول ...
ربت منتصر على كتفه وقال 
تعال معايا هو فإوضته ..
اتجه زياد معه الى الطابق العلوي وتحديدا الى غرفة علي ليجده هناك ممددا على السرير بينما والدته تجلس بجانبه وتقرأ القرأن له .. اقترب منه وهبط نحوه وطبع قبلة على جبينه قبل أن يهتف بصوت مرتعش 
ربنا يرحمك يا علي .. ربنا يرحمك يا حبيبي ...
بالكاد استطاع التماسك وهو ينهض من مكانه قبل أن يبدئوا مراسم الډفن ...
وقفت زينه أمام الباب الداخلي الفيلا تنظر إليه بتردد لم يكن عليها الحضور الى هنا بعد كل ما حدث لكنها لم تستطع ألا تحضر مراسم دفنه وعزاءه ..
ولجت الى الداخل بخطوات مترددة وهي متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها لينتبه إليها الجميع ويبدئون في همساتهم حولها ..
ما إن انتبهت رنا لمجيئها حتى انتفضت من مكانها وركضت نحوها وهي تصرخ عليها 
انت ايه اللي جابك ..! مش مكفيكي اللي حصل ..!
ارتعش جسد زينه وهي تجيبها بتوسل 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ارجوك يا رنا بلاش تعامليني كده انا جيت عشان أشوفه لأخر مرة وأودعه ..
صاحت رنا بها بقسۏة 
تودعيه بعد ما قتلتيه يا بحاجتك يا شيخة ...
ثم قبضت على ذراعها وقالت بقسۏة 
اخرجي من هنا حالا قبل ما اخلي الحرس يطردوكي..
في نفس اللحظة هبط زياد ومنتصر من الأعلى على أصوات صړاخ رنا وتوسلات زينه ليقفز منتصر مسرعا نحو رنا ويجرها خلفه قائلا 
مش كده يا رنا مش كده أرجوك ...
انت مش شايف بحاحتها .. دي جايه تودعه بعد ما قټلته..
لم يستوعب زياد ما يسمعه فهو لا يعرف اي شيء عن سبب مۏت أخيه ....
بينما أكملت رنا پحقد وغل غير متأثرة پبكاء زينه الذي ېمزق القلب
تؤثر تقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار على أسعار السيارات، حيث يؤدي ارتفاعهما إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
انت واحدة ساڤلة وحقېرة وانا لا يمكن أسمحلك تقربي من حد مننا ...
تقدم زياد نحو زينه وقال لها بنبرة باردة مقتضبة 
من فضلك يا مدام اخرجي دلوقتي احنا مش ناقصين مصايب ..
نظرت إليه بعينيها الباكيتين وقالت بترجي 
خليني أشوفه وأحضر دفنته أرجوك ...
على چثتي تحضري حاجة ..
قالتها رنا ثم اقتربت من أخيها وقالت وهي تشير نحوها پبكاء 
دي هي اللي قټلته يا زياد خانته وطعنته بشرفه ولما علي مستحملش ده ماټ .. ماټ من صډمته فيها ...
تطلع زياد إلى اخته مصډوما بما تقوله وقد بدأ يستوعب الان ما حدث يومها حاولت زينه التحدث لكن قاطعها زياد بنبرة قوية حازمة 
اظن كفاية لحد كده اتفضلي اخرجي من هنا بدل ما اخلي الحرس يخرجوكي ...
تطلعت زينه إليهم بۏجع ثم ما لبثت ان تحركت أمامهم خارج الفيلا بملامح باكية مذلولة ...
بعد مرور ثلاثة ايام ...
كانت تجلس على سريرها وهي تحتضن جسدها النحيل بذراعيها ... دموعها تغطي وجنتيها وهي تستمع الى اصوات صړاخ والدها الذي يصم الأذان ...
قلتلك مش عايزها دي وسخت سمعتي وضيعت شرفي .. انا مش عاوزها فبيتي .. خليها تخرج من هنا حالا ..
ازداد إرتعاش جسدها وهي تنتحب بشدة الجميع يتجنبها ويعاملها كشيء قذر غير مرغوب به بعدما حدث .. حتى والدها لا يريدها ولا يتقبلها بينهم ..
دي بنتك حرام عليك .. عايزها تروح فين ..!
كان هذا صوت والدتها المتوسل والدتها الوحيدة التي تدافع عنها امام والدها رغم أنها تتجنبها كليا ...
مليش دعوة خليها تروح مطرح ماروح المهم تخرج من هنا .. انا انتهيت بسببها .. خسړت شغلي وسمعتي .. مبقتش قادر أرفع وشي وسط الناس ..
ازداد نحيب زينه بعدما سمعته لقد انتهى والدها كليا ولم يعد بمقدوره أن يتحمل ما حدث .. ليتها لم تجازف وتتزوج من علي ليتها لم تتوقع منه ردة فعل جيدة ...
انتفضت من مكانها متراجعة الى الخلف حينما وجدت الباب يفتح ووالدها يقتحم الغرفة متجها نحوها بملامح تنطق ڠضبا وكرها ..
جذبها والدها من ذراعها وسط صړاخ والدها واختها الصغرى وهو يقول پغضب 
اطلعي بره مش عاوزك فبيتي .. انت فاهمة ..!
ثم

جرها خلفه متجها بها نحو الباب .. حاولت والدتها ان تمنعه لكنها دفعها بقوة وأسقطها أرضا ... 
ارجوك يا بابا بلاش تطردها ..
قالتها اختها الصغرى ذات السبعة أعوام وهي تتوسله پبكاء لكنه لم يكن يراها او يرى غيرها .. كل ما كان أمامه شرفه الذي تلطخ بسببها وعلى يديها .. فتح الباب ودفعها نحو الخارج
 

 

 

عادت ببصرها نحو والدها وقالت بترجي 
بابا ارجوك متعملش فيا كده ..
إلا أن الأب رمقها بنظرة يائسة قبل أن يغلق الباب بقوة في وجهها ...
واضح إني جيت فوقت مش مناسب ...
قالها زياد بتهكم بارد جعلها تستدير نحوه غير منتبهة لنبرته الساخرة قالت بلهجة حاولت جعلها هادئة غير باكية 
انا اسفة بس بابا ...
قاطعها بجمود 
ملوش لزوم تبرري أبوك طردك ومش عايزك ....
أغمضت عينيها پألم ثم فتحتهما وقالت بلهجة عادية 
اتفضل يا ...
ثم صمتت تحاول تذكر إسمه ليذكرها به بحنق واضح 
زياد .. اسمي زياد ..وأكيد مش هنتكلم هنا عالسلم وانت بالبيجامة..
نظرت إلى ملابسها بعجز ثم ما لبثت ان قالت بهدوءاستغربه هو 
بابا اكيد هيفتحلي الباب هو لا يمكن يسيبني كده ..
ثم أخذت تطرق على الباب وهي ترجوه بنبرتها الرقيقة
بابا افتحلي من فضلك متعملش فيا كده ..
جذبها زياد من كف يدها وقال بلهجة حازمة 
كفاية بقى واضح انوا مش عايز يفتحلك ...
ازاي ..! هروح فين ..!
قالتها كأنما تحدث نفسها ليرفع زياد عينيه نحو الأعلى بنفاذ صبر ثم عاد وفتحها وهو يبتسم ببرود 
متقلقيش من الناحية دي أنا هحل ليكي الموضوع ده ...
نظرت إليه بحيرة وقالت 
تحل ايه ..!
صمت لوهلة قبل أن يردف وهو يخرج بعض الأوراق من حقيبة سوداء مستطيلة كان يحملها معه 
المهم توقعيلي عالأوواق دي .. 
انتبهت زينة لما يقوله وشعرت بأن هناك مصېبة جديدة تنتظرها فسألته بتوجس
أوراق ايه دي ..!
أجابها وهو يمد الأوراق نحوها 
أوراق تنازل عن حصتك فثروة علي الله يرحمه ...
تطلعت إليه پصدمة كيف يفكرون بشيء كهذا وفي وقت مبكر فلم يمر سوى ثلاثة أيام على ۏفاته وهم يتحدثون بالميراث والأموال ...
وجدت نفسها تصيح به 
انت اكيد اټجننت .. ازاي تطلب مني حاجة زي كده ..! أخوك لسه يادوب مدفون من يومين وانت جاي تطالب بفلوسه ..
أخويا اللي اندفن بسببك مش كده ..
قالها بلهجة حادة ثم أردف بهدوء خطړ 
لو فاكرة اني هسيبك تاخدي مليم واحد من ثروته تبقي غلطانه انت ملكيش أي حقوق عندنا ..
نظرت إليه بعدم تصديق وقالت 
حقوق ايه اللي بتتكلم عنها ..! انت فاكرني زيكوا بفكر بالفلوس وبس ..!
منحها ابتسامة قاسېة لم تصل إلى عينيه ثم قال بسخرية واضحة 
لا انت بتفكري فحاجات تانية أهم ..بتفكري ازاي تكدبي تخدعي .. تخوني ..
ابتلعت ريقها وقالت وهي تهم بصفعه 
انت واحد ساڤل وحقېر ..
إلا أنه كان أسرع منها حيث أمسك بكف يدها ومنعها من صفعه ثم قال بلهجة صارمة 
أحسنلك توافقي وإلا هنضطر نروح للطب الشرعي وساعتها هتتوورطي اكتر خاصة لما الجيران يشهدوا عاللي حصل ...
انت بتعمل كده ليه ..! حرام عليك ..
قالتها پبكاء لم تستطع إيقافه ليزفر أنفاسه وهو يقول بضيق 
انا مش بطلب منك حاجة صعبة يا مدام الموضوع أبسط من كده بكتير ...
وجدت نفسها تقول بعصبية ونفاذ صبر فقد اكتفت من سماع كلامه المسمۏم 
هات قلم عشان أوقع وأخلص ..
أعطاها قلما أخرجه من جيبه لتحمل الأوراق وتبدأ بتوقيعها واحدة الى الأخرى ..
انتهت من توقيع الأوراق لتجده يهتف بها 
لو تحبي تروحي مكان معين أنا ممكن أوصلك عادي ..
نظرت إليه بدهشة هل يحاول مساعدتها ..! 
شعر هو بحيرتها فقال بضيق ظهر واضحا في صوته 
انا مش بساعدك حبا فيكي بس انا مش متعود أشوف بنت فوضع زي ده وأسيبها كده ..
ابتلعت غصة داخل حلقها وهي تفكر بأن والدها تركها هكذا وكأنها ليست ابنته وقطعة منه ...
وقبل أن ترد عليه سمع الاثنان صوت صړاخ يأتي من داخل الشقة اتجهت زينة نحو الباب وأخذت تحاول فتحه وهي تصرخ بتوسل 
افتحوا الباب أرجوكم حصل ايه ..!
ثم حاولت دفعه عدة مرات دون فائدة بينما بدأ صوت تحطيم بعض الإشياء يصل إلى مسامعهما وصوت بكاء والدتها وأختها ظهر بوضوح لتهتف بهما زينه بصوت باكي 
حد يفتحلي الباب افتحوا الباب ...
تقدم زياد نحوها وجذبها بعيدا عن الباب وبدأ يضربه بقدمه ليفتح الباب بعد عدة محاولات ..
دلف الاثنان الى الداخل ليجدا والدة زينه تحتضن ابنتها في أحد أركان الصالة وهي تبكي وترتجف ړعبا أما والدها فكان يدمر كل شيء يراه أمامه حتى أصبح المكان مدمرا بالكامل ..
اقترب والدها منها وملامح وجهه لا تبشر بالخير ثم صړخ بها وهو يجذبها من شعرها 
انت ايه اللي جابك هنا ..! مش قلتلك مش عايز أشوف وشك تاني ..
صاحت زينه پألم بينما أخذ زياد يحاول تحريرها من قبضة والدها وما زاد الطين بلة تجمع بعض الجيران أمام الباب وهم يحاولون أن يروا ما حدث ...
حررها زياد أخيرا من قبضته وهو يصيح به 
كفاية بقى مش كده ..
والله انا مظلومة والله معملتش حاجة ...
بدأت الهمهمات تعلو بين الجيران ليقول الأب بوهن 
انت فضحتيني وطيتي راسي ... هتعملي ايه اكتر من كده ..!
والله مكانش ذنبي بابا انا اغتصبوني .. والله اغتصبوني وخفت احكي ..
حاول والدها جذبها من خلف زياد الواقف في وجهه كسد منيع وهو يصيح بها پقهر
اخرسي يا ڤاجرة يا حقېرة ...
قلتلك سيبها ...
قالها زياد بنفاذ صبر ليرد الأب بحدة 
انا ملكش دعوة متدخلش بيني وبين بنتي ...
في نفس الوقت تقدم مجموعة رجال بعضهم يرتدي جلابيب طويلة والأخرون يرتدون ملابس عادية ليهتف الأب بوهن 
عمامك جم من البلد وهم هيتصرفوا معاك هيغسلوا عاړك ...
تجمدت الكلمات على شفتي زينه وأخذت تنظر الى والدها بعينين متسعتين لا تصدق أن والدها فعلها واتصل بإخوته في البلد ... 
كيف هانت عليه هي ليفعل بها هذا ..! ألا يعرف أخوته وطريقة تفكيرهم ..! سيقتلونها دون أدنى تردد..
الټفت زياد نحوهم يناظرهم من الأعلى للأسفل فوجد الشړ واضح على وجوههم ...
عاد ونظر إليها لتنظر إليه بنظرات تحمل فيها الرجاء الخالص لقد بات الأن هو منقذها الوحيد .. 
تقدم أحد الرجال والذي يرتدي بنطال اسود فوقه قميص أسود أيضا ليجذب زينه من شعرها من الخلف بقوة جعلتها تصرخ ألما قبل أن يهتف بجانب اذنها

وطيتي راسنا يا فأجرة لازم أقتلك وأغسل عاړنا ..
رغما عنه لم يتحمل زياد ما يراه فتقدم منه وهتف به بصوت عالي غاضب 
انت مچنون ولا ايه ..! تغسل عاړك يعني ايه ...!
ثم حاول تحرير زينه من يده لكن دون فائدة ليرد عليه الشاب بتحذير 
ملكش دعوة انت تطلع مين انا عشان تكلمني بالشكل ده ..!
وعندما لم بجد ردا أكمل 
لتكون انت الشاب اللي غلطت معاه قبل الجواز ..
لم يتحمل زياد ما سمعه فهم بضربه لكن رجلين ضخمين تقدما منه ومنعاه مما يفعله ليهتف زياد بعصبية كبيرة
انا اخو جوزها اللي ماټ يا متخلف ..
اخو جوزها على عيني وراسي بس متتحشرش فشيء ميخصكش..
يعني عايزني اسيبك ټقتلها ..
قالها زياد بذهول ليرد الأخير ببرود 
عاري ولازم أغسله ..
وقبل أن يتحدث زياد كان الشاب يرميها للرجال خلفه وهو يأمرهم 
ودوها عالعربية خدوها
 

 


عالطريق البري وخلصوا عليها ..
تقدمت منه والدة زينه وانحنت نحوه تهتف به بتوسل 
أبوس ايدك بلاش تموتها دي بنتي اللي مليش غيرها .. عشان خاطري ..
إلا أنه لم يهتم بها وبتوسلاتها بل أشار الى الرجال لينفذوا ما قاله بينما أخذ زياد يتطلع إليها وهي تساق معهم بملامح متشنجة غير مصدقة ..
خرج زياد مسرعا من شقة عائلة زينه هبط درجات السلم راكضا وهو يجري اتصالا بمنتصر يخبره قائلا 
عايزك تلحقني عالمكان اللي رايحله دلوقتي انت والبودي جارد بتوعنا ... هتقدر توصل ليا عن طريق ال..
جاءه صوت منتصر القلق 
حاضر بس هو فيه حاجة ...!
مش وقته يا منتصر اعمل اللي بقولك عليه..
قالها زياد بعجلة وهو يقود سيارته لاحقا بزينة وابناء عمها ...
تنهد بإرتياح حينما بات على بعد مسافة صغيرة من سيارتهم ثم بدأ يقود بهدوء وترقب محاولا عدم أفلاتهم منه ...
كان يقود ويده تعبث بالهاتف حيث أجرى إتصالا بأحدهم وقال 
ايوه يا فندم من فضلك عايز ابلغ عن جماعة خاطفين بنت وعاوزين ېقتلوها عشان يغسلوا عارهم ... 
ثم شرح لهم التفاصيل تماما وطلب منهم أن يلحقوا به ...
أوقف زياد سيارته على جانب أحد الطرق المقطوعة ليجدهم يهبطون من سيارتهم غير منتبهين له ...
جذب أحدهم زينه وجرها خلفه ورماها على أرضية الشارع ....
بينما أخرج الأخر مسدسه وصوبه نحوها ...
أغمضت زينه عينيها وهي تنتظر أن يصدح صوت الړصاصة عاليا ليعلن نهايتها ... في تلك اللحظة لم تستطع التفكير بأحد سوى نفسها ...
شعور غريب وهي قريبة من المۏت اجتاحها شعور بالراحة نعم سترتاح هناك حيث ربها الذي يعلم بكل ما حدث .. سيحميها الله من شرور البشر وظلمهم ... حاولت أن تتذكر اختها الصغيرة كأخر شيء حلو بقي في حياتها ...سوف تنتهي حياتها وهي تتخيل ابتسامتها البريئة وحضنها الدافئ أمامها .. وقبل أن يطلق الرجل رصاصته كان زياد ېصرخ بهم راكضا نحوهم ...
الټفت الرجل نحوه يناظره بحيرة قبل ان يهتف 
انت عايز ايه ..! لحقتنا هنا ليه ..!
وقف زياد أمامها بينما فتحت زينة عينيها بعدم تصديق ليقول زياد بنبرة قوية شجاعة 
محدش يقرب منها انتوا فاهمين ..
ابعد عنها بدل ما اضربك بدالها ...
انتوا مجانين .. دي چريمة هتتحاسبوا عليها ...
قالها زياد محاولا منعهم عما يقومون به وفي نفس الوقت وصل منتصر ورجاله الى المكان والذي ركض نحو زياد قائلا بعدم تصديق 
ايه اللي بيحصل هنا يا زياد ...!
زفر زياد أنفاسه وقال 
زي مانت شايف ...
تقدم رجال منتصر نحو ابناء عم زينه ومعهم أسلحتهم ثم أشار لهم زياد قائلا 
خدوا السلاح اللي معاهم حالا وكتفوهم ..
حاول ابناء عمها مقاومة رجاله لكنهم لم يستطيعوا فهؤلاء يحملون اسلحة حديثة ويتمتعون باجسام ضخمة مخيفة ...
وصل رجال الشرطة بعدما انتهوا من ربطهم ليجدوا زياد واقفا أمامهم وزينة تقف خلفه غير مصدقة بعد لما حدث ...
تقدم زياد من الشرطة وزينة تسير خلفه كظله ليقول زياد بعدما شكر الضابط 
اتمنى انكوا تاخدوا منهم تعهد بعدم التعرض ليها ...
تحدث احد ابناء عمومتها قائلا 
لو فاكرة انك خلصتي مننا تبقي غلطانه احنا مش هنسيبك إلا لما نغسل عاړنا ..
نظر زياد الى زينه المختبئة خلفه بينما قال الضابط له بصوت خاڤت 
بس دول ناويين على شړ ومش هيهمهم تعهد من غيره الأحسن إنك تحميها منهم بنفسك ..
ازاي ..!
سأله زياد بحيرة ليجيب الضابط 
معرفش بس انا هخليهم تحت المراقبة .. وانت احمي المدام منهم وخليها قصاد عينك عشان محدش منهم يقدر يقرب ليها ...
زفر زياد أنفاسه بضيق وقال 
ان شاءالله...
بينما أمر الضابط 
يلا خدوهم عالبوكس..
أردف الضابط مشيرا الى زينه 
وحضرتك والمدام لازم تيجوا معانا عشان تشهدوا ضدهم ...
حاضر ..
قالها زياد بإذعان ثم أشار الى زينه طالبا منها أن تركب سيارته ليتجه هو نحو منتصر ويشكره ثم يذهب الى سيارته ويقودها متجها الى مركز الشرطة ...
كانت والدة زينة تبكي بصمت وكذلك اختها حينما زأر الأب بهم غاضبا 
كفاية عياط بقى قرفتوني ..
حرام عليك ازاي هانت عليك بنتك ترميها ليهم ..!
قالتها الأم بنحيب وهي تفكر أن هذا الرجل بلا قلب ...
أما هو فكان يهز قدمه بعصبيه وهو يهتف بينه وبين نفسه 
يا ترى قتلوها ولا لسه ...!
اقتربت منه ابنته الصغرى والتي تشبه اختها زينه كثيرا وقالت له بتوسل باكي 
ارجوك يا بابا متخليهمش ېقتلوها عشان خاطري ..
جذبها الأب من ذراعها وهو يقول بكره 
اخرسي انت متتكلميش.. مش كفاية عليا عمايل اختك ..

الواد اخو جوزها لحقها وجاب لينا رجالته والشرطة ...
كانت الأم تنظر إليه وقلبها كاد يتوقف من شدة الړعب بينما سمعت زوجها يسأله بغلظة 
يعني ايه مقتلتوهاش..!
تنفست الأم الصعداء بينما أغلق الأب الهاتف ورماه أرضا لېتحطم الى اجزاء قبل أن ينظر الى الأم الفرحة ويقول بتوعد 
متفرحيش اووي ھڨتلها يعني ھڨتلها مهما هربت مني مصيري هلاقيها واقټلها ..أوقف زياد سيارته أمام منزله لتقول زينة بتوسل 
أرجوك بلاش .
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال بضيق 
ارجوك انتي افهمي احنا مش طالعين رحلة .. ولاد عمك مش هيسيبوكي فحالك .. استوعبي ده وانت دلوقتي مسؤولة مني وتحت حمايتي ..
انا هروح استخبى فأي مكان بس بلاش ادخل هنا ..
انا عارف انوا محدش طايقك جوه ولا انا شخصيا طايقك بس انت لازم تفضلي هما عشان ده احسن مكان ليكي ..
أغمضت عينيها محاولة ألا تبكي بينما أمرها هو 
يلا انزلي ..
هبطت زينه من سيارته على مضض وسارت خلفه

... فتحت الخادمة لهما الباب وهي تنظر الى زينه بتعجب ...
دلف الاثنان الى صالة الجلوس ليجدا والدة زياد واخته رنا ومنتصر هناك ليفهم زياد على الفور أن منتصر قد أخبرهم بكل ما حدث ...
ركضت رنا فورا نحو أخيها واحتضنته بقوة بينما نهضت الأم نحو وهي ترمق زينة بنظرات حاړقة ...
ابتعدت رنا من بين أحضانه وأخذت تنظر الى زينة پحقد بينما أحاطت والدتها وجهه بكفيها وهي تسأله بدموع 
انت كويس مش كده ..!
أومأ برأسه وهو يقبلها من جبينها ثم أكمل وهو يشير الى زينه 
زينة هتقعد معانا الفترة الجاية ..
انت بتقول ايه ..!
قالتها رنا بعدم تصديق بينما قالت الأم 
انت اټجننت يا زياد ..! عايز الحثالة دي تعيش عندنا ..!
ابتلعت زينة غصتها داخل حلقها بينما قال زياد بهدوء 
لازم تفضل هنا .. حياتها فخطړ ومفيش مكان أقدر أأمن عليها فيه غير هنا ..
قالت رنا بنبرة عصبية 
ده بدل متسيبها ټموت او تغرر فداهية ... جايبها هنا عشان تحميها .
عن اذنكم ..
قالتها زينة وهي تتجه خارج الفيلا ليوقفها زياد قائلا بحدة 
قلتلك مفيش خروج من هنا إلا معايا ... افهمي ده ..
نظرت زينه إليه وقالت بترجي 
ارجوك سيبني اخرج انا مسؤولة عن نفسي ..
جايبها هنا ليه وهتقعد هنا بصفتها ايه ..!
سألته الأم بنبرة غاضبة ليرد زياد 
بصفتها خطيبتي وقريب هتبقى مراتي .
الصدمة ألجمت جميع الموجودين وأولهم زينة ..
بينما كانت رنا
 

 


أول المندفعين حيث قالت بلهجة غاضبة وعيناها تطلقان الشرر نحو زينة 
انت بتقول ايه يا زياد ..! عايز تتجوز دي ..!
أجابها زياد بنبرة قوية حاسمة 
ايوه يا رنا هتجوزها وياريت نقفل الموضوع على كده ..
بالبساطة دي عايزنا نسكت عن جوازك من وحدة زيها ..
قالتها رنا بعصبية وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ليحذرها زياد 
قلنا كفاية يا رنا الموضوع اتقفل لحد هنا ..
التفتت رنا نحو والدتها تسألها بحيرة 
ماما انت ساكتة ليه ..! اتكلمي قولي اي حاجة ..
نظرت والدتها إليها للحظات قبل أن تلتفت نحو زياد وتخبره 
زياد ممكن نتكلم شوية لوحدنا ..!
أومأ زياد برأسه وأجابها بهدوء 
أكيد ..بس أودي زينه إوضتي الأول ..
قبض زياد على يد زينة وجذبها خلفه لتسير وراءه بلا حول او قوة ..
ارتقى بها درجات السلم وطلب منها أن تنتظره داخل غرفته ثم خرج من الغرفة وهبط نحو الطابق السفلي ليخبره منتصر ان والدته تنتظره في غرفة المكتب ..
ولج زياد الى داخل المكتب ليجد والدته هناك تجلس على الكرسي الجانبي للمكتب اتجه نحوها وجلس أمامها بأريحية ليجدها تنظر إليه بتدقيق قبل أن تسأله بهدوء 
عايز تتجوزها ليه ..!
أطلق زياد تنهيدة صغيرة قبل أن يقول 
محتاجة حمايتي والحل الوحيد عشان أحميها إني أتجوزها ..
هنا لم تتحمل والدته ادعاء الهدوء اكثر فوجدت نفسها تخبره بعصبية 
وانت عايز تحميها ليه ..! انت نسيت هي تبقى مين وعملت ايه ..!
أجابها زياد ببرود غريب 
لا مش ناسي وده كان أحد الأسباب اللي خلتني أقرر أجيبها هنا وأخطبها..
انا مش فاهمة حاجة ..
قالتها والدته بنبرة تائهة حائرة ليزفر زياد نفسا قويا قبل أن يرد عليها منتشلا إياها من حيرتها 
زينه مش واحدة عادية زينة سړقت اخويا مني بعدما خدعته ..جايز هي فعلا مكانتش قاصدة انوا يحصل كل ده وجايز هي بريئة بس ده ميمنعش إنوا فيه ڼار جوايا من ناحيتها .. ڼار مش هيطفيها إلا إني أخد حق أخويا منها ..
لا يا زياد لا يابني .. بلاش كده انا مش عايزة أخسرك ...
أمسك زياد بكف يدها وقال بثقة 
عمرك مهتخسريني .. خليك واثقة فيا ..
نهضت من مكانها واحتضنت وجهه بين كفيها وقالت بتوسل 
بلاش الاڼتقام يا زياد الاڼتقام بيدمر صاحبه ...
نهض من مكانه واحتضنها بقوة وقال 
امال عايزاني اسيبها تعيش حياتها وتتهنى بيها بعدما خلت أخويا يخسر حياته ..
تطلعت والدته إليه بعينين دامعتين بينما أكمل هو مطمئنا اياها 
متقلقيش عليا انا اعرف اتصرف معاها صح ..
هتتجوزها فعلا ..!
سألته الأم بعدم تصديق ليرد بخفوت 
بصراحة لا مستحيل اتجوزها .. انا قلت ده قدامكوا عشان أبرر موقفي .. بس ياريت محدش يعرف بالكلام ده ...
صمتت الأم ولم ترد بينما طبع زياد قبلة على جبينها ورحل ..
كانت زينة تجلس على سرير زياد بتوتر بالغ .. أخذت تنظر الى الغرفة بملامح حزينة .. كانت الغرفة ذات أثاث أسود بالكامل .. كل شيء بها يتسم بالسواد .. أغمضت عينيها للحظات تحاول أن تبعد تلك الأفكار السوداء عن مخيلتها .. لطالما کرهت اللون الأسود كيف لا وهو لون الحزن ..!
أفاقت زينة من شرودها على صوت زياد يتقدم منها نهضت من مكانها على الفور واقتربت منه تسأله بقلق 
انا همشي من هنا امتى ..!
أجابها بإقتضاب وهو يخلع سترته ويرميها أرضا 
مش هتمشي من هنا ..
صاحت بلا قصد 
يعني ايه ..!
رد عليها بحدة 
متعليش صوتك يا زينة ده اولا ..
ثم أردف بنبرة حازمة 
انت خلاص هتعيشي هنا ...
انت بتتكلم بجد بقى ..!
قالتها زينة بعدم تصديق ليومأ برأسه دون رد ..
ابتلعت ريقها وقالت بلهجة مترددة 
بس الكلام اللي قلته مستحيل يحصل انا صعب اعيش هنا ..
مش بمزاجك ..
نظرت إليه وقالت پألم مرير 
معاك حق هو فعلا مش بمزاجي ...
تعالي معايا ..
سارت خلفه بإذعان لتجده يتجه نحو غرفة علي ارتفعت حرارة جسدها وهي تراه يفتح بابها ويدلف الى داخلها .. لم تستطع الدخول .. شيء ما منعها من هذا رغم أنها لم تدخلها سوى مرات قليلة من قبل ..
وجدته يخرج ويقول 
مش هتدخلي ..
انت جايبني هنا ليه ..!
سألته بصوت متلكأ ليرد بفتور 
ادخلي الاول ..
دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتدمع عيناها ما إن رأت صورته المعلقة على حائط الغرفة أمامها .. 
انت هتنامي هنا فإوضة علي الله يرحمه عشان تفتكري ذنبك فحقه كل لحظة ..
التفتت نحوه بعينين حمراوين متسعتين لينظر لها بتحدي ..
أشاحت وجهها بضيق تحاول أخفاء دمعة تسللت على خدها قبل أن تعاود الإستداره نحوه وتهتف بنبرة قوية 
انا مش هقعد فالإوضة دي .. وهخرج من هنا ..
اندفعت بعدها نحو الباب لكنه جذبها من ذراعها وألقاها على السرير قبل أن يقول بحزم 
قلتلك مش بمزاجك ..
نهضت من فوق السرير وقالت بعدم تصديق 
افهم من كدة انك حابسني هنا ..
اعتبريها كده لو تحبي ...
قالها بحسم وأكمل 
انت مش هتخرجي من البيت ده بعد كده إلا معايا ...
خرج بعدها من الغرفة تاركا إياها ټنهار باكية على السرير ..اتجه زياد نحو الحديقة وبدأ يأخذ نفسا عميقا عدة مرات محاولا أن يصفي ذهنه من كل ما يمر به في الأونة الأخيرة

..
أيقظه من شروده رنين هاتفه ليخرج الهاتف من جيبه ويضغط على زر الإجابة ويقول رادا على المتصل 
اهلا انا بخير الحمد لله .. انت عاملة ايه ..!
جاءه صوتها الرقيق 
انا بخير الحمد لله واحشني اوي يا زياد ..
تنهد تنهيدة طويلة وقال بشوق 
وانت اكتر اخبار الشغل ايه ..!
أجابته بجدية 
كله تمام انت هترجع امتى ..!
مش عارف لسه قدامي وقت طويل لحد مارجع ...
يعني هتغيب عني كتير ...
للاسف ايوه ..
حل الصمت بينهما للحظات .. لحظات قطعتها وهي تقول بحزن 
انا عارفة إنك تعبان وبتعاني نفسي أوي أكون جمبك .. نفسي أخدك فحضني وأطبطب عليك ..
ابتسم بمرارة وقال بصدق 
وانا نفسي فده اوي يا دينا ...
حاساك متغير فيه حاجة عايز تقولها ..!
صمت قليلا قبل أن يقول 
بصراحة عندي كلام كتير نفسي أقوله مۏتة علي دمرتني يا دينا .. بقيت حاسس نفسي واحد تاني .. نفسي أشوفك واحكيلك عن اللي بمر فيه ..
مش عارفة أقولك ايه .. انا كمان نفسي أبقى جمبك وأكون معاك فأزمتك دي ...هحاول اخد إجازة وانزل مصر ..
ياريت ياريت بجد يا دينا ..
خلي بالك من نفسك يا زياد ..
وانت كمان خلي بالك من نفسك ..
باي..
أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر ببصره نحو السماء يفكر في أخيه الذي يشتاقه كثير ...
فجأة سمع صوت صړاخ يأتي من غرفة علي فركض مسرعا عائدا الى الفيلا ..
ارتقى درجات السلم بسرعة قياسية ووصل الى الغرفة ليجد رنا أمامه تهتف پبكاء 
الحقنا يا زياد ماما ھتقتلها...
اقترب زياد منهما ليجد والدته تقف أمام زينة المنزوية في ركن الغرفة تحمل مسډسا موجهة فوهته نحوها ...
ماما هاتي المسډس ..
قالها زياد بنبرة مرتجفة وهو ينظر الى والدته التي تنظر إلى زينة بعينين زائغتين ..
هزت الأم رأسها نفيا وقالت 
لازم أقتلها وأخلص من شرها ...
ماما أرجوك ...
قالها زياد بتوسل لتصيح رنا به 
خده منها يا زياد بدل متقتلها ...
هاتيه يا ماما ..
قالها زياد وهو يرجوها بعينيه لتهز الأم رأسها نفيا وقد قررت أن تضغط
 

 


على زر المسډس .. ركض زياد نحوها وحاول أن يسحب المسډس منها قبل أن تضغط على الزناد بينما زينة ترتجف بالكامل وهي تستند بجسدها على الحائط ليصدح صوت رصاصة عالية في ارجاء المكان ..
في احدى المستشفيات الخاصة ..
وقف زياد أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب بلهفة كي يطمئن على زينه التي أصيبت برصاصة في كتفها ..
خرج الطبيب بعد حوالي ربع ساعة ليجري زياد نحوه متسائلا بتوتر 
ها يا دكتور طمني ..
ابتسم الطبيب له مطمئنا إياه 
الحمد لله مكان الإصابة مكانش خطېر الړصاصة خرجت بسهولة من مكانها حاليا هننقل المړيضة لإوضة عادية وهتفضل تحت المراقبة لحد بكره ..
شكرا اوي ..
قالها زياد بإمتنان للطبيب الذي ربت على كتفه قبل أن يرحل تاركا زياد لوحده ..
بعد لحظات تقدم كلا من منتصر ورنا نحو زياد سألته رنا بنبرة قلقة 
اخبارها ايه يا زياد ..!
أجابها زياد مطمئنا إياها 
متقلقيش يا رنا ..هي كويسة الدكتور طمني عليها ..
تنهدت رنا بإرتياح بينما أخرجن الممرضات زينه من غرفة العمليات متجهين بها الى احدى الغرف العادية ..
تأملتها رنا بملامح جامدة قبل أن تقول 
كويس انها مماتتش وإلا كنت هخسر أمي بسببها ..
لم يعلق زياد على كلامها بل قال مغيرا الموضوع 
ماما عاملة ايه ..!
أجابته رنا بهدوء 
نامت بعد ما خدت المهدئ بتاعها ..
أومأ زياد برأسه متفهما ثم قال بلهجة عادية 
انا هفضل مع زينه لحد متفوق ممكن البنج ..
كويس ..
قالتها منتصر بجدية بينما اعترضت رنا 
ممكن أفضل انا معاها لو عايز بس بلاش انت ..
أنا اللي هفضل معاها يا رنا انتي روحي واقعدي جمب ماما ..
قالها زياد بصرامة سأله منتصر 
هتعمل ايه مع البوليس ..!
أجابه زياد ببساطة 
هقولهم الړصاصة خرجت بالغلط وانا بنظف المسډس ..
انا خاېفة عليك يا زياد ..
قالتها رنا بقلق ليحتضنها زياد ويهدئها 
متقلقيش يا حبيبتي كل حاجة هتبقى كويسه ..
ثم أشار لمنتصر قائلا 
روحوا انتوا البيت دلوقتي .. وانا هاجي بالليل اطمن على ماما ..
أومأ منتصر برأسه متفهما ثم أخذ رنا وخرجا من المشفى عائدين الى المنزل بينما ذهب زياد الى الغرفة التي نقلت زينه إليها ..كان زياد جالسا أمام السرير الذي ترقد زينه عليه يطالعها بملامح صامتة لا توحي بشيء ..
كان زياد يتأمل ملامح وجهها الناعمة الرقيقة بحيرة لا يعرف لماذا هناك شيء في داخله يشده نحوها منذ أول مرة رأها فيها ...
عاد بذاكرته الى الخلف الى اليوم الاول الذي دلفت به الى شركتهم كموظفة جديدة جذبت أنظاره منذ النظرة الأولى بضحكتها الشقية وملامحها البريئة هو زياد الشريف الذي لم يتأثر يوما بإمرأة ولم ينظر يوما الى واحدة وجد نفسه يراقبها ويتبعها كالمراهقين وهي غير واعية او منتبهة له ..
ظل هكذا يتابعها من بعيد وينجذب نحوها كل يوم أكثر حتى لاحظ في أحد الأيام إهتمام أخيه الأصغر بها أخوه الذي اعترف له بعدها بعشقه لتلك الفتاة التي سلبت لبه من النظرة الأولى ليأخذ زياد صدمة عمره فيقرر السفر على أثرها خارج البلاد والعيش وحيدا بعيدا عن الجميع خاصة بعدما علم برغبة اخيه في التقدم لها وخطبتها ...
أغمض عينيه بوهن وهو يتذكر كم معاناته لوحده دون أن يخبر أحدا حتى منتصر ابن عمه وصديقه المقرب ... 
كان يظن أن بزواج أخيه منها ستنتهي زينة من حياته تماما لكن القدر كان له رأي أخر فهاهي زينة تدخل حياته من جديد بل وتحتل تفكيره بالكامل لكن ليست كحبيبة بل كقاټلة لأخيه الوحيد ...
فتح عينيه ليجد زينه ترمش بعينيها قبل أن تفتحهما ببطء رغما عنه اقترب منها ليطمئن عليها فتحت أخيرا عينيها بالكامل لتهمس بصوت ضعيف واهن 
مية عايزة مية ..
حمل زياد قدح الماء الموضوع على الطاولة بجانبها وأخذ يبلل شفتيها ولسانها بقطرات من الماء بواسطة إصبعه ..
أغمضت زينة عينيها پألم بينما هبطت الدموع الغزيرة من مقلتيها ..
لقد نجت من المۏت المحقق للمرة الثانية ليت الړصاصة جاءت في قلبها وأنهت عليها .. ليتها فقط ..
انت كويسة ..!
سألها زياد بجمود لتومأ برأسها دون أن ترد فيعاود سؤالها 
طب بټعيطي ليه ..! اندهلك الدكتور ..!
هزت رأسها نفيا وسألته بصوت مبحوح 
هو انا عايشة بجد ..!
ايوه ..
أجابها بهدوء لتبتسم بمرارة قبل أن تقول بنبرة باكية 
ياريتني مت ياريت الړصاصة جت فقلبي وموتتني يمكن ساعتها كنت هرتاح ..
لم يعلق زياد على حديثها بل ظل يتأملها بصمت تام غريب ..في صباح اليوم التالي ..
استيقظت زينه من نومها لتجد الغرفة فارغة يبدو أن زياد غادر المشفى بعدما نامت هي ابتسمت بحزن وهي تفكر بحالها وكيف أصبحت وحيدة بلا

أي أحد وفوق هذا أعمامها يريدون قټلها والتخلص منها بأقرب فرصة ..
أفاقت من أفكارها على صوت الباب يفتح يتبعه دخول زياد إليها كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل تناقض بشرته البيضاء بشكل واضح ..
اقترب زياد منها ووقف بجانبها متسائلا بصوت رخيم 
عاملة ايه النهاردة ..!
أجابته بهدوء 
كويسة الحمد لله ..
أردف زياد قائلا 
الدكتور كتبلك على خروج من المستشفى بس لازم تاخدي ادويتك بإستمرار وتداوي الچرح لحد ما يطيب ...
أومأت زينه برأسها وقالت بإختصار 
ان شاءالله ..
نظر زياد إليها وقال بجدية 
هندهلك الممرضة عشان تساعدك وانتي بتغيري هدومك ..
ملوش لزوم تتعب نفسك اكتر من كده تقدر تسيبني وتروح انا هدبر أمري ..
صمت زياد ولم يرد عليها لتكمل هي بخفوت وإمتنان حقيقي 
وشكرا بجد على كل اللي عملته ..
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال 
العفو بس انا مسؤول عنك وعن حمايتك وعشان كده مش هقدر أسيبك..
وانا لا يمكن ارجع معاك لبيتكم اللي محدش متقبلني فيه ارجوك راعي وضعي وافهمني ..
ومين قال اني هرجعك لبيتنا ..!
تطلعت إليه بنظرات حائرة وسألته بعدم فهم 
امال هنروح فين..!
أجابها بإقتضاب 
هنقعد بالفندق لحد منلاقي حل لموضوع أعمامك ده ..
حاولت زينه أن تتحدث لكنه أكمل بحسم 
انا هروح اندهلك لممرضة عشان تساعدك تغيري هدومك بسرعة ونخرج من هنا ..
ثم خرج من الغرفة تاركا إياها تتابعه بدهشة وهي تفكرفي السبب الذي يجعله متمسكا بحمايتها ..أمام احد الفنادق ذو الخمس نجوم أوقف زياد سيارته وهبط منها ثم اتجه نحو الباب الاخر وفتحه لزينه لتهبط من السيارة ...
أخذ الحارس مفاتيح السيارة منه كي يضعها في الكراج بينما سار كلا من زياد وزينه الى داخل الفندق ..
وقف زياد أمام موظفة الإستعلامات وبجانبه زينه ليحجز لكلا منهما جناح خاص به ..
بعد لحظات كانت زينة في جناحها تنظر إليه وهي تشكر ربها على نعمة وجود زياد في حياتها لولاه ما كانت لتستطيع أن تفعل أي شيء ..
أما زياد فكان جالسا على الكنبة يفكر فيما يفعله هو يفعل كل هذا بنية الاڼتقام منها ولكن أين الإنتقام بالضبط كلا هو لا ينتقم .. هو فقط يحميها من بطش الجميع ويساندها في أزمتها ..
شعر بطعڼة قوية داخل صدره حينما وصل الى هذا الإستنتاج إنها سبب مۏت أخيه عليه ألا ينسى هذا ...
رنين هاتفه أيقظه من أفكاره المتعبة ليجد دينا تتصل بها أجابها بسرعة وهو يشعر بالأمتنان لهذا الإتصال الذي جاء في وقته ليصل إليه صوتها المرح 
زياد تعرف انا فين دلوقتي ..!
نهض من مكانه وقال
 

 


بعدم تصديق 
انت هنا فمصر ..
ايوه.. 
قالتها بسعادة ليطلق تنهيدة ويقول 
انتي فين ..! انا هجيلك فورا ..
ردت عليه بسرعة 
انا فالتاكسي ابعتلي عنوان فندق كويس أستقر فيه ..
هبعتلك حالا ..
قالها زياد بجدية ثم أغلق الهاتف وأرسل لها عنوان الفندق الذي هو فيه الأن وأخبرها إنه سيحجز لها جناح في الحال بجانب جناحه ..
أمام نفس الفندق وقفت سيارة تاكسي صفراء اللون لتهبط منها دينا وهي تجر حقيبتها خلفها ...
سارت متجهة نحو موظفة الإستعلامات كي تحجز لنفسها جناحا وقبل أن تتحدث معها كان صوته الرجولي الرخيم ينادي عليها ..
التفتت نحو الخلف وهي ترسم على شفتيها ابتسامة مرحة ثم احتضنته بقوة وقالت بلهجة عذبة سعيدة 
وحشتني اووي ..
ربت على ظهرها بكفيه ثم ابتعد عنها قليلا وهتف بها بهدوء 
انتي اكتر انا حجزتلك جناح جمب جناحي ...
بجد ..!
أومأ برأسه وأشار لموظفة الإستعلامات كي تعطيه البطاقة الخاصة بالجناح .. أخذ منها البطاقة وقال لدينا 
اكيد عايزة ترتاحي من السفر ..!
هزت دينا رأسها نفيا وقالت 
عايزة اتكلم معاك واحشني اووي يا زياد ..
طب يلا بينا ...
قالها زياد وهو يقبض على يدها ويسحبها خلفه .. وصلا أخيرا الى الجناح ليتفاجئ زياد بزينة تخرج من جناحها المقابل لجناحه ...
نظرت زينة الى زياد الذي يقف بجانب فتاة ممسكا بيدها بملامح متعجبة قبل أن تتنحنح قائلة بحرج 
مساء الخير ..
رايحة فين ..!
سألها زياد بسرعة لترد بهدوء 
رايحة بيتنا أجيب هدومي ..
ابتعد زياد عن دينا واقترب منها قائلا بعدم تصديق 
تروحي فين ..! انتي اكيد تجننتي ..! بيت ايه ده اللي تروحيله .
امال هلبس هدوم منين ..!
سألته بهدوء غريب ليرد بنفاد صبر 
انا هتصرف فموضوع هدومك ده ..
أومأت برأسها دون أن ترد ليردف بتحذير 
ارجعي جناحك ومتخرجيش منه تاني ..
كانت دينا تنظر اليهما بحيرة بينما زفرت زينة أنفاسها بقوة وسألته بنبرة متململة 
هو انت حابسني ولا ايه ..!
أجابها بهدوء خطړ 
اعتبريه كده لو تحبي ..
ثم اكمل بجدية 
ده عشانك وعشان مصلحتك انتي ..
منحته ابتسامة ساخرة قبل أن ترد بخفوت مټألم 
مصلحتي ..!!
ثم تحركت عائدة الى جناحها ليقول زياد مشيرا الى دينا 
يلا بينا ..
دلف زياد ودينا الى الجناح جلس زياد بوهن على الكنبة بينما اقتربت دينا منه وسألته بتردد 
مين دي يا زياد ..! وبتعمل ايه معاك ..!
نظر إليها زياد بصمت للحظات قبل ان يجيبها 
دي زينة مرات أخويا علي الله يرحمه ..
بجد ..! وبتعمل ايه هنا ..!
سألته دينا مندهشة من وجود زينه معه ليرد عليها موضحا لها سبب وجوده 
اهلها عايزين ېقتلوها بعد معرفوا اللي حصل وانا المسؤول عن حمايتها ..
صمتت دينا ولم ترد ليتطلع اليها زياد بحيرة قبل أن يسألها بتعب 
مش هتقولي حاجة ..!
هقول ايه يعني ..!
قولي أي حاجة ..
ترددت دينا فيما ستقوله لكنها كانت مضطرة لقوله قالت بلهجة ذات مغزى 
مش شايف إنوا وجودها حواليك غلط ..
صمت زياد ولم يرد لتبرر دينا سبب كلامها 
زياد انا خاېفة عليك متنساش دي تبقى مين وعملت ايه ... متخليش الماضي اللي مۏته زمان يرجع يعيش ...
مستحيل يرجع يعيش ..
قالها زياد بنبرة قاطعة لتقول دينا مكملة حديثها 
محدش هيتقبل علاقتك بيها أولهم أهلك..
قاطعها زياد بصرامة 
انا مفيش بيني وبينها حاجة يا دينا انا مجرد بحميها مش اكتر .. 
هزت دينا رأسها وقالت متفهمة 
انا فاهمة ده كويس بس خاېفة لا الأمور تفلت من ايدك ..
رد عليها بقوة 
مستحيل انا منكرش اني فيوم اعجبت بيها ويمكن حبيتها من غير ماحس بس هي اتحرمت عليا من ساعة ما حبت علي وحبها ...
جلست دينا بجانبه وربتت على يده مساندة اياه قبل ان تهتف براحة 
كده انت طمنتني وياريت بردوا تسمع كلامي وتبعد عنها .. هيكون احسن ليك...
أومأ زياد برأسه ولم يرد بينما نهضت دينا من مكانها وأخبرته أنها ستغير ملابسها ..
كانت زينة تجلس على سريرها وتبكي بصمت .. تبكي حالها وما وصلت إليه .. ليتها لم تستمع الى كلام صديقتها التي نصحتها بعدم البوح بسرها الأكبر

لعلي .. صديقتها التي ظنت وأقنعتها وقتها أن علي سوف يسامحها لأنه يحبها بحق ..
فلتنظر الأن إلى أين وصلت وكيف أصبح حالها ...
ازداد بكائها ونحيبها وهي تتذكر علي .. علي الذي أحبته بصدق وتمنته شريكا لها ظنت أنه سيغفر لها ويتفهمها لكنه فعل مثلما فعل الجميع بها ..
أغمضت عينيها وتمددت على سريرها وقررت النوم بعدما جذبت غطاء السرير نحوها ورغما عنها ارتسمت صورة اختها مريم أمام عينيها فشهقت باكية وهي تتذكرها وتتذكر حبها وتعلقها بها ليتها لم تتزوج واكتفت بحب مريم ..
وضعت كف يدها على فمها محاولة كتم شهقاتها وهي تتذكر أختها ووالدتها وحياتها سابقا ظلت تبكي طويلا حتى غلب عليها النعاس ونامت أخيرا ...
استيقظت في صباح اليوم التالي وهي تشعر براحة غريبة تسيطر عليها ..أطلقت تنهيدة صغيرة وهي تبتسم بصمت من شعور الراحة الذي غمرها بعد ليلة البارحة .. شعور لم تفهم سببه و لا ماهيته لكنه مريح وبشدة ...
نهضت من فوق سريرها بعدما أبعدت الغطاء عنها واتجهت نحو الحمام لتأخذ حماما منعشا خرجت من الحمام وهي الف المنشفة على جسدها خلعه المنشفة وارتدت فستان لونه بني غامق يصل الى منتصف ساقيها وسرحت شعرها بعناية قبل أن تقرر الخروج من جناحها وتناول إفطارها في مطعم الفندق ..
خرجت زينه من الجناح واتجهت الى المطعم وهناك أخذت صحنا ووضعت به بعض أصناف الأطعمة الموجودة وجلست على احدى الطاولات تتناولها بشهية مفتوحة ..
فوجئت بشاب وسيم يقترب منها ويسألها 
ممكن أشاركك فطارك ..!
أومأت برأسها وهي تبتسم بخجل ليجلس أمامها ويهتف بهدوء 
اول مرة أشوفك هنا .. شكلك مقيمة جديدة بالفندق ..!
تنحنت قائلة 
ايوه صح دي اول مرة أبات فيها هنا ..
ابتسم وقال 
انا شبه مقيم هنا ..
بجد ..!
سألته بدهشة ليرد قائلا 
انا اصلا عايش فإيطاليا وباجي هنا زيارات مستمرة فبختار الفندق ده أقعد فيه ..
حلو ...
انتي اسمك ايه ..!
أجابته زينة 
زينة وانت ..!
أجابها 
مراد ...
تشرفنا يا مراد ..
الشرف ليا ..
في هذه الاثناء تقدم كلا من زياد ودينا الى داخل المطعم ليتفاجئا بزينة تجلس مع شاب غريب وتضحك بخفة ..
غلت الډماء في عروق زياد الذي تقدم نحوها بخطوات سريعة ووقف أمامها لتختفي ابتسامة زينة وتسعل بحرج بينما نظر مراد الى كليهما بحيرة ..
معلش يا زينة ممكن تقومي معايا ...!
أومأت زينة برأسها ونهضت معه على مضض .. سارت خلفه متجهة الى الطابق العلوي حيث جناحها .. 
افتحي الباب ..
قالها زياد وهو يقف امام الباب لتفتح زينة الباب وتلج الى الداخل يتبعها زياد الذي أغلق الباب بقوة ...
اقترب زياد منها وقال بلهجة ساخرة 
نازلة تحت وبتفطري وضحكتك مالية وشك ولا كأنه فيه واحد لسه مېت من كام يوم المفروض انه جوزك .. 
توترت ملامح زينه وقالت بأسف 
انا بجد مكانش قصدي ..
صړخ بها 
يعني ايه مكانش قصدك انتي بجد معندكيش احساس.. ليكي نفس تاكلي وتهزري يا شيخة ..
انت عايز توصل لإيه ..! عايزني أنتحر عشان ترتاح ..! 
لم يجبها بل ظل ينظر إليها بصمت لتكمل بإنهيار 
انا هريحكوا كلكوا ..
واتجهت مسرعة نحو السکينة الموضوعة على الطاولة وسحبتها موجهة رأس السکينة نحو صدرها ليقف في وجهها هاتفا بتوتر
 

 


ملحوظ 
انتي اټجننتي سيبي السکينة من ايدك .. 
هزت رأسها نفيا والدموع اللاذعة غطت وجنتيها لتهتف بصوت باكي 
لا يا زياد انا تعبت بجد وده الحل الوحيد اللي هيريحني ...
زينة بلاش جنان ..
قالها بتوسل وهو يحاول الاقتراب منها لتتجه بالسکينة نحو صدرها لكنه كان أسرع منها وجذب السکينة نحوه محاولا سحبها من يدها ...
ظل زياد يحاول سحب السکينة وهي ټقاومه بقوة حتى جرحت السکينة كف يده فتراجعت زينه الى الخلف ناظرة إلى زياد پصدمة وقد سقطت السکينة من يدها ..
تطلع زياد الى الچرح العميق بملامح مټألمة وقد بدات الډماء تسيل من يده ..
اتجهت زينة مسرعة الى الحمام وأخرجت حقيبة الإسعافات الأولية تقدمت نحوه زياد وقالت بنبرة مرتجفة وهي تشير نحو الكنبة 
ممكن تقعد ..
جلس زياد على الكنبة بينما بدأت زينة تمسح كف يده بالمناديل الورقية بخفة قبل أن تعقم الچرح برقة بالغة بينما أخذ زياد يتأملها بملامح واجمة لا توحي بشيء ... 
انتهت زينه من تعقيم الچرح وتطهيره لتربطه جيدا قبل أن تنهض من مكانها وتقول بإعتذار 
انا اسفة يا زياد بجد مكانش قصدي ..
زفر نفسا قويا وقال بلا مبالاة 
حصل خير ...
ثم نهض من مكانه وهم بالوجه خارج الجناح لكنه شعر بدوار شديد يسيطر عليه ..
سارعت زينة للإمساك به وأجلسته على الكنبة وسألته بقلق 
انت كويس ..!
أومأ برأسه دون أن ينظر إليها أو يجيبها نهض بعد لحظات من مكانه وقد استعاد توازنه أخيرا ليخرج من الجناح متجها الى جناحه ثم يتصل بدينا التي نساها في الأسفل ..مرت عدة أيام لم يحدث بها شيئا جديدا ..
عادت دينا الى أمريكا وعاد زياد يمارس عمله في شركة والده وبقيت زينة وحيدة في الفندق ...
استيقظ زياد من نومه في احد الأيام على صوت طرقات على باب جناحه ..
هبط من فوق سريره واتجه الى الباب لفتحه فتح باب الجناح ليتفاجئ بزينة أمامه تنظر إليه بخجل ..
نعم ..!
سألها بجمود لترد بنبرة متشنجة 
ينفع نتكلم شوية ..
اتفضلي ..
قالها زياد وهو يفسح لها المجال للدخول ثم أغلق الباب خلفها واتجه نحوها لتهتف به بأسف 
اسفة اني صحيتك من النوم ..
رد زياد ببرود 
حصل خير ..
ثم سألها 
عايزة ايه ..!
كان الإرتباك يظهر بوضوح عليها لم تستطع زينه أن تفتح الموضوع معه مباشرة فأخذت خصلة من شعرها وضعتها خلف أذنها ثم قالت أخيرا بتوتر ملحوظ 
انا عايزة اشتغل ..وحبيت أستأذنك إني هدور على شغل من النهاردة ..
تشتغلي ..! 
قالها زياد متعجبا لتومأ برأسها فإقترب زياد منها وسألها 
انتي محتاجة فلوس ...!
هزت رأسها نفيا وقالت 
مش حكاية إني محتاجة فلوس بس حكاية إني متعودة اشتغل من زمان ومش هعرف أقعد من غير شغل ..
وبالنسبة لعمامك اللي عاوزين أي فرصة عشان يقتلوكي ..
أطلقت تنهيدة صغيرة وقالت 
معدش يهمني اللي يحصل يحصل ...
نظر إليها بصمت بينما أكملت بجدية 
انا مش هفضل حياتي كلها خاېفة منهم يعملوا اللي هما عاوزينه .. معدش يفرق معايا ..
طيب ايه رأيك تشتغلي معايا فالشركة زي ما كنتي بتشتغلي زمان ..
اعترضت بسرعة 
لا مش هقدر ..
ليه ..!
سألها بحيرة لترد بجدية 
مش هقدر وخلاص انا هدور شغل فمكان تاني ..
للاسف مش هينفع تشتغلي فمكان تاني لانك مسؤولة مني ولازم تفضلي تحت عيني طول الوقت ..
زفرت أنفاسها وقالت بملل 
قلتلك انا مش مهتمة للي هيحصل يعني تقدر تخلي مسؤوليتك من عليا ...
رد عليها بعناد 
وقلتلك انا مسؤول

منك ولا يمكن اسيبك كده ...
شعرت زينة فجأة بدوار يسيطر عليها وهي تهم بالرد عليه ليقترب زياد منها ويهتف بقلق 
مالك يا زينة ...!
وقبل أن تفقد وعيها كان يتلقفها بين احضانه ..داخل غرفة الطبيب كان زياد يتابع الطبيب الذي يفحص زينة بقلق ...
انتهى الطبيب من فحصها لتعتدل زينة في جلستها بينما اتجه زياد خلف الطبيب وسأله 
خير يا دكتور ..
ابتسم الطبيب وقال 
خير ان شاءالله انا شاكك إنها حامل ..
تصنمت زينة في مكانها ما ان إستمعت لما قاله الطبيب ولم تكن صدمة زياد أقل منها ..
خرجت زينة من خلف غرفة الفحص وتقدمت نحو زياد المصډوم وقالت بعدم تصديق 
حضرتك متأكد ..!
هز الطببب رأسه نفيا وقال بجدية 
لا طبعا تحليل الډم هو اللي هيأكد لينا الحمل ..
ثم أخرج ورقة وكتب عليها اسم التحليل وطلب منهما أن يذهبا الى المختبر ليجريا التحليل ويتأكدان ..
ذهب كلا من زياد وزينة الى المختبر لتجري زينة تحليل الډم التزم كلاهما الصمت التام ولم يقولا شيئا فالصدمة كانت أقوى من أي حديث ...
وصلا الى المختبر وأجرت زينة التحليل وجلسا ينتظران خروج النتيجة والتي ظهرت بعد فترة طويلة ..
أعطت الموظفة الظرف الذي يحوي نتيجة التحليل لزينة التي تلقته منها بأصابع مرتجفة قبل ان تبدأ في فتحه ثم قراءة التقرير ...
نظر زياد إليها بتردد ليجد الدموع تشق طريقها على وجنتيها ففهم على الفور النتيجة ..
إنها حامل ...
سحب زياد الورقة منها وأخذ يقرأ ما بها حيث تظهر النتيجة موجبة ...
زفر أنفاسه بإحباط وهو يفكر بأن المشاكل لا تنفك ان تلحق به من كل اتجاه ..في طريق العودة الى الفندق كان كلاهما ملتزما الصمت وشارد بأفكاره ..
زينه تفكر في هذا الطفل الذي فاجئها بظهوره هكذا وزياد يفكر بأشياء مختلفة ...
أوقف زياد سيارته على جانب الطريق وقد شعر بالإختناق هبط من السيارة ووقف على الرصيف الجانبي وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات ..
هبطت زينة من السيارة واقتربت منه تسأله بتردد 
انت كويس ...!
اوما برأسه دون رد لتقف بجانبه تتأمل الطريق بملامح ساكنة وقد شعرت بالراحة الكبيرة فهي كانت بحاجة الى تنفس القليل من الهواء ...
وضعت زينة يدها على بطنها بحركة لا ارادية لينتبه زياد لها فيضطرب كليا قبل ان يجد نفسها يسألها بملامح متشنجة 
ابنه ..
التفتت نحوه محاولة استيعاب ما يتفوه به فقالت بصوت شاحب 
تقصد ايه ..!
رد ببرود قټلها 
الولد ده ابن علي ..!
أدمعت عيناها لا إراديا شعور المرارة سيطر عليها قبل أن تجيبه بسرعة مبتلعة تلك الإهانة 
طبعا ابنه ...
وايه اللي يثبتلي ده ..!
انت اكيد اټجننت ..
قالتها بعدم تصديق لما تسمعه ليرد ببرود 
انا متجننتش ولا حاجة بس مفيش حاجة مضمونة وانتي بالذات مش محل ثقة بالنسبة ليا ...
وجدها تصيح بقوة وبكاء 
الولد ده ابن علي انت فاهم .. انا محدش لمسني غيره..
تطلع إليها بنظرات تائهة لتلعق شفتيها وتهتف پبكاء وهي تحتضن جنينها بذراعيها 
ده ابنه اخر ذكرى ليا منه واللي هيشكك فده يبقى مچنون ..
خلينا نروح ..
قالها بإقتضاب لتمسح دموعها بأناملها وتسير خلفه ...
ركبت السيارة بجانبه ليتجه بها عائدا الى الفندق...
ما إن وصلا الى هناك حتى جرت زينه نحو جناحها يتبعها زياد والذي ما ان وصل الى جناحه اجرى اتصالا سريعا بدينا يخبرها 
دينا انا محتاجلك اووي ...
دلفت زينة الى جناحها وهي تشعر بسعادة كبيرة لأول مرة منذ ۏفاة علي ..
تلك السعادة بقدوم طفل صغير من ډم الرجل الوحيد الذي أحبته وتمنته لها ..
وضعت كف يدها على بطنها تتلمسها بسعادة غير مصدقة لما حدث معها ..
هل سوف يبتسم لها الحظ أخيرا بعد كل هذه المعاناة ..!
أدمعت عيناها وهي تتذكر علي كم تمنت لو كان موجودا وشاركها هذه اللحظة ..!
 

 


لكن ابنها سيعوضها عنه ..
جلست على السرير وهي ما زالت تحتضن بطنها بكفيها وتنظر إليها وكأنها ترى صورة الطفل بداخلها ...
حملت هاتفها وقررت أن تجري اتصالا أجلته طويلا .. اتصال بصديقتها المقربة والتي تناستها بعدما حصل خاصة لأنها سافرت إلى ألمانيا في رحلة عمل ..
اتصلت بصديقتها تنتظر منها أن تجيبها ليأتيها صوت صديقتها الصاخب 
زينة وأخيرا افتكرتيني انتي فين ومختفية ليه ..! أنا حاولت اتصل بيكي معرفتش .. سامحيني يا زينة ياريتني ماكنت قلتلك متقوليلهوش حاجة ...
ضغطت زينة على هاتفها وهي تحاول ألا تتذكر ما حدث لكنها رغما عنها شردت فيه
ذكرى زواجها من علي وتوترها وعدم إخباره بالحقيقة والتي انتهت بمۏته ..
سوف تظل تحمل ذنبه طوال عمرها في عنقها ...
زينة رحتي فين ..!
أجابتها زينة أخيرا 
ايوه يا نور انا معاكي ..
انتي لسه زعلانه مني ..!
سألتها نور بتردد لتجيبها بدموع 
لا والله مش زعلانه انتي وحشتيني اوي ...
جاءها صوت نور الحزين 
وانتي واحشاني أكتر يا زينة انا راجعة قريب وهشوفك .. 
ياريت بجد يا نور انا محتجاكي اووي ...
ابتسمت نور پألم وقالت 
طمنيني عليكي .. اخبارك ليه ..!
أجابتها زينة بنبرة خاڤتة 
انا كويسة وعندي ليكي خير حلو ..
بجد ..! خبر ايه ..! قوليلي ..
انا حامل ..
تجمدت نور للحظات من صدمة الخبر الذي سمعته ثم ما لبثت أن قالت بعدما استوعبت الصدمة 
مبروك يا زينة .. مبروك يا حبيبتي ..
ثم أكملت بتعجب 
بس ازاي حصل كده ..!
مش عارفة اهو حصل وخلاص .. 
ضحكت نور بخفوت وقالت 
طلعتي مش سهلة يا زينة..
تقصدي ايه..!
سألتها زينة ببراءة لتتنحنح نور بحرج وتقول مغيرة الموضوع 
ولا حاجة المهم احكيلي بقى ...كان زياد يسير داخل غرفة النوم ذهابا وإيابا يفكر بما حدث وكيف سيخبر أهله به ..
عادت كلمات زينة تتردد داخل أذنه وهي تخبره بأنه لم يلمسها أحد سوى علي ..
لا يعرف لماذا شعر برغبة كبيرة في تصديقها ..! ولكن هناك أشياء تمنعه من هذا ..
توقف في منتصف الغرفة يفكر في إمكانية رؤيتها الأن والحديث معها نظر الى الساعة فوجدها التاسعة مساءا ...
قرر زياد الذهاب إليها فخرج من جناحه واتجه الى جناحها المقابل له طرق على الباب بتردد لتفتح له زينة الباب بعد لحظات وهي ترتدي بيجامة طويلة ..
تنحنح قائلا بإرتياك
عايز اتكلم معاكي ..
اتفضل ..
قالتها زينة وهي تفسح المجال له كي يدخل فولج الى الداخل وتبعته هي بعدما أغلقت الباب ..
الټفت زياد نحوها يسألها بوجوم 
انتي ليه قلتيلي محدش لمسني غير علي ..!
نظرت زينة له بدهشة محاولة أن تستوعب كلماته لم تستوعب سؤاله هذا فرمشت بعينها وقالت بعدم تصديق 
نعم ..!
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال 
كلامي واضح يا زينة تقصدي ايه بكلامك ده ..!
أجابته بتوتر ملحوظ وهي تفرك يديها 
عشان هي دي الحقيقة يا زياد انا محدش لمسني غير علي ..
ضحك زياد بقوة ثم قال بلهجة هازئة

هو انتي فاكراني عبيط وهتكدبي عليا ...!
والله هي دي الحقيقة انا فعلا مكنتش فيرجن وده لإني تعرضت للإڠتصاب ..
قاطعها بملل 
اغتصبوني وضړبوني وايه كمان ..!
أدمعت عينا زينة وهي تهتف بصوت متشنج 
انت ليه مش مصدقني ..! ليه محدش فيكوا بيصدقني ...!
أجابها زياد بنبرة جادة 
عشان كلامك مش منطقي ومفيش دليل عليه ..
هطلت الدموع من عينيها بغزارة وهي تهتف بلهجة باكية 
والله العظيم هي دي الحقيقة انا اغتصبوني ثلاث شباب بعدما خدروني و..
قاطعها زياد بضيق 
خدروكي ..! 
أومأت برأسها وهي تمسح دموعها بأناملها ليقترب زياد منها محاولا تهدئتها قال زياد وهو يجذبها بجانبه على الكنبة 
طب اقعدي واحكيلي ..
جلست زينة بجانبه وهتفت بنبرة رقيقة ضعيفة 
الحاډثة دي حصلت من خمس سنين كنت لسه فالجامعة كان ليا صديقة اسمها منى وكان فيه شاب هناك اسمه ماجد بيحاول يقرب مني طول الوقت ..
أومأ زياد برأسه طالبا منها أن تكمل لتسترسل زينة في حديثها قائلة 
ماجد كان شاب صايع وغني مصاحب نص بنات الجامعة كان بيحاول يصاحبني بكل الطرق وأنا برفضه .. لحد ما فيوم منى قالتلي إنها تعبانه ومحتاجة تروح بيتها وطلبت مني أوصلها عشان مش قادرة تروح لوحدها ..
أغمضت عينيها للحظات وهي تتذكر ذلك اليوم بكل ما فيه من بشاعة كيف خدعتها منى وأخذتها الى شقة ماجد ثم أصرت عليها أن تتناول شيئا من صنع يديها لتجلب لها الشاي الذي يحتوي على مادة مخدرة ..
خدرتها منى وتركتها فريسة لماجد وأصدقائه اللذين تناوبوا عليها واڠتصبوها واحدا تلو الاخر حتى انتهوا منها وتركوها لتستيقظ بعد عدة ساعات وتجد نفسها وحيدة عاړية في السرير ..
مكنتش مستوعبة الي حصل اول ما صحيت اټجننت من الصدمة ومعرفش ازاي لبست هدومي المرمية على الارض وخرجت بسرعة من الشقة مكنش فيه حد منهم هناك ... 
اعتصر زياد قبضة يده بقوة محاولا أن يسيطر على أعصابه وهو يستمع الى صوتها الباكي وملامحها المتعدية ...
تحدث أخيرا بصوت قوي 
عرفتي ازاي انهم ثلاثة ..!
أجابته من وسط دموعها 
منى هي اللي اعترفتلي بده قبل متنتحر ...
اڼتحرت ليه ..!
مقدرتش تعيش فعذاب الضمير اصلها عملت اللي عملته مقابل فلوس دفعها ماجد ليها عشان تعالج أختها الصغيرة ..
توقفت زينة عن الحديث للحظات محاولة أن تأخذ أنفاسها قبل أن تكمل بصوت شجي 
انا سامحتها بعد ما ماټت مقدرتش مسامحهاش رغم كل اللي عملته فيا ..
ثم نظرت الى زياد الصامت وسألته بخفوت 
زياد انت مصدقني صح ..! قول إنك مصدقني .. انا والله مش بكدب ..
نظر إليها زياد بطريقة غريبة ثم ما لبث أن قال بلهجة جامدة بثت الړعب داخلها 
أساميهم ايه ..!
ابتلعت ريقها وأجابته بوهن 
ماجد حافظ عبد الرحيم الاتنين الباقيين اعرف أساميهم بس مصطفى وعبد الرحمن ...
نهض من مكانه واتجه خارج الجناح تاركا إياها تتابع أثره بحيرة قبل أن ټنهار باكية من جديد ..
دلف زياد الى غرفته وهو يكاد ينفجر من شدة الألم والڠضب ...
فتح أول ثلاثة أزرار من قميصه وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات ...
لم يمنع نفسه من أن يأخذ القدح الموضوع على الطاولة ويرميه على الأرض لېتحطم الى عدة اجزاء ..
لا يعرف لماذا شعر بنفسه يتحطم مثل هذا القدح ..!
أخرج هاتفه من جيبه وأجرى اتصالا سريعا بمنتصر الذي أجابه بدهشة 
واخيرا اتصلت بيا انت مش ناوي ترجع بيتكم ..!
حافظ عبد الرحيم .. تعرف حد بالإسم ده ...!
أجابه منتصر بعد تفكير استمر لعدة لحظات 
ايوه تقريبا ده رجل اعمال مهم ...
طب اعرفلي اذا كان عنده ولد اسمه ماجد وجبلي كل التفاصيل اللي تخصه ..
طيب بس هو عمل ايه ..!
أجابه زياد بحسم 
مش مهم تعرف المهم تجيبلي التفاصيل عنه لو طلع هو نفسه ..
جلس على سريره بعدما أنهى اتصاله بمنتصر يعتصر قبضتي يديه بقوة حتى برزت عروقه فيهما يحاول أن يسيطر على غضبه والنيران المندلعة داخل صدره بلا فائدة ..
نهض من مكانه وهو ما زال يعتصر قبضتي يديه بنفس القوة أخذ يسير داخل الغرفة كطير ذبيح لا يعرف ماذا يجب أن يفعل ..
ارتسمت صورة زينة وهي تغتصب أمامه .. صورة علي وهو ېموت قهرا ..
لم يشعر بنفسه إلا وهو يلكم الحائط بيديه عدة مرات وېصرخ قهرا بينما الډماء أخذت تتطافر من يديه
 

 


..
توقف عما يفعله أخيرا ليستند على الحائط وهو يلهث پعنف ..
ظل على هذه الحال حتى استرد أنفاسه الطبيعية ليجلس على الكرسي الموضوع جانبا بوهن وفي تلك اللحظة أقسم في داخله أن يسترد حقها وحق أخيه مهما بلغ الثمن ...
في صباح اليوم التالي ..
استيقظ زياد من نومه متأخرا قليلا فهو لم يستطع النوم حتى ساعات الفجر الأولى .. 
نهض من مكانه واتجه نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا قبل أن يخرج وهو يلف المنشفة حول خصره ..
حمل هاتفه من فوق المنضدة الموضوعة بجانب السرير وأجرى إتصالا سريعا بمنتصر يذكره بما طلبه منه ليلة البارحة ليخبره منتصر أنه سيتأكد من جميع المعلومات التي تخص هذا الرجل اليوم ..
اغلق الهاتف مع منتصر وغير ملابسه مرتديا ملابس الخروج ثم صفف شعره ووضع عطره وخرج من الغرفة ليتسمر في مكانه وهو ينظر الى باب جناح زينة المغلق شاعرا بالتردد في الدخول إليها من عدمه ..
كانت هناك رغبه قوية في داخله بأن يراها ويتحدث معها وبالفعل قام بتلبية رغبته تلك وطرق على باب الجناح بيديه لتفتح له زينة الباب بعد لحظات وهي ترتدي نفس البيجامة وجهها أحمر وعيناها منتفختان من شدة البكاء ..
لقد قضت الليل بطوله تبكي وتنتحب وقد عادت الذكريات السوداء إليها من جديد .. تأملها زياد پألم عميق وقد أدرك في تلك اللحظة أنه يحبها وبشدة ..
لقد ظن أن مشاعره نحوها لا تتعدى الإعجاب وأنه لا يحبها .. ظل يقنع نفسه طوال الوقت بهذا خاصة بعدما ارتبطت بأخيه ..
أفاق من أفكاره على صوتها تناديه برقتها المعهودة 
زياد ..
لم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعها الى الداخل ويدلف خلفها غالقا الباب خلفه متسائلا بنبرة قلقة 
انتي كويسة ..!
هزت رأسها نفيا وقد عادت الدموع تطفر من عينيها ليتمنى في داخله أن يحتضنها ويخفف عنها ..
سيطر عليه في تلك اللحظة الشعور بالعجز .. العجز من مواساتها وتخفيف عڈابها ...
متعيطيش يا زينة ..
قالها برجاء خالص لتحاول زينة كتم شهقاتها وهي تجيبه 
مش هعيط ..
لعڼ نفسه لأنه إتهمها يوما بالخېانة والخطيئة كيف صدق أن ملاك مثلها قد يخطأ بهذا الشكل إنها بريئة للغاية .. بريئة بشكل يعجز عن تفسيره ..
حتى ملامحها تنطق بالبراءة والعفوية والطفولية ..
تعالي اقعدي هنا ..
قالها زياد وهو يجذبها من ذراعها ويجلسها على الكنبة ثم جلس بجانبها وقال بلهجة وديعة 
ممكن تهدي ..!
أومأت برأسها وهي تمسح وجهها بباطن كفيها ليهتف زياد بصوت هادئ

أوعدك يا زينة إنوا اللي عرفته ده مش هيعدي بالساهل وإني هجيب حقك منهم ..
نظرت إليه من تحت أهدابها وسألته بحيرة وإضطراب 
هتعمل ايه ..!
أجابها بشرود 
هتعرفي بعدين بس ألاقيهم الأول ..
عارضته بسرعة وخوف 
لا يا زياد ماجد واحد واصل بلاش تورط نفسك معاه ..
نظر إليها بعدم تصديق وقال پغضب لم يستطع السيطرة عليه 
انتي بتقولي ايه ..! عايزاني اسيبه ..! انتي عارفة كل اللي حصل معاكي حصل ليه ..! حصل بسبب خۏفك وسلبيتك وهبلك ..
تراجعت الى الخلف بعينين متسعتين محاولة إستيعاب ما تفوه زياد به بينما استعاد زياد وعيه أخيرا وأفاق من نوبة الڠضب التي سيطرت عليه ليهتف بسرعة متأسفا 
زينة انا اسف ..
ابتلعت زينة ريقها وقالت بملامح شاحبة 
متعتذرش يا زياد انت معاك حق .. كل اللي حصل بسبب سلبيتي وهبلي ..
هز رأسه نفيا وقال بتوسل 
متقوليش كده ارجوكي انا اتسرعت وقلت كده .. انتي مكانش قدامك حل تاني كان لازم تخبي عشان تعيشي ...
نظرت إليه بملامح متعبة .. متعبة من كل ما مرت وما زالت تمر به قبل أن تهتف أخيرا بنبرة مرهقة 
انا تعبت ونفسي ارتاح ..
هترتاحي أوعدك بده ..
نظرت له بصمت بينما نهض هو من مكانه وأخبرها أنه سيذهب الى شركته تاركا إياها تتابعه وصوت كلماته يتردد داخل اذنها هترتاحي ...دلف زياد الى شركته واتجه نحو مكتبه ليخبر السكرتيره وهو يمر من أمامها 
خلي منتصر يجيني حالا ..
دلف الى داخل مكتبه ليتفاجئ برنا تنتظره هناك ..
رنا انتي بتعملي ايه هنا ..!
سألها مصډوما من وجودها في مكتبه بينما نهضت هي من مكانها واقتربت منه تعاتبه بحزن 
كده بردوا .. هو ده إستقبالك ليا يا زياد...
ربت زياد على كتفها واعتذر منها مبررا موقفه 
انا اسف يا رنا .. انا بس تفاجئت من وجودك ..
قالت رنا مفسرة سبب مجيئها 
انا جيت عشان اتكلم معاك ... محتاجة اتكلم معاك ضروري ..
أشار لها زياد طالبا منها أن تجلس على الكرسي ليجلس هو أمامها ويسألها بقلق 
احكي يا رنا .. فيه ايه ..!
أجابته بتوتر 
مش ناوي ترجع البيت يا زياد ..! ولا انت خلاص صدقت إنك هتتجوز زينة وتحميها ..!
نظر إليها زياد وقال بنبرة قوية حازمة 
زينة مسؤوليتي يا رنا سواء رضيتوا بده أو لا هي غلطت صحيح بس ده مش معناه إني أسيبها كده .. لازم أوقف جمبها وأساعدها وأحميها ..
غلطت ..!! هي غلطت غلطة عادية مثلا ..! دي قټلت أخوك ..
أشاح زياد وجهه بعيدا عنها لتهتف بعدم تصديق 
هي عملتلك ايه عشان تدافع عنها وتحميها بالشكل ده ..! نفسي افهم ضحكت عليك ازاي ..!
كفاية يا رنا زينة ملهاش دعوة بكل ده .. هي عمرها مطلبت مني أفضل جمبها أو أحميها ..
قالها زياد بعصبية واضحة لتردف رنا بسخرية 
لا واضح إنها قدرت تخدعك وتمثل دور البراءة عليك زي ما عملت مع علي قبل كده
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال بضيق 
قلتلك كفاية يا رنا .. كفاية ..
نهضت رنا من مكانها وقالت بنبرة متأسفة 
للاسف مكنتش منتظرة منك ده .. انا اصلا جيت عشان أقولك انوا ماما تعبانه وعايزاك ترجع البيت تاني ..
ثم أكملت بسخرية مريرة
ماما مش قادرة تستحمل بعد ابنها اللي فاضلها من الدنيا ...
تطلع إليه بعجز بينما خرجت هي من الغرفة بعدما رمته بنظرات مزدرءة ليدخل في نفس اللحظة منتصر وهو يقول متسائلا بدهشة 
هي رنا كانت بتعمل ايه هنا ..!
أجابه زياد بتهكم 
كانت جاية تقطمني ..
تطلع إليه منتصر بحيرة بينما أكمل زياد بجدية محاولا أن ينسى كلام رنا 
ها عملت ايه ..! جبتلي المعلومات اللي تخصه ..!
أومأ منتصر برأسه وهو يجلس امامه هاتفا بجدية 
طلع هو نفسه اللي قلتلك عليه عنده ولد وحيد اسمه ماجد .. 
جبت معلومات عن الولد ..!
أومأ برأسه وقال 
ايوه كل المعلومات بتقول إنه ولد محترم جدا وخلوق .. بيشتغل فشركة والده .. حتى والده نفسه رجل محترم وشريف ...
انت متأكد من الكلام ده ..!
سأله زياد مصډوما لما يسمعه ليرد منتصر بجدية 
ايوه متأكد طبعا ...
شرد زياد في كلام منتصر وأخذ يقارنه مع كلام زينة ليجده على النقيض تماما .. 
أمام إحدى أهم شركات الإستيراد والتصدير في البلاد أوقف هو سيارته معطيا مفاتيحها الى الحارس الخاص بالشركة ثم اتجه بخطوات عملية الى داخل الشركة ..
وصل الى مكتبه الذي يقع في الطابق الخامس ليجدها جالسة على مكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي بتركيز شديد ..
تأملها مليا بنظرات عاشقة وهي شاردة في عملها غير منتبهة لكل ما يدور حولها ..
أفاق من شروده أخيرا ليستوعب ما يفعله فتنحنح مصدرا صوتا وهو يلج الى الداخل ملقيا تحية
 

 


عملية عليها 
صباح الخير ..
نهضت هي من مكانها على الفور و أجابته بنفس العملية 
صباح النور يا فندم .. 
تحرك الى داخل مكتبه ضاغطا على أعصابه بقوة كي لا يستدير نحوها وينظر إليها بينما عدلت هي حجابها وجلست مرة اخرى على مكتبها ..
بعد لحظات قليلة وجدته يطلب منها أن تدخل إليه فسارت نحو المكتب وولجت الى الداخل قائلة 
نعم با فندم ..!
جهزتي الملفات اللي تخص الصفقة الجديدة ..!
أومأت برأسها وهي تجيبه بتأكيد 
ايوه يا فندم وراجعتها ..
كويس تقدري تروحي تشوفي شغلك ..
خرجت هي من مكتبها ليدلف بعد لحظات صديقه وأحد الموظفين في شركته هاتفا بنبرة مرحة 
صباح الخير يا بوس ..
صباح النور ...
أخبارك ايه..!
كويس ..
تطلع صديقه إليه وشعر بأنه ليس بخير فسأله بقلق 
مالك يا ماجد ..! شكلك مش مرتاح ..
تنهد ماجد وقال بجدية 
تعبان شوية يا مؤمل ..
تعبان ليه ..! 
سأله مؤمل بحيرة ليرد ماجد بجدية 
موضوع ريم من جهة وضغط الشغل ..
انت لسه مصر على موضوع ريم ..!
قال ماجد بسرعة وإصرار 
طبعا مصر انا بحب ريم وهتجوزها .. 
نظر إليه مؤمل بعدم إقتناع لكنه لم يشأ أن يزعجه بحديثه حول هذا الموضوع بينما شرد ماجد في مشكلته التي لا يوجد لها حل ..عاد زياد الى الفندق مساءا بعد يوم طويل قضاه في العمل ..
دلف الى جناحه وألقى بجسده على السرير بتعب قبل أن يخرج هاتفه من جيبه ليجد دينا قد اتصلت به مرات عديدة .. أغلق الهاتف مرة اخرى ورماه بجانبه على السرير ثم اعتدل في جلسته وأخذ يفكر في حديث منتصر عن ذلك المدعو ماجد هل يعقل أن يكون ماجد شخص محترم مثلما أخبره منتصر ..! أم إنه يخدع الجميع مدعيا حسن الخلق والإحترام أمامهم ..!
أفاق من أفكاره تلك على صوت طرقات على باب جناحه اتجه نحو الباب وفتحها ليتفاجئ بزينة أمامه فسح لها

المجال كي تدخل لتلج الى الداخل بخطوات خجول مترددة ..
التفتت زينة نحوه بعدما أغلق زياد الباب وسار خلفها تأملها زياد مليا قبل ان يسألها بحيرة 
فيه حاجة يا زينة ..!
أومأت برأسها دون أن ترد فوجد نفسه يسألها بنفاذ صبر 
فيه ايه ..!
أجابته بتردد 
جيت أكلمك عشان موضوع ماجد ..
ماله ..!
سألها زياد بسرعة وترقب لترد بجدية 
انت ناوي تعمل ايه معاه ..!
أجابها زياد وهو يقترب منها بخطوات مدروسة 
هعاقبه العقاپ اللي يستحقه بس انتي بتسألي ليه يا زينة ..!
ثم أكمل وهو يميل بوجهه ناحية وجهها 
مهتمة فالموضوع ده كده ليه ..!
شعرت زينة أن هناك شيئا ما وراء سؤاله فقالت 
انت بتكلمني كده ليه ..! هو فيه حاجة ..!
وجد زياد نفسه يخبرها بصراحة تامة عما سمعه وعرفه عن ماجد 
انا سألت عن ماجد حافظ عبد الرحمن وعرفته طلع شاب خلوق محترم ملوش فالمشي البطال..
كڈب اكيد ده واحد تاني . .
قالتها زينة بسرعة وهي تهز رأسها نفيا بعدم تصديق ليردف زياد بقوة 
للأسف مش كدب انا إتأكدت إنو هو نفس الشخص من خلال الكلية اللي درس فيها واللي نفسها كليتك ..
تطلعت زينة إليه بنظرات مضطربة وقالت بنبرة تائهة متحيرة 
ازاي ..! الكلام ده كدب .. أمجد عمره مكان محترم او كويس ...أمجد ده اڠتصبني عشان رفضته ..
ثم أكملت وجسدها يرتجف وعيناها تترجانه أن يصدقها 
والله كدب يا زياد متصدقش الكلام ده صدقني ارجوك .. بلاش متصدقنيش انت كمان 
قالت جملتها الأخيرة بۏجع وإنهيار ليقترب زياد منها ويحتضنها هاتفا بمؤازرة 
اهدي يا زينة انا مصدقك ..
لا تعرف لماذا شعرت زينة بالأمان بين أحضانه .. أمان افتقدته لوقت طويل .. 
اما زياد فتنحنح بتوتر وهو يفكر بأن هذه الوضعية لا تجوز أن تستمر فأبعدها عنه بحرج وقال 
انا لازم أشوف ماجد ده ..
انت مصدقني مش كده ..!
سألته زينة بعينين دامعتين ليومأ برأسه دون رد فتتنهد زينة بإرتياح وهي تفكر أن الله يحبها لدرجة أنه بعث زياد لها كي ينقذها مما هي عليه...
بعد مرور اسبوعين 
خرج زياد من الفندق صباحا متجها الى شركة حافظ عبد الرحمن لقد قرر أن يبدأ في خطته التي قررها منذ وقت طويل ..
وصل إلى هناك ليجد السيد حافظ وماجد ابنه ومجموعة من موظفي الشركة الأساسيين في إنتظاره ...
ألقى التحية عليهم ليجد الترحيب الحار منهم فهو زياد الشريف والذي تعاملهم معه يعتبر مكسب كبير لهم ..
جلس الجميع يتحدثون بشأن البضاعة التي يريد زياد استيرادها بالتعاون مع شركتهم ..
اتفقوا على كل شيء ليقول زياد أخيرا 
بمناسبة توقيع العقد انا عازمكم الليلة على العشا في الفندق اللي مقيم فيه حاليا .. 
قال حافظ بجدية 
ميرسي يا زياد بس انا للأسف مشغول النهاردة جدا ... ممكن ماجد يحضر ..
قال ماجد بسرعة 
اه طبعا ده شيء يشرفني ..
ابتسم زياد بإنتصار وحيا الجميع مودعا إياهم بعدما أعطى عنوان الفندق لماجد وأكد عليه أن يحظر مساءا ...
وقف زياد أمام المرأة يعدل ربطة عنقه وهو يفكر بأن اليوم سيعرف جزءا من الحقيقة أو ربما الحقيقة بأكملها ...
اليوم سيتأكد اذا ما كانت زينة صادقة في حديثها أو لا ..
انتهى من تعديل ربطة عنقه ليحمل سترته ويرتديها قبل أن يخرج من الغرفة ويتجه الى جناح زينه ..
لقد أقنعها بعد عدة محاولات أن تحضر هذه العزومة معه مخبرا إياها أن ضيفة هو صديق له من أيام الجامعة ...
وبالرغم من عدم اقتناعها وعدم فهمها لإصرار زياد على حضورها خاصة بسبب وضعها الإجتماعي إلا أنها وافقت على مضض ...
خرجت زينة من جناحها وهي ترتدي فستان أسود قصير وتضع مكياج خفيف ابتسم زياد ساخرا وهو يفكر أنها تنسى أحزانها بسرعة بينما تأملته زينة بحرج قبل أن يبتسم في وجهها وهو بقول 
جاهزة ..!
أومأت برأسها ليتجه بها الى المطعم حيث سيأتي ماجد الى هناك ..
دلف الاثنان الى المطعم وجلسا على طاولة الطعام ينتظران قدوم ضيف زياد ..
دلف ماجد بعد لحظات الى المطعم ومعه اخته الصغرى لينا تقدم نحو الطاولة التي يجلس عليها زياد غير منتبها لزينة التي تجلس أمام زياد مولية لهما ظهرها ...
ما إن وصل ماجد الى الطاولة حتى تصنم في مكانه غير مصدقا لما يراه أمامه ...
تصنمت زينة هي الأخرى في مكانها محاولة أن تستوعب ما تراه قبل أن تهتف بعدم تصديق 
ماجد ..

الصدمة ألجمت كليهما للحظات قطعها ماجد وهو يهتف بلا وعي 
زينة !!
أفاقت زينة من صډمتها على صوت ماجد لتهتف بعدم تصديق 
انت 
ثم التفتت نحو زياد ترميه بنظرات تائهة حائرة ليقول الأخير بترقب مقصود 
قلت أجمعكم سوا واكتشف كل حاجة بنفسي 
تجمدت أطراف ماجد وقد أدرك على الفور أنه وقع في الفخ بينما اقترب زياد من زينة وقال معرفا عنها 
أعرفك يا ماجد بيه زينة مرات اخويا علي الله يرحمه 
اتسعت عينا ماجد لا إراديا وشعر بالحيرة مالذي يحدث هنا ! بينما هتفت لينا أخته بتوجس 
هو ايه اللي بيحصل هنا ! انا حاسة انوا فيكي حاجة مش مضبوطة 
نقل زياد بصره بين زينة وماجد قبل أن يهتف مشيرا الى كليهما 
هما الاتنين اللي هيقدروا يجاوبوا على سؤالك ده لأنوا انا نفسي معنديش جواب 
ماجد فيه ايه !
سألته لينا وقد بدأ القلق يتسرب الى قلبها ليرد ماجد بهدوء 
مفيش حاجة يا لينا انا بس محتاج اتكلم مع زياد بيه لوحدنا 
إلا ان زياد كان صارما في رده
مفيش كلام بينا لوحدنا قول الكلام اللي عندك هنا 
انا ماشية 
قالتها زينة وهي تهم بالتحرك بعيدا عنهما ليوقفها زياد بصرامة 
قلت مفيش حد هيتحرك من هنا وانتي بردوا هتقولي الكلام اللي عندك 
ارتجف جسد زينه كليا وهي تجيبه بصوت مرتعش 
مستحيل مستحيل يجمعني كلام معاه 
زينة 
هتف ماجد إسمها بصوت متحشرج وقد عادت جميع الذكريات السيئة إليه تذكر كل شيء بداية من إعجابه الشديد بها وبجمالها وانتهاءا بإغتصابه لها 
اغتصابه الذي لم يمر مرور الكرام عليه فهو منذ ذلك اليوم يعاني وبشدة 
أحسنلك تقول الحقيقة كاملة انت لسه متعرفش انا ممكن اعمل فيك ايه 
الټفت ماجد نحو لينا وقال بجدية 
لينا ممكن تروحي تستنيني فالعربية 
لا يا ماجد انا لازم افهم كل حاجة 
لينا ارجوكي 
توسلها ماجد فحملت لينا نفسها قبل أن تأخذ المفاتيح منه وتتجه نحو السيارة بينما قال زياد بلهجة عملية 
الأفضل إننا نقعد ونتكلم لانوا الناس بيتفرجوا علينا 
وضعت زينة يدها على بطنها وهي تشعر بتشنجها بينما سحبها زياد من يدها وأجلسها بجانبه على الكرسي ليجلس ماجد أمامه بتوتر ملحوظ ويسأله بقلة حيلة 
عايز تعرف ايه !
الحقيقة 
نظرت زينة الى زياد پصدمة إنه لا يصدقها ويريد معرفة الحقيقة من يد الجاني  
ألم تخبره بأن ماجد هو مغتصبها ! 
هل يظن أنه سيخبره الحقيقة ! 
أغمضت زينة عينيها پألم قبل أن تفتحها وتنظر الى زياد مباشرة والذي لمح في عينيها نظرة لن ينساها ابدا  نظرة الخذلان 
كل اللي قالته زينة حقيقي 
قالها ماجد أخيرا بحسم ليتجمد زياد في مكانه وتنظر اليه زينة بعدم تصديق 
هل ما سمعته لتوها صحيح !
هل اعترف الجاني بجريمته !
اخذ ماجد يسترسل في حديثه قائلا بۏجع لم يستطع السيطرة عليه 
كنت عارف انوا هيجي اليوم ده  وكنت خاېف منه  بس على قد خۏفي منه على قد ما استنيته 
هطلت دمعة ساخنة من عيني زينة بينما هتف زياد بعدم تصديق 
ازاي !
رفع ماجد عينيه الحمراوين نحو زياد ورد بفتور 
انا اغتصبت زينة 
والكلمة كانت كافية لجعل زياد ينهض من مكانه ويندفع نحوه قابضا عليه من ياقة قميصه هادرا به 
يا جبان يا واطي 
بينما كان ماجد يتلقى لكماته بجمود دون أن يدافع عن نفسه وزينة تتابع ما يحدث پصدمة 
وأخيرا حرر حرس الفندق ماجد من زياد وسحبوه بعيدا عنه بينما زياد المحاصر ببعض الحرس كان ېصرخ متوعدا 
ھقتلك والله لأقتلك
رحل ماجد بينما حرر الحرس زياد الذي اقترب من زينة وقال بنبرة مترجية 
زينة 
إلا أنها نظرت إليه پألم قبل أن تهتف بما مزق قلبه 
انا بكرهك يا زياد 
ثم تحركت من أمامه بنية التوجه نحو جناحها لكنها توقفت في منتصف المكان وهي تشعر پألم قوي ېمزق أحشائها 
وضعت كف يدها على بطنها التي تتمزق من الألم أطلقت صړخة قوية من شدة ۏجعها قبل أن تسقط أرضا فيركض زياد نحوها ناظرا الى تلك الډماء التي بدأت تخرج منها پصدمة 
أوقف ماجد سيارته أمام منزله لتلتفت لينا نحوه وتسأله بقلق 
مش هتقولي حصل ايه وليه ضړبك 
أجابها ماجد بجدية 
مش وقته يا لينا 
خرجت لينا من السيارة على مضض بينما قاد ماجد سيارته واتجه بها نحو النيل حيث وقف هناك يراقب سكونه بملامح متشنجة قبل أن يجهش في بكاء عڼيف 
لقد عاد ماضيه يطفو الى السطح من جديد  ماضيه الملطخ بأقذر الأفعال 
كم حاول جاهدا ان يتخطاه ! كم سعى لهذا لكنه كان يعلم في قراره نفسه أنه
 

 


ما أصعب من الماضي سوى تخطيه 
ظل واقفا في مكانه يبكي بصمت لا يصدق أنه رأها بعد كل هذه السنين 
ظل هكذا في مكانه حتى حل الصباح فركب سيارته واتجه بها نحو الشركة وفي باله شيء واحد رؤيتها لا غير 
هناك هبط من سيارته وسار نحو مكتبه غير ابها بنظرات موظفيه المتعجبه من منظره الغريب وأثر الكدمات على وجهه 
دلف الى مكتبها ليجدها تعمل بنشاط كالعادة ليقترب منها فتشعر بوجوده 
رفعت ريم رأسها لتشهق پصدمة قبل أن تنتفض من مكانها وهي تسأله بقلق 
ماجد بيه  انت كويس 
ريم انا بحبك 
والإعتراف بالحب في هذا الوقت كان لا بد منه 
ارتعش جسد ريم كليا واحمرت وجنتيها بينما لسانها أخذت يهتف بلهجة مترددة 
حضرتك بتقول ايه !
أجابها وهو يقترب منها أكثر  
بقول اني بحبك وعايز اتجوزك 
صمتت وطال صمتها ليقول بلهجة جادة حاسما أمره فلا مجال لتضييع الوقت وخسارتها 
انا هتقدملك النهاردة والفرح كمان اسبوعين 
لم تجبه بل ظلت تنظر اليه پصدمة ليقول وهو يهمس لها بجانب اذنها 
انا عارف انك بتحبيني زي منا بحبك 
نظرت إلى عينيه بوهن ليبتسم لها بشحوب ويتحرك نحو مكتبه وهو يعترف لنفسه بأنه أناني لكنه عاشق عاشق لا يجازف بخسارة عشقه مهما حدث 
امام غرفتها وقف زياد ينظر الى الباب بتردد 
هل يدخل اليها ويتحدث معها ! 
لكن ماذا سيخبرها !
لا يوجد مبرر واحد لما فعله  
ورغما عنه وجد نفسه يفتح الباب ويلج الى الداخل 
ينظر إليها بتمهل متفحصا كل شبر منها 
يتشرب ملامحها المرهقة حد الألم والۏجع 
زينة انا 
قاطعته بهدوء 
متقولش حاجة يا زياد انا خلاص فهمت كل اللي محتاجة افهمه 
اديني فرصه يا زينة 
نظرت إليه وعلى فمها تكونت ابتسامة شاحبة لتقول أخيرا 
مفيش بينا كلام يا زياد من اللحظة دي انت بره حياتي 
والقرار كان حاسما لا يقبل النقاش 
دلف زياد الى منزل عائلته ليجد والديه ورنا يجلسون في صالة الجلوس  ألقى التحية لتنهض والدته من مكانها وتتجه نحوه هاتفة بلهفة 
زياد  أخيرا جيت 
احتضنها زياد وقال بحنو 
ايوه جيت 
حمد لله على السلامة يا زياد  
قالها الأب بنبرة معاتبة ليقترب زياد منه وينحني نحوه ويحتضنه قائلا بإعتذار 
انا اسف 
كده يا زياد تسيبنا طول المدة دي 
ابتسم زياد بحزن وقال بأسف 
ڠصبا عني 
ربت الأب على كتفه وقال 
متكررهاش تاني 
نهض زياد من جلسته المنحنيه وأشار إليهم قائلا 
انا جيت عشان أكلمكم فموضوع مهم 
نظر الثلاثة إليه بترقب ليكمل زياد بجدية 
زينة حامل 
الصدمة كانت واضحة على وجوه ثلاثتهم بينما أفاق الأب أولا من صډمته ليقول بعدم تصديق 
حامل ! انت متأكد !
أومأ زياد برأسه لتسأله الأم بنبرة مستنكره 
حامل من مين !
أجابها زياد ببديهية 
حامل من علي طبعا 
قاطعته رنا بإعتراض 
ايه اللي بتقوله ده! لا طبعا الكلام ده مش صحيح 
أطلق زياد زفيرا قويا قبل أن يكمل بهدوء وثبات 
لا صحيح زينة حامل من علي انا اتأكدت من ده بنفسي 
اتأكدت ازاي !
سألته رنا وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قبل أن تكمل حينما لم تجد منه ردا 
توقعات بس مش كدة 
لا انا متأكد من كلامي 
قالها زياد بإصرار لتكمل رنا بضيق 
عملت تحليل دي ان اي !
صمت زياد ولم يرد لتقول الأم هذه المرة 
لو هي حامل فعلا لازم نعمل تحليل دي ان اي 
انتوا تجننتوا! معقول مش واثقين فكلامي 
صاح زياد بها غاضبا لتصرخ رنا به 
عشان انت مش واعي لكلامك وتصرفاتك بقيت بتجري وراها وبتصدقها بسهولة 
يا رنا افهمي زينة مش سيئة للدرجة دي 
صړخت الأم بۏجع 
متقولش كده متدافعش عنها 
انا بقول الحقيقة يا ماما زينة بريئة هي تعرضت للاڠتصاب وكانت فاكرة انوا علي لما هيعرف الحقيقة منها هيسامحها
هزت رنا رأسها نفيا وقالت 
انا مش مصدقة دي غسلت دماغك 
طب ادوها فرصة تحكيلكوا  فرصة واحدة بس 
كان زياد يترجاهم ويتوسلهم لكن والدته قالت بحزم 
الموضوع ده منتهي بالنسبالنا خلاص 
تحرك زياد من مكانه متجها الى الطابق العلوي كي يأخذ بعض الأغراض من غرفته بينما لحقته والدته 
دلف زياد الى داخل غرفته ليتفاجئ بوالدته تلج الى الغرفة بعده وتغلق الباب خلفها 
الټفت زياد نحوها متعجبا من دخولها الى الغرفة ليهتف بحيرة 
خير يا ماما  فيه حاجة !
اقتربت والدته منه وقالت 
عايزة اتكلم معاك شوية 
اتفضلي 
قالها زياد وهو يجلس على السرير لتجلس بجانبه وتهتف بتردد 
بتحبها !
ابتلع زياد ريقه وقد فهم
 

 


على الفور ما تقصده والدته شعرت والدته بتوتره الغريب وشعر هو بالحيرة  
ماذا سيفعل ! هل سينكر عشقه الذي بات واضحا لها ! هل سيتخلى عنها كما تخلى الجميع !
وجد نفسه ينطق لا اراديا وبثقة متجاهلا كل ما سيؤول اليه اعترافه 
ايوه بحبها 
وضعت كف يدها على صدرها بعدم تصديق ثم قالت پصدمة 
مستحيل  امتى وازاي !
زفر زياد نفسا عميقا وقال بهدوء وتردد 
من زمان  من قبل متتجوز علي 
اتسعت عينا الأم وشعرت بعدم قدرتها على الحديث بينما أكمل زياد بتوسل 
انا والله بعدت فورا لما عرفت بحب علي ليها عشان كده سافرت  ولما قررت اساعدها مش بسبب حبي ليها 
تطلعت الأم إليه بنظرات منكسرة بينما أكمل زياد 
متبصليش كده ارجوك 
نهضت الأم من مكانها وسارت خارج الغرفة وهي تكاد ټنهار من فرط الألم 
دلف ماجد الى غرفة نومه وألقى بجسده فوق السرير كان يشعر بالكثير من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والخۏف والترقب 
حزنا على حاله وما فعله ووصل إليه والخۏف مما هو قادم وترقب ما سينتظره 
اعتدل في جلسته وهو يتذكر الماضي ورفاقه السيئين والذي قطع علاقته بهم منذ فترة طويلة 
والغريب وأكثر ما يخيفه أن أحدهما ماټ بعد ذلك في حاډثة سيارة والأخر بات مشلۏلا 
هو الوحيد من نجا من أفعاله وربما هناك ما ينتظره 
اكثر ما يرعبه ان تكون نهايته بفقدان أحد المقربين منه منذ يوم أعلن توبته وهو يجاهد لتخفيف ذنبه  أثار الماضي ما زالت تؤلمه وتخيفه الأمر الذي جعله ېخاف على لينا كثيرا وېخنقها بتحكماته الزائدة عن حدها 
زفر نفسا قويا وهو يفكر بأن ريم لا تستحقه هو يعلم هذا ولكنه يعشقها وبحاجة لها 
أغمض عينيه وهو يتذكر ماضيه الأسود وما به من علاقات محرمة وأفعال منكرة 
عند هذا الحد هطلت الدموع من عينيه بغزارة بينما رفع بصره نحو الأعلى وهو يهتف الى ربه بتوسل 
سامحني يا ربي سامحني ارجوك اغفرلي ذنوبي اجعل ريم من نصيبي وحافظ على لينا اختي انا مش هستحمل إنوا أي حاجة تجرالها  مش هستحمل ابدا 
عند هذا الحد أجهش باكيا بينما ظل لسانه يردد نفس الدعاء لوقت طويل دون ملل 
مرت ثلاثة أيام تحسنت فيها أوضاع زينة بينما كان زياد يزورها يوميا للاطمئنان عليها 
خرجت زينة من المستشفى بعدما أوصاها الطبيب أن تعتني بنفسها فحملها معرض للإجهاض بأي لحظة 
أوقف زياد سيارته في كراج الفندق وأشار لها قائلا 
لو احتجتي اي حاجة اتصلي بيا 
نظرت إليه وقالت بجدية 
انا هفضل هنا كام يوم لحد ما ألاقي شغل وساعتها هأجر شقة اقعد فيها 
لم يجبها زياد لتمط شفتيها بضيق قبل أن تخرج من السيارة وتتجه نحو الفندق حيث جناحها 
دلفت زينة الى جناحها وأغلقت الباب خلفها 
جلست على السرير بعدما خلعت حذائها وألقته على ارضية الغرفة 
سمعت صوت على طرقات الباب فهتفت بضيق 
هو لحق 
نهضت زينة من مكانها وفتحت الباب لتنصدم بوالدة زياد أمامها 
ارتجف جسدها كليا وهي ترى المرأة أمامها متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها ترميها بنظرات سوداء مظلمة 
عادت ذاكرتها الى الخلف حينما قررت أن ټقتلها وكيف صوبت سلاحھا نحوها 
تنحنت زينة قائلة بتردد بعدما أفاقت من شرودها 
اتفضلي 
دلفت والدة زياد الى الداخل لتترك زينة الباب مفتوح قليلا ثم اتجهت خلفها لتلتفت والدة زياد نحوها وتشير إليها قائلة دون مقدمات 
انتي فعلا حامل !
احتضنت زينه بطنها بكفيها بحركة لا ارادية بينما أومأت براسها دون رد لتقول الأم بنبرة قوية حازمة 
انتي لازم تجي معايا حالا 
انتي عايزة مني ايه !
لازم نعمل تحليل دي أن أي ونتأكد إنوا اللي فبطنك ده حفيدي 
عارضتها زينة بسرعة 
مستحيل  مستحيل اللي بتقوليه ده 
يبقى بتكدبي وعايزة تبلينا فطفل مش مننا 
قالتها والدة زياد بقسۏة لترمش زينة عينيها بعدم تصديق ثم تقول برجاء 
والله ده ابن علي  صدقيني 
يبقى تثبتيلي ده  وإلا مش هنعترف بيه 
ثم أكملت بجدية 
أنا اتفقت مع الدكتور وجهزت كل حاجة عشان تعملي التحليل على طول وأوعدك انوا لو الطفل ده طلع ابن علي حياتك كلها هتتغير 
صمتت زينة ولم ترد عليها بينما أخذت تفكر في حديثها وهي تتخيل عائلة زياد سندا لها ولطفلها 
بينما قالت والدة زياد بحسم 
يلا بينا عشان معادنا كمان ساعة
وقفت زينة أمام باب غرفة الطبيب تفرك يديها الاثنتين بتوتر تود الهروب من هنا لكنها لا تستطيع هناك شيء بداخلها يمنعها من الهروب ربما رغبتها في إثبات برائتها أمام عائلة علي او رغبتها في إنهاء هذه المشكلة التي باتت تؤرقها وبشدة 
يلا يا
 

 


زينة ادخلي 
قالتها والدة زياد وهي تدفعها الى الداخل لتلج زينة الى غرفة الطبيب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة تملك منها 
تقدمت والدة زياد نحو الطبيب الذي رحب بها بحرارة ثم رحب بزينة وطلب منها أن تتبعه الى غرفة أخرى لإجراء الفحص 
انتهى الطبيب من اجراء التحاليل المطلوبة لتخرج زينة من المكان وتتجه الى الغرفة التي تنتظرها فيها والدة زياد 
نهضت والدة زياد من مكانها ما إن وجدت زينة تلج الى الداخل وسألتها 
ها كله تمام!
أومأت زينة برأسها دون أن ترد لتتنفس والدة زياد الصعداء قبل أن يدلف الطبيب الى الداخل ويهتف قائلا 
كله تمام 
امتى هتظهر النتيجة !
سألته والدة زياد ليرد الطبيب بجدية 
هتاخد وقت شوية هبقى ابلغك لما تطلع 
أومأت برأسها متفهمة ثم أشارت الى زينة قائلة بلهجة باردة 
كده خلصت اللي عليا النتيجة هي اللي هتثبت الحقيقة 
أومأت زينة برأسها وهي تتنهد براحة فهناك حمل ثقيل سوف ينزاح من عليها 
ثم تحركت السيدتان خارج المكان لتعود كل منهما من حيث أنت 
انتهى زياد من أحد الاجتماعات المهمة الذي أخذ وقتا طويلا منه 
خرج من غرفة الاجتماعات وهو يعبث بهاتفه الذي تركه مغلقا ليتفاجئ بعدد كبير من الاتصالات من قبل الشخص الذي وضعه كي يراقب زينة ويحميها 
اتصل به زياد بسرعة ليأتيه صوت الرجل قائلا 
كنت فين يا زياد بيه ! اتصلت بيك كتير 
احكي ايه اللي حصل !
سأله زياد بقلق ليرد الرجل قائلا 
والدة حضرتك زارت زينة هانم في جناحها وبعدين خدتها وراحوا المستشفى قعدوا هناك حوالي نص ساعة وخرجوا بعدين 
قعدوا يعملوا ايه !
سأله زياد بنبرة متحفزة ليرد الرجل بجدية 
معرفش 
زفر زياد نفسا قويا وهو يغلق الهاتف ويتجه خارج شركته 
اتجه زياد نحو الفندق حيث يجب أن يرى زينة ويتحدث معها 
وصل الى هناك واتجه نحو جناحها وأخذ يطرق على الباب بعصبيه 
فتحت زينة له الباب ليدلف الى الداخل بسرعة ويلتفت نحوها متسائلا 
عملتوا ايه فالمستشفى !
انت كنت بتراقبني !
سألته زينة بعدم تصديق ليقول بنفاذ صبر 
مش وقته عملتوا ايه هناك !
أجابته زينة بهدوء 
عملت تحليل ال دي ان اي 
اتسعت عينا زياد بعدم تصديق قبل أن يهتف بنبرة مچنونة 
انتي اكيد اټجننتي ازاي تعملي كده !
أجابته زينة ببساطة 
ده كان الحل الوحيد اللي يخلي الكل يصدق انوا ده ابن علي 
كنت خليتيهم يستنوا لحد ما يتولد 
متفرقش كتير 
قالتها زينة بمرارة ليقول زياد پخوف 
انتي مش فاهمة حاجة !
ايه اللي مش فاهماه !
سألته زينة بضيق ليرد بتردد 
التحليل ده بيأثر على الجنين وبيسبب الاجهاض بحالات كتير 
وضعت زينة يديها على بطنها پخوف واضح بينما اخذ زياد يضرب يده كفا بكف غير مصدقا لما يحدث 
لا يا زياد انا كويسة والله كويس واكيد كله عدا على خير 
اقعدي 
قالها زياد وهو يجلسها على الكنبة قبل أن يجلس بجانبها ويسألها بتوتر 
انتي كويسة !
أومأت برأسها ليتنفس زياد الصعداء وينهض من مكانه قائلا 
انا هتصل بالدكتور واسأله اذا كنتي محتاجة تاخدي ادوية معينة 
أومأت برأسها وقد امتلئت عينيها بالدموع 
كان زياد يجري اتصالا بالطبيب الذي أنقذ زينة من الإچهاض حينما فوجئ بزينة تنهض من مكانها وتهتف بنبرة جزعة 
زياد 
الټفت زياد نحوها واقترب منها متسائلا بتوجس 
مالك يا زينة!
وبدل ان تنطق بحرف واحد كان تسقط على الأرض صاړخة پألم قوي والډماء ټنزف من جسدها 
حملها زياد بسرعة وخرج بها من الجناح متجها بها الى المشفى 
وصل الى هناك بسرعة قياسية ليدخلها الطبيب الى غرفة العمليات 
ظل زياد واقفا خارج غرفة العمليات وهو يشعر بالقلق الشديد ويدعو ربه ألا يحصل شيئا لزينة وجنينها 
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليتقدم زياد منه مسرعا ويسأله 
طمني يا دكتور 
أجابه الطبيب بأسف 
للاسف فقدنا الجنين 
صړخ زياد بۏجع 
ليه كده !
تحدث الطبيب 
زياد بيه فيه حد مديهة دوا يسبب الإچهاض
جحظت عينا زياد وسأله بنبرة مرتجفة 
انت بتقول ايه !
أومأ الطبيب برأسه وأكمل 
وده للاسف خلاها تجهض وكمان 
كمان ايه !
زفر الطبيب نفسا عميقا وقال 
كمان خلاها تفقد قدرتها على الإنجاب 
أغمض زياد عينيه پألم واضح وفتحها ليهز الطبيب رأسه وهو يقول بقلق حيلة 
للاسف حاولت أعمل حاجة بس مقدرتش لانوا الحالة كانت صعبه 
أومأ زياد برأسه متفهما وقد تجمعت الدموع داخل عينيه ليتركه الطبيب ويرحل 
بينما جلس زياد على الكرسي بعدما فقد قدرته على الوقوف اكثر وقد هطلت الدموع من داخل عينيه بغزارة 
كانت رنا تجلس على سريرها تتابع احد الافلام بملل حينما سمعت صوت
 

 


طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها الى الغرفة 
ماما خير فيه ايه !
سألتها رنا وهي تجد والدتها تجلس بجانبها على السرير وتهتف بلهجة مترددة 
رنا انا عايزة احكيلك على حاجة مهمة 
ايه !
سألتها رنا بتوجس لتخبرها والدتها بما حدث وفعلته بزينة 
انتفضت رنا من مكانها وقالت بعدم تصديق 
ليه عملتي كده يا ماما ! انا مش مصدقة اللي بسمعه  ليه !
مكانش قدامي حل تاني مكنتش عايزة اي رابط بينا وبينها والولد ده كان هيرفي بينا للابد 
بس ده ميدلكيش الحق تعملي كده 
نهضت والدتها من مكانها واقتربت منها تحتضن وجهها بكفيها وتهتف بشرود 
اخوكي بيحبها يا رنا زياد بيحبها 
صړخت رنا بعدم تصديق 
انتي بتقولي ايه !
أومأت والدتها برأسها وأكملت 
عايزاني اعمل ايه وانا بشوفه بيجري وراها زي المچنون كان لازم ابعدها عنا 
طب هتعملي ايه دلوقتي !
سألتها رنا بقلق لترد الأم 
معرفش 
اخذت رنا تسير داخل الغرفة ذهابا وايابا وهي تفكر في المصېبة التي أوقعت والدتها نفسها بها 
توقفت عن سيرها وقالت بلهجة جادة 
انتي لازم تهدديها لو فكرت تعملك حاجة او تبلغ يبقى نكلم ولاد عمها ونعرفهم مكانها
انا هعمل كده 
كويس 
قالتها رنا بأقتضاب لتكمل الأم بقلق 
بس انا خاېفة من ردة فعل زياد 
نظرت رنا اليها وقالت 
هيزعل منك اوي ده كان بيدافع عنها طول الوقت  بس احنا ممكن نتكلم معاه ونفهمه انوا ده فمصلحة العيلة  او ممكن نعمل حاجة تانيه 
حاجة ايه !
قالت رنا بجدية 
لو التحاليل اثبتت انوا الولد مش ابن علي زياد هيكرهها ومش هيزعل منك 
معاكي حق  
قالتها الأم موافقة ابنتها على ما حدث قبل أن تسمع الاثنتان صوت صړاخ أسفل المنزل كان هذا صوت زياد 
هبطت والدة زياد ورنا بسرعة الى الطابق السفلي ليجدا زياد أماميهما ينظر إلى والدته بنظرات غاضبة مشټعلة قبل أن يقترب منها ويهتف بعدم تصديق فوالدته تخطت المسموح بأكمله وتجاوزت حدودها وفعلت ما لا يغتفر 
وصلت بيكي للدرجة دي ! تجهضيها ڠصبا عنها 
ردت الأم مدعية القوة أمامه 
امال اسيبها تلبسنا طفل مش مننا !
الطفل ده كان ابن علي 
صړخ بها بصوت جهوري حاد وقد أوشكت حباله الصوتيه على التمزق من شدة صيحته 
بينما اهتز جسدي الأم ورنا خوفا من غضبه وصراحة الذي كاد ېمزق طبلة أذنهم 
زياد اسمعني 
قالتها الأم بترجي وهي تقترب منه وتحاول لمس وجهه ليصيح بها 
متلمسنيش انتي عملتي چريمة ولازم تتحاسبي عليها 
صاحت رنا به
تتحاسب يعني ايه ! انت اټجننت !
ايوه اټجننت بسبب عمايلكوا 
قالها زياد پقهر لترد الأم بتوسل 
يا زياد انا عملت كده عشان مصلحتكوا البت دي قټلت علي أخوكوا وانا كان لازم أمنع أي رابط يجمع بينا وبينها 
أيدتها رنا فورا 
معاها حق على فكرة 
انتوا لا يمكن تكونوا ناس طبيعيين لا يمكن 
اقتربت رنا منه وهتفت بقوة 
انت اللي بقيت مش طبيعي ومش واعي لتصرفاتك افتكر دي تبقى مين وعملت ايه ولا خلاص حبك ليها عماك عن حقيقتها دي مجرد عاهرة بتبات كل يوم فحضن رجل 
صفعها زياد على وجهها بقوة وهو يهدر بها پعنف 
اخرسي اخرسي ومتفتحيش بقك بكلمة 
وقفت الأم أمامه وهي تصيح به محذرة 
مش هسمحلك تمد إيدك على اختك يا زياد 
رد زياد بفتور
انتي ارتكبتي چريمة فحق زينة وانا مش همنعها إنها تبلغ عنك لو قررت تعمل ده 
نظرت الأم الى رنا بتوتر بينما شمخت رنا برأسها عاليا وهي تقول بغل 
طب تجرب تعملها وانا والله لأبلغ عنها عمامها في البلد يتصرفوا معاها 
للدرجة دي الشړ والحقد عماكي يا رنا !
قالها زياد غير مستوعبا أن الواقفة أمامه تهدده هي رنا أخته بينما ردت رنا بتهكم 
عالأقل أنا بدافع عن أمي وحق أخويا الله يرحمه يعني عندي مبرر للي بعمله  بس انت ملكش اي مبرر 
انتوا مش واعيين للي بتعملوه !
قالها زياد بإنفعال لترد رنا ببساطة 
حصل ايه يعني ! طفل وراح 
طفل وراح  بسيطة كده ! ياريته كان طفل وراح بس 
قال جملته الأخيرة بمرارة لتسأله الأم بتوجس 
تقصد ايه !
رد زياد وهو ينظر إليها بقوة 
أقصد انوا زينة خلاص مش هتقدر تخلف تاني بسبب اللي حصل 
انت بتقول ايه !
قالتها الأم بعدم تصديق بينما قالت رنا بتوتر 
دي لعبة جديدة منك عشان نتعاطف معاها ولا ايه !
زفر زياد نفسا عميقا قبل أن يهتف بحدة 
ممكن تخرسي خالص انا مش بكدب زينة مش هتقدر تخلف
 

 


تاني بسبب اللي أمك عملته  
نظر زياد إليهما ليجد الشحوب والتوتر طغى على وجهيهما ليسترسل في حديثه القاسې 
شفتوا عملتكوا البسيطة وصلتنا لفين !
زياد أقسملك بالله مكنتش اعرف والله العظيم مكنتش اعرف الموضوع ده  انا قلتله يجهضها بس  والله هو كده 
تشدق فم زياد بإبتسامة متهكمة قبل ان يهتف ببرود ساخر 
قلتيله يجهضها بس  لا كتر خيرك الحقيقة 
صمتت والدته ولم ترد بينما أكمل زياد بنفور واضح 
من النهاردة مش عايز أي حد منكم يكلمني ولا يطلب مني إني ارجع  علاقتي بيكوا من النهاردة اتقطعت 
لا يا زياد لا 
صاحت به الأم بتوسل وهي تحاول التشبث بذراعه بينما خرج زياد من الفيلا 
دلف زياد الى الغرفة التي توجد بها زينة  وقف أمامها يتأملها بملامح حزينة وقد تكونت الدموع داخل عينيه  كانت نائمة كالملاك لا تعي أي شيء مما حدث حولها  
هطلت دمعة لا إرادية من عينه ليتركها تأخذ مسارها على وجهه قبل أن يجذب الكرسي ويجلس بجانبها متأملا إياها عن قرب 
كان يفكر بأنها بريئة أكثر مما تخيل وقد تحملت ما هو فوق طاقة استيعابها 
لم يتصور يوما أن يحب أحدا الى هذه الدرحة  أن يشعر بروحه تختنق حينما يصيبها أي أذى 
مسك كف يدها بكف يده فشعر ببرودته التي جثمت على قلبه كصخرة قوية 
تألم قلبه لمنظرها هذا وهي غير واعية لأي شيء قبل أن تبدأ زينة بفتح عينيها تدريجيا 
فتحت زينة عينيها لتتأمل زياد الجالس أمامها بملامح واهنة 
رمشت بعينيها محاولة إستيعاب ما جرى قبل أن تصرخ 
ابني يا زياد  ابني 
اهدي يا زينة  اهدي يا حبيبتي 
قالها زياد وهو يحاول إحتضانها لټنهار باكية بين أحضانه وهي تهتف بتوسل 
ابني عايش مش كده  ! قولي انوا عايش  طمني ارجوك  ده أخر ذكرى منه 
شدد زياد من احتضانها وهو يقول بتردد 
ربنا يعوضك يا زينة 
تحررت من أحضانه تنظر له بعدم تصديق قبل أن تهتف به بترجي 
انت بتكدب مش كده ! قولي انك بتكدب !
هطلت الدموع من عينيه بغزارة وهو يشاهد حالتها تلك  لقد تحمل ما يفوق احتماله  ألا يكفيه أن يشاهد إنهيارها بهذا الشكل ! إنهيارها الذي كانت والدته سببه 
زينة اهدي من فضلك وكوني قوية 
اڼهارت زينة باكية داخل احضانه من جديد ليربت على كتفها وهو يقول 
متنهاريش يا زينة  عشان خاطري خليكي قوية 
بعد حوالي ربع ساعة توقفت زينة عن بكاءها وتحررت من بين أحضانه ليسألها زياد بقلق 
بقيتي كويسة ! 
أومأت برأسها دون أن ترد بينما قال زياد وهو ينهض من مكانه 
هروح أنادي الدكتور يطمني عليكي 
وخرج من الغرفة متجها الى الطبيب يطلب منه أن يفحصها ويذكره بعدم إخبارها بحقيقة عدم إنجابها بعد الأن خوفا على مشاعرها 
كانت والدة رنا تجلس بين أحضان ابنتها وتبكي بإنهيار اليوم لقد فقدت ابنا أخر لها 
كانت رنا تحاول مواساتها وإقناعها بأن زياد حتما سيعود ويندم على ما فعله 
في هذه الأثناء دلف منتصر الى الفيلا ليشاهد هذا المنظر أمامه بينما ملامحه تقطر ڠضبا وتوعدا 
وقفت رنا أمامه ما إن رأته وهتفت به 
حبيبي أخيرا جيت 
أوقفها منتصر بإشارة من يديه وقال 
اللي سمعته ده صحيح !
نظرت رنا اليه بتوتر وسألته 
بتتكلم عن ايه !
نظر الى زوجة عمه وقال 
بتكلم عن اللي عملتوه مع زينة 
مين اللي قالك !
سألته رنا بضيق ليرد 
عرفت من زياد 
وطبعا حكالك كل حاجة لصالحه 
قالتها رنا بعصبية ليرد منتصر بهدوء 
هو محكاش أي حاجة إلا لما أصريت عليه  بس اللي مش مصدقه إنك تعملي كده 
انا معملتش حاجة ماما هي اللي عملت 
قالتها رنا مبررة لنفسها ليقول بسخرية 
وانتي دافعتي عنها وعن جريمتها 
أغمضت رنا عينيها ثم فتحتها وهي تهتف بنفاذ صبر 
انت عايز ايه يا منتصر !
صمت منتصر لوهلة قبل أن يهتف أخيرا 
مش عايز حاجة  بس للأسف اللي زيي صعب يكمل مع إنسانة أنانية زيك 
اتسعت عيناها بينما يخلع خاتمه ويضعه داخل يدها قبل أن ينسحب من المنزل تاركا رنا تتابعه بعينين جاحظتين قبل أن تهبط بجسدها على الكنبه غير مصدقة لما حدث 
خرج الطبيب من عند زينة بعدما قام بفحصها اقترب منه زياد وسأله 
عاملة ايه دلوقتي !
أجابه الطبيب بعملية 
بقت احسن  متقلقش عليها كمان تقدر تخرج من المستشفى بكره 
أومأ زياد برأسه متفهما قبل أن يشكر الطبيب ويلج الى داخل الغرفة ليجد زينة ممددة على السرير تنظر الى الأعلى بنظرات شاردة 
اقترب
 

 


منها وجلس على الكرسي بجانبها ثم لمس كف يدها بيده لتلتفت نحوه وتنظر إليه بحزن 
ينفع مشوفش النظرة دي منك !
سألها بنبرة واهنة لتبتسم بمرارة وهي تقول بحشرجة 
النظرة دي مكتوب عليا أعايشها 
ابتسم پألم وقال 
النظرة دي مش عايز أشوفها منك طول منا عايش 
تسللت دمعة واحدة من عينها ليمسحها بأنامله على الفور قبل أن يهتف بۏجع 
انتي هتبقي كويسة وهتتخطي كل اللي حصل
ازاي !
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بقوة 
بالإصرار والعزيمة هننسى الماضي ونبدأ من جديد 
نبدأ 
قالتها بدهشة ليومأ برأسه وهو يبتسم بخفة ويقول بلهجة عذبة 
امال فاكرة إني هسيبك لوحدك ! 
نظرت إليه وقالت بشك 
ليه ! ليه بتعمل كده معايا رغم كل اللي عملته !
نظر إليها لوهلة يتمعن النظر الى وجهها قبل أن يهتف بجدية 
يمكن عشان بحبك 
زاغت نظراتها وهي تستمع الى ما قاله  لم تستوعب في بادئ الأمر ما سمعته فقالت بلهجة غير مصدقة 
بتحبني !
اوما برأسه ثم أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يهتف بجدية 
ايوه بحبك بحبك يا زينة 
ارتجف جسدها كليا لوقع تلك الكلمات على قلبها ورمشت بعينيها غير مصدقة لما تسمعه  هو يحبها 
أومأ برأسه مؤكدا ما يدور داخل فكرها لتسأله بصوت شاحب 
ازاي !
زفر نفسا عميقا وقال 
ازاي دي حكاية طويلة  تحبي تسمعيها !
سألها بإبتسامة لتومأ برأسها فينطلق في حديثه الذي احتل قلبه لسنوات طويلة 
بحبك يا زينة حبيتك من أول يوم شفتك بيه 
اتسعت عيناها بعدم تصديق بينما أكمل هو 
كنت براقبك كل يوم  أبص عليكي من بعيد  حبي ليكي كل يوم كان بيزيد  لحد ما 
صمت ولم يستطع التكملة فسألته هي 
لحد ايه !
أجابها 
لحد ما علي اعترفلي انوا بيحبك  ساعتها إتجننت  مكنتش مصدق انوا اخويا الوحيد عاوز يتجوز حب حياتي 
كانت يتحدث بمرارة لم تخفى عليها  هو الزاهد في دنيا العاشق العاشق في دنيا أخرى 
تعرفي إني عمري محبيت حد غيرك 
نظرت إليه بحيرة ليكمل بشرود 
طول عمري مكنتش بعترف بالحب  ولا كان يهمني  طول عمري شايف الحب دنيا ملهاش أمان  دنيا مش حابب أعيشها  لحد لما شفتك  اكتشفت انوا الحب جنة مش هيحس بيها إلا إللي عاشها 
هطلت الدموع من عينيها بغزارة ليمسحها بسرعة بأنامله وهو يهتف بها 
مش عايزك ټعيطي تاني  مش عايز أشوف دموعك تاني 
أخذت تكفكف دموعها بأناملها بينما أكمل هو بخفوت 
زينة أنا نفسي أعوضك عن كل حاجة  نفسي تنسي الماضي وتبدئي معايا من جديد 
صمتت ولم ترد بينما أكمل هو بجدية 
زينة تتجوزيني 
جحظت عيناها پصدمة محاولة إستيعاب ما نطق به لتوه  لقد عرض الزواج عليها 
أشاحت بوجهها بعيدا عنه الى الجانب الأخر ليقول 
انا مش هطلب رأيك دلوقتي  أنا هسيبك ترتاحي 
ثم طبع قبلة على جبينها وتركها ورحل لتستدير هي تتابع أثره بشرود وقد تسللت دمعة خفية من عينيها 
كانت رنا غير مصدقة بعد لما حدث معها  تحاول إستيعاب ما فعله منتصر  كيف يتركها بهذه السهولة ! 
اقتربت منها والدتها واحتضنتها من الخلف وقالت 
متزعليش يا حبيبتي  هخلي بابا يكلمه ويقنعه انوا يتراجع عن اللي عمله 
ردت رنا عليها بفتور 
ومين قالك إني هرجعله ! انا لا يمكن أرجعله بعد اللي عمله 
صمتت الأم ولم ترد لتكمل رنا ببرود 
يصبر عليا بس ويشوف أنا هعمل ايه  لازم أخليه يندم عاللي عمله 
اهدي يا حبيبتي 
قالتها الأم محاولة تهدئتها بينما أكملت رنا بجمود 
انتي لازم تروحي تشوفي الزفتة اللي اسمها زينة وتتكلمي معاها 
اقولها ايه !
سألتها والدتها بتعجب لترد رنا بجدية 
تفهميها إنها متتكلمش او تجيب سيرة اللي عملتيه لأي حد وإلا هتبلغي عمامها عنها 
طب وزياد !٠
سيبك منه  ابقي روحيلها وقت ميكون فالشركة 
أومأت الأم برأسها وقد حسمت أمرها  ستذهب اليها وتتحدث معها 
دلفت والدة زياد الى الغرفة التي تقطن زينه بها في المشفى 
التفتت زينة تنظر الى القادم لتتفاجئ بها أمامها 
أدمعت عينيها وهي تتذكر ما فعلته لتجذب والدة زياد الكرسي وتجلس أمامها تسألها ببرود فقد أخبرتها رنا أن تتحلى بالقوة وتكون صامدة أمامها 
بقيتي احسن !
نظرت إليها زينة بعينيها الدامعتين واومأت برأسها قبل أن تسألها بجمود 
جيتي ليه !
ردت عليها بفتور 
اكيد مش عشان أطمن عليكي  انا جاية أحذرك 
تحذريني من ايه !
سألتها زينة بحيرة لترد الأم بجدية 
من اللي هعمله لو فكرتي تبلغي عني 
صړخت
 

 


زينة بها پقهر 
انتي ايه ! مش كفاية الللي عملتيه  مش كفاية إنك قټلتي ابني 
ابتسمت الأم وقالت بۏجع 
وانت بردوا قتلتيلي ابني  كده يبقى خالصين 
هزت زينة رأسها نفيا وقالت بعدم تصديق 
انتي لا يمكن تكوني ام ويتحسي زينا 
صاحت بها والدك زياد بنفاذ صبر 
اسمعيني يا زينة  زياد تبعدي عنه وإلا مش هرحمك  انا مش هسمحلك تاخدي ابني التاني منه  كفاية علي وخسارتي ليه بسببك 
أشاحت زينة وجهها بعيدا عنها تحاول أن تخفي دموعها بينما نهضت والدة زياد وأخبرتها 
أي تصرف حقېر منك مش هرحمك 
استدارت زينة نحوها وقالت پألم 
متقلقيش  مش ناوية ابلغ عنك 
في نفس اللحظة دلف زياد الى الداخل لينصدم بوالدته أمامه 
ارتبكت والدته بينما سألها زياد 
انتي بتعملي ايه هنا!
خرجت الأم مسرعة من الغرفة ليلحق زياد بها 
نهضت زينة من مكانها متحاملة على نفسها ووقفت خلف الباب لتستمع الى حديثهما الخاڤت 
مش كفاية اللي عملتيه فيها  كفاية بقى حرام عليكي 
كان زياد يتحدث بعصبية بينما والدته تحاول تهدئته وهي تهتف به 
اهدي يا زياد  انا جيت عشان اطمن عليها  زياد انا ضميري مأنبني  مش متخيلة إنها مش هتقدر تخلف تاني بسببي 
وضعت زينة كف يدها على فمها غير مصدقة لما تسمعه بينما قال زياد بتهكم 
وده من امتى ده ! من امتى وانتي خاېفة عليها !
انا بردوا انسانة وبحس  منكرش اني غلطت لما أجهضتها  بس والله محطتش فبالي انوا الإچهاض ممكن يحرمها من الخلفة 
لو فاكرة انوا كلامك ده هينسيني اللي عملتيه تبقي غلطانه !
زفرت الأم نفسا عميقا وقالت بترجي 
طب اسمعني  واحكيلي انت ناوي تعمل ايه 
رد زياد 
ده شيء ميخصكيش 
ثم أكمل بلهجة جادة 
تقدري تروحي دلوقتي وياريت تبعدي عن زينة نهائي 
عادت زينة الى سريرها مسرعة بعدما فتح زياد الباب ليجدها جالسه على السرير تنظر إليه بعينين حزينتين 
فيه حاجة ! ماما قالتلك حاجة !
هزت زينة رأسها نفيا وقالت كاذبة 
ابدا دي جت عشان تطمن عليا وتعتذر مني 
ثم أكملت بجدية 
زياد انا عايزة اقولك حاجة 
ايه !
صمتت قليلا قبل أن تهتف بحسم 
انا موافقة اتجوزك  
تأملها زياد مليا قبل أن يهتف بحسم 
نخرج من المستشفى عالمأذون على طول 
أومأت برأسها قبل أن تتجه نحو السرير وتتمدد عليه ليجذب زياد كرسيه ويجلس بجانبها متسائلا بهدوء غريب 
انتي كويسة ! حاسة بۏجع 
نظرت إليه قليلا وقالت 
لا مفيش ۏجع 
حل الصمت المطبق بينهما  صمت قطعته وهي تسأله بوداعة 
انت كويس !
اومأ برأسه وهو يجيبها 
ايوه كويس  ليه بتسألي !
أجابته بجدية 
اصلي حاسة إنك متغير شوية 
نظر إليها بشك وقال 
انتي سمعتي حاجة من كلامي مع ماما 
سألته بحيرة 
لا هو المفروض اسمع حاجة 
قال بإختصار 
لا مفيش حاجة مهمة 
تنهدت بصمت وإتكأت بمرفقها على السرير تنظر إليه وتتأمله عن قرب فإرتبك كليا وهو يلاحظ تأملها الواضح له 
سألها بفضول 
بتبصيلي كده ليه !
أجابته وهي تبتسم 
أصل دي المرة الأولى اللي بدقق شكلك فيها 
ابتسم بخفوت ولم يرد بينما أغمضت هي عينيها للحظات وصدى صوت والدته يتردد داخل عقلها 
هي لن تنجب بعد الأن  لقد حرمتها تلك السيدة من أن تصبح أما  عاقبتها بطريقتها الخاصة 
من الأن فصاعدا لم بعد لحياتها معنى  
فتحت عينيها لتجده يتأملها بدوره فتنحنحت محاولة أن تخفي دموعها التي تشكلت داخل عينيها 
اعتدلت في جلستها وقالت بنبرة متشنجة 
هاخرج امتى من المستشفى !
أجابها وقد شعر بحزنها الواضح في نبرة صوتها 
بكره ان شاءالله 
أومأت برأسها متفهمة ثم تمددت على السرير وأغمضت عينيها ليصلها صوته المتسائل 
هتنامي !
أجابته بخفوت 
ايوه 
تصبحي على خير 
وانتي من أهله 
قالها وهو ينهض من مكانه ملقيا نظرة أخيرة عليها قبل أن يخرج من غرفتها بخطوات هادئة ويغلق الباب خلفه لتفتح عينيها أخيرا سامحة لدموعها بالجريان على وجنتيها 
في صباح اليوم التالي 
انتهت زينة من ارتداء ملابسها وتجهيز أغراضها  خرجت من غرفتها في المشفى لتجد زياد ينتظرها خارج الغرفة  منحته ابتسامة عذبة وهي تقول 
خلصت 
أخذ زياد الحقيبة متوسطة الحجم منها وقال بجدية 
يلا بينا 
سارت زينة خلفه وهي تحاول أن تتماسك أمامه وألا تظهر أيا من حزنها له على الأقل اليوم 
خرجت الاثنان من المشفى متجهين الى الكراج حيث توجد سيارة زياد 
ركبا سويا السيارة ليلتفت زياد نحوها ويسألها بهدوء 
جاهزة نروح المأذون ونكتب
 

 


الكتاب !
أومأت برأسها وهي تتنفس بعمق قبل أن تجيبه 
جاهزة 
شغل زياد سيارته وأدار مقود السيارة متجها الى أقرب مأذون وأجرى في الطريق اتصالا بمنتصر وصديق أخر يطلب منهما أن يلحقاه الى مكتب المأذون كي يشهدا على عقد القران 
وصلا الى مكتب المأذون بعد ربع ساعة ليجدا منتصر وصديقه في انتظارهما  تم عقد القران وانتهى المأذون من إجرائاته وبارك كلا من منتصر وصديقه لهما قبل أن يخرجا من المكان تاركين زياد وزينة لوحديهما 
خرج زياد وزينة التي كانت تحمل عقد الزواج معها من عند المأذون ليقف زياد بجانبها ويقول لها بنبرة عميقة 
مبروك 
نظرت إليه بإمتنان وقالت بإبتسامة خلابة 
الله يبارك فيك 
أشار زياد الى السيارة قائلا 
يلا نروح عشان أوزبكي شقتنا
سألته زينة بعدم تصديق 
شقتنا ازاي يعني !
أجابها زياد بجدية 
انا اشتريت شقة عشان نعيش فيها اكيد مش هنفضل قاعدين بالفندق 
معاك حق 
قالتها زينة مثنية على ما فعله وسارت خلفه نحو السيارة ليتجه بها زياد الى الشقة التي تقع في إحدى المناطق الراقية الشهيرة في البلاد 
ورغما عنها أخذت زينة تفكر في حالها وما آل إليه وما هو قادم 
دلفت زينة الى الشقة بعد أن فتح زياد الباب لها تقدمت الى الداخل بخطوات خجول منذهلة من مدى رقي الشقة وتصميمها الدافئ 
عجبتك !
أفاقت زينة من شرودها على صوته لتستدير نحوه وتهتف بإعجاب 
اووي بجد جميلة اوووي 
ضحك وقال 
اخترتها شبهك 
عقدت حاجبيها متسائلة بحيرة 
ازاي ! 
أجابها موضحا 
دافية زيك 
احمرت وجنتاها خجلا من إطراءه عليها ثم تحركت داخل أرجاء الشقة تنظر الى غرفها ومطبخها 
انتهت زينة من تفحص الشقة لتجد زياد 
يقترب منها ويسألها 
هتعملي ايه دلوقتي !
أجابته بجدية 
هنام 
أشار زياد الى أحد الغرف قائلا 
دي إوضتك واللي جمبها أوضتي 
بهتت ملامح زينة وهي تستمع الى ما قاله لم تتوقع منه أن يبيت في غرفة منفصلة عنها 
لكنها شعرت بالإمتنان نحوه فهو على الأقل يراعي وضعها 
دخلت زينة الى غرفتها وألقت بجسدها على السرير قبل أن تغط في نوم عميق دون أن تغير ملابسها 
استيقظت بعد عدة ساعات لتجد الظلام حل على المكان سارعت لفتح ضوء الغرفة قبل أن تفتح الباب وتخرج مسرعة من الغرفة متجهة الى الخارج لتجد زياد جالسا في صالة الجلوس ينظر أمامه بشرود 
اقتربت منه فشعر بوجودها لينظر إليها ويهمس 
صحيتي امتى !
أجابته بإرتباك 
من شوية 
اتجهت نحوه وجلست بجانبه بصمت 
نظر إليها زياد وسألها مستفهما 
شكلك بيقول إنك مدايقة حصل حاجة !
زفرت نفسا عميقا وقالت بجدية 
لما صحيت الدنيا كانت ظلمة وأنا بخاف من الظلمة 
ثم أكملت وهي تنظر نحوه بشحوب 
مكنتش بخاف منها قبل كده بس بعد اللي حصل بقيت بټرعب منها  
تطلع إليها زياد بصمت بينما أشاحت وجهها بعيدا عنه وقد عادت الذكريات السيئة إليها من جديد  ذكريات لا تنفك أن تتركها ولو قليلا 
حل الصباح مجددا بعد ليلة طويلة قضاها كلا من زياد وزينة مستيقظين فلم يستطع النوم أن يغلب ذكرياتهما السيئة 
خرج زياد من غرفته بعدما انتهى من ارتداء ملابسه وتصفيف شعره ليتفاجئ بزينة في المطبخ ترتدي بيجامة زهرية اللون وتجهز طعام الإفطار 
ألقى زياد تحية الصباح عليها 
صباح الخير 
صباح النور 
قالتها زينة وهي تطفئ الطباخ قبل أن تكمل 
الفطار جاهز 
اتجه زياد ببصره نحو طاولة الطعام المزينة بأشهى أنواع الطعام بينما سألته زينة 
مش هتفطر !
هفطر اكيد 
قالها زياد وهو يجلس على طاولة الطعام ويشرع في تناول طعامه إلا أن رنين جرس الباب أوقفه عن تناوله الطعام 
اتجه زياد نحو باب الشقة وفتحها متعجبا من الزائر الذي يأتي في وقت مبكر كهذا 
فوجئ برنا ټقتحم الشقة وهي تهتف بصوت عالي 
هي فين !
جذبها زياد من ذراعها هاتفا بها 
انتي بتعملي ايه !
أجابته وهي تضحك بسخرية 
جاية أبارك للعروسة 
ثم أكملت وهي تصيح بصوت عالي 
يا عروسة  انتي فين !
خرجت زينة إليها وهي ترسم على شفتيها ابتسامة كبيرة وترتدي غلالة نوم قصيرة فوقها روب من الستان الأبيض 
اهلا يا رنا  
توجهت رنا نحوها وقالت بتهكم 
ولابسة قميص نوم كمان وبتحتفلي 
وقف زياد حائلا بينهما وقال بحزم 
مش وقت الكلام ده يا رنا  روحي حالا 
عقدت رنا ذراعيها أمام صدرها وقالت بعناد 
مش هروح انا جايز أبارك للعروسة وأديها هديتها 
أبعدت زينة زياد من أمامها واقتربت من رنا تقول 
ميرسي يا رنا ربنا يخليكي 
مش عايزة تعرفي إيه هديتك يا عروسة !
نظرت إليها زينة بصمت بينما قالت رنا
 

 


بجدية وهي تخرج ورقة بيضاء من حقيبتها وترميها عليها 
دي نسخة من شهادة ۏفاة عالي قلت تخليها عندك للذكرى 
كان عليها أن تتماسك في هذه اللحظة  أن تخبئ ذلك الألم الذي ينخر قلبها وتجاهد كي تظهر لا مبالاتها لن تكسرها رنا ولن تحقق غايتها في النيل منها وتحطيمها أماميهما 
هي ليست زينة القديمة كي ټنهار أماميهما وتبدأ في البكاء والعويل  هي الأن إنسانة أخرى تعرف كيف تسيطر على مشاعرها وتحركها وفقا لرغباتها 
انتي ايه اللي بتعمليه ده !
قالها زياد قاطعا هذا الصمت الطويل مزمجرا بها بضيق لترد رنا وهي تهز كتفيها بلا مبالاة 
جايه أبارك للعروسة وأفكرها بجوزها الأولاني اللي قټلته 
كاد زياد أن يتحدث إلا أنه فوجئ بزينة تسبقه وتهتف ببرود أعصاب غريب وهي تأخذ شهادة الۏفاة من يد رنا 
ميرسي عالهدية يا رنا  ميرسي اوري 
ثم أكملت وهي ترسم إبتسامة مصطنعة على شفتيها 
تحبي تشربي ايه !
رمقتها رنا بنظرات مشټعلة ثم حملت نفسها وخرجت من الشقة ليلتفت زياد نحو زينة ناظرا الى قناع الجمود الذي ترتديه أمامه بحيرة 
تحركت زينة مسرعة الى داخل غرفتها وأغلقت الباب خلفها پعنف لا إرادي  أخذت تتطلع الى شهادة الۏفاة بعينين حزينتين قبل أن ټنفجر في البكاء بصوت منخفض وهي تجاهد كي تخفي شهقاتها حتى لا يسمعها زياد 
استمرت في بكائها لفترة طويلة  تبكي حظها العاثر وروحها الممزقة وقلبها المتعذب  كان بكائها نابع من أعماقها  اخر ما تصورته يوما أن تكون هذه نتيجة فعلتها البريئة والعفوية  نتيجة كذبها على علي  كلا هي لم تظن أن كل هذا سيحدث وأن علي سيموت قهرا بسببها لكن القدر كان له رأيا أخرا 
جلست على سريرها وهي تخبئ شهقاتها بينما تتأمل بعينيها اسم علي وتاريخ ۏفاته قبل أن ټنهار باكية مرة أخرى 
دلفت رنا الى منزلها وهي في قمة ڠضبها وقبل أن ترتقي السلم متجهة الى الطابق العلوي حيث غرفتها وجدت والدتها تنادي عليها فتوقفت في مكانها واستدارت نحو والدتها التي سألتها بينما تلاحظ وجه ابنتها الغاضب وعينيها الناريتين 
فيه ايه يا رنا ! مالك جاية متعصبة من بره ايه ! حصل حاجة دايقتك !
زياد 
قالتها رنا يخفون لتسألها والدتها بقلق 
ماله زياد ! اتكلمي  جراله حاجة  !
تمتمت رنا بنفس الخفوت 
زياد اتجوز زينة يا ماما 
صړخت الأم بلا وعي 
ايه ! انتي بتقولي ايه !
أومأت رنا برأسها بينما أكملت الأم بعدم تصديق 
ازاي يعني إتحوزها  ده اكيد اټجنن 
ثم قالت وهي تنظر الى رنا 
وانتي عرفتي منين الكلام ده !
أجابتها رنا بجمود 
من منتصر رحت الشركة وشفته هناك وحكالي اللي حصل تخيلي منتصر كان شاهد على عقد جوازهم !٠
كانت رنا تتحدث پصدمة شديدة فكيف يفعل منتصر شيء كهذا بالرغم من تركهما لبعض 
قالت الأم غير مستوعبة بعد لما سمعته 
انا مش مصدقة اللي بسمعه ازاي كلهم بقوا معاها ! هو مين اللي غلط !
في نفس اللحظة دلف الأب الى الداخل ليسألهما بقلق من منظرهما المضطرب  
مالكم واقفين كده ليه !
أجابته رنا بتوتر 
مفيش يا بابا بنتكلم شوية 
لا فيه ابنك اتجوز  عارف اتجوز مين  اتجوز زينة 
جحظت عينا الأب غير مصدقا لما يسمعه هل فعلها إبنه وتزوج بتلك الفتاة ! كان شبه موقنا من أن ابنه عاشق لها ولكن لم يتصور أن يتجرأ ويتزوجها 
رمق زوجته وابنته بنظرات مستاءة وهتف بجمود 
كل اللي حصل بسببكم وبسبب عمايلكم ياما قاتلكم بلاش تؤذوها  وأدي النتيحة  اشربوا بقى 
اتجه الأب بخطوات مرهقة نحو غرفته بينما اڼهارت الأم بكاءا حزينا 
خرجت زينة من غرفتها لتجد زياد يجلس على الكنبة بصمت  اقتربت منه وهتفت بهدوء 
انت ليه مرحتش الشركة !
نهض من مكانه ووقف أمامها هاتفا بقوة 
ومش هروح 
ليه !
سألته بتعجب ليرد بجدية 
مش حابب أسيبك لوحدك النهاردة 
ابتسمت وقالت بحنو 
متقلقش عليا انا بخير 
أطلق تنهيدة صغيرة وقال 
عارف بس بردوا هفضل معاكي النهاردة 
ثم قال وهو يضع خصلة من شعرها خلف أذنها 
ايه رأيك نخرج نتغده برا !
مفيش مانع 
قالتها زينة بإبتسامة ليهتف زياد بجدية 
طب خشي غيري هدومك عشان نخرج 
اتجهت زينة مسرعة الى غرفتها لتغير ملابسها بينما جلس زياد على الكنبة مرة اخرى يقلب في هاتفه حينما جاءه اتصالا من والده 
أجاب زياد عليه ليأتيه صوت والده الغاضب 
كده يا زياد  تتجوز من ورانا  هي حصلت 
تنهد زياد وقال بعمق 
مكانش قدامي حل تاني انا لازم أحميها وأفضل جمبها
 

 


تحميها ! ليه متقولش إنك بتحبها ومش عايز تخسرها !
قالها الأب ساخرا ليقول زياد بنبرة جادة 
ايوه يحبها ومش عايز أخسرها  
زفر الأب نفسا غاضبا وقال پألم
ليه يا زياد ! ليه يابني ! مش كفاية عليا اخوك اللي خسرته  ليه عايزني أخسرك كمان 
رد زياد 
عمرك مهتخسرني يا بابا  خليك واثق فيا 
طب ازاي اتجوزتها ! دي كانت مرات أخوك 
أغمض زياد عينيه وقال بنفاذ صبر رغم الألم الذي سيطر عليه من ذكر هذا الموضوع 
انا مش اول ولا أخر واحد يعمل كده
تمام يا زياد زي ما تحب بس اتمنى إنك متندمش 
قالها الأب أخيرا منهيا الحوار قبل أن يغلق الهاتف بينما خرجت زينة في نفس اللحظة من الغرفة وقالت 
خلصت 
يلا بينا 
قالها زياد وهو يسير أمامها خارج الشقة 
دلفا كلا من زياد وزينة الى الى داخل المطعم اتجها نحو احدى الطاولات وجلسا عليها  
تقدم النادل منهما ووضع قائمتي الطعام أماميهما بينما بدأ كلا من زياد وزينة في قراءة ما بها 
حدد كلا منهما ما يريدان تناوله ليأتي النادل ويسجل طلباتهما قبل أن ينسحب من المكان وهو يحمل قائمتي الطعام معه 
حلو المكان !
قالها زياد محاولا فتح مواضيع الحوار معها لتبتسم زينة وتقول بإعجاب بينما تحيط ببصرها أرجاء المكان 
حلو اوي 
أكملت بعدها زينة متسائلة 
انت بتجي هنا دايما !
أومأ برأسه وقال مجيبا إياها 
ايوه من زمان  من أيام الجامعة 
أومأت برأسها متفهمة قبل أن تقول بحزن 
ماما ومريم وحشوني اوي 
تطلع زياد إليها والى حزنها الواضح پألم لم يعرف ماذا يجب أن يفعل لكنه لا يريدها أن تقترب من عائلتها الأن فهو لا يضمن والدها ولا يضمن ردة فعله 
صمت زياد ولم يعلق بينما أكملت بۏجع 
عيدميلاد مريم كمان يومين اول عيدميلاد يمر عليها من غيري  يا ترى هي عاملة ايه 
زينة 
استرسلت زينة في حديثها وقد تشكلت الدموع داخل عينيها غير عابئة بنداءه عليها 
يا ترى زعلانه لسه ! معقول تكون اتعودت على غيابي وشوية شوية هتنساني 
طفرت دمعة من عينها فمسحتها زينة بسرعة وهي تستعيد توازنها أخيرا بينما قالت زينة مكملة حديثها ومعتذرة منه 
انا اسفة يا زياد  
ابتسم زياد وقال 
متعتذريش يا زينة 
جاء النادل بالطعام ووضعه أماميهما ليقول زياد بجدية 
خلينا ناكل يلا 
شرع الاثنان في تناول طعاميهما حينما فوجئت زينة بأحدهم يدلف الى داخل المطعم ومعه فتاة محجبة لم تعرفها من قبل 
تصنمت زينة في مكانها وهي تشاهد ماجد يسير أمامها مع الفتاة متجها نحو احدى الطاولات ليجلس عليها 
خرجت رنا من منزلها متجهة الى احد المطاعم القريبة حيث ستقابل صديقتها هناك 
كانت سوف تهم بركوب سيارتها حينما فوجئت بأحدهم يقف في وجهها ويهتف بعدم تصديق 
اووه مش مصدق  معقول بعد السنين دي كلها أشوفك 
حاتم 
هتفت بها رنا پصدمة شديدة من رؤيتها له بعد كل هذه السنين ليومأ الأخير برأسه وهو يهتف 
ايوه حاتم يا رنا مفاجئة مش كده 
انت جيت امتى ! وايه اللي جابك !
سألته رنا وهي ما زالت محتفظة بصډمتها مما حدث كيف أتى ومتى ! 
ومالذي يفعله هنا ! 
جيت من يومين وأول حاجة قررت أعملها إني أشوفك 
قالها حاتم وهو يغمز لها بعبث لطالما تحلى به لتسأله وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها 
خير ! عايز ايه !
أجابها بجدية 
عايزك يا رنا  وحشتيني ووحشتني أيامنا سوا 
صړخت رنا به بلا وعي 
انت اكيد اټجننت  أيام ايه اللي وحشتك !
أيامنا 
زفرت رنا نفسا عميقا وقال بضيق جلي 
اللي بينا انتهى من زمان  ملوش لزوم نفتحه تاني  عن اذنك 
همت بالتحرك بعيدا عنه لكنه أوقفها وهو يمسك ذراعها قبل أن يقول بهدوء 
منتهاش يا رنا لسه منتهاش  وعمره ما هينتهي 
استدارت نحوه مرة أخرى وهتفت ببرود 
وده بناء على ايه !
أجابها بجدية 
بناء على رغبتي 
اسمعني يا حاتم انا مش ناقصة طريقتك دي  اللي بينها خلص من زمان  ملوش لزوم تفتحه تاني 
هو مش منتصر سابك ولا أنا غلطان !
سألها بخبث لتتوتر ملامحها كليا وهي تسأله بحيرة 
انت عرفت منين 
أجابها 
عيب يا بيبي ده انا متابع كل أخبارك 
رميته بنظرات كارهة وهتفت به بشړ 
انت مقرف بجد
ضحك بقوة بينما تحركت هي بعيدا عنه وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه 
توترت زينة كليا ولاحظ زياد توترها وتوجه نظراتها الى احدى الطاولات القريبة منهما فإلتفت ينظر الى حيث هي تنظر ليتفاجئ
 

 


بماجد أمامه يجلس مع فتاة غريبة لم يرها من قبل 
عاد واستدار نحو زينة التي فاجئته ونهضت من مكانها بنية التوجه نحويهما 
أوقفها زياد وهو يقبض على كفها بكف يده هاتفا بنبرة هادئة 
بلاش يا زينة  بلاش عشان خاطري 
منحته زينة نظرة متوحشة لم يرها من قبل لينهض من مكانه محاولا لملمة الموضوع فأخرج محفظته من جيبه ووضع مبلغ مادى على الطاولة قبل أن يسحب زينة من ذراعها متوجها نحو سيارته 
هناك أدخل زينة الى السيارة وأجلسها في مكانها وأغلق الباب عليها قبل أن يتجه نحو الجانب الأخر ويجلس على كرسيه 
الټفت زياد نحو زينة وقال بجدية 
مكانش لازم تعملي حاجة زي كده او تفكري فيها حتى 
هدرت به زينة وهي تلتفت نحوه 
أمال عايزني اعمله ايه ! هو عايش حياته بالطول والعرض وأنا 
صمتت قليلا قبل أن تكمل بحسرة 
وأنا حياتي ادمرت من جميع النواحي 
أوعي تفتكري إني هسيبه انا هندمه هو واللي معاه على كل حاجة 
تأملته زينة بوجه شاحب وملامح مضطربة بينما قال زياد محاولا طمأنتها 
صدقيني يا زينة حقك هيرجعلك باذن الله 
ابتسمت بضعف وقالت 
مصدقاك يا زياد واسفة لو تعصبت عليك 
ولا يهمك 
حل الصمت بينهما مرة اخرى ليشغل زياد سيارته ويدير مقوده السيارة عائدا الى الشقة 
بينما أخذت زينة تفكر في ماجد وما يفعله  وتتسائل عن هوية تلك الفتاة 
من هي يا ترى ! ومالذي يريده ماجد منها ! ربما ينوي اڠتصابها مثلها بعد خداعها وتمثيل دور البريء عليها 
عند هذه النقطة اشتد ڠضبها عليها وهي تفكر بهذا وكيف أنه من الممكن أن يستغل تلك الفتاة مثلما إستغلها 
دلفت زينة الى داخل غرفتها وأغلقت الباب خلفها  
غيرت ملابس خروجها الى بيجامة منزلية مريحة ثم خرجت من غرفتها واتجهت الى هاتفها وأجرت إتصالا سريعا بنور فزياد أخبرها أنه سيذهب الى أحد المحلات القريبة ليجلب معه بعض من احتياجاتهما 
جاءها صوت نور المرح وهي تهتف بها 
كده يا زينة  تغيبي طول الفترة اللي فاتت عني 
أنا أجهضت يا نور 
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تصرخ نور 
أجهضتي يعني ايه  امتى وازاي !
اجابتها زينة بدموع 
من حوالي اربع أيام 
ازاي 
مامة علي هي السبب 
انا مش فاهمة حاجة 
ضحكت عليا يا نور وادتني حبوب بتجهض وبسببها أجهضت ومش هقدر أخلف تاني 
قالتها زينة بنبرة مڼهارة قبل أن تجهش في بكاء عميق لتحاول نور تهدئتها وهي تهتف بحزن 
طب اهدي يا زينة  اهدي يا حبيبتي  
ثم أكملت بضيق 
ربنا ينتقم منها  حسبي الله ونعم الوكيل فيها 
مسحت زينة دموعها وقالت 
كمان فيه خبر تاني لازم تعرفيه 
خبر ايه كمان!
أجابتها زينة 
انا اتجوزت زياد 
شهقت نور پصدمة وقالت 
انتي بتقولي ايه !
ايوه يا نور 
طب ليه ! اتجوزتيه ايه !
تنهدت زينة وقالت 
ده موضوع يطول شرحه المهم انتي هتيجي امتى 
قريب يا زينة  قريب باذن الله 
هستناكي يا نور 
تمام يا حبيبتي 
أغلقت زينة الهاتف مع نور ثم نهضت من مكانها وأخذت تسير داخل صالة الجلوس ذهابا وإيابا وهي تفكر فيما ستفعله بعد الأن ورغما عنها اتجهت افكارها نحو زياد  إنها تستغله لتحقيق إنتقامها من والدته وأخته لكنه لا يستحق هذا منها  تنهدت بحزن وهي تفكر أن لكل حرب ضحاياها وزياد هو ضحيتها للأسف 
بعد مرور شهر
وقفت زينة أمام المرأة تتأمل قميص نومها القصير بإعجاب كبير 
كانت ترى نفسها أنثى متكاملة وجميلة للغاية 
لقد افتقدت هذا الشعور منذ وقت طويل 
وضعت عطرها المفضل على جسدها وأخذت تدور أمام المرأة وهي تتخيل منظر زياد حينما يعود من العمل ويراها 
لقد قررت اليوم سوف تتمم زواجها منه  
هذا قرارها الذي فكرت به طويلا 
طوال الشهر الفائت كانا يعيشان حياة أقرب للمثالية يتناولان طعامهما سويا ويتحدثان كثيرا  تعرفا على بعضيهما بشكل أكبر وتيقنت زينة من حب زياد الصادق اها  لكن الألم الذي بداخلها ورغبة الإنتقام كانت أكبر من هذا الحب 
خرجت زينة من غرفتها ما إن سمعت صوت الباب يفتح واتجهت نحو زياد الذي تصنم في مكانه ما إن رأها بهذا الشكل المغري المبهر 
توجه نحوها بخطوات مترددة بينما هي تضحك بخفوت قبل أن يقف أمامه ويهتف رغما عنه 
ايه ده ! 
ايه !
ابتلع ريقه وقال 
انتي مالك النهاردة !
اقتربت منه وقالت وهي تحيط رقبته بذراعها 
وحشتني وحشتني ومحتاجاك اوي يا زياد
توترت ملامحه وهو ينظر الى شفتيها المطليتين باللون الأحمر القاني لينحني نحوها 
 

 


وبادلته قبلته لكنها فوجئت به ينتفض مبتعدا عنها بعد لحظات
لقد كان أمامه رأه بعينيه علي أخوه الوحيد وأقرب الأشخاص إليه 
ابتعد عنها زياد في الحال وقال قبل أن يهرب خارج الشقة 
انا اسف اسف اوي 
في صباح اليوم التالي 
فتح باب الشقة وولج الى الداخل بخطوات مترددة بعد ليلة طويلة قضاها في سيارته يجوب الطرقات ذهابا وإيابا دون أن يستطيع العودة الى الشقة بعدما حدث بينهما 
ما زال غير مستوعبا لكل ما جرى وكيف لاحقه طيف علي في أهم لحظات حياته  
تسائل مع نفسه هل يستحق هو أن يعيش حياته بأكملها مقيدا بذنب أخيه الحبيب !
كلا هو بالتأكيد لا يستحق هذا ولكن ربما هناك من يستحق وهي زينة 
هو يعلم في داخله أن زينة تتحمل جزءا كبيرا مما حدث لأخيه بالرغم من إدراكه لحسن نيتها 
زينة كانت سببا أساسيا في مۏت أخيه وإن أنكر هذا 
صوت إغلاق الباب أيقظها من نومها لتقفز من مكانها بسرعة حيث كانت نائمة على الكنبة وهي تنتظره أن يعود طوال الليل 
لقد أنبها ضميرها لدرجة كبيرة بعدما حدث كيف قررت أن تستغله بهذا الشكل البشع ظنا منها أنها ستحقق إنتقامها وثأرها لنفسها ! 
هي لم تكن يوما بهذا السوء  لطالما كانت بريئة نقية لا تعرف طريقا للأفعال الخبيثة  لا تعلم كيف فكرت بشيء كهذا  وكيف استطاعت أن تفعل هذا دون خجل 
احمرت وجنتيها بينما جميع هذه الأفكار تدور داخل رأسها  
لقد أخبرته بطريقة مباشرة أنها تريده يا لها من خطة حقېرة ومخزية 
وقف زياد منتصف الصالة مصډوما من وجودها أمامه بهذا المنظر الغريب  وجهها شاحب يدل على عدم نومها سوى لساعات قليلة وملابسها غير مرتبه  كانت ما زالت ترتدي قميص نوم ليلة البارحة يبدو أنها كانت تنتظره 
صباح الخير 
ألقى تحية الصباح ببرود وهو يتجه نحو غرفته محاولا إزاحة هذه الأفكار من رأسه لتجيبه زينة بخجل وخفوت 
صباح النور 
ثم تقف في وجهه وتهتف بتردد بينما نظراتها منخفضة نحو الأسفل 
ممكن نتكلم شوية !
أطلق زياد زفيرا قويا قبل أن يومأ برأسه وهو يتجه نحو الكنبة ليجلس عليها تتبعه زينة والتي جلست على الكرسي المقابل له تفرك يديها الاثنتين بتوتر وعينيها ما زالتا منخفضتين نحو الأسفل 
انا اسفة 
نظر زياد إليها وسألها بنبرة حائرة وحاجبين معقودين 
بتعتذري ليه !
أجابته بجدية وهي ترفع نظراتها المترددة نحوه 
اسفة عشان اللي حصل امبارح 
تنهد بقوة وقال 
مفيش حاجة تستاهل إنك تعتذري مني عشانها انتي مغلطتيش يا زينة 
قالت زينة پألم 
لا غلطت يا زياد  وغلطت اوي كمان 
تحدث زياد بنبرة صريحة 
أنا عارف إنك مبتحبنيش  وإنك إتجوزتيني لسبب مجهول  سبب هعرفه قريب 
نظرت إليه بحزن للحظات  حزن ما زال يحتل أركان قلبها  هي لا تحبه وهو يعرف هذا بل ويعترف به  لكنها تتمنى في نفس الوقت أن تحبه  أن تعطيه وتعطي لنفسها فرصة تجربة مشاعر صادقة معه  
زياد  انا عايزة أحبك  أنا محتاجة أحبك 
قاطعها بإباء 
لا يا زينة الحب مبيجيش كده  مفيش حاجة اسمها عايزة احبك  وكمان الحب والاحتياج صعب يتقابلوا سوا  غالبا الاحتياج هيبقى هو الاساس وانا مش عايز أكون شخص تحتاجيه  لو عالإحتياج فأنا جمبك أهو وهفضل جمبك  
أغمضت زينة عينيها بوهن وقد شعرت برغبة عارمة في البكاء بينما نهض زياد من مكانه وجلس بجوارها محتضنا كفيها بكفيه هاتفا بنبرة رجولية بحته 
تعرفي أنا حبيتك ليه !
نظرت إليه من أسفل أهدابها ليجيبها بجدية 
عشان لقيت فيكي طيبة وبراءة مشفتهمش فوحدة قبلك 
صمتت ولم ترد بل إكتفت بإيماءة حزينة منها ليقترب منها ويطبع قبلة طويلة على جبينها قبل أن يتركها ويرحل 
مساءا 
وقف زياد أمام المرأة يعدل من تسريحة شعره بينما زينة في الخارج تسير ذهابا وإيابا أمام باب غرفته دون توقف 
بعد حديثهما صباح اليوم تركها زياد ورحل الى الشركة ليعود مساءا ويلج الى غرفته دون أن يتحدث معها وكأنها شيء غير مرئي بالنسبة له 
هذا الأمر جعلها تشعر بالضيق والغيظ في أن واحد 
وجعلها تفكر جديا في الحديث معه وفهم ما ينوي فعله في الأيام القادمة 
توقفت زينة عن أفكارها تلك وهي تراه يفتح باب الغرفة ويخرج منها لتتوتر كليا بينما يرمقها هو بنظرات مستفهمة  قالت أخيرا مجيبة على نظراته 
كنت عايزة أكلمك فموضوع مهم 
اقترب منها وسألها بجدية 
خير اتفضلي 
هو احنا متخاصمين !
سألته بصراحة مطلقة ليسألها بتعجب 
انتي شايفة كده !
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحها وهي تهتف بنفاذ صبر 
زياد من غير لف ودوران
 

 


انت لسه زعلان مني 
لقد باتت تفقد صبرها بسرعة وهذه صفة جديدة عليها 
هو انتي عملتي حاجة تستحق أزعل منك عشانها !
إنه يثير إستفزازها 
رمقته بنظرات مستاءة وقالت 
لا ابدا 
كويس 
قالها بإقتضاب ثم تحرك خارجا من الشقة لټضرب زينة الأرض بقدميها قبل أن تتحرك نحو هاتفها وتجري إتصالا سريعا بصديقتها نور 
بيتجاهلني يا نور 
قفزت نور من مكانها وسألتها بحيرة 
مالك يا زينة ! ومين اللي بيتجاهلك !
أجابتها زينة 
هو مين غيره زياد 
استغفرت نور في سرها وقالت بضيق 
وانا اللي افتكرت فيه مصېبة جديدة حصلت حرام عليكي  
ثم أكملت نور بحيرة 
من إمتى وإنتي عصبية بالشكل ده !
من اللي شفته يا نور 
صمتت نور للحظات قبل أن تقول بجدية 
طب ايه اللي حصل عشان يتجاهلك !
أجابتها بجدية 
حاولت أغريه
نعم !
صړخت بها نور بعدم تصديق قبل أن تهتف بتخبط 
أنا مش فاهمة حاجة يا زينة 
أخذت زينة نفسا عميقا وقالت 
الحكاية ومافيها إني إتجوزت زياد عشان أنتقم من أمه بعد اللي عملته فيا 
انتي بتقولي ايه يا زينة !
قالتها نور غير مصدقة لما تسمعه على لسان صديقتها  كيف تغيرت زينة بهذا الشكل وأصبحت تخطط للإنتقام  جاءها صوت زينة الحزين اخيرا 
أنا مش عارفة إزاي فكرت كده نور انا مش وحشة وانتي عارفة ده  انا مدايقة من نفسي اوي عشان استغليته  
طب اهدي يا زينة  اهدي يا حبيبتي 
قالتها نور محاولة إخراجها من هذا الحزن المسيطر عليها قبل أن تكمل بجدية 
اسمعي كلامي يا زينة مفيش حد يستحق منك إنك تغيري من نفسك وتخسري طيبتك بسببه  لو هما أذوكي بجد سيبيهم لربنا وربنا أكيد هياخد حقك لكن بلاش أرجوك تفكري ټنتقمي منهم او تفكري حتى فده 
حل الصمت المطبق بينهما لتردف نور 
بلاش تضيعي نفسك يا زينة الحقي نفسك يا زينة وبلاش تخسريها 
تمام يا نور  
قالتها زينة بنبرة تائهة قبل أن تغلق الهاتف مع نور وهي تفكر في كلامها 
لحظات قليلة وسمعت صوت باب الشقة يفتح يتبعه دخول زياد الى داخل الشقة متقدما نحوها هاتفا بإبتسامة غريبة 
فيه مفاجئة عشانك 
لمعت عيناها وهي تنهض من مكانها وتتقدم نحوه متسائلة بلهفة
مفاجئة ايه !
وما إن أنهت كلامها حتى فتح الباب مرة أخرى ودلفت والدتها ومعها أختها مريم الى داخل الشقة 
وقف زياد بجانب الكرسي الذي تجلس عليه زينة يتأملها وهي تحتضن مريم وتقبلها بحب بينما والدتها تجلس أمامها تتأملها بعينين باكيتين 
ابتسم زياد براحة وهو يفكر أنه فعل ما هو صحيح  صحيح أنه استخدم نفوذه وسلطته لأول مرة في شيء كهذا لكن لا بأس أحيانا الحياة تستحق أن نستخدم أساليب مختلفة لتحقيق جزءا من العدل المنتظر 
تنحنح زياد قائلا بجدية 
انا هروح اقابل منتصر يا زينة لو احتجتي حاجة كلميني 
أومأت برأسها وهي تبتسم بإمتنان ليخرج زياد من الشقة فتتحدث الأم بسرعة ولهفة 
عامل معاكي ايه ! بيعاملك كويس !
أومأت زينة برأسه وقالت تطمئن والدتها 
جدا متقلقيش عليا طول منا معاه 
ربنا الام على يدها بدعم بينما سألتها زينة 
بابا عامل معاكو ايه !
صمتت الأم وقد ظهر الحزن جليا على ملامح وجهها لتردف زينة بقلق 
مالك يا ماما ! سكتي ليه !
تنهدت الأم وهي تجيبها بتعب 
مبقتش عارفة أتصرف معاه ازاي كل يوم زعيق ومشاكل مبتخلصش 
بسببي مش كده !
سألتها زينة پألم لترد الأم بخفوت 
بسبب حاجات كتير وانا تعبت يا زينة  تعبت ومبقتش عندي طاقة خلاص 
أخفضت زينة بصرها بحرج بينما قالت الأم بمواساة 
انتي ملكيش ذنب يا زينة اللي حصل ڠصبا عنك 
غمغمت زينة بجدية 
لو مكنتش اتجوزت علي مكانش ده كله حصل 
اللي حصل ده مكتوب من عند ربنا متحمليش نفسك فوق طاقتها 
ابتسمت زينة بتصنع وهي تحاول إخبار والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية 
خليكي دايما قوية ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي اتمسكي بيه وبلاش تخسريه 
أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت داخل عينيها بينما احتضنتها الأم وهي تهمس لها داعمة بقوة 
عاد زياد مساءا الى الشقة بعدما أوصل والدة زينة وأختها الى منزلهما 
وجد زينة ما زالت في انتظاره رغم تأخر الوقت حيث نهضت من مكانها ما إن دلف الى داخل الشقة لتهتف بجدية 
ممكن نتكلم شوية 
اومأ برأسه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة رخيمة
خير !
تحدثت زينة بجدية 
انت بجد هددت بابا عشان يخليك تاخد ماما ومريم معاك 
زفر زياد نفسا قويا ثم قال
 

 


انا حاولت معاه بالحسنى انوا يسيبهم يجوا معايا ولما رفض هددتوا 
ليه يا زياد ! ليه عملت كده !
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بهدوء جلي 
كان لازم اعمل كده مكانش ينفع تفضلي محرومة منهم 
صمتت ولم ترد ليقترب منها ويهتف بجدية 
اللي حصل ده عشانك انتي لازم تدافعي عن حقك يا زينة إنتي مأجرمتيش اللي حصل ڠصب عنك 
ردت بنبرة خاڤتة 
بس الناس مش هتفهم كده ولا هيراعو ده 
حاول إقناعها بوجهة نظره فقال بنبرة قوية 
زينة مش كل الناس سيئة  ولا كل الناس هيحكموا عليكي بالظلم 
اذا كان علي حكم عليا بالظلم ورفض يسمعني  هتوقع ايه من باقي الناس 
قالتها بۏجع ما زال يسيطر عليها ليرد بحيادية 
بردوا مش كل الناس هيظنوا السوء فيكي 
يعني لو كنت مكان علي كنت صدقتني 
سؤالها جاء مفاجئا لكنه رد بسرعة وتأكيد 
اكيد يا زينة انا عمري مكنت هشك فيكي 
بس انت شكيت انوا الطفل مش ابن علي !
قالتها بنبرة معاتبة ليقول بجدية 
ساعتها كنت متعصب منك وعايز أعاقبك بأي شكل حطي نفسك مكاني هتعملي كده وأكتر 
أومأت برأسها متفهمة فهو معه الحق في كل ما فعله  لولاها ما كان ليخسر أخيه الوحيد ويظل طوال حياته يعاني بسببها ليتها لم تفعل ما فعلته  ليتها فقط 
حل الصباح مجددا  نهض زياد من فوق فراشه وهو يتثائب واضعا كف يده على فمه  اتجه نحو الحمام وأخذ دوشا سريعا قبل أن يخرج منه وهو يجفف شعره بالمنشفة  
ارتدى ملابسه العمليه وسرح شعره ثم وضع عطره المفضل وخرج من غرفة نومه ليجد زينة في المطبخ تجهز مائدة الطعام 
صباح الخير 
قالها زياد وهو يجلس على الطاولة لترد زينة عليه بإبتسامة واسعة 
صباح النور 
ثم جلست أمامه وبدئا في تناول طعاميهما حينما رن هاتف زياد فجأة ليحمله فيجد منتصر يتصل به يخبره قائلا 
زياد انت لازم تجي حالا أبوك سحب منك إدارة الشركة وجمد كل أرصدتك في البنوك 
انتفض زياد من مكانه غير مصدقا لما يسمعه لتنهض زينة بدورها من مكانها وتهتف به بقلق 
خير يا زياد ! حصل ايه 
أغلق زياد الهاتف مع منتصر وقال لها 
مفيش حاجة يا زينة بس لازم اروح الشركة حالا 
ثم خرج من الشقة دون أن ينتظر ردا منها 
في الشركة 
دلف زياد الى مكتبه سابقا ليجد والده ورنا هناك  تقدم نحويهما بملامح تتسم بالشړ وقال بلهجة حادة 
بابا ممكن نتكلم لوحدنا شوية !
أشار الأب الى رنا قائلا 
سيبينا لوحدنا يا رنا 
بس 
حاولت رنا أن ترفض الخروج إلا أن الأب قاطعها بحسم 
سيبينا لوحدنا من فضلك 
خرجت رنا على مضض من المكان بينما الټفت الأب نحو زياد قائلا 
اقعد مستني ايه !
رد زياد 
انا مش جاي عشان اقعد انا جاي عشان افهم  افهم ليه عملت كده  ليه سحبت إدارة شركاتك مني !
رد الأب بعدما جلس على الكرسي الذي يترأس المكتب 
يمكن عشان أفوقك وأعرفك حجم غلطك 
غلطي  فين هو غلطي ! 
قالها زياد پغضب مكتوم ليقول الأب بجدية 
انا سكتلك وسبتك تتصرف بمزاجك لما قررت تحميها لكن توصل انك تتجوزها فده مش هيعدي بالساهل  انت ابني الوحيد دلوقتي ومش هسيبك تدمر حياتك وتدمرنا معاك عشان كده كان لازم أحطلك حد قبل متعمل حاجة ټندم عليها 
انا بحب زينة جوازي منها كان هيتم بكل الاحوال 
انت ناسي دي عملت ايه !
صړخ الأب بها پغضب ليرد زياد 
لا مش ناسي وانت برضوا متنساش امي عملت فيها ايه 
انا مكنتش موافق عاللي عملته أمك 
عارف يا بابا 
بس دي كانت سبب فمۏت أخوك عايز أسمحلك تتجوزها ازاي !
زفر زياد نفسا عميقا وقال بجدية 
انا عارف انوا الموضوع مش سهل بس 
رد الأب بهدوء 
انت لازم تطلقها 
مستحيل 
قالها زياد بحسم ليردالأب بقوة 
وانا مستحيل اقبل بجوازك منها 
ابتسم زياد بمرارة قبل أن يومأ برأسه متفهما وهو يخرج من الشركة 
دخل زياد الى شقته لتقفز زينة من مكانه وتتجه نحوه مسرعة تسأله بلهفة 
ها عملت ايه !
أجابها ببرود 
ابويا سحب ادارة الشركات مني 
عشان اتجوزتني مش كده !
قالتها زينة بحزن ليومأ برأسه فتقول هي بحسم 
طلقني يا زياد 
نعم انتي بتقولي ايه !
قالها زياد بعدم تصديق لتكمل زينة بأسى 
انا متستحقش الټضحية الكبيرة منك يا زياد 
نظر إليها بعدم فهم لتهتف بما خبئته داخلها طويلا 
زياد انا عارفة اني مبخلفش  انا اتجوزتك عشان
انتقم من والدتك ورنا  
والصدمة سيطرت عليه من جميع الجوانب  هي تعلم أنها لن تنجب ولن تصبح أما بل واستغلته أيضا لتحقيق انتقامها 
الصدمة كانت قوية بالرغم من كونه توقع أن هناك سببا أساسيا وراء قبولها الزواج منه ولكن لم يتوقع أن ان يكون السبب هو رغبتها بالإنتقام من والدته ..
لقد اتخذته اداة لإنتقامها واعترفت بهذا بكل بساطة ..
قالت زينة أخيرا محاولة اخراجه من صمته الذي يؤلمها بشدة 
متفضلش ساكت كده قول أي حاجة يا زياد ..
رمقها بنظراته الجامدة قبل أن يهتف بفتور 
هقول ايه ..! انا خلاص اتعودت عالصدمات من ساعة معرفتك ..
أدمعت عيناها وهي تعتذر بشدة 
زياد انا اسفة والله ..
قاطعها بهدوء 
متعتذريش يا زينة .. كفاية لحد كده ..كفاية بجد ..
يعني ايه ..!
سألته بتوجس ليشرح لها مقصده 
يعني علاقتنا بقت مستحيلة واستمرار جوازنا ملوش لزمة ..
انت هتطلقني ..!
سألته بنبرة مشتتة ليومأ برأسه قبل أن يقول بجدية 
بس مش دلوقتي ..
أمال امتى ..!
سألته بحزن مكتوم ليرد بوضوح 
لما أضبط كام حاجة ... وأطمن عليكي الأول ..
أغمضت عينيها پألم شديد قبل أن تفتحها ثم تتقدم نحوه وتهتف بترجي 
زياد .. ارجوك اديني فرصه واحدة أشرحلك اسبابي ..
تشرحي ايه يا زينة ..! خلاص معادش فيه حاجة ممكن تشرحيها .. ثانيا انتي زعلانه ليه لتكوني بتحبيني وأنا مش عارف ..! أو يمكن مش عايزة تخسري الرجل الوحيد الي هيرضى بيكي بعد اللي حصلك ..!
تشنجت ملامحها كليا وهطلت الدموع من عينيها بغزارة هي السبب .. هي من جعلته يفكر بها بهذه الطريقة ..
كلامه صفعها وبقوة .. كيف يظن بها هكذا .. بل كيف يراها بهذا السوء ..
تحركت راكضة نحو غرفتها تاركة إياه يتابعا بملامح حزينة قبل أن يجلس على الكنبة ويجري اتصالا سريعا بوالده ...
يخبره بسلاسة 
انا هعملك كل اللي انت عايزه بس مش دلوقتي هطلقها بعد ما أتأكد من سلامتها ..
دلفت زينة الى غرفتها وهي بالكاد تكتم شهقاتها .. جلست على سريرها تبكي بشدة .. 
حملت هاتفها وقررت أن تتصل بنور هي صديقتها الوحيدة وكل ما تبقى لها ..
لا تثق بأحد سواها ..
ضغطت على زر الإتصال بعدما وجدت رقمها ليأتيها صوت نور الناعس 
زينة اخبارك ايه يا حبيبتي ..!
جاءها صوت زينة الباكي وهي تهتف بشهقات متتالية 
انا مش كويسة يا نور ...
انتفضت نور من مكانها وسألتها بقلق شديد 
مالك يا زينة ..! حصل ايه يا حبيبتي ..!
أجابتها زينة من بين دموعها 
زياد هيطلقني يا نور هيسبني خلاص .. 
ليه ..! حصل ايه ..!
سألتها نور بحزن لترد زينة بۏجع وهي مستمرة في بكائها 
عشان اعترفتله إني اتجوزته وأنا عايز أنتقم من أمه ..
ليه يا زينة ..! ليه كده ..!
ڼهرتها نور بضيق قبل أن تنتبه لما فعلته وسط بكاء زينة الذي إرتفع لا إراديا لتكمل نور بأسف 
والله اسفة بس ليه عملتي كده .. 
سردت لها زينة ما حدث عن طلب والد زينة منه أن يطلقها وإلا سوف يسحب ادارة الشركة منه ..
حتى لو يا زينة انت تقوليله ليه إنك اتجوزتيه عشان ټنتقمي منه ..!
أجابتها زينة بصدق 
مكنتش عايزاه يخسر مستقبله وشركته بسببي ويخسر أهله كمان ..
بس ده مش معناه إنك تخسري الشخص الوحيد اللي ساعدك واهتم بيكي وصدقك ..
كانت نور تتحدث بصراحة تامة وهي تشعر أن زينة تتصرف تبعا لعواطفها لتجد زينة ترد عليها 
امال كنت هعمل ايه ..! أسيبه يخسر كل الي حواليه ..!
زفرت نور نفسها ثم قالت بجدية 
اللي حصل حصل خلاص المهم دلوقتي تقوليلي انتي عايزة تنفصلي عنه ولا لأ ..!
صمتت زينة لوهلة تفكر في حديث نور هل تريد هي الإنفصال عن زياد والبدء لوحدها من جديد ..! أم تريد البقاء معه..!
وجدت نفسها تجيب بعد تفكير ليس بطويل 
مش عارفة يا نور بس انا حابة وجوده جمبي .. حاباه اوي ..
ابتسمت نور وقالت 
زينة انتي شكلك بتحبيه او عالاقل معجبة بيه ..
توترت ملامح زينة لا إراديا وقالت 
لا طبعا مش بحبه اكيد مش بحبه ..
ليه اكيد ..! واثقة ليه ..!
ردت زينة بمنطقية 
عشان انا لسه بحب علي ..
بس ممكن تنسيه وتحبي زياد لو إديتيه فرصة ..
بس ..
قاطعتها نور بنبرة جادة 
انتي حابة جوازك منه يستمر ..! لو حابة انوا جوازك منه يستمر يبقى انتي عالأقل معجبة بيه 
تنحنحت زينة قائلة 
ممكن بردوا ...
لا مش ممكن ده اكيد ..
قالتها نور بتأكيد لتسألها زينة 
طب هعمل ايه دلوقتي ..!
أجابتها نور بجدية 
لو عايزة جوازك منه يستمر يبقى تقربي منه وتثبتيله إنك عاوزاه ... ولو مش حاباه يستمر يبقى هو أخد القرار نيابية عنك ...
قالت زينة بحسم 
تمام انا لازم أقعد مع نفسي وأفكر الأول وأشوف انا عايزة
 

 


ايه بالضبط وساعتها هعمل المستحيل عشان أحقق اللي انا عايزاه ...
خرجت زينة من غرفتها بعدما فكرت طويلا في القرار الذي سوف تتخذه ..
كانت ترتدي بيجامة زهرية قصيرة بعض الشيء وتضع المكياج الناعم على وجهها أما زياد فكان يجلس على الكنبة يتابع أحد الأفلام الأجنبية بشرود ..
جلست زينة بالقرب منه دون أن يلتفت لها أو ينظر إليها بينما ظلت زينة صامتة تراقبه من بعيده بتشتت ..
في تلك اللحظة شعرت بقلبها ينبض پعنف تجاهه .. نبضات افتقدتها منذ وقت طويل .. او ربما لم تشعر بها من قبل ..
أخذت تتأمله وتتأمل وسامته بإعجاب شديد ...
ثم أخذت تتذكر جميع تصرفاته معها منذ أول لقاء جمعهما سويا ..
كل شيء مر أمامها كشريط طويل جعلها تتأكد من كونها تريده معها .. يبقى بجانبها فهو الرجل الوحيد الذي سوف تأتمنه على روحها وقلبها ..
كيف لا وهو الذي أنقذها من المۏت والچحيم وكل سوء ..!
تنحنحت مصدرا صوتا يدل على وجودها فإلتفت نحوها يسألها بحيرة 
فيه حاجة ..!
ردت بجدية 
تحب أعملك حاجة ..!
هز رأسه نفيا وهو يعاود النظر الى التلفاز ليتفاجئ بها تنهض من مكانها وتغلق التلفاز قبل أن تقترب منه وتهتف بجدية 
اسفة إني قطعت الفيلم عليك بس لازم نتكلم شوية ..
رمقها بنظرات مستاءة قبل أن يقول بهدوء 
خير عايزة ايه ..!
أجابته وهي تجلس بجانبه 
عايزة أقولك إني أسفة على كل حاجة عملتها .. اسفة إني استغليتك للحظة عشان أنتقم منك .. انا والله عملت كده لما عرفت الحقيقة .. زياد انا خسړت كل حاجة حتى فرصتي بأني أكون أم ..
تطلع إليها بشفقة رغما عنها خاصة حينما لاحظ الدموع التي تجمعت داخل عينيها لتكمل بإختناق 
أي حد مكاني كان هيفكر ينتقم بعد كل الظلم اللي شافه .. صح ولا أنا غلطانه ..!
أومأ برأسه وهو يدرك أن معها كل الحق .. واحدة مرت بكل ما مرت به هي ستفعل أكثر من هذا بمراحل .. 
وجدها تمسك يده وتقول بنبرة ضعيفة 
سامحني يا زياد انا مليش غيرك ..
ربت على يدها وقال 
حتى لو سامحتك يا زينة ده مش هيغير حاجة من كلامي اللي قلته احنا لازم نتطلق ..
هزت رأسها نفيا والدموع اللاذعة أخذت طريقها على وجنتيها 
لا يا زياد متطلقنيش أرجوك ..
ثم رمت نفسها بين ذراعيه لينصدم بشدة من فعلتها ..
لحظات قليلة أخذت تشهق باكيه بصوت عالي بينما أحاطها هو بذراعيه ...
في صباح اليوم التالي ..
خرجت رنا من الفيلا لتتفاجئ بحاتم ينتظرها في الشارع أمام سيارته ...
اقتربت منه بخطوات سريعة وهتفت بضيق 
انت بتعمل ايه هنا يا حاتم ..! عايز ايه ..!
عايزك ..
هكذا يعترف بسهولة وكأنها قطعة أرض او سيارة ينوي شرائها ..
انت فاكرني ايه ..! لعبة تاخذها وقت متحب ...!
قاطعها وهو يهز رأسه نفيا 
متقوليش كده انتي حياتي كلها يا رنا ..
توترت ملامحها كليا وهي تستمع لما قاله رغما عنها تأثرت مشاعرها الأنثوية بحديثه ..
شعر هو بتوترها فأكمل بهدوء 
انا بحبك يا رنا واسف على كل حاجة عملتها .. بس انتي بردوا اللي تخليتي عني وسيبتيني فنص الطريق ...
قالت بوهن 
ارجوك يا حاتم متفتحش الماضي من جديد ..
أمسك كف يدها وقال 
مش هفتحه يا روح حاتم بس انتي لازم تساعديني انساه رنا انا لسه بحبك ... 
بجد ..!
أومأ برأسه وأكمل 
بجد ..! انا حتى سافرت واشتغلت وفتحت شركتي الخاصة عشانك .. مش انتي كنتي عايزاني اعتمد على نفسي ..!
أومأت برأسها وهي تقول 
اكيد يا حاتم انا دايما كنت بنصحك بكده ..
هخطبك امتى يا رنا ..!
سألها بنبرة جادة لتتسع عينيها وهي تهتف بعدم تصديق 
تخطبني ..!
أومأ برأسه لتتسع ابتسامتها لا اراديا وهي تؤكد أن هذه فرصتها سوف ټنتقم من منتصر حينما ترتبط بأخر أفضل منه بمراحل .. أخر يرى فيها الدنيا بأكملها ..
وجدت نفسها تومأ موافقة له على طلبه ليبتسم هو بإنتصار فهاهو قد نال رنا الجميلة كما اراد وتمنى ..
هاجي أخطبك امتى ..!
سألها بجدية لترد بهدوء 
وقت متحب ...
بكره كويس ..!
سألها لتجيبه 
خليها بعد بكره عشان اكون بلغت ماما وبابا هيفرحوا أكيد ..
هز رأسه موافقا وهو يحتضنها من كتفيها ويهتف بها 
ايه رأيك نروح نقضي كم ساعة فشقتنا ..!
انت لسه محتفظ بيها ..!
سألته بذهول ليرد بجدية 
مكانش ينفع ابيعها .. دي فيها كل ذكرياتنا ..
ابتسمت بحماس غير مصدقة أنها وجدت من يحبها بهذا الشكل نعم كانت تعرف أنه يريدها پجنون وأخبرها بهذا مرارا مسبقا لكنها لم تتوقع أن يستمر حبه لها طوال هذه السنين .. هتفت أخيرا بجدية 
الشقة دي مش هندخلها الا بعد الجواز انت فاهم ..
ابتسم بسخرية قبل
 

 


أن يومأ برأسه ويقول 
زي ما تحبي ..
أوقف زياد سيارته أمام أحد المطاعم الشهيرة ..
هبط منها وتقدم متجها الى داخل المطعم ليجد ماجد في انتظاره ...
تقدم نحوه وجلس أمامه وقال دون أن يلقي التحية 
كويس انك جيت وسهلت عليا مواضيع كتير ..
قال ماجد بهدوء غريب 
انا كنت مستني اليوم اللي تطلب فيه إنك تشوفني لأني متأكد إنك مش هتعدي اللي عرفته بالساهل.. بص أنا ندمان .. ندمان على كل اللي عملته ..
قاطعه زياد بحدة 
والندم ده هيفيدني بإيه ..! هيرجع علي أخويا اللي ماټ بسببك ..! ولا هيرد لزينة مراتي شرفها وسمعتها ..!
مراتك ..!
قالها ماجد بعدم تصديق ليهز زياد رأسه وهو يقول 
اتجوزتها يا ماجد انت عارف احساسي ايه دلوقتي وانا شايفك قدامي .. نفسي أقطعك بسناني بس ماسك نفسي عشان زينة ..
ابتلع ماجد ريقه وأكمل بخفوت 
انا عارف غلطي ونادم جدا .. نفسي أعمل أي حاجة عشان أكفر عن ذنبي ..
هتعمل .. هتعمل كتير اوي وبردوا مش هتكفر عن ذنبك ..
تراجع ماجد الى الخلف وسأله 
عايز ايه بالضبط ..!
اجابه زياد 
تعترف بكل اللي عملته وتقول على اسماء اللي معاك ..
قاطعه ماجد بإنفعال 
اللي معايا واحد ماټ والتاني اټشل ..
بس انت لسه زي مانت ..
قالها زياد بسخرية ليقول ماجد بترجي 
ارجوك انا تبت والله العظيم .. تبت ومش ناوي اعمل حاجة ..
صرح به زياد پقهر 
ده مش هيغير حاجة من اللي حصل ولا هيرجع حق زينة وعلي ...
أغمض ماجد عينيه بوهن وقد بدأت الدموع تهطل منهما بغزارة ليبتسم زياد بۏجع وهو يقول 
بټعيط ..! مانت لازم ټعيط ..
زياد انا خطبت من فترة .. خطبت انسانه بحبها جدا .. 
حل الصمت المطبق بينهما ليهتف زياد اخيرا 
و عايز مني ايه ..! أباركلك مثلا ...!
تنهد ماجد بمرارة وقال 
انا عايز تديني فرصة واحدة .. فرصة أثبت فيها إني تغيرت ..
وسمعة زينة .. ! واخويا علي ..! انت لازم تدفع تمن غلطك .. انت فاهم ... وحط فدماغك حاجة مهمة .. بلاش تفكر تهرب مني لأني مش هرحمك ساعتها .. 
قال زياد كلماته الاخيرة ونهض من مكانه متجها الى خارج المطعم تاركا ماجد لوحده يعاني الحسړة والندم ..
في صباح اليوم التالي 
أوقف ماجد سيارته أمام العمارة التي تقطن بها زينة ... هبط منها واتجه الى داخل العمارة وتحديدا الى الشقة التي تعيش فيها بعدما سأل بواب العمارة عن رقم شقتها ...
أمام باب شقتها وقف ماجد مترددا قبل أن يضغط على جرس الباب ..
فتح زياد الباب له بعد لحظات لينصدم بشدة من وجوده أمامه فيظهر الڠضب جليا على ملامح وجهه ..
تحدث زياد بصوت عالي غاضب 
انت بتعمل ايه هنا وعاوز ايه ..!
رد ماجد بجدية 
عايز اتكلم معاك ومع زينة ..
في نفس اللحظة خرجت زينة من غرفتها واتجهت نحو الباب لتنصدم بماجد أمامها ..
غمغمت بعدم تصديق 
ماجد ..
قبل أن تهتف بسرعة 
انت عاوز ايه ..!
زينة ارجوك انا محتاج اتكلم معاك .. محتاج اعتذر منك .. محتاج اعمل حاجات كتير ..٠
هزت زينة رأسها نفيا والدموع جرت على وجنتيها ثم قالت بتوسل 
ارجوك انا مش ناقصة كفاية اللي حصل لحد دلوقتي ..
زينة انا اسف .. انا والله ندمت .. وتغيرت ..
ظلت زينة تنظر إليه بنظرات غير مصدقة والدموع ما زالت تجري على وجنتيها بينما هتف زياد بحدة 
كلامك ده مش هيغير حاجة يا ماجد انا لازم تتعاقب .. 
اومأ ماجد برأسه متفهما وقال 
انا عارف اني لازم اتعاقب بس انا جيت هنا عشان اعتذر من زينة وأقولها اني عمري متمنيت يحصل فيا كده .. زينة انا اسف .. اسف اوي .. سامحيني ارجوك ..
وقف ماجد أمام منزل خطيبته ريم ينظر إليه والدموع تملأ عينيه ..
لقد اتخذ قراره النهائي سوف يسلم نفسه الى الشرطة ويعترف بكل شيء ..
لا يوجد امامه حل أخر .. فهو يستحق نهاية كهذه ...
فقط كل ما يريده أن يودع ريم قبل أن يرحل ويسلم نفسه ..
أجرى إتصالا هاتفيا بزياد الذي أجابه فورا فأخبره قائلا بجدية 
انا هسلم نفسي يا زياد وهعترف بكل حاجة للشرطة ...
جاءه رد زياد البارد المتوقع 
دي تبقى الحاجة الوحيدة الكويسة اللي عملتها فحياتك ..
أغلق ماجد الهاتف في وجهه ثم اتجه نحو المنزل .. ضغط على جرس الباب بتردد لتفتح ريم له الباب كما توقع ..
ابتسمت له فخفق قلبه لإبتسامتها تلك ..
منحها ابتسامة مټألمة وقال بلهجة خاڤتة 
ازيك ..!
أجابته بخجل 
كويسة الحمد لله .. 
ثم أكملت 
اتفضل ..
ريم انا عايزك فموضوع مهم ..
ارتجف قلبها لتلك النبرة الباردة التي
 

 


سمعتها في صوته ..
نبرة تختلف عن تلك النبرة الدافئة الذي اعتادت سماعها منه ..
تحدثت أخيرا بلهجة هادئة 
خير يا ماجد ..! فيه ايه ..!
حل الصمت المطبق بينهما للحظات .. صمت قطعه بنفسه وهو يهتف بها 
انا قبل ما اعرفك يا ريم كنت انسان مختلف تماما عن دلوقتي .. انسان ملوش هدف فالحياة .. انسان حياته عبارة عن علاقات غير شرعية وسهرات وشرب ..
انت بتقول ايه ..!
همست بها ريم بنبرة مرتجفة ليومأ برأسه وهو يكمل بخجل وخفوت 
انا عملت حاجات كتير اووي سيئة .. حاجات صعب تتصوريها .. بس أسوأ حاجة عملتها إني اعتديت على بنت بريئة كل ذنبها إنها رفضتني ...
اتسعت عيناها پصدمة شديدة .. لم تستوعب ما قاله فوجدت نفسها تصرخ به بصوت عالي 
اسكت .. اسكت ومتكملش .. كفاية ارجوك ..
ثم أكملت بدموع لاذعة وقلبها أخذ ينبض پعنف وۏجع 
عملت كده ليه ..! خطبتني ليه ..! وليه اعترفت دلوقتي ..! انت ازاي تعمل كده ..! ازاي جالك قلب تخدعني ..
هطلت دموعه من عينيه بغزارة بينما اكملت هي بنفس الصوت المټألم 
حرام عليك انا عمري مهسامحك ..
همت بالتحرك عائدة الى المنزل لكنه أوقفها بسرعة 
انا هسلم نفسي للبوليس يا ريم ...
رمقته بنظراتها الباكية قبل أن تنقض عليه وتضربه على صدره پعنف 
ليه عملت كده ..! ليه ډمرت نفسك ودمرتني معاك ..!
أوقفها أخيرا وقال بعدما هدئت بين ذراعيه 
سامحيني .. سامحيني يا ريم وادعيلي .. ادعيلي ومتنسينيش ..
ما إن أغلق زياد هاتفه مع ماجد حتى وجد زينة تقترب منه وتسأله بقلق 
انا سمعتك بتكلم ماجد .. هو حصل ايه ..!
أجابها بجدية 
انا مش حكيتلك على كلامنا سوا امبارح ..!
اومأت برأسها وقالت 
ايوه حكيت..
رد بجدية 
كلمني دلوقتي وبيقول إنوا هيسلم نفسه للبوليس ويعترف بكل حاجة ..
ارتجف قلب زينة ما إن سمعت ما قاله بينما اكمل زياد 
اللي عرفته من رجالتي للي بيراقبوه انه كان موجود قدام بيت خطيبته وبعدها كلمني على طول ..
بيودعها يعني ..
هتفت بها زينة بنبرة حزينة ليومأ زياد برأسه ويقول ساخرا 
شكله كده باين عليه بيحبها جدا ..
صمتت زينة ولم تعلق بل أخذت تفكر بماجد وندمه الواضح خاصة حينما اعترف لزياد بكل سهولة بكل شيء ..
اتجهت أفكارها بعدها نحو خطيبته التي تبدو بريئة للغاية ..
مسكينة كيف ستتحمل صدمة كهذه بل وكيف ستتصرف معها ..!
نظر إليها زياد فوجدها شاردة ويبدو أنها تفكر في شيء هام للغاية ..
سألها 
مالك يا زينة ..! بتفكري بإيه ..!
نظرت إليه زينة بتوتر وقالت فجأة 
احنا لازم نلحق ماجد قبل ميسلم نفسه ..
صړخ بها زياد بعدم تصديق 
انتي بتقولي ايه ..!
هيعدموه يا زياد وانا مش هقبل انوا حد تاني ېموت بسببي ..
رد زياد بقوة 
ولا انا هقبل اني اتنازل عن حق اخويا علي .
تجمد زياد في مكانه محاولا استيعاب كلماتها ..
هل جنت لتقول شيئا كهذا ..! 
هل استوعبت ما تفوهت به ..!
إنها تطلب منه العفو عن مغتصبها ..
زينة انتي واعية للي بتقوليه ..!
سألها مصډوما مما تقوله لتومأ برأسها وهي تقول بتأكيد
ايوه يا زياد انا مش هستحمل اتسبب بمۏت شخص تاني حتى لو كان الشخص اللي اڠتصبني ..
أشاح بوجهه بعيدا عنها غير مستوعبا بعد لكل هذا الهراء الذي تتفوه به .. لقد جنت تماما ..
عاد بوجهه ناحيتها وهتف بنفاذ صبر 
زينة ده اغتصبك واتسبب بمۏت علي ..
كانت نبرته قوية صارمة لتقترب منه وتحتضن وجهه بكفيها بينما هو يحاول ابعاد وجهه عنها ..
ثبتت وجهه بكفيها وقالت بنبرة مترجية بينما تنظر الى عينيه بثبات 
بس تاب تاب يا زياد وربنا تواب رحيم ..
بس احنا بشړ يا زينة مش هنقدر نغفر زي ربنا ..
نظرت إليه بعجز وقالت 
ارجوك يا زياد عشان خاطري ..
أغمض زياد عينيه بتعاسة ثم ما لبث ان فتحها واخرج هاتفه من جيبه متصلا بماجد ..
جاءه صوت ماجد يقول بحذر 
انا فطريقي لمركز الشرطة .. 
تعال عندنا حالا فيه حاجة مهمة لازم نتكلم عنها ..
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن يهتف ماجد بقوة 
جاي حالا ..
وبالفعل وصل ماجد بعد مدة قصيرة اليه فوجدهما في انتظاره ..
قال زياد مشيرا اليه 
زينة عايزة تتكلم معاك يا ماجد ..
ارتبك ماجد كليا وهو ينظر إليها والى ملامحها الحزينة قبل أن يهتف بها بتوتر 
اتفضلي يا زينة سامعك ..
عمري متخيلت اني هقف الوقفة دي او حتى اقول الكلام ده .. بس خلاص انا اقتنعت باللي بعمله .. ومش حابه اتحمل ذنب حد تاني ..
نظر اليها ماجد بحيرة ثم سألها بعدم فهم 
انتي عايزة تقوليلي ايه ..!
ردت زينة بجدية 
بلاش
 

 


تسلم نفسك للبوليس يا ماجد انا مش مستعدة اتحمل ذنب موتك ..
جحظت عيناه پصدمة مما سمعه هل هي واعية لما تقوله ..! 
إنها تخبره ألا يسلم نفسه للشرطة .. 
تطلب منه شيئا غريبا كهذا ..
انتي بتقولي ايه يا زينة ..! 
قاطعه زياد بنفاذ صبر 
اللي سمعته زينة مش عايزاك تسلم نفسك للبوليس ..
أخفى ماجد وجهه بكفيه للحظات قبل أن يبعدهما عن وجهه فتطفر الدموع من عينيه بغزارة ...
هطلت دموع زينة من مقلتيها هي الأخرى وبدأت تبكي بضعف ..
أما زياد فكان يتابع الموقف بملامح واجمة غير مقتنع بكل ما يحدث ..
تحدث ماجد اخيرا بوهن 
انا لو مهما قلت ومهما عملت مش هقدر أوصفلك احساسي دلوقتي انا عامل زي اللي اتولد من جديد ..
انتي ملاك يا زينة .. ملاك صعب يعيش بينا فالزمن ده ..
لم ترد عليه زينة بل اكتفت بالصمت بينما قال هو بنبرة متعذبة 
انا بقالي سنين بټعذب بسبب ذنبك سافرت وهربت ورجعت هنا تاني وذنبك كان معايا فكل لحظة .. 
تعرفي اني فكرت اصحح غلطي واتجوزك بس مقدرتش ..
قاطعه زياد پغضب وهو يهم بضربه 
انت بتقول ايه يا بني ادم انت ..
بينما وقفت زينه كفاصل بينهما تمنع زياد من أن يضربه ..
أكمل ماجد غير أبها بزياد ورغبته بضربه 
مقدرتش ابص فعينيكي .. كنت كل ما بحاول اقرب منك بتراجع من الخۏف والضعف اللي جوايا ...
أخذ نفسا عميقا بينما قالت زينة بحسم 
تقدر تروح دلوقتي يا ماجد واعتبر الي كان بينا انتهى ..
هتسامحيني ..
سألها ماجد بنبرة مرتجفة لتقول بۏجع وهي تمسح دموعها بأناملها 
صعب اسامحك اللي عملته فيا مش سهل يا ماجد .. 
ابتسم بمرارة قبل ان يقول بتفهم 
انا عمري مهنسى اللي عملتيه وهفضل طول عمري ممتن ليكي ..
هنا تدخل زياد في الحوار 
الكلام لسه مخلصش يا ماجد انت ملزوم تعترف ببراءة زينة قدام اهلها واهلي وكل الي عرفوا باللي حصل ..
اومأ ماجد رأسه بلهفة وقال بسرعة 
موافق بس ممكن تستنوا عليا يومين بس ...
هز زياد رأسه وقال بإقتضاب 
ماشي ..
ثم اكمل 
تقدر تروح دلوقتي واتمنى اني مشوفش وشك تاني الا لما اطلبك ...
اوقف ماجد سيارته امام منزل ريم ..
هبط منها وأخذ نفسا عميقا وهو يفكر أنها المرة الاولى التي يشعر بها براحة كهذه ...
بالرغم من كونه يريد الحصول على العفو الكامل من زينة حتى يتنسى له ان ينام مرتاح البال ..
تطلع الى باب منزل ريم وهو يخطو خطوة ويؤخر خطوة اخرى .. 
يريد رؤيتها وإخبارها بما حدث لكنه خائڤ ومذعور من ردة فعلها ...
تنهد بعمق وهو يسير بخطوات بطيئة نحو الباب ويطرق عليها بخفة لتفتح له ريم الباب وتنظر اليه بحزن قبل أن تسأله ببرود قاومت كثيرا كي يظهر جليا على ملامح وجهها 
مسلمتش نفسك ليه..!
ممكن نتكلم ..!
سألها ماجد بنبرة حزينة لترد بسرعة 
عايز تقول ايه يا ماجد ..! اظن كل الكلام اللي بينا انتهى ..
زينة منعتني اسلم نفسي للبوليس ..
حل الصمت المطبق بينهما لحظات قطعتها وهي تقول 
وجاي بتقولي الكلام ده ليه ..! 
رد بجدية 
عشان تديني فرصة زي ما زينة عملت وتغفريلي غلطي يا ريم ..
مستحيل .. مستحيل اغفرلك يا ماجد .. انت اغتصبت واحدة .. عارف يعني ايه اغتصبت ..!
تطلع اليها بحزن وقال برجاء خالص 
ارجوك يا ريم سامحيني المرة دي بس ...
لا يا ماجد متحاولش .. الموضوع مش سهل .. انا مش قادرة اتقبلك ... حقيقي مش قادرة اتقبلك لما افتكر اللي عملته 
يعني ايه ..! مفيش امل .!
اومأت برأسها وقالت بحسم 
انساني يا ماجد .. انساني من فضلك وابعد عن حياتي ..
أغمض عينيه بۏجع ثم فتحهما وابتسم بوهن قبل أن يبتعد عنها ويتجه نحو سيارته وهو يفكر ان الحياة عادلة للغاية فهو قد خسر حب حياته وانتهى امره عند هذا الحد ...
جلست زينة بجانب زياد وهتفت بتساؤل 
انت زعلان مني ..!
لم ينظر إليها وهو يجيبها بقوة 
لا مش زعلان ..
ردت زينة بحيادية 
صدقني انا مرتاحة كده عمري مكنت هرتاح لو سبته يسلم نفسه للبوليس ..
انتي ازاي طيبة كده ..!
اڼصدمت من سؤاله ثم اجابته 
انا طيبتي عادية يا زياد انا بس بعد اللي مريت بيه مبقتش اتمنى المۏت لاي حد حتى عدوي ..
صمت زياد ولم يرد فهمست له بدورها 
زياد اتمنى إنك متقساش عليا الحياة كلها متستاهلش ده متستاهلش اننا نزعل ونحقد على حد ..
رغما عنه ابتسم زياد بحنو قبل أن يقبل رأسها ويضمها نحوه ..
بعد مرور يومين ..
وقف كلا من زياد وزينة أمام شقة عائلة زينة ينويان الولوج الى الداخل ..
كانت زينة مذعورة من فكرة رؤية والدها
 

 


من جديد ..
تخاف من أن ېؤذيها مجددا رغم إدراكها أنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئا بوجود زياد لكن تكفيها كلماته التي تسم بدنها وتحقر من شأنها ..
شعر زياد بتوترها فأمسك بكف يدها يدعمها بقوة قبل أن ينظر اليها ويهتف بتساؤل 
مستعدة ..! 
اومأت زينة برأسها بإرتباك ليضغط زياد على جرس الباب فيفتحه والد زينة بعد لحظات وينظر إليهما پغضب واضح قبل ان يهتف بجمود 
خير ..! جايين ليه ..!
كان زياد يعلم ان والد زينة لا يطيقه فهو بنظره من انقذ زينة من براثن أبناء عمومتها وهو من أجبره أن يسمح لوالدة زينة وأختها برؤيتها مستخدما نفوذه وسلطته ..
نظر ماجد الى زياد بتوتر ليتنحنح زياد قائلا بحرج 
احنا جايين نتكلم فموضوع مهم .. يخص زينة ..
رمقه الأب بنظرات حاقدة قبل أن يهتف بنبرة مستاءة 
مفيش كلام بينا ومفيش حاجة تخصها تعنيني .. انا اتبريت منها خلاص ..
في نفس اللحظة تقدمت والدة زينة منهم وهي تهتف بقوة 
إدي الراجل فرصه يتكلم يمكن عايز يقول حاجة مهمة ..
ادخلي انتي جوه ومتخرجيش من غير اذن ..
قالها الأب بصرامة لتنظر والدة زينة الى ابنتها بتوتر فتمنحها زينة ابتسامة شاحبة تحاول من خلالها طمأنتها ..
تحدث زياد اخيرا قائلا 
من فضلك اديني فرصة اتكلم واقول اللي عندي .. انا جاي فحاجة مهمة تخصكم .. 
زفر والد زينة نفسا عميقا قبل ان يهتف على مضض وهو يفسح المجال لهما كي يدخلان 
اتفضلوا ..
دلف الاثنان الى الداخل واغلق والد زينة الباب خلفيهما قبل ان يقترب منهما ويهتف بنفاذ صبر 
اتكلم عايز تقول ايه ..!
تطلع زياد الى زينة الواقفة بجانبه وقال بهدوء 
زينة مظلومة يا عمي وانا إتأكدت من ده بنفسي ..
ابتسم الأب ساخرا وهتف ببرود 
الكلام الاهبل ده مبقتش اصدقه .. لاقيلك حاجة غيرها..
نظر زياد الى زينة التي أدمعت عيناها بقوة من موقف والدها وانعدام ثقته بها ثم قال 
الحقيقة انوا زينة تعرضت للاڠتصاب من طالب معاها فالكلية من كام سنه .. والطالب ده اعترفلي بنفسه بده ..
وانا ايه اللي يضمني انك مش بتكدب وتحامي ليها ..!
نظر زياد اليها بذهول وقال 
وانت متخيل اني ممكن اتجوزها وادافع عنها وانا مش واثق انها بريئة ..! انت متخيل اني هدافع عن وحدة مش كويسة ..! انت ازاي بتفكر فيا كده ..!
صمت الأب ولم يعرف ماذا يقول .. هو يشعر بحيرة فمالذي يدفع هذا الرجل للوقوف بجانب ابنته ..! مالذي يجعله مصرا على مساعدتها بهذا الشكل ..! 
تحدثت والدة زينة مساندة زياد في حديثه 
مش قلتلك انوا بنتك بريئة .. ازاي تتخيل انها ممكن تعمل كده ..!
رد الأب بضيق 
حتى لو كانت بريئة هل ده هيغير اللي حصل ..! هيرجعلي شرفي اللي راح ..!
تنهدت زينة وقالت 
لا يا بابا انت كده بتظلمني .. وبتعاقبني على ذنب مليش علاقة فيه ..
لما انتي مش بنت اتجوزتيه ليه ..! وطيتي راسنا ليه ..!
صړخ بها الأب بصوت جهوري عالي بترتجف زينة ړعبا والدموع الحاړقة تأخذ طريقها على وجنتيها ..
أجابته زينة من بين شهقاتها المتتالية 
كنت فاكراه هيسمعني ويصدقني .. هيديني فرصة احكيله اللي حصل .. كنت فاكراه بيحبني ..
احتضنتها الأم بمواساة بينما ازدادت شهقاتها ليقول الأب اخيرا 
كل ده مش هيغير حاجة سمعتنا ادمرت خلاص ..
بابا سامحني ارجوك ..
قالها زينة بترجي وهي تحاول الإقتراب منه ليمنعها الاب بإشارة من يدها وهو يرد بحزم 
متقربيش يا زينة ... صدقيني مش هينفع ..
يعني انت مش مصدق كلام زياد ..!
سألته بنبرة غير مصدقة ليرد 
لا مصدقه بس مش قادر انسى كل اللي حصل لينا بسبب كدبك..
يعني مش هتسامحني ..!
سألته بنبرة غير مصدقة لينظر الأب لها بحزن ويقول 
سيبي الأيام تداوي اللي حصل .. جايز اقدر فيوم انسى ..
اومأت زينة رأسها بتفهم قبل ان تقول لزياد بشحوب 
يلا بينا نروح يا زياد ..
أمسكها زياد من يدها وسار بها خارج الشقة ..
دلف زياد الى الشقة تتبعه زينة ..
اغلقت زينة الباب خلفهما ثم اقتربت منه بملامح حزينة .
زينة احنا لازم نتكلم ..
قالها زياد بنبرة جادة لتتوتر زينة وهي تقول 
اتفضل ..
انا هاسيب البيت ...
ارتعدت اوصالها لما سمعته فسألته بصوت خاڤت مرتبك 
ليه ..!
أجابها بجدية 
اظن بعد ما اهلك عرفوا برائتك مبقاش فيه خطړ عليكي .. وبالتالي جوازنا مبقاش ليه معنى .. ومينفعش يستمر اكتر من كده ..
لا يا زياد متقولش كده ..
قالتها زينة بصوت متحشرج ليرد زياد بوجوم 
انا اسف يا زينة .. بس احنا لازم نطلق ..
وقفت في وجهه تعانده بۏجع 
زياد انا مش عايزة اطلق منك ..
 

 

 

ليه ..! عايزة تكملي خطة اڼتقامك ..!
كان الألم واضحا في نبرته فشحبت ملامحها وهي تهز رأسها نفسا وتخبره بصدق 
لا انا عايزة افضل مراتك يا زياد .. والله مش عشان اكمل اڼتقامي .. انا تراجعت عن موضوع الاڼتقام من زمان .. زياد انا ..
ثم حل الصمت بينهما ليبتسم زياد بسخرية ويهتف بها بغموض 
صدقيني اي كلام هتقوليه ملوش داعي .. انا منكرش اني حبيتك ولسه بحبك بس احنا علاقتنا مستحيلة ...
ليه بتقول كده ..! ليه بتحكم عليا بالإعدام ..!
قالتها بحزن دفين ليرد بقوة 
بلاش أفورة من فضلك انتي حياتك هتكون كويسة وانا هدعمك ..
هطلت دمعة واحدة يتيمة من عينيها قبل أن تهتف اخيرا بجدية 
زياد انا بحبك ..
كانت تتوسله بنبرتها وهي تنطقها أن يصدقها ..
ترجوه ان يشعر بنيران قلبها ..
لا تعرف كيف تجرأت ونطقتها لكن كل ما تعرفه أن قلبها نطقها قبل لسانها ..
لا يا زينة متقوليهاش بلاش تقولي حاجة مش حساها انا ممكن اقبل اي حاجة إلا الشفقة ..
قاطعته بترجي 
مين قال انها شفقة زياد انا بحبك بجد .. بحبك جدا كمان ..
صړخ بها بوهن 
كفاية بقى انتي ازاي كده ..! ازاي ضعيفة لدرجة انك تمثلي الحب عليا لمجرد انك عاوزاني جمبك ..!
تراجعت الى الخلف مصډومة مما قاله .. هل هي ضعيفة ومٹيرة للشفقة الى هذا الحد ..!
هزت رأسها نفيا وقد سقطت دموعها بتخاذل لتهتف اخيرا 
انا مش ضعيفة يا زياد ولا بقول كده عشان عاوزاك جمبي .. انا بحبك ..بحبك وبس ..
اتجه نحو غرفته بجمود بينما جلست هي على الكنبة بوهن ... انتظرته يخرج ليخرج بعد فترة وهو يجر حقيبة ملابسه خلفه نهضت من مكانها واتجهت خلفه لتنادي عليه اخيرا فيلتفت لها مرسلا اليها نظراته المتسائلة فتقول بجدية وقسۏة لا تعرف من أين أتتها 
تطلقني قبل متسيب البيت ..
تصنم في مكانه للحظات غير مستوعبا لما قالته هي تحاول الٹأر لكرامتها بأي طريقة تدعي القوة أمامه ثم ستنهار باكية ما ان يخطو اولى خطواته خارج المنزل .. 
انتي طالق ..
همس بها اخيرا وهو يحاول ان يمنحها ما تريد لتقول أخيرا بقوة 
من النهاردة انت ملكش علاقة بيا لا من قريب ولا من بعيد ..
اومأ برأسه وهو يجاهد كي يحافظ على قناع البرود واللامبالاة أمامها قبل ان ينسحب خارج الشقة لتغلق الباب خلفه وهي تضع يدها على قلبها ..
لقد خسرته في اليوم الذي اكتشفت فيه حبها له لكنها لن تبكي فقد اكتفت من الضعف وعليها التحلي بالقوة ..
بعد مرور عدة أشهر ..
وقفت داخل الحمام تنظر الى اختبار الحمل پصدمة .. هي حامل .. حامل بدون زواج .. كيف ستتصرف ..! 
حاتم يجب أن تتصل به في الحال .. يجب أن تخبره بكل شيء ويجب أن يتزوجها بأسرع وقت ..
خرجت من الحمام مسرعة واتجهت نحو الطاولة لتحمل الهاتف من فوقها وتجري اتصالا سريعا به ..
بعد لحظات جاءها صوت حاتم الناعس وهو يقول 
صباح الخير يا حبيبتي ..
انا حامل ..
قالتها بسرعة مفاجئة لينتفض من نومه وهو يهتف بعدم تصديق 
حامل ازاي يعني ..!
ردت عليه بعدم تصديق مما يقوله 
حامل يا حاتم .. ايه متعرفش يعني ايه حامل ..!
ثم أردفت بعصبية شديدة 
انت هتفضل ساكت كده كتير ..! اتكلم وقول اي حاجة ..
أجابها بسرعة وتوتر 
منا بفكر يا حبيبتي ..
تفكر بإيه ..! انت لازم تتجوزني حالا ..
ابتلع ريقه بتوتر وقال 
اه طبعا يا حبيبتي .. هتجوزك اكيد .. بس لما ارجع من السفر..
سفر ايه يا حاتم ..! انت سافرت امتى ..!
سألته مصډومة فرد عليها بفتور 
سافرت النهاردة الصبح وراجع كمان اسبوع .. وساعتها هتفق مع باباكي نحدد معاد الفرح بأقرب وقت ...
بسرعة يا حاتم انا لو حامل فعلا معناها اني حامل فحوالي ثلاث شهور ..
زفر نفسا قويا ثم قال بهدوء 
تمام يا حبيبتي متقلقيش كله تمام ..
تمام يا حاتم ..
أغلقت الهاتف معه وجلست على سريرها بشرود تفكر فيما حدث ..
هل اخطأت حينما استعجلت وأقامت علاقة مع حاتم ..!
لا تعرف لماذا هناك شيء في داخلها يجعلها لا تثق فيما قاله .. هل سيتزوج بها ..! هل سيفي بوعدها له ..!
نهضت من فوق سريرها واتجهت الى خزانة ملابسها لترتدي ملابس الخروج ... يجب أن تذهب الى الطبيبة وتفهم منها .. 
خرجت من غرفتها متجهة خارج المنزل لتجد والدتها في طريقها والتي سألتها 
رايحة فين يا حبيبتي ..!
أجابتها رنا 
رايحة أقابل واحدة صحبتي ...
اومأت الأم برأسها متفهمة ثم قالت 
متنسيش عشا النهاردة اخوكي ودينا هيتعشوا عندنا ..
اومأت رنا برأسها ثم طبعت قبلة على وجنتي والدتها قبل ان تودعها وترحل ...
دلفت دينا
 

 


الى مكتب زياد لتجده يتابع عمله بتركيز شديد ..
ألقت التحية عليه وقالت بجدية 
لسه بتشتغل ..! 
اومأ برأسه دون رد لتجلس أمامه وهي تقول بإضطراب 
مالك يا زياد ..! شكلك بيقول انك تعبان .. مش كويس .. 
تقصدي ايه ..!
سألها بهدوء لترد بتردد 
بتشتغل طول الوقت وحتى لما بتسيب الشغل بتقعد سرحان شكلك مهموم اووي .. 
توقف عما يفعله وقال بجدية 
الحكاية بس إني بحاول أركز فالشغل وأهتم بيه اكتر ..
بس الشغل ماشي كويس ...
لم يعرف ماذا يقول لها ..
هل يخبرها أنه يعاني من سكرات الحب ..! الشوق ..! الألم ..!
أنه يحتاجها وبشدة ..! يحتاجها قربه..!
لسه بتفكر فيها ..!
وكأن دينا شعرت به وبشوقه وألمه ليتنهد بحرارة ويقول بقلة حيلة 
مش قادر أنساها يا دينا حاولت كتير ومش عارف ..
نظرت إليه بحيرة وقالت بۏجع خفي 
ارجعلها يا زياد طالما بتحبها ارجعلها ..
مينفعش اللي بينا اكبر من الحب .. لا انا هنسى مۏت علي ولا هي هتنسى اللي عملته امي فيها ..
بس كده حرام .. انت بتدمر نفسك ..
قالتها دينا بحزن على حاله الذي يتطور من سيء لأسوأ ..
نظر إليها زياد وقال 
واضح انوا ده مكتوب عليا ولازم أرضى بيه ..
حاولت أن تعدله عن رأيه فقالت بعناد 
متقولش كده انت بتحبها وهي بتحبك ..
قاطعها بضيق جلي 
زينة مبتحبنيش زينة اتعودت على وجودي مش اكتر...
نظرت إليه بعدم اقتناع ليقول وهو ينهض من مكانه 
مش يلا بينا نروح البيت ماما مستنيانا عالعشا ..
نهضت من مكانها وقالت 
تعرف اني مبسوطة اوي انوا علاقتك اتحسنت بيها ..
رد عليها بفتور 
مين قال انها اتحسنت ..! انا بس بحاول ارضي ربنا فيها ..
اومأت دينا برأسها متفهمة بينما سار زياد بجانبها ليرن هاتفه فيجد الشاب الذي أوكل إليه مهمة مراقبة زينة يتصل به ..
ايوه معاك ..
جاءه صوت الرجل وهو يقول 
خرجت من شغلها ورجعت بيتها وبعدها بساعة زارتها وحدة صاحبتها ولسه عندها ..
صاحبتها مين ..
سأله زياد بتعجب ليجيبه الرجل 
والله معرفش ...
طب كويس تقدر تروح انت دلوقتي طالما رجعت البيت خلاص ..
حاضر يا فندم ..
أغلق زياد الهاتف مع الرجل ثم الټفت الى دينا التي سألته 
لسه بتراقبها ..! والله انت بټعذب نفسك ..
يلا بينا يا دينا ..
قالها زياد منهيا الحوار ليسيران سويا متجهان الى منزل زياد ..
كانت زينة تجلس في شقتها مع نور غير مصدقة انها عادت اخيرا من السفر ورأتها ..
بجد مش مصدقة نفسي إنك رجعتي اخيرا ..
قالتها زينة بسعادة جلية لتبتسم نور وهي تحتضن وجهها بكفيها قبل ان تهتف بها 
وحشتيني اوي يا زينة ..
وانتي اكتر يا نور ..
قالتها زينة بفرحة لتكمل نور بتساؤل 
اخبارك ايه ..! احكيلي كل حاجة ..
تحدثت زينة بجدية 
مفيش جديد من ساعة مطلقت وانا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل ..
طب واهلك اخبارهم ايه ..!
أجابتها زينة بهدوء 
كويسين جدا بشوف ماما ومريم دائما بيجوا عندي هنا ...
وأبوكي ..!
ردت زينة بحزن 
لسه زي ما هو ..
واساتها نور 
معلش يا حبيبتي بكره يروق وعلاقتكم تتحسن ..
همست زينة بدعاء 
يارب ..
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تقول نور بتردد 
وزياد اخباره ايه..!
تنهدت زينة وقالت بۏجع 
معرفش حاجة عنه .. من ساعة متطلقنا..
طب هو محاولش يكلمك ..!
هزت زينة رأسها نفيا لتقول نور بحيرة 
طب وانتي محاولتيش تكلميه ..
اكلمه ازاي يا نور بعد مطلقني ..
زفرت نور نفسا عميقا وقالت بجدية 
انتي مش قلتيلي انك بتحبيه ..!
قالت زينة بحرارة 
جدا بس اعمل ايه .. هو مش واثق من حبي ليه ...
ثم أدمعت عيناها لټحتضنها نور وهي تقول لها بترجي 
خلاص بقى متعيطيش .. 
ضغطت زينة على عينيها كي لا تبكي ثم قالت بجدية 
انا لا يمكن ارجع اكلمه تاني مش هو كان شايفني ضعيفة هوريه اني قويه ازاي ..
ابتسمت نور بحب وقالت 
هنوريه يا حبيبتي وهنخليه يندم ..
ضحكت زينة ببراءة ثم قالت 
والله مش مصدقة اني شفتك اخيرا انا كنت يئست ..
صدقيني يا زينة كان ڠصب عني انا مكنتش قادرة أبص فوشك ..
ليه يا نور ..!
سألتها زينة پصدمة لټنهار نور على الفور باكية بين أحضانها فټحتضنها زينة وتشدد عليها قائلة 
لا يا نور انتي ملكيش ذنب ده قدر ربنا ..
بس انا اللي اقترحت عليكي ده انا اللي قلتلك بلاش تقوليله ...
هطلت دموع زينة من وجنتيها بغزارة ثم قالت بلهجة عذبة 
متعمليش فنفسك كده يا نور عشان خاطري ..
تحررت نور من بين أحضانها وقالت برجاء خالص 
سامحيني يا
 

 


زينة سامحيني ارجوك ..
ربتت زينة على وجنتها بلطف وقالت 
مسامحكي والله يا نور انا اصلا مزعلتش منك عشان اسامحك ...
ابتسمت نور بأمل بينما قالت زينة بمرح 
النهاردة هتنامي فحضني ..
ضحكت نور وقالت 
أمرك يا فندم ..
كانت تقود سيارتها متجهة الى منزلها لقد عادت من عند الطبيبة التي أخبرتها أنها حامل في الشهر الثالث ..
لم تستطع أن تفرح فهذا الحمل قد جاء في وقت غير وقته .. هي حتى غير واثقة من كلام حاتم وما سيفعله ..
حاتم .. ليتها تعلم ما يخطط له ...
جاءها اتصالا هاتفيا من رجل كلفته بتقصي اخباره ليخبرها 
حاتم بيه هيسافر بعد شوية لأمريكا ...
جحظت عينا رنا وقالت 
ازاي يعني ..! هو مش قالي انه سافر النهاردة الصبح ..
هو ده اللي حصل يا رنا هانم .. قدامه ربع ساعة وطيارته تطير  
قالها الرجل بقلة حيلة لتغلق الهاتف في وجهه وتزيد من سرعة سيارتها كي تلحق به ..
يجب أن تصل اليه وتمنعه من السفر وإلا مستقبلها سيتدمر كليا ..
وفي أثناء انشغال بالها بما يحدث وزيادة سرعة قيادتها فقدت سيطرتها على المقود حينما وجدت احدى السيارات تتخطاها لتنقلب السيارة بها ...
جلس زياد ودينا في منزل عائلة زياد بعدما استقبلتهما والدة زياد مرحبة بهم بحرارة شديدة غير مصدقة أن زياد هنا في منزلهم ..
جاء والد زياد بعد لحظات مرحبا بهم قبل أن يجلس معهم ويقول مشيرا الى دينا 
كويس انك جيتي يا دينا كنتي واحشانا اوي ..
ابتسمت دينا وقالت 
وانتوا واحشني اكتر والله ..
هتستقري هنا خلاص مش كده ..!
سألتها والدة زياد لترد دينا بجدية 
لسه مش عارفة هشوف الوضع هنا عامل ايه وأقرر ..
ياريت تستقري هنا يا حبيبتي هننبسط فيكي اووي ..
تطلعت دينا إليها بحب وقالت بإمتنان 
وأنا هتبسط معاكو اكتر ..
حل الصمت بينهم ليقطعه والد زياد متسائلا 
هي رنا فين صحيح ..!
أجابته والدة زياد 
عند صاحبتها هتجي كمان شوية ..
واحشاني اووي والله ..
قالتها دينا بصدق لتبتسم لها والدة زياد ثم تنهض من مكانها وتقول 
انا هقوم اشوف الأكل ...
هاجي معاكي ..
قالتها دينا وهي تنهض من مكانها وتتجه معها الى المطبخ ..
جذبتها والدة زياد نحوها وقالت بجدية 
احكيلي عن زياد يا دينا عايزة اعرف اخباره ايه ..!
أجابتها دينا 
كويس والله متقلقيش ..
إلا أن والدة زياد كانت غير مقتنعة بحديث دينا فقالت 
مش عارفة ليه احساسي غير كده حاسة انه مش كويس متغير عن الأول ..
ده طبيعي يا طنط بعد اللي حصل ..
كله من اللي اسمها زينة دي .. هي السبب فكل ده ..
قالتها والدة زياد بضيق لتقول دينا 
بس هو بيحبها .. بيحبها اوي ..
مطت والدة زياد شفتيها وقالت بملل 
عارفة انوا بيحبها .. بس اكيد هينساها ..
قالت جملتها الاخيرة بثقة لتهتف دينا برجاء خالص 
اتمنى ده ...
طب يلا بينا لأحسن إتأخرنا عليهم ..
قالتها والدة زياد وهي تتحرك الى الخارج تتبعها دينا ..
اقتربت والدة زياد منهما وهي تقول مشيرة إليهما 
حد يتصل برنا يشوف اتأخرت فين ..
وفي نفس اللحظة رن هاتف زوجها برقم غريب ليجيب عليها فيأتيه صوت أحدهم يقول بعملية 
حضرتك والد رنا الشريف .. 
أجابه الأب بتوجس 
ايوه انا خير ..
الانسة رنا عملت حاډث وهي حاليا في المستشفى ..
ثم أعطاه عنوان المشفى لينتفض الاب من مكانه ويقول بلهفة 
جايين حالا ..
سألته والدة زياد بصوت مرتجف قلق 
فيه ايه ..! رنا مالها ..!
اجابهم الأب بتوتر 
بيقولوا انها عملت حاډثة وهي فالمستشفى دلوقتي ..
ايه ..!
صړخت بها والدة زياد لتمسكها دينا مساندة لها بينما قال زياد بلهفة 
لازم نروح حالا .. يلا بينا ..
سار الأربعة بسرعة خارج الفيلا متجهين الى المشفى ...
هناك وصل الأربعة بعد حوالي نصف ساعة ليتجهوا نحو موظفة الإستعلامات ويسألوها عن رنا الشريف ...
أجابتهك موظفة الإستعلامات بجدية 
في الطابق الثالث في غرفة العمليات ..
اتجهوا بسرعة نحو الطابق الثالث وتحديدا اتجاه غرفة العمليات ..
بعد حوالي ربع ساعة كان الأربعة واقفين أمام غرفة العمليات ينتظرون خروج الطبيب منها بلهفة ...
وبالفعل خرج الطبيب بعد اكثر من ساعتين ويبدو عليه علامات الضيق والإرهاق الشديد ..
تقدم منهم وهتف بقوة 
انتوا اهل الانسة رنا الشريف ..! 
لم يستطع والديها الإجابة ليومأ زياد برأسه بينما اكمل الطبيب 
حالتها صعبة اوي احنا قدرنا ننقذ الجنين بس هي للأسف دخلت فغيبوبه لانوا الضړبة كانت شديدة على دماغها ..
تصنم الجميع في أماكنهم محاولين إستيعاب ما تفوه به ليتحدث زياد اولهم 
جنين ايه ..! هي حامل ..!
ايوه انتوا مش عارفين ..
قالها الطببب مستغربا ليهز زياد رأسه نفيا بينما يجلس الاب على الكرسي جانبه
 

 


بوهن ...
أمسكت والدة زياد بيد ابنها محاولة التماسك كي لا تفقد وعيها من هول الصدمة بينما ربتت دينا على ظهره تواسيه ...
استيقظت زينة من نومها على صوت رنين جرس الباب ..
تطلعت الى نور النائمة جانبها بسعادة قبل أن تنهض من فوق سريرها وتتجه مسرعة نحو الباب لفتحها ..
فتحت زينة الباب لتجد والدتها ومريم أمامها ..
قالت بنبرة فرحة وهي تفسح لهما المجال كي يدخلا 
اهلا بيكم ..
دلفت والدة زينة وأختها مريم الى الداخل لتحتضن زينة والدتها وتقبلها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وتقبلها من وجنتيها ايضا وټحتضنها بشوق ..
جلس الثلاثة في صالة الجلوس لتخرج نور من الغرفة وتتجه إليهم وهي تهتف بسعادة 
والله وحشتيني اوي يا طنط ..
واحتضنت والدة زينة وقبلتها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وټحتضنها بشوق وهي تقول 
وحشتيني اوي يا مريوم ...
جلس الثلاثة بعدها يتحدثون في امور شتى حينما سألت زينة والدتها 
هو بابا اللي جابكم هنا ..!
اومأت والدة زينة وهي تجيبها 
ايوه وهيعدي علينا كمان شوية ..
يعني مش هتتغدوا معانا ...
قالتها زينة بحزن لتمسكها والدتها من كفي يديها وتهتف بها 
متزعليش يا زينة .. متزعليش يا حبيبتي ..
اومأت زينة برأسها وهي تجاهد لإخفاء دموعها ليرن هاتف والدتها معلنا عن وصول أبيها فنهضت الأم بسرعة وقالت 
احنا لازم نروح دلوقتي يا زينة ..
تماسكت زينة أماميهما وهي تقول 
طيب يا حبيبتي ..
ردت والدة زينة 
نسيت اقولك اننا هنبيع شقتنا ونشتري شقة فمنطقة تانيه ..
بجد ..
قالتها زينة مستغربة لتومأ الأم برأسها فتقول زينة 
انا هنزل اسلم على بابا معاكي ...
ثم سارت أماميهما وفتحت الباب وهبطت الى الطابق السفلى .. اتجهت خارج العمارة لتجد والدها واقف بجانب سيارته ينتظر خروج والدتها ومريم ..
تفاجئ والد زينة من رؤيتها تقترب منه وهي تبتسم بحنان قبل ان تهتف به 
وحشتني اوي يا بابا ..
ثم احتضنته فلم يستطع ان يمنع نفسه من مبادلتها حضنها وهو يسأل نفسه كيف طاوعه قلبه يوما على أذيتها ..!
ابتعدت عنه والفرحة تغمرها لانها شعرت به يبادلها حضنها لتهتف زينة به 
ايه رأيك تشرب شاي عندي ..!
رد الأب 
مش هقدر عشان عندي شغل وهتأخر عليه ..
.مش ناوي ترضى عني ..!
سألته زينة بشحوب ليتنهد الأب وهو يجيبها 
سيبي كل حاجة لوقتها ..
طفرت الدموع من عينيها ليشعر الأب بالشفقة لأجلها فيحن قلبه عليها ..
هتف الأب أخيرا 
مفيش شقة للبيع قريبة منكم هنا ..
اتسعت عينا زينة الدامعتين لتقول والفرحة تغمرها 
اكيد فيه هشوفلك واقولك ..
ربت الاب على ذراعها بينما هطلت هي دموعها من مقلتيها لكن دموع فرح لا حزن هذه المرة ..
بعد مرور عدة أشهر ..
وقف زياد امام باب الغرفة التي تقطن بها رنا ينظر إليها من خلف الحاجز الزجاجي بحزن ورغما عنه تكونت الدموع داخل عينيه ..
لا يصدق أن من يراها الان ممددة على سرير المشفى ببطن منتفخ هي رنا اخته الوحيدة ومدللته الصغيرة ..
في نفس الوقت شعر بوالده يقترب منه وهو يهتف بنبرة خاڤتة 
هنعمل ايه دلوقتي يا زياد ..! ميعاد ولادتها قرب ..
رد زياد بقوة فهو قد فكر كثيرا بما سيفعله طوال الشهور الفائتة .. لقد كان حريصا ألا يعلم احد بحمل رنا ونبه الطبيب على هذا بينما كان هو يبحث عن حاتم الذي هجر البلاد دون عودة ..
رنا مش حامل يا بابا والطفل اللي هيتولد هيتكتب بإسمي ..
تطلع والده إليه بعدم تصديق قبل أن يفهم بأن هذا الحل الوحيد الموجود امامه ...
اكمل زياد بخشونة 
انا كنت متجوز من كان شهر والطفل اللي هيتولد هو ابني وهيستجل بإسمي وكده محدش هيجيب سيرة رنا بكلمة ..
تنهد الأب وقال 
انا مش عارف اقولك ايه يابني ... بجد مش عارف ..
قاطعه زياد بجدية 
متقولش حاجة يا بابا رنا اختي وانا مسؤول عنها ..
ربت الاب على كتفه قبل ان يحتضنه بقوة ...
كانت زينة تتناول طعام غدائها مع نور التي استقرت معاها في نفس الشقة ..
لقد تحسنت أوضاعها كليا وكذلك علاقتها بعائلتها خاصة بعدما اشتروا شقة في العمارة المقابلة لعمارتها ..
حتى ان والدها طلب منها أن تسكن معهم في نفس الشقة الا انها رفضت هذا فهي قد اعتادت على شقتها هذه وحياتها بها ..
تطلعت نور الى زينة التي تقلب طعامها بشرود لتهتف بحيرة 
مالك يا زينة ..! ساكته ليه..!
نظرت زينة اليها وقالت كاذبة 
مفيش ..
بتفكري فإيه يا زينة ..! اتكلمي ..!
قالتها نور بإصرار فهي تعلم ان وراء شرود زينة الكثير لترد زينة أخيرا 
بفكر فزياد ..
قالت نور بخفوت 
ربنا يعينه اللي هو فيه مش سهل ..
تعرفي اني فكرت اشوفه ..
تعجبت نور
 

 


مما سمعته فهتفت بعدم تصديق 
تشوفيه ..! ليه ..! 
هزت زينة كتفيها وهي تهتف بجدية 
كنت محتاجة اتكلم معاه وأقف جمبه فالشدة اللي هو فيها ..
ثم أكملت بشرود 
هو ياما وقف جمبي وساعدني فعز أزماتي ..
طب روحيله يا زينة .. مستنيه ايه ...!
أجابتها زينة 
خاېفة ومش ضامنة ردة فعله ..
همت نور بالرد الان ان رنين جرس الباب قاطعها فقالت وهي تقوم من على المائدة لفتحه 
خليكي انتي انا هقوم اشوف مين اللي جه ..
فتحت نور الباب لتتفاجئ بشاب طويل وسيم يقف أمامها ينظر إليها بتعجب قبل أن يسألها بحيرة 
هو مش ده بيت مدام زينة ..!
اومأت نور برأسها وهي تجيبه 
ايوه وانا صاحبتها ..
انا ماجد وعاوز اشوفها ..
اتفضل ..
قالتها نور وهي تفسح المجال له للدخول غير منتبهه الاسم الذي قاله لتنهض زينة من مكانها وتسأله مندهشة من وجوده امامها 
ماجد خير فيه ايه ..! 
ممكن نتكلم شوية ..!
اومأت زينة برأسها لتنسحب نور قائلة 
عن اذنكم انا هدخل جوه .
ثم اتجهت الى غرفة النوم ليجلس ماجد امام زينة ويهتف بقوة 
انا جيت عشان اطلب ايدك يا زينة .... انا عايز اتجوزك .
دلف زياد الى غرفته بعد يوم طويل مرهق قضاه بين العمل والمشفى ..
كان يهم بخلع ملابسه ليأخذ حماما سريعا حينما فتحت والدته الباب وولجت الى الداخل تهتف بلهفة 
الحق يا زياد رنا بتولد..
ركض زياد مسرعا خارج المنزل تتبعه والدته ووالده ...
وصلول الى هناك لتخبرهم الممرضة ان رنا في غرفة العمليات تلد بالفعل ...
ظل الثلاثة في الخارج ينتظرون انتهاء الولادة بتوتر ...
خرج الطبيب بعد فترة وعلى وجهه ابتسامة شديدة ليهتف بهم 
مبروك جابت بنت زي القمر وكمان فاقت من الغيبوبة ..
بجد ..!
قالتها الأم غير مصدقة لما سمعته بينما قال زياد بلهفة 
ممكن أشوفها ..
اومأ الطبيب برأسه وقال وهو يهتف به 
احنا حاليا هنحولها للعناية المشددة عشان لسه حالتها مش مستقرة .. تقدر تشوفها كمان ساعة ..
في نفس اللحظة خرجت الممرضة وهي تحمل الطفلة الصغيرة بين يديها لينظر الثلاثة اليها بحيرة وتردد ..
فهذه الطفلة هي ابنة حرام وإن أنكروا ذلك ...
ولكن زياد كان اول من أفاق من حيرته وحمل الطفلة بين يديه ليقترب نحو والدته ويهتف بجدية 
شوفي حفيدتك يا ماما ..
أدمعت عينا الام وهي تقول بحزن 
كان نفسي تجي فوضع غير ده ..
عاتبها زياد 
متقوليش كده يا ماما الطفلة دي ملهاش ذنب وفالنهاية دي بنتنا من دمنا ...
اومأت الأم برأسها وهي تنظر الى الطفلة بحنو بالغ ليهتف زياد بها 
هنسميها ايه ..!
ردت الأم بسرعة 
سيسيليا رنا كانت بتحب الاسم ده اوي ..
ابتسم زياد بحنو وهو يطبع قبلة على جبين الطفلة ويقول 
سيسيليا الشريف ... حفيدتك يا ماما ..
دلف زياد الى غرفة العناية المشددة التي تقطن بها رنا ..
اقترب منها ووقف بجانبها ينظر اليها بحزن ..
فتحت رنا عينيها وقد شعرت بوجوده لتهتف بصوت خاڤت متحشرج 
واخيرا شفتك ..
متتكلميش يا رنا الكلام مش كويس عشانك ..
ردت رنا بإبتسامة شاحبة 
سيبني اتكلم يا زياد جايز دي اخر مرة اتكلم فيها ..
زفر زياد نفسا وقال وهو يمسك كف يدها بكف يده 
متقوليش كده يا رنا .. انتي هتبقي كويسة ..
قاطعته رنا بوهن 
بنتي يا زياد بنتي امانة عندك .. اعتبرها بنتك ومتبخلش عليها فحنيتك ..
كانت رنا تتحدث والدموع تملأ عينيها 
هي ملهاش ذنب فحاجة ...
بنتك هي بنتي متقلقيش عليها ..
قالت رنا بصوت مترجي وقد بدأ نبضها يخفت تدريجيا 
خلي بابا يسامحني .. وماما كمان .. كان نفسي اشوفهم ..
رد زياد بضيق
هتشوفيهم يا رنا متقلقش ..
سامحني يا زياد سامحني على كل حاجة ..
ثم أكملت بدموع لاذعة ونبرة متقطعة بدأت تخفت تدريجيا 
انا عملت كل اللي عملته عشان علي اللي مقدرتش اتخطى مۏته سامحني ارجوك ..
حتى اختفت النبرة تماما وتوقفت نبضات قلبها بشكل نهائي ..
انت بتقول ايه يا ماجد ..!
قالتها زينة بعدم تصديق ليهتف ماجد بجدية 
انا من ساعة معرفت انك اطلقتي من زياد وانا بفكر فالموضوع ده بصي انا عارف اني مستحقكيش بس اوعدك اني هسعدك يا زينة وأعوضك عن اي شيء سيء عشتيه بسببي او بسبب غيري ..
كانت زينة تستمع اليه غير مستوعبه ما يتفوه به .. 
بس انا بحب زياد وانت بتحب خطيبتك ...
رد عليها بهدوء 
زينة انا وخطيبتي سبنا بعض وده مش معناه اني بعمل كده عشان سابتني لا ابدا انا محتاجك بجد ونفسي توافقي ونكمل حياتنا مع بعض ..
زفرت زينة أنفاسها وقالت 
للاسف صعب يا ماجد انا مش هتجوز حد وانا بحب غيره ومتقوليش انوا الزمن
 

 


هينسينا لانوا مفيش حاجة مضمونه .. وانا مرتاحة فحياتي حاليا وحتى اتصالحت مع اهلي انا عارفة انوا الي مريت بيه مش سهل وانك لسه پتتعذب بسببي وانا والله لو كنت قادرة اساعدك كنت هعمل .. ماجد انا نفسي اسامحك من قلبي بس مش قادرة جايز فيوم قلبي يعفو عنك بس لحد الوقت ده مش هقدر اتجوزك او اقرب منك ..
ده اخر كلام عندك ..!
سألها بنبرة خاڤتة لترد عليه بإيماءة من رأسها فينهض هو من مكانه ويقول 
زي ما تحبي يا زينة براحتك اكيد ..
ثم اكمل 
بس عايز اقولك انك انسانه رقيقة وعملة نادرة فالزمن ده واني مهما عملت مش هقدر أوفيكي حقك ..
ابتسمت زينة بضعف بينما تحرك هو خارج الشقة لتخرج نور من غرفتها بعد سمعت صوت باب الشقة يفتح ويغلق وتتقدم نحوها هاتفه بعدم تصديق 
هو ده ماجد نفسه اللي ..!
اومأت زينة برأسها لتزفر نور نفسها وتهتف بها 
كان عايز منك ايه ..!
ردت زينة بشرود 
كان عايز يتجوزني ..
والله ..!
قالتها بتعجب من ثقته الشديدة لتهز زينة رأسها قبل ان تجلس على كرسيها بوهن ..
مرت أيام العزاء ثقيلة للغاية عليه ..
انتهت اخيرا ليجلس في غرفته بشرود ...
لقد رحلت اخته بلا عودة ..
رحلت وتركته وحيدا ..
والدته أيضا اصيبت بالشلل نتيجة جلطة دماغية فهي لم تتحمل مۏت ابنتها الوحيدة ..
كل شيء حول سيء للغاية ...
أغمض عينيه محاولا ألا يبكي ..
فهو لا يحب أن يبكي ابدا ...
حتى في أسوأ الأوقات ..
نهض من فوق سريره واتجه الى غرفة اخته رنا ليجد طفلتها هناك ممددة على سريرها والخادمة بجانبها تلعب معها ...
نهضت الخادمة ما إن رأته يقترب منهما فاسحة له المجال كي يجلس بجانب لطفلة ..
جلس زياد بجانبها وأخذ يتأملها بحنو بالغ كانت جميلة للغاية وصغيرة .. 
ماذا سيفعل وكيف سيربيها وحده ..!
هذه الطفلة الصغيرة بحاجة لأم ترعاها وتهتم بها ..
مد إبهامه يتلمس خدها الرقيق الناعم قبل أن تنزلق دمعه غادرة من عينه ...
طبع قبلة دافئة على جبين الطفلة قبل ان ينسحب من غرفتها ويعود الى غرفته ..
جلس على سريره وحمل هاتفه ليجد اتصالا من زينة ...
فاجأه اتصالها فهو لو يرها او يتحدث معها منذ يوم طلاقهما ...
اي منذ اكثر من ستة شهور ...
حتى لم بعد يراقبها او يهتم بمعرفة اخبارها منذ وقت حاډثة رنا ..
هم بإعادة الموبايل الى مكانه حينما رن هاتفه مرة اخرى بإسمها ..
ضغط على زر الاجابة ليأتيه صوتها الناعم 
زياد انت كويس ..
وكأن نعومة صوتها ورقتها فجرت براكين الألم داخله لينهار باكيا دون أن يصدر صوتا..
زياد انت كويس ..!
كانت تسأله بقلق وخوف صادق ليغلق الهاتف في وجهها دون رد وهو مستمر في بكائه ..
بعد مرور ثلاثة اشهر ..
كان جالسا في حديقة منزله الجديد والذي اشتراه مؤخرا محاولا الابتعاد عن جميع الذكريات التي تؤرقه ...
ففي ذلك المنزل فقد الكثير ولم يعد يتحمل أن يفقد أكثر ...
كان يعمل على حاسوبه بينما الصغيرة سيسيليا تجلس في عربتها أمامه ..
لقد عاهد نفسه أن يهتم بتربيتها جيدا ويجعلها سعيدة مهما كلفه الأمر ..
وهاهو بعد ثلاثة اشهر استقر في حياته معها منحيا الحزن جانبا ...
توقفت الخادمة امامه وهتفت به  
فيه وحدة عايزة تشوفك يا فندم ..
مين ...!
سألها زياد بحيرة لتقترب زينة منه وتهتف به 
انا ..
نهض زياد من مكانه هاتفا بنبرة غير مصدقة وجودها امامه 
زينة ..!!
انسحبت الخادمة من أمامهما بينما اقتربت زينة منه تهتف بحب 
وحشتني ...
صمت ولم يرد عليها لتكمل بنبرة ضعيفة 
كده هنا عليك تبعد عني كل ده يا زياد ...
تأملت وجهه الحزين الشاحب بينما يرد عليها 
كنتي عايزاني اعمل ايه يا زينة ...! 
ردت بنبرة معاتبة 
تكلمني ..
لم يرد عليها بينما قالت زينة مكملة حديثها 
زياد انا بحبك وانت عارف كده ..
رد عليها بفتور 
عمري محسيتها يا زينة ..٠
قالت بحزن 
عشان انت مش عايز تحسها ...
صمت ولم يرد لتمسح يده قائلة 
اديني فرصة يا زياد اثبتلك حبي ...
تنهد بحرارة ثم قال أخيرا بعد تفكير امتد لأكثر من ثلاث دقائق 
تمام يا زينة ..
ابتسمت بأمل ثم ما لبثت ان نظرت الى الفتاة لتقترب منها وتنحني نحوها وهي تهتف بحب 
يا روحي اسمها ايه ..!
سيسيليا .. سيسيليا زياد الشريف ..
ابتلعت زينة صډمتها حينما ذكر اسمه بجانب اسمها وهتفت بمزاح 
ملقتش اطول من الاسم ده يا زياد ...
بينما ضحك زياد بخفوت رغما عنه ...
بعد مرور ست سنوات ...
بابا ماما انتوا فين ..! انا طلعت الأولى .. فين الهدية بتاعتي ..!
خرجت زينة من غرفتها وركضت نحوها لټحتضنها بحب وهي تهتف بسعادة بالغة 
مبروك يا حبيبتي مبروك يا سيلي ..
قرصتها سيسيليا من
وجنتها وقالت 
طلعت الاولى زي ما وعدتك ..
وهديتك هتوصلك فأقرب وقت ...
ضحكت سيسيليا بسعادة بينما خرج زياد من مكتبه بعدما انهى اتصالا مع احد شركائه ليهتف بجدية 
ايه الاصوات العالية دي ..!
ليجد زينة تحتضن سيسيليا وهي تضحك بينما تهتف الصغيرة بمرح 
ده انا يا بابا طلعت الاولى .. 
اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه مقبلا اياها من وجنتيها هاتفا بحب 
مبروك يا حبيبتي الف مبروك ..
ابتسمت الصغيرة بينما اكمل زياد بجدية 
بما انوا هدية ماما بقت معروفة فاضل هديتي ..
ايه هي .!
سألته الصغيرة بفضول بينما نظرت اليه زينة بترقب ليكمل زياد بجدية 
احنا هنطلع رحلة لروما كمان يومين ..
قفزت سيسيليا من مكانها وهي تهتف بفرحة عامة 
وأخيرا يعيش بابا ...
بينما احتضنها كلا من زياد وزينة بقوة ..
تمت بحمد الله